عمر حمد ( 1310 - 1335 هـ) ( 1892 - 1916 م)
ولد عمر حمد في بيروت حوالي سنة 1311 هـ . وجده السيد حمد مصري الأصل هاجر إلى لبنان في زمن الأمير بشير الشهابي. وكان في الثامنة من عمره وختم القرآن الكريم على يد الشيخ شاتيلا المعروف. توفي والده مصطفى حمد قبل أن يصل التاسعة من عمره ، فترك المدرسة واشتغل في السوق لأربع سنوات. ثم دخل الكلية الإسلامية ، وفي سنة 1912 أتم دروسه ونال ”البكالوريا“. وعمل في نفس المكان معلما للعربية وتاريخ الإسلام في القسم الاستعدادي. وكان أيضا يحرر في بعض الصحف المحلية. ثم نشبت الحرب العامة ، فذهب إلى دمشق بصفة ضابط احتياط. ومكث فيها ثلاثة أشهر. وكان الطاغية جمال باشا قد بدأ بمشروعه الدموي. وكان من بين الملاحقين عبدالغني العريسي والأمير عارف الشهابي وعمر حمد. وهرب الثلاثة في بدء سنة 1915 بثياب البدو نحو البادية العربية. وبعد ثمانية أشهر قبض عليهم الأتراك في مداين صالح قبل أن يصلوا إلى أم القرى ” مهد الثورة ”. أودع الشاعر نحو أربعة أشهر في سجن عاليه . وفي السادس من أيار سنة 1916 قادهم الجلاد مع رفاقه إلى ساحة الشهداء في بيروت. وهناك لقي مصيره المحتوم على أعواد المشانق.
سيرة الشاعر
عمر مصطفى حمد. ولد في بيروت، وفيها صعدت روحه إلى بارئها شهيدًا. عاش في لبنان وسورية. حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ شاتيلا في الطفولة، ثم ألحق بالكلية الإسلامية في بيروت بعد أن اكتشف القائمون عليها ذكاءَه ونبوغه، فحصل على الشهادة الثانوية عام 1912، والتي تأهل بعدها لمواصلة دراسته للغة العربية وتاريخ الإسلام في الكلية نفسها. عمل في مجال التجارة مدة أربعة أعوام، وبعد حصوله على شهادة الثانوية شارك في تحرير الصحف المحلية، وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عين ضابطًا احتياطيًا ونقل إلى دمشق، فمكث فيها ثلاثة أشهر، وما إن بدأ جمال السفاح في القبض على الأحرار من الشباب العرب وإيداعهم السجن في بلدة عاليه حتى فرَّ مع رفاقه إلى البادية وظل مختبئًا فيها قرابة ثمانية أشهر. قبض الأتراك عليه مع رفاقه في بلدة مدائن صالح واقتادوهم إلى سجن عاليه، وهناك أمضى نحو أربعة أشهر، وفي فجر اليوم السادس من مايو عام 1916 جيء به مع رفاقه إلى بيروت، وأعدموا مع شهداء القافلة الثانية ولما يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره.
الإنتاج الشعري: - له ديوان عنوانه «ديوان الشهيد عمر حمد» - مطبعة وزنكوغراف طبارة - بيروت 1969، وأورد له كتاب «الشاعر الشهيد عمر حمد» العديد من القصائد والمقطوعات الشعرية، ونشرت له مجلة «المنارة» - العدد (57) - بعض أشعاره. شاعر قومي، يدور شعره حول الفخر بالماضي العربي التليد، داعيًا إلى استعادته وابتعاث قيمه التي علّمت العالم وأسست لحضارته، كما دعا إلى الثورة على الظلم ومواجهة المعتدين، وله شعر يمجد فيه خُطا الأحرار من أبناء هذه الأمة، يميل إلى التأمل والشكوى، ويغالبه الحنين إلى مواطن الأحبة وذكريات الشباب، وله شعر في الرثاء، وكتب في المدح والإشادة. يبدو تأثره البالغ بتراثه الشعري القديم خاصة المتنبي الذي تسري أنفاسه الشعرية عبر أنساقه وتراكيبه، وما اهتم به من مضامين، وكتب في الحكمة والاعتبار، وله شعر في رثاء العهود فيما يشبه رثاء المدن والممالك في الشعر الأندلسي. تميز بنفس شعري طويل، واتسمت لغته بالطواعية مع قوة في العبارة، وجهارة في الصوت، وفسحة في الخيال، مع ميلها - في كثير من الأحيان - إلى البث المباشر. التزم عمود الشعر إطارًا في بناء قصائده.
مصادر الدراسة: 1 - أدهم آل جندي: شهداء الحرب العالمية الكبرى - مطبعة العروبة - دمشق 1960. 2 - سعد صائب: الشاعر الشهيد عمر حمد - مطابع الإدارة السياسية للجيش العربي السوري - دمشق 1986. 3 - عمر فاخوري: مقدمة ديوان المترجم له. 4 - مير بصري: أعلام الوطنية والقومية العربية - دار الحكمة - لندن 1999. عناوين القصائد: المحيي المميت حُلَّ العقال شكوى الزّمان