عمر موسى باشا (مواليد حماة 1925) هو أديب كاتب وأكاديمي محقق وشاعر سوري، له الكثير من المؤلفات الأدبية والتحقيقات العلمية والشعر فتفنن بكافة هذه الأصناف.
يعتبر من سابقي عصره في الكشف عن التراث الأدبي الضخم في العصور الأيوبية والمملوكية الذي كان بمعظمه مخطوطا بعد ولم يكن قد تناوله الدارسون قبله بشكل جدي فأبرز شعراءه وأجلى الغبار عن كنوز ثمينة ورفع الظلم عن حقبة كاملة من تاريخ الأدب العربي وخرج جيلا كاملا من الأساتذة الأدباء حملوا المشعل معه في سبيل إكمال الشخصية الأدبية العربية التي ننتمي إليها.
تخرج في جامعة دمشق حاملاً الإجازة في اللغة العربية عام 1953 ثم نال دبلوم التربية من المعهد العالي للمعلمين في العام نفسه، ودبلوماً في المخطوطات من باريس عام 1972 والماجستير من جامعة القاهرة عام 1961 والدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1964. عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق بسورياورئيساً للقسم نفسه، ومستشاراً في الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية بباريس، وفي جمعية نشر اللغة العربية في كراتشي، كما حضر مؤتمرات وملتقيات عدة في العالم.وهو عضو جمعية البحوث والدراسات.
و من معجم الشعراءل مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري
عمر موسى باشا الدكتور عمر محمد علي موسى باشا (سورية). ولد عام 1925 في جورة حوّا بمدينة أبي الفداء ـ حماة. ختم القرآن الكريم، في الخامسة من عمره، ثم حصل على الإجازة في الآداب من جامعة دمشق، والدبلوم في التربية 1953، والماجستير في الآداب من جامعة القاهرة 1961، والدكتوراه 1964، ودبلوم المخطوطات من باريس 1972. عمل مدرساً بالثانويات ثم بكلية الآداب بجامعة دمشق 1965، ووصل إلى درجة أستاذ 1978. مستشار في الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية بباريس، ومقرر جمعية البحوث والدراسات، وعضو اتحاد الكتاب العرب، ونقابة المعلمين . شارك في العديد من المؤتمرات في باريس، الجزائر، الصين، حلب، المغرب، اللاذقية، باكستان وإيران. نشر الكثير من أبحاثه ومقالاته في المجلات المتخصصة. دواوينه الشعرية : عذارى 1948 ـ أوراق مسافر 1985. مؤلفاته : منها: ابن نباتة المصري ـ ابن النقيب ـ العفيف التلمساني ـ الأدب في بلاد الشام ـ الأدب العربي في العصر المملوكي ـ نظرات جديدة في غفران أبي العلاء ـ ملامح من الوجود العربي، وعدد من المخطوطات المحققة، منها : آداب المؤاكلة لبدر الدين الغزي ـ آداب العشرة لبدر الدين الغزي . ممن كتبوا عنه : سمر روحي فيصل، وثابت يوسف ورياض محناية. عنوانه : دمشق ـ المهاجرين ـ شطّة ـ عاطف ـ الجادة الثانية رقم 143 ـ الطابق الثاني.
قصيدة نــــعــــش (الخــلــــــود)
قد كفى قلبي نحيباً في صباحي ومسائِي
إنني أبكي حبيباً ضَمَّه لحد الفناء
ليس لي إلا دموع وابتهال للسماء
وصلاة طول ليلي، كصلاة الأنبياء
أنت ذِكْرَى سوف تبقى في رؤى أعماق نفسي
هذه أمي تنادي : قد رُزئنا يا صفيَّهْ!
يا عليّهْ! أين أنت الآن منا? يا عليه?!
هي صغرى آل موسى، هي أخت لفتيّه
غسلوها، كفّنوها, دفنوها في العشية
هكذا كانت، وآضت روحها في العرش تمسي
قد سرى النعش أصيلاً بين أشباح القبورِ
أضحت الدنيا ظلاماً, ليس فيها أي نورِ
إنها الأشجان سكرى تتعالى في الصدورِ
ودموع .. فيض نفسي قد أريقت من شعوري
هي ورد لم يفتّح صوَّحتها ريح أمسي
إنها لم تلق شيئاً من تصاريف الحياة
ضمّها لحد المنايا هامساً لحنَ الممات
غادروها في ثراها بالدموع الْمُسبَلات
وأنا أُفردت وحدي في الهموم الطارقات
لأواسيها بليل ليس فيه غيرُ بؤسي
هُدهُد الفردوس أسرى وتوارى في الرحابْ
وذراني في همومي بين أشباح العذاب
ليت شعري! ما وراء الكون في يوم الحساب?
أين أمضي وأولِّي بعد هجران الصحاب?
لهف نفسي! أي سر قد طواه ليل رمسي!?
تلك أختي اليوم أَسْرَت في دروب مقفرات
ليت شعري! ما حياتي? إن عرس الموت آت
ما وجودي? ما خلودي? لست أدري كنه ذاتي
إن هذا الكون خلق فيه بعث الكائنات
أيها الهدهد مهلاً ليس يعلو غير جرْسي
رفرف الطير حزيناً فوق رمس وبكاه
وهفا النجم شجيّاً كاد يخبو من أساه
شحب البدر كئيباً واختفى حتى سناه
ودهى الكونَ ظلامٌ بات ينعى من شجاه
وَعَرا نفسي انقباض واختفى في الليل همسي
ليس غيري عند قبر يرسل الآهات سكرى
قد غفا الناس وإني كنت أقضي الليل سهرا
كنت وحدي في شجوني أسمع الأموات ذكرى
إنها ذكرى ملاك كان طفلا ً ثم أسرى
ضمه الموت فأضحى رهن قبر فيه يمسي
من قصيدة: القبلـــة الأخـــــيرة
أي طيف رأيته في منامي
كملاك مرفرفٍ في سمائه
أي طيف قد عادني في سقامي
جاء صبّا على شفا من فنائه
طاف حولي خيالها يتهادى
مثل بدر في هالة يوم تِمِّه
وفؤادي في يأسه قد تمادى
يتلظى في بؤسه كلَّ يومه
كم ليال سُهِّدتها من شجوني
ونجوم رعيْتُها في نواك
ضاع عمري محطماً في منوني
أي ذنب جنيته في هواك?
ذكريات حلمتها حين كنا
نتهادى في روضنا كالظِّباء
حين غنت طيوره من هوانا
لحن قلب متيَّم في المساء
ما التصاوير ? ما جلال السماء?
كل حسن لمحته في سناك
أنت شمس تألقت في الفضاء
أنت مني رفيعة كالسماك
ناوليني قيثارتي لأغني
أسمعيني قصائدي في الخلود
إن قلبي مهشم ضاع مني
يائس من حياته في الوجود
لا تراعي تقرَّبي من خيال
حائر في الظلام يرعى النجوما
يتلظى فؤاده في ليال
كان فيها مسهّداً وسؤوما
ارحميني ترفقي يا ملاكا
فاض سحراً مُمَوَّجاً أبديا
قد تهادى بموكب يتشاكى
وهو يشدو غناءه السرمديا