الرئيسيةعريقبحث

عمر يحيى


☰ جدول المحتويات


عمر يحيى الفرجي
عمر يحيى الفرجي.jpg
صورة لعمر يحيى الفرجي

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1899 
تاريخ الوفاة سنة 1979 (79–80 سنة) 
الحياة العملية
المهنة شاعر 


حياته

ولد الأستاذ الشاعر الأديب العلامة عمر يحيى Omar Yahya Al-Faragi الفـَرَجي رحمه الله في مدينة حماة عام  1899[1]، والده الشيخ العالم الصالح يحيى الفرجي وأخواله من آل شاكر، توفي والده الشيخ يحيى وكان عُمَرُ طفلاً في الثالثة من عمره وبعد شهرين توفيت والدته فذاق منذ نعومة أظفاره مرارة اليتم وقسوة الحياة، واحتضنه بعدها ابن عمته السيد نعمان أسعد الكيلاني وكان من العلماء البارعين في الفقه والنحو والفرائض فحفظ وهو لايزال طفلاً القـرآن الكـريم والآجُرّومِيَّة في النحو والصرف  و الرحبية في الفرائض وقسماً كبيراً من ألفية ابن مالك.

كان كثير المطالعة لكل ماتقع عليه يداه من كتب التاريخ والأدب، تتلمذ في سني دراسته الأولى على يد الشيخ العلامة الأديب أحمد الدرويش في جامع الشيخ إبراهيم في حماة، وتابع دراسته في مدرسة إعدادي حماة وكان معه على مقاعدها آنذاك رفيقا طفولته شـاعر العاصي بدر الدين الحامد والقاضي الشاعر إبراهيم العظم، أما دراسته الثانوية فقد أمضاها  في الكلية الصلاحية في القدس وكان من لداته المعروفين الأديب قدري العمر والمجاهد عثمان الحوراني وقد تتلمذوا هناك مع رفاق دراستهم على أيدي نخبة المفكرين والأدباء المعروفين في بلاد الشام في تلك الحقبة أمثال اسعاف النشاشيبي والشيخ بدر الدين النعساني وأمين سويد ومحمد رستم والشيخ أمين الغوري والشيخ موسى البديري ووهبي الوفائي وجودة الهاشمي و في هذه الفترة درس عمر يحيى الآداب العربية والفرنسية والفارسية  وبقي في القدس إلى أن دخلها الجيش العربي فعاد مع أصدقائه إلى حماة وعمل معلماً في المعارف آنذاك، وبعد دخول الجيش الفرنسي إلى سورية انتسب مع أصدقائه إلى النادي الأدبي الذي كان رئيسه الدكتور المجاهد صالح قنباز ومعاونه الدكتور توفيق الشيشكلي، وفي عام 1924 انتقل الشاعر عمر يحيى بعد أن رفض قرار نقله إلى خارج حماة إلى مدرسة دار العلم والتربية حيث قضى فترة من أخصب فترات حياته علماً وعملاً وجهاداً.

في عام  1930  انتقل عمر يحيى إلى البحرين بطلب من ساطع الحصري الذي كان رئيساً للمعارف العراقية آنذاك ملتحقاً برفيقه الأستاذ عثمان الحوراني وبقيا هناك ستة أشهر إلى أن اضطرت السلطات الإنكليزية إلى إخراجهما ليلاً إلى عُمان منفيين بتهمة تنبيه الأفكار وعرض حقيقة الإنكليز ودسائسهم ولما رأته السلطات من مظاهرات لاعهد لها بها، وبعد أسبوعين من الإقامة في عمان أبحرا إلى الهند حيث بقيا فيها شهراً ونصف  شهر  غادراها بعدها إلى بغداد فقضيا فيها ثلاثة أشهر  رجعا  بعدها إلى حماة حيث عاد عمر يحيى مدرساً في مدرسة دار العلم والتربية.


في عام  1934 انتقل رحمه الله إلى  أنطاكية وأقام فيها سنتين يدرس في مدارسها ومعاهدها وعانى في أثنائها مع رفاقه وتلامذته مأساة سلب اللواء وسلخه عن الوطن الأم، و عاد بعدها إلى حلب مدرساً في ثانويتي المأمون (التجهيز الأولى ) ومعاوية حتى عام  1950  إذ عاد فيه إلى حماة مديراً للمعارف، وفي عام 1957 نقل مدرساً للغة العربية في ثانوية عائشة لمدة عام واحد نقل بعدها مديراً للمعارف في حمص لمدة عام واحد وأحيل إلى التقاعد عام  1960، وبعدها انتقل إلى مدينة حلب مدرساً للغة العربية وآدابها في مدارسها الخاصة ( الثانوية الشرعية ومعهد الأخوة ومعهد حلب العلمي).

في عام 1966  افتتحت في جامعة حلب كلية الآداب ( قسم اللغة العربية ) وكانت تسمى كلية اللغات فاختير عمر يحيى من قبل المشرفين على القسم، وكانوا كلهم ممن تعلموا اللغة العربية وآدابها على يديه، لتدريس مادتي النحو والعروض واستمر على ذلك سبع سنوات حتى عام  1973 إذ أثقل كاهله  المرض فأنهى مشواره التعليمي بعد أكثر من خمسين عاماً قضاها في خدمة التربية والتعليم كان فيها الكاتب الكبير  والشاعر الجريء والمعلم الكبير والمناضل الثائر. 

كان عمر يحيى موسوعياً في علمه بآداب اللغة العربية وتاريخها، ألم بكل دقائقها، أحبها وعشقها فكان حتى انتقاله إلى جوار ربه مرجعاً لكل من قصـده في أي مسألة تتعلق  بها أو بتاريخها، أجاد اللغات الفرنسية والفارسية وألم بالتركية والإنكليزية، كانت أشعاره وكتاباته ترافقه وتنبع من معاناته للواقع الذي كان يعيشه وأشعاره في القدس وثورة البراق وميسلون ومجاهدة  المستعمر الفرنسي والجهاد في البحرين وعمان وأحوال الهند وسلب اللواء ومأساة فلسطين وغيرها أكبر دليل على ذلك. عاش عمر يحيى في سنواته الأخيرة مع أهله وتلامذته وأحبابه حياة هانئة متنقلاً بين مدينتي حماة وحلب إلى أن انتقل إلى جوار ربه في حماة في 14 شباط 1979.

المؤلفات

  1. ديوان البراعم 1936
  2. كتب تسهيل الإملاء( مع أسعد طلس ولطفي الصقال ) 1938
  3. الرائد في الأدب العربي (مع احسان النص و خليل هنداوي ) المطبعة الهاشميه 1948
  4. رسسالة موجزة في العروض .
  5. كتاب تبسيط العروض (مع شوقي الكيلاني) المطبعة الهاشمية، دمشق 1949
  6. العديد من المقالات والترجمات في العشرينيات والثلاثينيات في مجلتي الكشاف والحديث
  7. شارك مع الدكتور فخر الدين قباوة في تحقيق كتاب (الوافي في العروض والقوافي) دار الفكر 1970
  8. ألقى العديد من المحاضرات في المراكز الثقافية في مدينتي حماة وحلب
  9. راجع العديد من رسالات الدكتوراة والماجستير لطلابه
  10. ديوان عمر يحيى، الجزء الأول، وزارة الثقافة السورية 1980
  11. ديوان عمر يحيى، الجزء الثاني، وزارة الثقافة السورية 1988

شعره

التزم الشاعر قواعد المنهج التقليدي في الشعر العربي وأمتازت لغته بالجزالة كان شعره حماسيا قويا نبه فيه الغافين وحمل فيه على الطاغين.

للشاعر ثلاثة دواوين مطبوعة، اخترنا منها مقاطع من قصائد ألقاها في مناسبات مختلفة :

الجـــــلاء

[1]

شُقَّ جَيْبُ الليل عن بيض الأمانيفاخفِقي يارايتي بيـن المغانـي
واشمخي فـوقَ السُّـها رفّـافـةً إنه صبحٌ سرى سامي المعانـي
أشـرق الحـقُّ علـى مَفـرِقـه هالةُ الغـار وتخليــدُ الزمـان
ومشى نَـيْسانُ فـي موكبِــه باسـمَ الثـغر يُغنّـيه التّهانـي
ينفضُ الإغْـفاءَ عــن مقلتـهنـورُه الرافلُ في ظـلّ الأماني
و لأنفـاسِ الضحـى تَرنيمـةٌ تبعثُ النّـشوة في كل مكـان
ينسُـج الفـنُّ على إيقـاعـهاهمَساتِ الروح في تـلك الجِنان
بهجةُ الفجـر وألحان الضـحىونشيد المجـد يسمـو باتّـزان
فيصـلٌ عـاد إلـى إيـوانـه مشـرِقَ التاجِ مُلـيحاً بالبنَـان
و صلاح الدين عاد في جَحْـفَله عارضُ الرُّمح على ظهْر الحصان
يلمـح التاريخُ فـي نَظْـرتـه بَسمةَ الظافـر في الحرب العَوان
سقط الباغـي علـى أقدامـه داميَ الجرح سقوطَ الأفْعُـوان
أمة هـبّت تناغـي مجدهـا تَصطلي النار ووقْـع الهُـنْدُواني
تشهد الماضي طيوفـاً زانَهـاشادةُ المجـد وآسـادُ المِتَـانِ
غَضِبتْ أمـس علـى غاصِـبها غضبـةً عنـها رواها الثّـقلان
حسِبـوها نسيـتْ تاريخـها و قضى الظلمُ عليـها باللّيـان
ونسوا ما قدّمت في تاريخـها في مغانيها ومن فحلٍ هِجَـان
في روابـي ميسـلونٍ بطـلٌ و رُبى العاصي من الأبطال ثاني
وفتـى الشّـهباء في مَرْقَـده يذمـرُ الفرسان في يوم الرّهان
و على الغوطـة مـن أبنائها علَم يسـمو على هامِ الرّعان
ولكم شِلْـوٍ ينـادي ثـأره مزَّقـوه فـي حَـنايا البرلمـان
ما الضحايا؟إنها تاجٌ علىمفـرِق الآباد رمـزُ المتفانـي
ثارتِ الأجيال مـن رقْدتـها فغدت تهزأ بالنِكْـس الجَبـان
هذه الروض ارتدت سندُسَها وغـدا الـوردُ نجيَّ الأقحوان
يا رياضاً طيبُ ريّاها غـداوتـرَ الفنِّ وترجيـعَ البيـان
عاد ماضيها إلى ما كان مننَضْـرةٍ تحلو وطيـبٍ و أغان
ترقُص الأحلام في ظل الهوىوتُعاطي شَـرْبَها خمرُ الدّنان
غمغمـات من غـرامٍ و رُؤى سـاحراتٌ نغمـاتٌ مـن حنان
الحِمى جُنّ بأعراس العلـىوالمنى افترَّت سروراً عن جُمان
مِهرجانٌ رفرفرتْ رايـاتـهأيـن من ألحانه عزف القيـان
بسم الدهـر له وابتسمـتأمّـةٌ ثكلى بـردّ الصّولجـان


شــهداء فلسطـين الأول

[2]

أثـر على كـرّ الزمان مَثـولُ مُهَجُ الشباب على الصليب تَسيلُ
يا مأتماً فيـه العروبةُ تنثني كَلْمـى يعاودهـا الأسى فتميل
ذكراك لاتنفكّ تُلحـفنا الأسى تتقادم الأحـزانُ وهي فَعـولُ
قد سجّـلتْ فيـك العدالة أنها ظلمٌ و إن لم يُجْـدِها التسجيلُ
صَبـراً يُـقادُ إلـى المنيّةِ فتيةٌ ما منهـمُ إلاّ أبـلُّ حَمـولُ
تالله لاتنسـى البـلاد مصابـها بهم وإن عزَّ البلاد دخيـلُ
شـرّ العـداوة في الحياة عداوة فيها قتيلٌ أو دمٌ مطلـول
تلك الضحايا لم تكن إلاّ صُوىً فيها لطلاّب الحياة دليل
لقوافل الشهداء حادٍ ماحـدىإلا تحرّك من نِـداه الجيـل
"لايسلم الشرف الرفيع من الأذى" حتى تروعَ قذائف و صليل
ما كانت الشهداءُ رائدَ أمــةٍو تعددت إلاّ دنا المأمـول
ولكم شهيدٍ بالدماء مُضَـرَّجٍ لبّى فسار على هُداهُ قبيـل
أما الخلـود فأنتم أولـى بـه مادام يوماً للطمـوح مَميلُ
إن الدم المُهـراقَ خير ُ وسيلةٍ بيد البنين مع الزمان تَحُول
فَلْيَمْضِ الاستعمار فـي تعذيبه فاليومُ أقرب و الجهاد كفيل
أمنَ العدالةأن نُساقَ إلى الردى عند الدفاع وإلبنا مشمول
أمن التَّـمَدْيُن أن يدافع ماجد عن حوضـه فينالَه التمثيل
ومن الغريب بأن تكون حقوقنا بُطلاً وباطـلُ غيرنا مقبول

هذا جزء من قصيدة طويلة( 43بيت ) نشرت في ديوان البراعم 1929 ، وفي الصفحة 34 من الجزء الأول، مطبوعات وزارة الثقافة 1981 ـ دمشق

البحـــرين

{{بيت|مرحى ! وأمّا الإنجلـيز فإنّهم |أهل البلاد، وأهـلها أيتامُها

قالواإلى الهند المسيـر فأنتـمغرباء في البحرين لا أرحامُها
الواغلـون الشاربون دمـاءها الغاصبون لها وهـم هُـدّامُـها
والأرض إن نام الحماةُ يكون من حظ الذئاب العاسلات سَوامها
راعَ المغيرَ بأن نُهيبَ بشعـبناويـودّ أن لو لم يفقْ نُـوّامها
ورأى بنا ظمأً إلـى إيقاظهـا من نومها فأمـضَّه إقـدامُها
هذي السَّفين مُعدّةٌ لرَوَاحكم في ليلة طَخْـياءَ عَمَّ ظَلامُـها
إبعادكم يُـبْقي علـى آمالنا وبقاؤكـم يحيا بـه إبرامُـها


هذا جزء من قصيدة طويلة (36 بيت)يتحدث فيها الشاعر عن المعاناة التي واجهها مع زميله عثمان الحوراني اثناء وجودهما في البحرين ، ثم الأمر بنفيهما ليلاً على سفينة إلى عمان|الصفحة 218 من الجزء الأول من الديوان ، مطبوعات وزارة الثقافة 1981 دمشق

المولـــد النبوي

يوم تلوح على الزمان سـعودهوترف في أفق الخلود بنودُهُ
يوفي فيشرق في النفوس سـناؤهويعيد ثائرة القلوب وروده
سجع الحمائم في الرياض يؤمّها كلـف بماض يطّبيه نشيده
ولد الهدى لما ولـدت فرفرفـتراياته وحنـت عـليك جنوده
وتطاولـت شـرفاً إليك كماتهومَضَتْ تُعِدُّ لك الشَتاء أسوده
نسبٌ كأن عليه من شمس الضُّحىنوراً يشق دجى الخطوب عموده
جبريل يحرس مهد يُتمك والذي جـبريلُ يحرسه يروع هجوده
البِشْـر يعلو ثَـغرَه ،وفؤاده مأوى الجلال ، هبوطه وصعوده
إن العظيم يجل عن توصـيفه كالعبـقرية، مشكل تحديـده
لله سر في علاك وإن هذى الـهاذي وأسرف في علاك وعيده


جزء من قصيدة طويلة(25 بيت) في مدح محمد صلى الله عليه وسلم ، الصفحة 122 من الجزء الأول من الديوان , مطبوعات وزارة الثقافة السورية 1981 دمشق

فــي الهــنــد

لستُ في باريزَ، باريزُ لمـنيألف اللهـو و يهوَى المُتْرَفيـن
أنا في الهند أرى الشرق وما في حناياهُ مـن الـداء الدفيـن
ضاقَ صدر الشَّرق عن أبنائه وحـوى من قادة الغـرب مئيـن
أي ربع من حمى الشرق بلا ظالٍم يؤذي وشعـب مسـتكيـن
كلّما رُدْنا مكاناً كشَّـروا لك عـن أنيـاب مَـلاّك أميـن
ذادةٌ عن دارنـا يا أيهاْ الشْــ شَرْقُ هـم بُنْؤننا في كـلّ حيـن
ليس بِـدعاً أن ترانا عندهم في زوايا دارنـا مستعبَـديـن
فلكمْ تألَـمُ لمـاأن تـرى بقـراً ترعى وأقواماً تـهـون
ولكم تبكي إذا شاهدتَ فيساحة الهند جمـوعَ البائسيـن
في هدوء الليل أقوامٌ على قارعات الطّـرق فقراً نائميـن
أسبـلَ البؤسُ عليهم خَلَقـاً من ثيـاب وظـلاما من شـجون

الصفحة 249 من الديوان الثاني مطبوعات وزارة الثقافة السورية 1988دمشق

اللـــواء الســــليب

بكـوا فقد اللـواء لنا رياءًوهم طعنوا البلاد وضيَّعـوه
أبعد الثورة الحمـراء يرضىبنُـونا أن يفارقهم بنــوه
أفيقوا إن يضِع فلسوفَ يأتي زمانٌ فيـه يتلوه أخــوه
أضاعوه لكي تبقى الكراسي فيـا لـدمٍ يُضيّعـه ذووه
فصفِّقْ للرئيس ولا تعارضْ وإن ينطقْ فقلْ لا فُضَّ فُوه

كتبها الشاعر بعد ان فصل لواء اسكندرون عن سورية ، وكان مدرساً في انطاكية فاضطر للهجرة من اللواء ،الصفحة 196 من الديوان الأول مطبوعات وزارة الثقافة السورية 1981 دمشق

في الطبيــعة

لي في الطبيـــــعة نظــرةنـظرَ الغريـبِ إلى الوطــن
فيها الجــــمال بَديعُـــهُفيها الطــلاقة واللسَـن
فيــها الفــناءُ محــــبّببين الأزاهـــر والجَـدن
إن جـــنَّ ليلـي أنــزويبين الأباطــح والقُـنـن
أحــلامــها ما إن تَـــزال حبيبةً تجــلو الإحَــن
نُعمــى النــفوس وإنــهاصهــباءُ تأخــذُ بالبدن
تُروي غلــيلَ معــــذَّبأضــنَـتْـهُ آلام الـمُـدن
أظـلالُـها ورّافــــــةٌوبَهاؤهـا ما إن يُـــزَن
وإذا بدا ســحـر الجمال علـى الجوانب وارْجَحَن
وبدا يميس كــــأنـــهقـمرٌ أطــلّ علـى فنَـن
فتناول الكـأس الـــرويـّـةَ فهْي للعانـي مِجَـنّ
وانظر إلـــيه و نـــادِهِواسـكُب لـه الدمعَ الهَتِن
فأحـقُّ عيـنٍ بالدمــــوعِ و منــظرٍ يُولي الحـزَن
عينٌ بكــت شَجْـواً وإعــجاباً بمنظــورٍ حسـن

جزء من قصيدة(22 بيت)الصفحة 76 من الديوان الثاني ، وزارة الثقافة ، 1988 دمشق

جلســـــة

طابَ منكِ اللحـنُ في وقت السّحر فاسْجَعي نسمعْ تَرانيمَ الوتـرْ
الرُّبـى ترفُـل فـي سُـندُسـها ونواحـي الروضِ رفَّتْ بالزهَـر
وامزُجِ الصهباءَ بالطــلِّ فما أطيبَ الصَّهباء والساقي القمر
يستحـي النرجـسُ من مقلتِـه إن رنا ، أما الأقاحي فالثّـغَر
غصُــنٌ تهتـزّ دلاًّ و علـــى وجـهه المشـرقُ ليـلٌ من شعَـرْ
أنا إن أخلعْ عـذاري فالمُنــى مقبلاتٌ بالأمانـي و الظفَــر
فاغنــمِ الصَّفْـوَ فقد يأتي غدٌ و على أعـطافه ما لا يسُـرّ


قصيدة وردت في الصفحة 162 من الديوان الثاني ، وزارة الثقافة،1988 دمشق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحـبـيـب المفقـود

بدت لعيني رمـزُ الحب أعبـدهإذ أقبلتْ وشجاني سِحْر عينيها
منّـيت قلبي آمـالاً بزورتِهـاأقل ما كان منها لثم خديـها
مرّت كطيف خيال تستمـد به نفس المحب جمالاً من حواليها
يبدو فيَخطَف أبصـاراً برؤيتـه ويختفي فيعـم اليأس أفقيـها
عاشت بعيداً عن النـظار يكنفهامن الخمائل ما يُضْني رقيبيها
صنو الحَمائم تشدو والجداول مابين الخمائل إعجاباً بعطفيها

جزء من قصيدة وردت في الصفحة58 من الديوان الأول،وزارة الثقافة 1980 دمشق مختارات من قصيدته الأخيره الطويلة(64 بيت) في حفل التكريم الذي اقامته وزارة الثقافة في المركز الثقافي في مدينة حماة في 8 /12/ 1977 وألقاها بنفسه.

ذكريـــات

( أنشدها في حفل تكريمه بحماة في 8 / 12 / 1977 )


أتُراها تُرضي الوَفا ألحانُـهبعد أن صارعَ الزمـانَ كيانُه
صاغَها قلبُه المتيّمُ بالفننِ ، وسدّى نســيجَها وِجْـدانه
إن يعُمُّ المَشيـبُ مني فروعـيفادّكـارُ الشـباب هـذاأوانه
نغرِسُ الذكرياتِ في العمر كيما يتملّـى بغَرسِـه جَنّـانــه
حين كنا نعيش في دارة الحَيْيّ ، وللحـيّ ظـالماً خاقانـه
غايةُ العلْم أن نَقِـرَّ على الظُلــم ، ويُرضي من نشئنا تَرْطانُه
كادت الضاد أن تفوز و يأبىموتـها من جَنـى الإباءَ لِبانُه
كم شهيدٍ ذكرى الطفولة منّانعـرةُ الجُرحِ منـه أو عنفوانه
يتغنّى بالموت أُرجُوحةَ المجْد ، ويهتـزّ في الفضا جُثمانه
وهوانا الرفّافُ : تحيا بلاديهيَ " نُعْمٌ " لعاشقٍ و"جِنانه"
يالها وقفةً تَرشّـحُ باللـؤ م، ويُنبي عن اللئيم ضَمانُه
نحن"عُدْنا" فَلْتَسمعَنَّ صلاحَ الدّيـن شَبْحا أزْرَتْ بـه أضغـانـه
حَسِبَ الغادرُ المُدِلُّ بأنـانَتفاداه ،إنْ غـلا عُـدْوانـه
لم نَهُنْ للمُغير يوماً ، وكنّاجبلاً تُعجز العـدوَّ رِعـانُـه
موطني موطنُ الميامين تشدو بِهـواهُـم سُهولُه و مِتـانُه
يا مطلاّ على اللواء، أَأَنسى مَرْبعاً من رُبا الخلود جِنانـه
مستمِدّاً من الطبيعة ما شا ءَ جمالاً تُصبي النُّهى أفنانـه
أنتَ مَجْلى الحياة للنازح المحـزون
أين منّي مغنىً أويت إليهأرشفُ العِلْمَ ، والزّمانُ زمانـه
أين منّي الأقصى ودارُ صلاح الدّين ، دَرْساً ، وأيـن منّي مكانـه
لا لياليه بعد أنسِ ليـالٍ أُترعـت كأسـُها، ولا نَدْمانه
وسرَتْ في ظلاله روعة الخطـب ونادتْ هَـزارَها أركانـه
ستعودين يا فلسطين مهمابـرَقَ السّقْطُ ،أو نَما طغيانه
لا تُراعي مهما تنمّرَ بـاغٍ و تباهـى بغدره ثُعْـلُبانـه
الدّماءُ التي تَعُـمُّـكِ يادا رُ دِماءٌ ، تهوي لها أركانه
من طِباع الحروب كرٌّ و فَرٌ لن تَضيعي، وفي الحمى عِقبانه
هذه أيها الأحبّـاءُ ذكرى ردّدتها مع الأسـى أجفانُـه
ذاقَ حُلْوَ الحياة والمُرَّ حتى من تجاريبـها ذوى بُنيانـه
غير ما قلبِه المرَدِّدِ شكـراً لو يضاهي جميلَكُم شُكرانه


مصادر

  1. هذا جزء من قصيدة الجلاء الطويلة ( 27 بيت ) ، موجودة في الصفحةرقم 3 من ديوان عمر يحيى الجزء الأول من مطبوعات وزارة الثقافة السورية ـ 1981 دمشق
  2. شــهداء فلسطـين الأول فؤاد حجازي ، ومحمد جمجوم ، وعطا الزير الذين قتلهم الإنجليز بعد حادثة البراق في القدس تحيزاً لليهود 17 حزيران 1929
  • ديوان عمر يحيى ، الجزء الأول ، طباعة وزارة الثقافة السوريه ، دمشق 1980
  • يوان عمر يحيى ، الجزء الثاني ، طباعة وزارة الثقافة السورية ، دمشق 1988
  • ديوان البراعم ،1929
  • مجلة الثقافة/عدد خاص عن الشاعر عمر يحيى / كانون الثاني 1978 مجلة فكرية جامعة ، تصدر في دمشق
  • رحلة عمر ،قصة حياة عمر يحيى بقلم الأديب وليد قنباز / مجلة الثقافة / كانون الثاني 1978
  • الموقف الأدبي / مجلة شهرية يصدرها اتحاد الكتاب العرب / العددان 101 و 102 شباط وأذار 1988 / السنة 17 مقال عمر يحيى المربي والشاعر والإنسان (فريد جحا)
  • عمر يحيى / أدبه وأثره في عصره / رسالة لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وأدابها / بقلم عواضة سلمان / إشراف الدكتور بكري الشيخ أمين / الجامعة اللبنانية 1980
  • وجوه الراحلين ، عبد السلام العجيلي ، الجزأين الأول والثاني ، 1998
  • أدباء من حلب في النصف الثاني من القرن العشرين،دراسات أدبية /مجموعة من الأدباء 2003 دار الرضوان

موسوعات ذات صلة :