الرئيسيةعريقبحث

عملية روبيكون

عملية استخبارات

سي إكس-52، إحدى منتجات كريبتو، الشركة السويسرية التي اشتراها جهازا الاستخبارات الألماني والأمريكي.

عملية روبيكون (بالألمانية: Operation Rubikon) (وسميت حتى أواخر الثمانينيات Operation Thesaurus) هي عملية استخبارات مشتركة بين جهاز الاستخبارات الاتحادي لألمانيا الغربية (لاحقًا ألمانيا الموحدة) ووكالة الاستخبارات المركزية للولايات المتحدة، سيطر جهازا الاستخبارات سرًّا على شركة سويسرية رائدة في صنع معدات التشفير، وهي شركة كريبتو أيه جي Crypto A.G، التي كانت من بين الشركات الرائدة في هذا المجال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. بعد أن بيعت سرًّا لجهازي الاستخبارات في 4 يونيو 1970، أصبحت الشركة تحت سيطرة جهازي الاستخبارات الألماني والأمريكي وتلاعب الطرفان بالأجهزة المباعة للدول المستهدفة بالتجسس. استمر العمل الألماني الأمريكي المشترك في العملية من 1970 إلى 1993، إذ باعت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية حصتها في الشركة في 1993، وباعت وكالة الاستخبارات المركزية حصتها في 2018.[1] تمكن جهازا المخابرات من التنصت على الاتصالات المشفرة لدول أخرى، بما فيها دول في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي،[2] في وثائق تابعة لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكي سُربت عام 2020، وُصفت العملية بأنها "أكبر انقلاب استخباراتي في القرن العشرين". وأشير إلى العملية في الوثائق الأمريكية باسم عملية مينيرفا Operation Minerva بالإنجليزية.

وفقًا لتحقيقات عدد من المؤسسات الإعلامية التي كشفت تفاصيل العملية، لم يكن الاتحاد السوفيتي والصين من بين عملاء الشركة السويسرية، لكن جهازي الاستخبارات استطاعا جمع معلومات هامة من مراسلات دول أخرى مع الدولتين الشيوعيتين.[3]

قدمت الشركة السويسرية منتجاتها لأكثر من 120 بلدًا من دول العالم الثالث بالإضافة إلى دول أوروبية. الدول التالية من بلدان الشرق الأوسط اشترت منتجات الشركة: تركيا، الجزائر، مصر، ليبيا، المغرب، تونس، السودان، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، السعودية، سوريا، الإمارات. بالإضافة إلى الهند وباكستان والأرجنتين ودول أخرى عديدة.[4]

بواسطة الإمكانيات التي أتاحتها هذه العملية، تمكن الأمريكيون من معرفة مكان مانويل نورييجا، الحاكم الفعلي لبانما أثناء الغزو الأمريكي لبلاده؛ إذ لجأ إلى سفارة الفاتيكان. كما زود الأمريكيون حلفاءهم البريطانيين بمعلومات حول القوات المسلحة الأرجنتينية في أثناء حرب فوكلاند.[3] أتاح التنصت الألماني الأمريكي متابعة عمليات الاغتيال التي نفذتها أنظمة الحكم العسكري في دول أمريكا اللاتينية. في أمريكا اللاتينية أيضًا، كان بإمكان الأمريكيين التنصت على مراسلات الجيش التشيلي في الوقت الذي تستعد فيه هذه القوات لتنفيذ انقلاب على الرئيس اليساري سلفادور أليندي، وذلك ما أتاحته عملية روبيكون إذ استخدم الجيش التشيلي معدات كريبتو أيه جي.

وحصل الأمريكيون على مراسلات احتفاء مسؤولين ليبيين بتفجير ملهًى ليلي في ألمانيا أسفر عن مقتل جنود أمريكيين في 1986، وقتها تحدث الرئيس الأمريكي رونالد ريجان عن امتلاك بلاده أدلة دامغة على تورط السلطات الليبية،[5] وأمر بضربة جوية ضد ليبيا بعد 10 أيام (انظر عملية إلدورادو كانيون). تضمنت الوثائق المسربة عن العملية الإشارة إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية كانت تتجسس على اتصالات الرئيس المصري محمد أنور السادات مع القاهرة في أثناء مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية في كامب ديفيد.[6] التحقيق الذي أجرته عدة مؤسسات إعلامية غربية بعد تسريب الوثائق السرية لها أفاد بعدم شمول التجسس الألماني الأمريكي إسرائيل والسويد وبريطانيا وسويسرا[5]

في ديسمبر 2019، علقت الحكومة السويسرية رخص التصدير الممنوحة للشركتين اللتين ورثتا كريبتو أيه جي بانتظار "تقديم التوضيحات اللازمة".[1] بعد الكشف الإعلامي عن العملية في 2020، فتحت الحكومة تحقيقًا بشأن شركة كريبتو، وترأسه نيكلاوس أوبرهولتسير، القاضي الاتحادي المتقاعد. وطالب نواب برلمانيون سويسريون بمعرفة مدى ما علمته حكومة بلادهم عن العملية الألمانية الأمريكية. وكان هناك حديث عن إقامة لجنة تحقيق برلمانية تمتلك قوة أكبر مقارنة بتحقيق القاضي أوبرهولتسير.[4] تحدث الإعلام في سويسرا عن تعرض صورة بلدهم المحايدة للخطر على أثر كشف هذه العملية الاستخباراتية.[7]

استشهادات

  1. "الاستخبارات الأمريكية والألمانية تجسست على أكثر من 150 دولة بواسطة شركة سويسرية لتشفير الاتصالات". يورونيوز. 12 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 05 يونيو 202017 يونيو 2020.
  2. "قناة ألمانية: برلين لم تتخلف عن واشنطن في التنصت على الحلفاء.. وعلى نفقاتهم". آر تي. 12 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 13 فبراير 202013 يونيو 2020.
  3. "روبيكون..التجسس الأجرأ في القرن العشرين". اليوم. 16 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 16 فبراير 202014 يونيو 2020.
  4. "شركة كريبتو السويسرية قيد التحقيق بتهمة التجسس". سويس إنفو. 12 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 08 مايو 202016 يونيو ي2020.
  5. "قضية كريبتو: دول عربية دفعت أموالًا ليتم التجسس عليها!". دويتشه فيله. 13 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 202018 يونيو 2020.
  6. "واشنطن بوست: المخابرات الأمريكية تجسست على السادات في كامب ديفيد". الدستور. 11 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 12 فبراير 202018 يونيو 2020.
  7. "صدمة في سويسرا من خسارة سمعتها في الحياد السياسي". أربيان بيزنس. 18 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 202020 يونيو 2020.

موسوعات ذات صلة :