العنف النرجسي هو مصطلح ظهر في أواخر القرن العشرين واتخذ شهرة أوسع في أوائل القرن الواحد والعشرين نتيجة جهود أليس ميللر وغيرها من علماء مدرسة فرويد الحديثة ممن يرفضون التحليل النفسي لاعتباره مشابهًا للتربية المؤذية.[1] اعتمدت ميللر على مصطلح "العنف النرجسي" للإشارة إلى شكل محدد من العنف النفسي تجاه الأطفال بواسطة ما اعتبرتهم الآباء النرجسيين ممن يطالبون الأطفال بالتخلي عن رغباتهم ومشاعرهم لإرضاء رغبات الآباء في الحصول على التقدير مما يشكّل حالة العنف النرجسي.[2] وقد استُعمل المصطلح بصورة أوسع للإشارة إلى أشكال من العنف في علاقات البالغين من جانب الشخص النرجسي.
تفترض ثقافة تطوير الذات المعاصرة أن الإنسان الذي يتعرض للأذى نتيجة النرجسية الأبوية في طفولته سيعاني من مشكلات الاعتمادية في مرحلة بلوغه. فالشاب البالغ الذي يعيش علاقة ما أو كان يعيشها مع شخص نرجسي ربما يعاني من عدم معرفة ما يشكّل العلاقات "الطبيعية".[3]
أنواع العلاقات
من الممكن أن يحدث العنف الجنسي في أي نوع من أنواع العلاقات سواء عائلية أو في مجال العمل وفي جميع الفئات العمرية .
1- رومانسي
العنف النرجسي من الممكن أن يمارس في العلاقات بين البالغين عندما يميل الشخص النرجسي إلى البحث عن شريك ضعيف من اجل الشعور بالقوة والسيطرة،
فالنرجسي يجعل من الضحية شخص ديناميكي يقوم بنفس العملية من خلال دورة العنف النرجسي المستمرة، وبالتالي عدم قدرة الشريك الضعيف على ترك هذه العلاقة المؤلمة.قد يميل أشخاص ذوو طابع خاص إلي إنشاء علاقة ضعيفة مع الأشخاص النرجسيين .
تتميز علاقات النرجسيين بفترة من المثالية والمشاركة الكثيفة ثم تدهور سريع في قيمة العلاقة والتخلص السريع من الشريك، ومن الممكن أن يحدث هذا السيناريو (قطع الاتصال مع الشريك السابق والضغط عليه لجذب الشريك إلي الوراء) بدلا من الرفض، في بداية العلاقة أو (دورة جديدة ) مع النرجسيين يظهر الشريك فقط الذات المثالية للنرجسيين بما في ذلك التعاطف الزائد والعطف والمفاتن وبمجرد ما يلتزم الشريك بالعلاقة سواء بالزواج أو علاقة عمل سوف يظهر الوجه الحقيقى للنرجسيين في الظهور ن سيبدا العنف النرحسي يظهر من خلال التعليقات التي تميل إلى التقليل ثم الاحتقار والتجاهل والزنا وتثليث العلاقات والتخريب وفي بعض الاحيان العنف البدنى.
تربية الأبناء
الأسلاف: فرينسي
قد تعود الجذور الأولى للاهتمام الحالي بالعنف النرجسي إلى آخر أعمال ساندور فرينسي (توفي عام 1933). ففي مساعي فرينسي المتحمسة المتواصلة غير المكتملة التي قام بها بغرض مساعدة الأفراد الذين أهملهم المحللون النفسيون الآخرون يأسًا، نجد البذور الأولى لجميع نظريات التحليل النفسي الحديثة حول اضطرابات "الانعزالية" و "النرجسية" و "الشخصية الحدية".[4]
ففي بحثه الابتكاري "اضطراب الألسن بين البالغين والأطفال" أشار فرينسي إلى أنه "يمكن للأم أن تحضر جليسة أطفال لترعى أطفالها لفترة طويلة، والتي تعد في الحقيقة أمًا بديلة، وذلك نتيجة معاناتها من تربية الأطفال متجاهلة تمامًا مصالح أطفالها".[5] فداخل هذه الأنماط المنحرفة من تفاعل الآباء/الأطفال يعتقد فرينسي أن "الصمت والكذب والنفاق لدى مقدمي الرعاية هي أكثر السمات الصادمة للعنف" - وتؤدي في النهاية إلى ما يُطلِق عليه "الإماتة النرجسية".[6]
فحص فرينسي أيضًا هذه الاضطرابات في علاقة المعالج/المريض متهمًا نفسه بالعنف السادي (ضمنيًا، النرجسي) ضد المرضى.[7]
كوهيت وهورني وميللر
بعد مرور نصف قرن وفي أعقاب بيان كوهوت الابتكاري الذي أشار إلى أن عصر "النرجسية الطبيعية" ولاستحقاق النرجسي الطبيعي قد بدأ[8] - بمعنى عصر الإمداد الأبوي المعياري للإشباع النرجسي - فهو المفهوم الذي ظهر عكسه باسم: العنف النرجسي. ووفقًا لكوهوت، يُعد عدم التقدير الأمومي الذي يظهر نتيجة الفشل في القيام بدور وظائف الذات النرجسية المتعلقة بـ "التقليد" سببًا في الاضطراب النرجسي.[9] ويمكن أن يؤدي التقدير الأبوي إلى نفس النتيجة: فقد اختبر كوهوت على سبيل المثال واقعة اللوم المنتقل من الابن تجاه الأب غير المقلد الذي كان مشغولاً بتطوير ذاته ومن ثَمّ رفض الاستجابة لأصالة موقف ابنه.[10]
لقد ألقت كارين هورني فعليًا الضوء بصورة مستقلة على اضطراب الشخصية - خاصة السعي المفرط للحب والسلطة - الناتج عن أذى مرحلة الطفولة بسبب نرجسية وعنف الأبوين. ومن ثَمّ رحّبت بجهود الوقت الراهن في هذا المجال التي تقوم بها أليس ميللر وآخرون.[11]
تؤكد أليس ميللر بصورة خاصة على عملية تكاثر العنف النرجسي، وفكرة أن علاقات الحب والعلاقات مع الأطفال هي تكرار[12] لحالات الانحرافات النرجسية السابقة. ويتفق العمل المبكر لميللر مع قصة كوهوت المتعلقة بالعجز في التشاعر والتقليد، وهذا بالإضافة إلى التأكيد على الطريقة التي من خلالها يجدد البالغون الجراح النرجسية ويخلدونها في سنواتهم المبكرة[13] من خلال دورة بين الأجيال من العنف النرجسي. من وجهة نظر ميللر، عندما يتعرض الأطفال للعنف من أجل رغبات البالغين فإنهم قد يُظهرون قدرة مذهلة على الإدراك والاستجابة غريزيًا؛ بمعنى أنه يقوم بالدور الذي أُسند إليه دون وعي، لتلبية حاجة الأم أو كلٍ من الأبوين.[14]
مقالات ذات صلة
المراجع
- Note: In For Your Own Good, Alice Miller herself credits Katharina Rutschky and her 1977 work Schwarze Pädagogik as the source of inspiration to consider the concept of poisonous pedagogy,[1] which is considered as a translation of Rutschky's original term Schwarze Pädagogik (literally "black pedagogy"). Source: Zornado, Joseph L. (2001). "poisonous++pedagogy"+rutschky Inventing the Child: Culture, Ideology, and the Story of Childhood. Routledge. صفحة 77. . In the Spanish translations of Miller's books, Schwarze Pädagogik is translated literally. نسخة محفوظة 08 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- James I. Kepner, Body Process (1997) p. 73
- "Narcissistic Abuse Recovery" - تصفح: نسخة محفوظة 16 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
- Janet Malcolm, Psychoanalysis: The Impossible Profession (London 1988) p. 134-5
- Ferenczi, "Confusion", in J. M. Masson, Freud: The Assault on Truth (London 1984) p. 293-4
- Martin S. Bergmann, Understanding Dissidence and Controversy in the History of Psychoanalysis (2004) p. 162
- John E. Gedo, The Language of Psychoanalysis (1996) p. 97
- James Grotstein, "Foreword", Neville Symington, Narcissism: A New Theory (London 1993)p. xiii
- Lior Barshack, Passions and Convictions in Matters Political (2000) p. 37
- Heinz Kohut, How Does Analysis Cure? (London 1984) p. 183
- Janet Sayers, Mothering Psychoanalysis (1991) p. 18
- Barshack, p. 37
- Henry Sussman, Psyche and Text (1993) p. 83-4
- Alice Miller, The Drama of Being a Child (1995) p. 152 and p. 9
كتابات أخرى
- Patricia Evans, Controlling People: How to Recognize, Understand, and Deal with People Who Try to Control You (2003)
- Alice Miller, The Drama of the Gifted Child (1979)
- Steven Stosny, Treating Attachment Abuse (1995)
- Estela Welldon, Mother, Madonna, Whore: The Idealization and Denigration of Motherhood (1988)