عودة سدير بلدة من بلدان إقليم سدير الواقع في الجزء الشمالي من منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية حيث تبعد 150 كيلومتر شمال غرب العاصمة الرياض وتشغل مساحة من غرب العتك الكبير وحتى سفوح جبال طويق الشرقية. تتمركز البلدة القديمة منها في وادي سدير المعروف قديماً بوادي الفقي -الباطن-، ويجاورها من الناحية الغربية وادي أراط.
عودة سدير | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | السعودية |
التقسيم الأعلى | منطقة الرياض |
عرفت عودة سدير قديماً باسم جمّاز، وفي ذلك ذكر الحسن بن أحمد الهمذاني في كتابه صفة جزيرة العرب : "ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط تستند في عارض الفقي فأول قراه جمّاز وهي ربابية ملكانية عدوية من رهط ذي الرمة الربابي التميمي ثم تمضي في بطن الفقي وهو واد كثير النخل والآبار". وربما يكون اسم جمّاز مأخوذاً، وقد سك وادي الفقي بعد هزيمة مسيلمة في اليمامة. وذكر الدكتور عبد العزيز بن محمد الفيصل في كتابه عودة سدير أنها كانت مدينة قديمة تشمل أحياء العودة الحالية، ومدينة غيلان، وجمّاز، والقرناء، وهي أقدم الأحياء حيث تشتمل على آثار مطمورة تحت الأرض، ويلي القرناء في القدم جمّاز، وجمّاز الآن أطلال وأبنية متهدمة وأحجار متناثرة، وعلى مسافة ألف متر من جمّاز من الناحية الغربية تقع مدينة غيلان، ومدينة غيلان الآن ماتزال شامخة وهي تشتمل على قصر كبير يبلغ طوله مئة متر تقريباً وعرضه سبعين متراً يتبعه ملحقات خارج القصر. ومن الأحياء المندثرة مسافر، وفيما يبدو أن الحي لم يهجر إلا منذ ثلاثمئة سنة أو ما يقرب من ذلك.
تشتهر عودة سدير بخصوبة الأرض وتعدد الأودية، ما أدى بالنتيجة إلى ازدهار الزراعة واتساع المراعي، ويعتمد أهلها في المقام الأول على الزراعة حيث ينتج المزارعون أجود الأنواع من القمح والذرة والشعير، فضلاً عن اهتمامهم الكبير بالنخيل وإنتاج أنواع متعددة من التمور مثل الخضري والمقفزي والدخيني والحلوة والصقعي والمسكاني والسودي. وتعتمد في ذلك على السيول الجارية في وادي سدير المعروف عند أهل البلدة بالباطن، فإذا سال هذا الوادي امتلأت الآبار بالماء وارتوت النخيل، بالإضافة إلى عدة أودية مثل وادي الجوفاء ويسقي أعلى البلدة، ووادي الشعبة ويسقي أسفل البلدة، ووادي الداخلة ويسقي أسفل البلدة وصنع جنوب البلدة (المسيل الخاص) ويسقي مزارع وقصر أسرة العيسى.
تعكس الحياة الاجتماعية في عودة سدير تقاليد ومأثورات أهل نجد، حيث تتوارث فيها ومنذ القدم العرضة النجدية والتي يحرص أهاليها على إقامتها في المناسبات السعيدة خاصة يوم العيد، ومن الفنون الشعبية لمحبي الشعر، غناء الحصاد ويؤديه المزارعون خاصة عند سنابل القمح، وفن الشعر المعروف بالرد والشعر الشعبي.
و قد امتدت مظاهر النهضة والعمران إلى عودة سدير مثلها مثل مدن وقرى المملكة، حيث شيدت فيها المساكن الحديثة والمؤسسات التجارية والمنشآت التعليمية والصحية، وتم تزويدها بكافة المرافق والمنافع العامة.
وهناك أيضا أماكن واثار عثر عليها هناك من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية وهناك مصادر ان هذه الاثار قبل الإسلام[1]
المعالم التاريخية
تضم عودة سدير العديد من المعالم التاريخية التي تظهر ماضيها القديم، منها:
- الحوامي: وهي الأسوار المحيطة بالبلدة، تتكون من أربعة أسوار كبيرة أحدها السور المحيط بالبيوت، والثلاثة أسوار الأخرى تحيط بالبساتين والنخيل.
- المرقب: برج على جبل جنوب البلدة، بني من الطين والحجارة.
- مدينة غيلان: مشهورة منذ القدم وتشتمل على قصر كبير فيه بئر محفورة في الصخر وما زالت جدرانه الجنوبية والشرقية سليمة، ويحتمل أن القصر لغيلان ذو الرمة الشاعر الأموي.
- الشطيط: سد قديم ما زالت آثاره قائمة في وسط الوادي.
- دريب الشريف: درب ضيق وسط أحد الجبال.
الطرق قديماً
الطرق المسلوكة من وإلى البلدة طرق سهلة تسير في بطن الوادي وطرق جبلية، فالطرق السهلة هي الصاعدة إلى قرى وادي سدير حيث تتجه غرباً مسندة الوادي، والطرق المنحدرة مع الوادي حيث تسير شرقاً متجهة إلى الرياض. أما الطرق الجبلية فتتجه جنوباً حيث تربط البلدة بمنطقة الوشم والمحمل، والطرق هنا مسالك جبلية معروفة بأسمائها ومنها: درب الزمل، درب الرجيلة، درب داحس، درب مخارق، درب مصيليت، درب الشريف. وهذه الطرق وعرة وربما هلك سالكها عندما ينحرف عن الدرب يميناً أو شمالاً كما حصل لرجل اسمه داحس، وكما جرى بجيش زيد الشريف، وأما الطرق الجبلية المتجهة شمالاً فهي أقل وعورة، وهذه الطرق تربط البلدة بالقرى المجاورة مثل الخطامة وعشيرة سدير وتمير كما تربط البلدة بالدهناء والصمان.
مصادر الحياة قديماً
الحياة في عودة سدير قديماً قائمة على الزراعة والرعي، فالزراعة تعتمد على مياه الآبار والآبار بعيدة الغور، فالماء يبعد عن سطح الأرض ما بين ستين وخمسين متراً، وطبقات الأرض التي تخترقها البئر هي: طبقة طينية في حدود خمسة أمتار ثم طبقة البطحاء التي قد تصل إلى ثلاثين متراً ثم طبقة جبلية تمسك الماء. ومناطق الرعي هي الرياض حيث التربة الطينية، والبرق (جمع برقاء) حيث تختلط الرمال بالحجارة في سفوح الجبال، والمناطق الجبلية، والمراعي متوافرة حول البلدة والمياه موجودة في المناطق الجبلية، وهذا هو السبب في أن الغزال ما زالت ترى في المناطق الجبلية الجنوبية. أما الأرانب البرية فهي متوافرة حول البلدة، وتعتبر الزراعة والرعي من مصادر الحياة الأساسية التي يعتمد عليها الناس في البلدة وتقاس المستويات الاجتماعية هناك أي الغني والفقر تبعاً للمساحات الزراعية والماشية من الإبل والغنم، أما الصيد فلا يشكل إلا نسبة قليلة أو ضعيفة جداً من مصادر الحياة أي أنه لا يمثل مصدر دخل ثابت للفرد يمكن أن يعتمد عليه في حياته.
البناء والعمران قديماً
العودة بلدة قديمة والعمران فيها مربوط بأطوار مختلفة يصعب وصفها، وإن أقدم الآثار والمراحل العمرانية المشاهدة هي (الحوامي) أو قصر غيلان، أما بيوت البلدة فلا يتجاوز أقدمها ثمانين ومائة عام. وأسوار البلدة القديمة مبنية من الطين على الرغم من ارتفاعها، وهي مكونة من جدران متلاصقة تصل إلى العشرة في بعض الأسوار، والبناء بالطين الخالص أي بدون لبن تشتمل على بروج خادعة، فإذا نظرت إلى السور من خارجه فإنك ترى البرج بارزاً في السور.. وإذا نظرت إليه من الداخل وجدته كتلة من الطين، أما البروج الحقيقية فهي في وسط الحامي ولا يلاحظها المار لا من خارج السور ولا من داخله، مع أن من بداخلها يرصد حركة المار بكل دقة ويستطيع إطلاق النار عليه، وتتكوَّن تلك البروج من خمسة طوابق. أما أسوار النخيل والبساتين فإنها تبنى بالطين بدون لبن، فيؤتى بالزنبيل المملوء بالطين ويطرح فوق الجدار وبعد أن تجففه الشمس يطرح عليه الطين من جديد وهكذا حتى يكمل البناء.
مراجع
- "قرية عودة سدير | المرسال". www.almrsal.com. مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 201813 سبتمبر 2018.