عين تراز هي قرية لبنانية من قرى قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان. تبعد عن بيروت 36 كلم وترتفع عن سطح البحر: 700م. القرى المحاذية لها هي: شرتون، سلفايا، رشميا، رويسة النعمان، بو زريدة.
عين تراز | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | لبنان |
التقسيم الأعلى | قضاء عاليه |
معالمها
كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
في عام 1811، أسّس البطريرك أغابيوس الثالث مقرّ عين تراز ليكون أساسًا إكليريكية للروم الملكيين. في الواقع لم يُستعمل هذا المقرّ كإكليريكية سوى في الفترات الآمنة في القرن التاسع عشر. عندما تعرض للنهب عام 1841 و1845، لم يُعَدْ فتحه ثانية إلاّ في عام 1870. بعد إنشاء إكليريكية القديسة حنّة في أورشليم، لم يعد هناك سببّ لإبقاء عين تراز كإكليريكية للطائفة. فأُبقيَ عليه ليكون مركزًا لتنشئة الدعوات الكهنوتية المتأخّرة أو أيضًا للكهنة المتزوجين. وبقي لغاية 1981 المقرّ الصيفي للبطريركية الأفضل نظرًا للمناخ والمكتبة والتجهيز التدريجي للمكان بهدف انعقاد السينودسات التي أصبحت سنوية منذ 1948 بعهد مكسيموس الرابع
ولكن للأسف تعرض عين تراز ثانية في الأعوام 1982 و1983 لكارثة النهب والحريق بسبب تواجده في منطقة المعارك أثناء الحرب الأهلية في لبنان واستحال الوصول إليه. فخسر المقتنيات الثمينة من المكتبة والمحفوظات البطريركية التي اعتنى بجمعها بكلّ جهد المطران بطرس كامل مدوّر والأب أدريانوس شكور.
حالما انتخب بطريركًا قرّر غريغوريوس الثالث إعادة تأهيل وترميم عين تراز الذي افتتح في حزيران 2004. ومنذ ذلك التاريخ أصبح مجددًا الكرسي البطريركي الصيفي حيث ينعقد سنويًا السينودس المقدّس لطائفتنا.[1]
وفي عام 2011 احتفل باليوبيل المئوي الثاني لبنائه.
سنديانة عين تراز
تعتبر سنديانة عين تريز أضخم وأقدم سنديانة في منطقة حوض المتوسط، عمرها أكثر من 1200 سنة، وهي موجودة في القصر التاريخي لآل السعد. علماً ان هذه السنديانة موجودة قبل القصر، وكانت شاهدة على احتفالات واجتماعات رسمية، في أيام الإمارة ثم المتصرفية.
وفي مرحلة الانتداب، ومع الرئيس حبيب باشا السعد ، تحوّل القصر إلى مقر رئاسي، وظلال السنديانة إلى ميدان للاجتماعات وللاحتفالات الرسمية، وإحداها كانت في ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير.
يُشار إلى ان علو السنديانة يتجاوز الأربعين متراً، وأغصانها تتمدّد إلى حدّ الـ 35 متراً، وتظلّل ساحة من 1200 متر. ترتفع في حدائق قصر حبيب باشا السعد في قضاء عاليه الأوسط.[2] وقد ثُبتت أعمدة في الأرض كركائز تقيها من الأضرار بسبب طولها وثقلها. أما جذعها فهو الضخم فقطر دائرته عشرات الأمتار. تلقى السنديانة التاريخية العناية اللازمة والدقيقة فترش سنوياً في فصل الربيع، وتشذّب أغصانها في الخريف، وتخضع لمكافحة دورية للحشرات والديدان، علماً أنها تخضع للمراقبة الدائمة. وكان حريق هائل قد اقترب من السنديانة منذ أعوام وأتى على جزء بسيط منها، فاستنفر السكان، واشرف على إطفاء الحريق حينها النائب فؤاد السعد. وكذلك الأمر بالنسبة إلى تساقط الثلوج الذي يؤثر في أعمدتها فتتكسر تحت وطأة ثقلها، لذلك يُعمد إلى رشها بالمياه فور تراكم الأبيض على أغصانها. كخلال الحرب الأهلية اللبنانية، أمن وليد جنبلاط الحراسة للسنديانة على مدى أعوام. كان الخوف الكبير حينها ليس من القذائف والنار بقدر ما كان من الجحافل التي مرت بالمكان وقد تسوّل لها نفسها قطع هذه السنديانة وتحويلها حطباً للتدفئة. فنجت ولم تتعرّض للاعتداء.
تاريخها
مجمع 1835
مجمع عين تراز، والذي تم عقده في عام 1835 من قبل البطريرك ماكسيموس الثالث (ميخائيل مظلوم، توفي في 1855). ويشكل هذا المجمع أهمية خاصة من حيث كونه المجمع الملكي الوحيد الذي قامت روما بالتصديق عليه بصورة كاملة. وقد تأسس في عام 1841.[3]
أحداث حول السنديانه
عايشت عهوداً وتُعرّف بتاريخ وتراث عريقين. فمن الشيخ غندور ابن الشيخ سعد الخوري الذي انتقل من رشميا إلى عين تراز وبنى فيها قصراً قرب السنديانة ثم توفي عام 1790، إلى ولده الشيخ حبيب (1785-1830) ثم إلى الكونت غندور بك ابن الشيخ حبيب الذي وُلد في عين تراز عام 1818 وتوفي عام 1908، إلى نجله الثاني فؤاد بك (1861-1925)، فشقيقه رئيس الجمهورية الأسبق حبيب باشا السعد (1866-1942).
احيا الرئيس حبيب باشا السعد بعد ظهر السبت أول أيلول 1934 في قصره في عين تراز وتحت السنديانة تحديداً، مهرجاناً كبيراً، احتفاءً بالذكرى السنوية لاعلان لبنان الكبير، شاركت فيه آنذاك حشود قُدّر عددها بعشرة آلاف من كل الطوائف اللبنانية. كذلك المفوض السامي الفرنسي الكونت داميان دي مارتيل ورجال حاشيته إلى جانب ممثلي هيئات وأحزاب من كل الطوائف. وازدانت بالأعلام والأنوار المعلقة على أغصانها، وإصطفت تحتها الفرقة الموسيقية لتعزف نشيد “المارسيليز”. ووصفت إحدى الصحف الصادرة في اليوم التالي المهرجان بالآتي: “كانت مظاهر الفرح والارتياح مرتسمة على جميع الوجوه، ودعا آل السعد جميع الوفود إلى تناول طعام الغداء إلى مائدة سخية مُدت موائدها الطويلة وسط ميدان السنديانة الشهيرة"[4].
سنديانة عين تراز في الفن الشعبي
- ظهرت السنديانة في رواية "أميركا" لربيع جابر: "ولا أحد يعلم كم واحدا منا قضى هنا بالمرض أو بالقتل عمدا أو صدفة تحت القطار أو الجياد وما إلى ذلك من الدواهي التي لا يتخيلها النائم في ظل سنديانة عين تراز." ص. 160
المراجع
- كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المقرّ البطريركي الصيفي - عين تراز - تصفح: نسخة محفوظة 23 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- سنديانة في عين تراز عمرها أكثر من 1200 سنة. موقع ألبيسي لإنترناشيونال - تصفح: نسخة محفوظة 03 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.
- القوانين الكنسية لمجلس عين تراز - تصفح: نسخة محفوظة 13 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- سنديانة عين تراز -رمزي مشرّفيّة-النهار - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.