الرئيسيةعريقبحث

غزو المغول لوسط آسيا


حدث الغزو المغولي لوسط آسيا بعد توحيد قبائل المغول وقبائل التركمان على هضبة منغوليا في عام 1206. وقد تم أخيرًا بعد غزو جنكيز خان للإمبراطورية الخوارزمية في عام 1211.

الدولة القراخطائية (1216-1218)

خضعت شعوب الأويغور والتركمان المحليون والشعوب الطاجيكية والقارلوق للمغول. كانت دولة قاراغوجا الأويغورية تابعةً للقراخطائيين، ولكن في عام 1210، مثل حاكم قاراغوجا الأويغوري إديكوت برشوق أمام الخان لإعلان ولائه للمغول. كوفئ بالزواج بابنة جنكيز خان، وخدم الأويغور في دواوين المغول (خدمات بيروقراطية). قلد القائد العسكري لوادي تشوي الأويغور في ذلك، وهو من قادة القارلوق وقادة بوزار.[1]

كان القراخطائيون (الخطائيون السود) خطائيي سلالة لياو (907-1125) الذين طردتهم من الصين سلالة جين الحاكمة. انتقل بعض الخطائيين في عام 1124 باتجاه الغرب تحت قيادة يلو داشي وشكلوا الخانات القراخطائيين (غرب لياو) بين منطقة هفت آب ونهر تشو. سيطروا على وسط آسيا في القرن الثاني عشر بعد هزمهم القائد السلجوقي العظيم أحمد سنجار في معركة قطوان في عام 1141. ولكن قوتهم تحطمت في عام 1211 من خلال الأفعال المشتركة لشاه خوارزم علاء الدين محمد (1200-1220) وكشلو خان، وهو أمير قبلية نايمان الهارب من مغول جنكيز خان. احتمى كشلو خان عند القراخطائيين ولكنه اعتلى عرش الكور خان (الحاكم العالمي عند المغول) في عام 1211.[2]

هاجم كشلو خان مدينة آلماليق، ولجأ القارلوق هناك والذين كانوا أتباع المغول لجنكيز خان طلبًا للمساعدة. في عام 1216، أرسل جنكيز قائده جيبي لملاحقة كشلو خان. هزم المغول القراخطائيين في بلاساغون، هرب كشلو خان ولكنه قتل لاحقًا عام 1218.[3][4]

بلاد خوارم (1219-1221)

أتى غزو المغول الأساسي لكل «الناس في خيم اللباد» بالقليل من إراقة الدماء نسبيًّا، ودون خسائر مادية تُذكر. وقد وحدوا خلاله كل قبائل الغجر في بلاد المغول ومن ثم التركمان وكل الشعوب الغجرية. لم يكن في نية المغول من البداية غزو الإمبراطورية الخوارزمية، ووفق عطاء ملك الجويني فإن جنكيز خان أرسل بالأصل رسالةً لحاكم الإمبراطورية الخوارزمية السلطان محمد علاء الدين يسأله فيها التجارة ويحييه فيها بوصفه جاره قائلًا: «أنا سيد أراضي الشمس المشرقة في حين تحكم أنت أراضي الشمس الغاربة. فلنصل إلى معاهدة متينة للصداقة والسلام». أو قال: «أنا خان أراضي الشمس المشرقة في حين أنت سلطان أراضي الشمس الغاربة: لنصل إلى اتفاقية متينة للصداقة والسلام».[5]

ولكن حاكم فاراب رفض استقبال الرسل وقتلهم جميعًا وعددهم 450، بإذن من السلطان. عقب سماعه هذه الحادثة المشينة بعد شهور، هب جنكيز خان غاضبًا واستخدم الحادثة ذريعةً للغزو. ولكن غزو المغول لوسط آسيا جلب معه الدمار الشامل للإمبراطورية الخوارزمية مع مجزرة طالت كثيرًا من السكان المدنيين في المنطقة. وفق الجويني فقد أمر المغول بجولة واحدة فقط من الذبح في خوارزم وبلاد ما وراء النهر، ولكنهم أبادوا بشكل منظم نسبةً كبيرةً من سكان مدن خراسان. أعطى هذا للمغول سمعة التعطش للدماء والقسوة التي أصبحت علامة حملاتهم اللاحقة.

أثناء غزو بلاد ما وراء النهر في عام 1219، استخدم جنكيز خان مع قواته المغولية وحدة صينيةً مختصة من المنجنيقات في معاركه. استخدمها ثانيةً في معاركه في عام 1220 في بلاد ما وراء النهر. ربما استخدم الصينيون المنجنيقات لإطلاق قنابل من البارود؛ بما أنهم كانوا قد امتلكوا هذه التقنية آنذاك. أثناء غزو جنكيز خان لبلاد ما وراء النهر وبلاد فارس كان العديد من الصينيين الذين يعرفون البارود يخدمون في جيشه. اقترح مؤرخون أن يكون غزو المغول جلب معه أسلحة البارود إلى وسط آسيا. ومن بين تلك الأسلحة الهوتشوتنغ، وهو مدفع هاون صيني.[6][7][8]

مراجع

  1. Svatopluk Soucek (2000). "Chapter 4 - The Uighur Kingdom of Qocho". A history of Inner Asia. Cambridge University Press.  . مؤرشف من في 26 فبراير 2020.
  2. Biran, Michal. (2005). "Chapter 3 - The Fall: between the Khwarazm Shah and the Mongolians". The Empire of the Qara Khitai in Eurasian History: Between China and the Islamic World. Cambridge University Press. صفحات 60–90.  .
  3. Svatopluk Soucek (2000). "Chapter 6 - Seljukids and Ghazvanids". A history of Inner Asia. Cambridge University Press.  . مؤرشف من في 26 فبراير 2020.
  4. Biran, Michal. (2005). The Empire of the Qara Khitai in Eurasian History: Between China and the Islamic World. Cambridge University Press. صفحات 84–85.  .
  5. Ratchnevsky, Paul. Genghis Khan: His Life and Legacy, p. 120.
  6. Kenneth Warren Chase (2003). Firearms: a global history to 1700 (الطبعة illustrated). Cambridge University Press. صفحة 58.  . مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 202028 نوفمبر 2011. Chinggis Khan organized a unit of Chinese catapult specialists in 1214, and these men formed part of the first Mongol army to invade Transoania in 1219. This was not too early for true firearms, and it was nearly two centuries after catapult-thrown gunpowder bombs had been added to the Chinese arsenal. Chinese siege equipment saw action in Transoxania in 1220 and in the north Caucasus in 1239-40.
  7. David Nicolle; Richard Hook (1998). The Mongol Warlords: Genghis Khan, Kublai Khan, Hulegu, Tamerlane (الطبعة illustrated). Brockhampton Press. صفحة 86.  . مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 202028 نوفمبر 2011. Though he was himself a Chinese, he learned his trade from his father, who had accompanied Genghis Khan on his invasion of Muslim Transoxania and Iran. Perhaps the use of gunpowder as a propellant, in other words the invention of true guns, appeared first in the Muslim Middle East, whereas the invention of gunpowder itself was a Chinese achievement
  8. Chahryar Adle; Irfan Habib (2003). Ahmad Hasan Dani; Chahryar Adle; Irfan Habib (المحررون). History of Civilizations of Central Asia: Development in contrast : from the sixteenth to the mid-nineteenth century. Volume 5 of History of Civilizations of Central Asia (الطبعة illustrated). UNESCO. صفحة 474.  . مؤرشف من الأصل في 26 فبراير 202028 نوفمبر 2011. Indeed, it is possible that gunpowder devices, including Chinese mortar (huochong), had reached Central Asia through the Mongols as early as the thirteenth century.71 Yet the potential remained unexploited; even Sultan Husayn's use of cannon may have had Ottoman inspiration.

موسوعات ذات صلة :