غزوة الأشراف هي أحد المعارك الهامة المرتبطة بثورة البربر والتي حدثت سنة 122 هـ/740 م، وانتهت بنصر كبير للبربر بقيادة خالد بن حميد الزناتي ضد قوات الأمويين بالقرب من طنجة. قتل في المعركة عدد من أشراف المسلمين، لذا أطلقت المصادر العربية القديمة عليها غزوة الأشراف.
خلفية
- مقالة مفصلة: ثورة البربر
أصبح شمال إفريقيا إحدى ولايات الدولة الأموية بعد الفتح الإسلامي للمغرب، إلا أن ثورة محلية بين البربر قامت ضد حكمهم في أوائل 122 هـ/740 م في غرب المغرب اعتراضًا على الضرائب التي فرضها عليهم عبيد الله بن الحبحاب والي إفريقية، تحت تشجيع من علماء الخوارج الصفرية. بدأت الثورة تحت قيادة ميسرة المطغري، ونجحوا في السيطرة على طنجة ومعظم غرب المغرب.
تزامن ذلك مع خروج جزء كبير من جيش الأمويين في إفريقية في حملة على صقلية بقيادة حبيب بن أبي عبيدة الفهري. ومع وصول أنباء التمرد، أمر عبيد الله بن الحبحاب قائده حبيب الفهري بالعودة على عجل. في الوقت نفسه، أعد عبيد الله حملة أخرى من الفرسان فيها عدد من أشراف مسلمي إفريقية يقودهم خالد بن أبي حبيب الفهري للتوجّه في الحال إلى طنجة، لإلهاء البربر ريثما تصل حملة صقلية. كما أرسل جيشًا آخر إلى تلمسان بقيادة عبد الرحمن بن المغيرة العبدي لإيقاف البربر إن تمكّنوا من تجاوز الحملة الأولى نحو إفريقية.
المعركة
واجه جيش ميسرة جيش خالد الفهري بالقرب من طنجة، وبعد اشتباك بسيط، تراجع ميسرة بالقوات، أما خالد فبدلاً من مطاردة قوات ميسرة، تمركز بقواته في انتظار التعزيزات. جمع البربر شتات فلولهم، وقتلوا قائدهم ميسرة دون أن يذكر المؤرخون سببًا واضحًا لذلك، ونصّبوا خالد بن حميد الزناتي قائدًا عليهم.
ذكر ابن خلدون أن خالد الفهري بعد مواجهته للبربر تمركز بالقرب من وادي الشلف في وسط الجزائر الحالية، وهو ما لا يرجحه المؤرخون المعاصرون، واعتقدوا أنما قصده وادي سبو[1] القريب من طنجة. أما شهاب الدين النويري فقد ذكر أن المعركة وقعت على أسوار طنجة.[2]
قرر خالد بن حميد الزناتي الإسراع بمهاجمة جيش الأمويين قبل وصول المدد إليهم، وتمكن جيشه من سحق جيش الفهري، وأوقع بهم مذبحة عظيمة راح فيها عدد من أشراف إفريقية.
ما بعد المعركة
انتشر الذعر بعد خبر مقتل أشراف إفريقية، وأتبع ذلك أعمالاً انتقامية من قبل جنود جيش ابن المغيرة المتمركز في تلمسان حيث أوقعوا مذابح بين رجال الدين الصفريين في المدينة، مما أغضب السكان المحليين.[3]
وصلت حملة صقلية متأخرة، فوجدا المجزرة قد حدثت، وقرر حبيب التمركز في تلمسان والإرسال إلى القيروان لطلب المدد، الذين أرسلوا بدورهم لطلب المدد من دمشق. إلا أن حبيب وجد المدينة قد انتقضت على جند ابن المغيرة، وقتلوهم وشردوهم بعدما قتل أولئك الجند عدد من رجال الدين الصفرية.
غضب الخليفة هشام بن عبد الملك، وأقسم على الانتقام، وأرسل جيشا من جند الشام قوامه 30,000 مقاتل يقودهم كلثوم بن عياض القشيري الذي ولاه هشام على إفريقية بدلا من ابن الحبحاب في أوائل سنة 741 م. والتقى هذا الجيش بجيش البربر في نهاية السنة في معركة بقدورة التي انتهت بهزيمة أخرى مروعة للأمويين.
مقالات ذات صلة
ملاحظات
المراجع
- Julien (1961: p. 30)
- cf. "De la Province d'Afrique et du Maghrib, traduite de l'arabe d'En-Noweiri par M. le baron MacGuckin de Slane", 1841, Journal Asiatique, p.442
- Blankinship (1994, p.208)