فالونيا (الفرنسية : Wallonie, الألمانية : (Wallonie(n, الهولندية : Wallonië) هو إقليم من بين الأقاليم اللتي يسود فيها استخدام اللغة الفرنسية من ضمن الأقاليم الثلاث المكوّنة لبلجيكا (الإقليم الفلامندي، إقليم بروكسل العاصمة).[7][8][9] تحتل ما نسبته 55% من مساحة بلجيكا والمرتبة الثالثة من حيث عدد السكان.الإقليم ينتمي إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية منذ عام 1980. خلال الثورة الصناعية, كانت فالونيا في المرتبة الثانية في الصناعة بعد المملكة المتحدة, مستفيدة من كمية الفحم والحديد المتوافرة في أراضيها؛ مما أدى إلى ثراءها، فمن بدايات القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين كانت فالونيا النصف المزدهر من بلجيكا.تضاءلت أهمية الصناعة بسبب الحرب العالمية الثانية, مما أدى إلى تدهور اقتصاد فالونيا وتقدم الإقليم الفلامندي عليها في الثراء. تعاني فالونيا الآن من ارتفاع معدل البطالة وانخفاض الناتج الإجمالي المحلي بالمقارنة مع الإقليم الفلامندي. عاصمتها نامور لكن المدينة الأكبر هي شارلوروا. أغلب مدن فالونيا (ثلثي مساحتها) تقع في وادي يسمى وادي الصناعة، وهو المنطقة الصناعية الأساسية في بلجيكا. تقع غابات أردين في جنوب شرق فالونيا، ويحدها من الشمال الإقليم الفلامندي وهولندا, فرنسا من الغرب والجنوب، وألمانيا ولوكسمبورغ في الشرق.
فالونيا | |
---|---|
علم | شعار |
خريطة الموقع |
|
تاريخ التأسيس | 1993 |
تقسيم إداري | |
البلد | بلجيكا[1] [2][3] |
العاصمة | نامور |
التقسيم الأعلى | بلجيكا |
خصائص جغرافية | |
المساحة | 16844.0 كيلومتر مربع |
الارتفاع | 163 متر[5] |
السكان | |
التعداد السكاني | 3624377 (1 يناير 2018)[6] |
الكثافة السكانية | 202 |
معلومات أخرى | |
التوقيت | ت ع م+01:00 |
اللغة الرسمية | الفرنسية. الألمانية |
أيزو 3166-2 | BE-WAL |
الموقع الرسمي | الموقع الرسمي |
الرمز الجغرافي | 3337387 |
أصل التسمية
يختلف معنى كلمة فالونيا باختلاف سياق الجملة. لا زالت تسمى "والون" بالنسبة للدستور ولكن أعادت حكومة الإقليم تسميتها بفالونيا. أتى المصطلح إلى الواقع في الأول من نيسان عام 2010, فتشير كلمة فالونيا في بعض الأحيان إلى الأراضي التي تسيطر عليها حكومة إقليم والون، بينما يشير مصطلح "إقليم والون" بصفة خاصة إلى حكومة الإقليم. في الحقيقة، الاختلاف بين المصطلحين صغير جداً ويختلف حسب السياق. يعود جذر كلمة فالونيا إلى الكلمة الألمانية "Walha", التي تعني الغرباء. سميت فالونيا نسبة إلى الوالون الذين سكنوا الأراضي المنخفضة البورغندية والذين تكلموا لغة رومانسية.
التاريخ
احتل يوليوس قيصر بلاد الغال عام 57 قبل الميلاد، وأصبحت خلالها الأراضي المنخفضة جزءاً من مقاطعة بلجيكا الغالية التي امتدت من جنوب غرب ألمانيا إلى نورماندي وجنوب هولندا. كان سكان المنطقة من الكلت مع القليل من الأثر الألماني الذي ينتشر بشكل أكبر في في الشمال أكثر من جنوب المحافظة. أصبحت محافظة بلجيكا الغالية رومانية بشكل تدريجي، وأصبح سكان بلجيكا الغالية رومان وغاليون وكانوا يكنون ب"Walha" من قبل جيرانهم الألمان. تركت "ولها" اللهجات الكلتية وبدأت بالتحدث باللاتنينة السوقية.
بدأ الميروفنجيون الفرنجة بالسيطرة على المنطقة بشكل تدريجي خلال القرن الخامس تحت حكم كلوفيس الأول. بسبب تفكك الامبراطورية الرومانية فإن اللاتينية السوقية بدأت بالتطور وتداخلت مع العديد من اللغات مثل اللغات الفرنسية القديمة، ومن ما كان موجوداً في فالونيا من لغات مثل بيكارد ووالون واللورين. أقدم نص مكتوب باللغات الفرنسية القديمة هو نص سلسلة القديسة أولاليا "الفرنسية : (Séquence de sainte Eulalie)", وكان لديه خصائص لغوية تتشابه مع اللغات الثلاث القديمة، وقد كتب في منطقة في أو بالقرب من ما يسمى الآن بفالونيا حوالي العام 880 ميلادي. أنشئ الفرنجة عدداً من المستوطنات خلال القرن الرابع وحتى القرن السابع، وكان أغلبها يقع في شمال مقاطعة بلجيكا الغالية حيث كانت الرومانية اقل تقدماً وكانت الألمانية لا زال لها أثر. بدأت حدود اللغات بالظهور خلال خلال عام 700 تحت حكم الميروفنجيون والكارولنجيون وحوالي عام 1000 خلال عودة البيزنطية. ظهرت المدن الناطقة بالفرنسية مثل لييج التي كانت أكبر مدينة أنذاك قد ظهرت على ضفاف نهر الميز وأصبحت بعض المدن الغالية الرومانية مثل تونجرين وماستريخت وآخن ألمانية. خلع الكارولنجيون الميروفنجيون عن الحكم في القرن الثامن. في عام 843, نصت معاهدة فيردان على أن تكون المنطقة المسماة الآن بفالونيا إلى فرانسيا الوسطى, والتي أعطيت بعدها إلى لوثارينجيا. خلا تفكك لوثارينجيا, أصبحت المنطقة المعروفة الآن بفالونيا جزءاً من لورين المنخفضة, والتي انقسمت إلى عدد من المحافظات والدوقيات في العام 1190. الأدب اللاتيني الذي كان يدرس في المدارس فقد أهميته خلال القرن الثالث عشر واستبدل بالفرنسية القديمة. في القرن الخامس عشر، سيطر عدد من حملة لقب دوق بورغندي على البلدان المنخفضة. أدت وفاة شارل الجريء عام 1477 إلى إعادة فتح قضية الحكم والخلافة، فاستغلت أسقفية أمير لياج الموقف لإعادة الحكم الذاتي الخاص بهم.خلال القرن السادس عشر حتى القرن الثامن عشر، أصبحت البلدان المنخفضة ضمن حكم الهابسبورغ الإسبان ( من بدايات القرن السادس عشر حتى 1713-1714), ولاحقاً تحت حكم النمسا ( حتى 1749 ). أخذت المنطقة بالتوسع في عام 1521 - 1522 عندما قام الإمبراطور الروماني كارلوس الخامس بضم منطقة تورناي من فرنسا. المنطقة المسماة الآن ببلجيكا كانت قد احتلت عام 1795 من قبل الجمهورية الفرنسية خلال حروب الثورة الفرنسية. كانت قد ضمت عسكرياً إلى الجمهورية والتي أصبحت بعدها تسمى الإمبراطورية الفرنسية الأولى. أصبحت فالونيا جزءاً من مملكة هولندا تحت حكم فيلم الثالث ملك هولندا بعد معركة واترلو. لعب الوالون دوراً مهماً خلال الثورة البلجيكية عام 1830. أعلنت الحكومة البلجيكية المؤقتة استقلال بلجيكا وقامت بانتخابات لكونجرس وطني.
الفترة البلجيكية
في القرن التاسع عشر أصبحت المنطقة تتجه إلى الصناعة وكانت فالونيا منطقة صناعية بالكامل في كامل أوروبا القارية, مما أدى إلى ازدهار الاقتصاد الذي لم يكن موجوداً في الإقليم الفلامندي مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة قادمة من الإقليم إلى فالونيا. قسمت بلجيكا إلى مجتمعين مختلفين. الأول هو المجتمع الفلاندي الكاثوليكي المتدين الذي كان يعتمد في اقتصاده على الزراعة، وفي الجهة الثانية فالونيا، التي كانت مركز الثورة الصناعة في أوروبا القارية, حيث كانت الحركات التحررية والاجتماعية تنبثق بسرعة. الإضربات الرئيسية أخذت موقعاً في فالونيا، منها الإضراب العام في بلجيكا اعام 1893, و1902, و1913( وذلك لاقتراع عمومي).
الجغرافيا
فالونيا هي إقليم حبيس, مع مساحة بحوالي 16,844 كيلو متر مربع مما يشكل 55% من مساحة بلجيكا. وادي الصناعة المنبثق من لييج وحتى شارلوروا هو نهر راسخ في فالق حيث يفصل وسط بلجيكا وأعلى بلجيكا. أكبر مدن فالونيا هم: شارلوروا, لييج, نامور العاصمة، مونس, لا لوفيير, تورناي, سيراين, موسكرون، هيرستال.
العلم والتكنولوجيا
المساهمات في العلم والتكنولوجيا قد ظهرت في بديايات تاريخ الدولة. الأهمية الاقتصادية لتعدين الفحم في طريق الثورة الصناعية قد تطلب دراسات هندسة التعدين. قام المهندس زينوب غرام باختراع آلة غرام, الذي يوصف بأنه أول مولد لتوليد القوة للنطاق التجاري في الصناعة. عالم الكيمياء إرنست سولفاي الذي اخترع عملية سولفاي لصنع كربونات الصوديوم, الذي يعتبر مادة كيميائية مهمة في مجال الصناعة. وكان إرنست سولفاي يعمل كفاعل خير مهم وأعطى اسمه لمعهد سولفاي لعلم النفس، ومدرسة سولفاي للاقتصاد والإدارة، ومعاهد سولفاي الدولية للفيزياء والكيمياء التي تشكل اليوم جزءاً من جامعة بروكسل الحرة. في عام 1911, بدأ بعمل سلسلة من المؤتمرات، وهي مؤتمرات سولفايالتي أعطت تأثيراً قوياً لثورة الفيزياء الكمية والكيمياء.
كما يوجد أيضاً العالم جورج لومتر الذي له الفضل في توضيح نظرية الانفجار العظيم في عام 1927. كما حصل ثلاث علماء من فالونيا على جائزة نوبل للطب , وهؤلاء العلماء هم: جول بورديه, وألبير كلود, وكريستيان دو دوف.
الاقتصاد
الحديد والفحم يتواجدا في فالونيا بكثرة، وهذه الموارد والصناعات المنبثقة منها قد أدت دوراً مهماً في تاريخ الصناعة والموارد. في العصور القديمة، كان وادي الصناعة منطقة صناعية مهمة في الامبراطورية الرومانية. في العصور الوسطى, أصبحت فالونيا مركز النحاس الأصفر والبرونز, خاصة في منطق هوي ودينانت وشيماي. في القرن الثاني عشر والثالث عشر، قام خبراء الحديد في لييج بتطوير طريقة لتنقية معدن الحديد الخام في فرن الانصهار، وسميت هذه الطريقة بطريقة والون. يوجد الآن عدد من مناجم الفحم حول شارلوروا وبوريناج، ولكن انتاجهم كان ضعيفاً.
في القرن التاسع عشر بدأت المنطقة تتجه للصناعة، خاصة في وادي الصناعة. أصبحت المنطقة أول منطقة صناعية بالكامل في أوروبا القارية وكانت فالونيا ثاني أكبر قوة صناعية في العالم، نسبة إلى عدد سكانها والأراضي، بعد المملكة المتحدة. اليوم، أصبح اقتصاد فالونيا متنوعاً, حتى أن بعض المدن مثللييج وشارلوروا لا زالت تعاني من أزمة صناعة المعادن، فأصبح معدل البطالة في فالونيا حوالي 30%. تمتلك فالونيا عدداً من الشركات الرائدة في المجالات المتوفرة، منها صناعة الزجاج والتسليح وانتاج الحجر الجيري وأكسيد الكالسيوم, و المسرع الدوراني والطيران. مناطق جنوب فالونيا التي تحدلوكسمبورغ تستفيد من اقتصاد الدول المجاورة، فالعديد من البلجيكيين يذهبون للعمل في الدول المجاورة. تعتبر منطقة أردين الواقعة في جنوب نهر الميز وجهة سياحية بسبب طبيعتها والنشاطات الخارجية المتواجدة فيها، بالإضافة إلى المعالم التراثية.
السياسة والحكومة
تعتبر بلجيكا دولة فيدرالية مصنوعة من ثلاث مجتمعات وثلاث أقاليم، وكل إقليم لديه حكم ذاتي. إحدى هذه الأقاليم هو إقليم والون المدار من قبل برلمان فالونيا وحكومة والون. الحكم الذاتي لإقليم والون يتسع حتى يصل إلى العلاقات الخارجية، فالونيا غير مخولة لتسعى إلى علاقات خارجية من ضمنها التوقيع على معاهدات.
الرموز
ازدياد أهمية فالونيا أدى إلى إجبار حركة فالونيا إلى اختيار عدد من الرموز المختلفة التي تمثل فالونيا. أهم رمز هو الديك الجرئ أو ديك والون (الفرنسية: coq hardi), والذي يستعمل بكثرة فيتواجد في العلم والشعار الخاص بفالونيا. شعار الديك قد تم اختياره من قبل مجلس فالونيا في 20 نيسان عام 1913, وصمم من قبل بيير بولو في 3 تموز عام 1913.
النشيد الوطني المسمى "أغنية والون" (الفرنسية: le chant des Wallons) كتب عام 1900 ولحن عام 1901.
الديانة
بحسب مقياس الديانات لعام 2008, فإن 43% من الناطقين بالفرنسية (من ضمنهم الناطقين بالفرنسية الذين يعيشون في بروكسل) يعتبرون نفسهم كاثوليك, 17% كملحدين, 12% كمسلمين, 10% كلاأدريين, و18% ديانات أخرى.
معرض صور
المراجع
- معرف مكان في قوسي الشكل: https://www.archinform.net/ort/3674.htm — تاريخ الاطلاع: 6 أغسطس 2018
- "صفحة فالونيا في GeoNames ID". GeoNames ID27 مايو 2020.
- "صفحة فالونيا في ميوزك برينز". MusicBrainz area ID27 مايو 2020.
- "صفحة فالونيا في خريطة الشارع المفتوحة". OpenStreetMap27 مايو 2020.
- وصلة : http://geonames.org/3337387 — تاريخ الاطلاع: 9 يوليو 2017 — الرخصة: إسناد المشاع الإبداعي 3.0 لم يتم الإبلاغ عنه
- Wettelijke Bevolking per gemeente op 1 januari 2018 — تاريخ الاطلاع: 9 مارس 2019 — الناشر: إحصائيات بلجيكا
- CHIFFRES DE POPULATION PAR PROVINCE ET PAR COMMUNE, A LA DATE DU 1er JANVIER 2015, consulté le 16 mars 2015. نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "The Columbia Encyclopedia of Modern Drama". google.com. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 2016.
- "Vlaamse overheid - Taalwetwijzer - Wetgeving". vlaanderen.be. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 2018.