الرئيسيةعريقبحث

فردان (بيروت)


لمعانٍ أخرى، انظر فردان (توضيح).

شارع فردان من أهم شوارع بيروت ، يبلغ طوله الكيلومتر تقريباً.

أصل التسمية

ترجّح معظم المراجع أنّ أصل التسمية يعود إلى معركة "فردان" التي حملت اسم المدينة التي وقعت فيها المعركة، وهي إحدى أقدم المدن الفرنسية. وتعتبر معركة فردان من أشهر المعارك الحاسمة التي وقعت في الحرب العالمية الأولى، وذهب ضحيتها عشرات الآلاف، عندما شنت القوات الألمانية هجوماً مفاجئاً على المدينة، لكنها صمدت بقيادة الجنرال الفرنسي هنري بيتان ما اضطر الألمان إلى الانسحاب بعد 11 شهر من القتال.  وبما أنّ شارع فردان كان في تلك الفترة شارعاً مقفراً وبلا عمران فقد أطلق عليه هذه التسمية إبّان فترة الانتداب الفرنسي للبنان.

في العام 1991، تغيّرت تسمية الشارع من "فردان" إلى شارع "الرئيس رشيد كرامي"، تكريماً لهذه الشخصية السياسية التي تمّ اغتيالها في العام 1987، كذلك شيّدت في أوّل الشارع حديقة وتمثال يحملان الاسم عينه، ومع هذا فإن الشارع لم يألف إسمه الجديد ولا زال الناس يطلقون عليه اسم "فردان" حتى يومنا هذا.

" أغلى الشوارع التجارية عالمياً

في العام 2015، صنّف شارع فردان في المرتبة الثالثة عربياً و الـ48 عالمياً ضمن لائحة أغلى الشوارع التجارية الرئيسية في العالم حيال قيمة الايجارات التجارية، وذلك بحسب التقرير السنوي السابع والعشرين حول أغلى الشوارع الرئيسية في العالم لسنة 2015 لمؤسسة "كاشمان آند ويكفيلد". وقد أشار التقرير إلى أن سعر الإيجار التجاري للمتر المربع بلغ في هذا الشارع نحو 912 دولار، في وقت أشارت التوقّعات إلى أن الايجارات التجارية فيه ستشهد استقراراً في السنوات المقبلة بسبب حالة الركود التي تعيشها السوق اللبنانية.

عثرات وازدهار

شكّل شارع فردان في مطلع التسعينيات، عامل استقطاب للسياح العرب والأجانب الذين يقصدون العاصمة بيروت، فقد كان يتميّز يومها باحتوائه أهم المتاجر والمحال التجارية العالمية، وقد كان مرتعاً للمشاريع السكنية الفخمة، ومن الشوارع الأولى التي شهدت حركة عمرانية لافتة على مستوى بعض "السنترات" التجارية التي حولت الشارع إلى منطقة تجارية أكثر منها سكنية. فقد كان لمجمّعات " كونكورد"، و"فردان بلازا"، و"فردان 730"، و"فردان 733" وسنتر "ديون" دوراً كبيراً في تطوير أسلوب التسوّق لدى اللبنانيين والعرب عموماً.

حيث يوفّر هذا الأسلوب عناء التجول في الشوارع الطويلة، ويقلّص من الصعوبات والمشاكل التي قد يتعرض لها المواطن، كتأمين موقف ملائم للسيارة، وغيرها من الأمور التي ترهق الأعصاب وتؤدي إلى هدر كبير في الوقت. كذلك فقد تميّز الشارع بمعالم أعطته طابعه الخاص، أبرزها ثكنة قوى الأمن الداخلي المعروفة بـ "سيّار الدرك" التي يعود تاريخ بناءها إلى حقبة الفرنسيين وهي تعتبر من أوائل المباني في الشارع، وكذلك يقع فيه دار الطائفة الدرزية والمركز الثقافي الروسي، ومدرسة الليسيه فردان، إحدى أهم مدارس بيروت، وهو يكاد يجمع فروع للمصارف الموجود في لبنان كافة، فضلاً عن اختياره من قبل العديد من السياسيين اللبنانيين كمركزاً للسكن.

جمود في الحركة العامة

بعد العام 2005، شهدت بيروت الكبرى، التي تعتبر مساحتها صغيرة نسبةً لعواصم العالم، طفرةً في المراكز التجارية التي ظهرت تباعاّ من "سيتي مول" في منطقة الدورة، "بيروت مول" في منطقة الطيونة، إلى "لومول" الذي افتتح فرعه الأول في منطقة سن الفيل ثم ما لبث أن افتتح فروع له في ضبيه وصيدا والنبطية. كذلك تمّ افتتاح أسواق بيروت الضخمة التي ضمّت متاجر وعلامات تجارية عالمية، بعضها يفتح للمرة الأولى في العالم العربي. تلاها افتتاح "السيتي سنتر" للإماراتي ماجد الفطيم، وكل مركز جديد منهم كان يفتتح، يفاخر أنه الأكبر والأوسع والأضخم... إضافةً إلى افتتاح واجهة بحرية جديدة "الزيتونة باي" في منطقة ميناء الحصن تتضمن سلسلة مطاعم فخمة، وممشى بحري خشبي ومرفأ لليخوت. هذه المراكز وغيرها ساهمت في تراجع الحركة التجارية وتخلّف رواّد المقاهي والمطاعم عن شارع "فردان" ما أوصل بعضها إلى الإقفال مثل مطعم "ماندرين"، فضلاً عن خفوت نجم "كونكورد" و"ديون" كوجهة أولى للشباب والمراهقين.

عام 2012... النهوض من تحت الرماد

ولأن للشوارع طبائع وأهواء كالبشر، أبى "فردان" الشارع الأرستقراطي المدلّل أن يهجره أحبابه، أخذ يغيّر بعضاً من وجهه للفت النظر إليه، فشهد فورة في افتتاح مطاعم ومقاهي ومحال تجارية لم تعد للشارع نبضه فحسب، بل جعلته يزدهر ويشهد إقبالاً فاق كل مراحل الازدهار التي شهدها الشارع من قبل. وقد استهلّ هذا الازدهار بافتتاح مطعم "عاصي" في العام 2012، ثم ما لبث أن افتتح بجانبه فرع جديد لـ "قهوة ليلى" و"كافيه بلانك"، إضافةّ إلى مطاعم ومقاهي جديدة متناثرة على طول الشارع منها "ورد شام" المتخصّص بالمأكولات الشامية، مطعم "بيت العز"، مقهى "دردشات" وأحدثها كان افتتاح المطعم العالمي "[[زا تشيز كيك فاكتوري]]" فرع جديد له لأوّل مرّة في لبنان، والذي يلاقى إقبالاً كبيراً عليه.

هذا الازدهار لم يقتصر على المطاعم والمقاهي، بل تعدّاه إلى المحال التجارية، حيث افتتحت محلات "إتش أند أم" فرع جديد لها في الشارع، كذلك افتتح مسرحاً جديداً "تياترو فردان" في "سنتر ديون". ويبقى أن الحدث الأبرز الذي يستعدّ الشارع لاستقباله هو مشروع " ABC  فردان" الذي يُتوقع أن يضم مجمعاً تجارياً تفوق مساحته الـ170 ألف متر مربع، ويفتح أبوابه في العام 2017 لروّاده من المتسوّقين والسيّاح، ويخطّط له أن يكون أضخم مشروع تجاري ترفيهي يشكل نقطة استقطاب وملتقى لكل اللبنانيين من داخل العاصمة وخارجها ولجميع السياح ولاسيما العرب منهم.


موسوعات ذات صلة :