فقه السياسة على منهاج النبوة - هو عنوان كتاب موضوعه فقه السياسة وقد وصفه مؤلفه في جزء من مقدمته بالعبارات التالية: (قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ). قال الطبري: (الرباني: الجامع إلى العلم والفقه البصر بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية وما يصلحهم في دينهم ودنياهم)، وهؤلاء في الناس قليل، مع أن أمر السياسة والسلطان لا يصلح دونه الدين أو الدنيا، كما قال ابن تيمية: (إن انفرد السلطان عن الدين أو الدين عن السلطان فسدت أحوال الناس)، ولهذا فقد رأيت أن أكتب في هذا الأمر ما يسره الله لي من الفقه – عسى أن ينفع به الله من شاء من عباده – لما رأيت من فرط الجهل به عند العامة والخاصة، وما جره ذلك من الأوابد والمصائب، من فشو الهرج ودعاوى الجاهلية ووقوع الناس بين مُفرِط ومُفرِّط. وإنما جعلنا الله أمة وسطا، فكان لا بد من تدارس العلم المفضي إلى ذلك. وعلم الفقه نوعان: استنباطي، وهو استخراج الأحكام من نصوص الشرع. وتطبيقي، وهو تنزيل الأحكام على الوقائع. وأنا أقصد هنا إلى الأول، فقد أهمني أني لم أجد فقه السياسة مجتمعا في كتاب واحد، رغم شدة الحاجة إليه، فجهدت أن أجمع من أشتاته ما يخرجه من كثرة القيل والقال وأصله بأصوله الشرعية ليكون أسا ينبني عليه فقه قويم نرضي به ربنا عز وجل، ونصون به شرعه. ذلك أن منصرف هم أكثر الكتاب في هذا الشأن المصالح المرسلة، كأن كتاب الله خلو من الأحكام. ولهذا فإن القصد من هذا الكتاب هو تبيين ما ورد في الشرع من أحكام السياسة المنصوص عليها أو القريبة من المنصوص. أما المسكوت عنه فليس من غرض هذا الكتاب تتبعه ولا التفصيل فيه، لذلك لا تجد فيه فقها لكل ما يقع من مهمات السياسة، وإنما حسبه أن ينبه إلى أن في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كثيرا من الهدي الذي لم يتفقه والأحكام التي لم تدرس.) والكتاب من تأليف محمد بن السيد بن حسن بن محمد بن أرباب التواتي المحسي الخزرجي. وهو من منشورات دار الكتب العلمية
فقه السياسة على منهاج النبوة
كتاب