نشأ فن ما بعد الانطباعية في ثمانينيات القرن التاسع عشر ومن رواده:جورج سورا[1859-1891]، بول جوجان[1848-1903] وفان جوخ [1853-1890]الذين لم يرتضوا الطريقة الانطباعية التي في رأيهم لم تعد تلائم عصرهم؛ بعد أن فقدت بريقها؛وبخاصة وأن الطريقة الانطباعية لم تكن تهتم بالمسائل النفسية أوالعاطفية؛ وإنما ركزت على العرض و على تصوير التميزات اللونية الهاربة في الغيوم؛ وفي مياه البرك وبين أشعة الشمس؛إذ يوجه الفنان الانطباعى فنه نحو الخارج، للتوصل إلى نوع من التعبير الفنى متألق ومرتجل في تصويرالشوارع والمقاهى والمنتجعات؛ دون الاستغراق في المسائل النفسيةالمقلقة أو العاطفية المجهولة. ولذلك بحث فنان ما بعد الانطباعية عن شئ جديد أكثر أصالة وأكثر عمقاً من وجهة نظرهم. أما جوجان فإن انطباعيته الجديدة وصفت بـالتركيبية أو بـالرمزية أو بـالتقطيعية وقد استعاد في لوحاته المكانة للتخطيطات القوية التي افتقدتها الانطباعية. كماستخدم جوجان و فان جوخ اللون استخداماً تجريدياً؛ كخطوة في اتجاه استثمار تأثيره العاطفى، أكثر من تأثيره الزحرفى. وأراد «جوجان» لرسومه أن تنقل رسالة رمزية عبر الخط واللون.أما تأكيد الفنان على الخطوط الأفقية المتموجة فينم عن حرصه على توفير الإحساس الموسيقى في تعبيراته الفنية. وكذلك بينما حافظ الفنان ما بعد انطباعى سيزان على أسلوب التلوين الانطباعى ؛إلا أنه منحه صفة بنائية . وكذلك أكد «فان جوخ »على الجوانب الرمزية وعلى العناصر الجمالية. ويؤكد مذهب مابعد الانطباعية في الفن على أنه بفضل أسلوب التبسيط وتلخيص الأشكال بما يتضمنه من قوة عاطفية، يتمكن الفنان من التعبير عن [العالم اللامرئى] للأفكار. أما «جوجان»فقد بدأ رسم لوحته «متى تتزوجين »[1892]بتخيل الطريقة المناسبة لصياغة الموضوع الذي رآه، مستعينا بالأسلوب التوليفى؛ وبتكثيف [العاطفة] وبالتأكيد على [الفكرة]وليس على المحاكاة؛حتى يعثر على البساطة الأسطورية لشكل عمله.[1]
رسوم الفنان «محسن عطيه»
وكذلك امتزجت رسوم الفنان «محسن عطيه» باستلهاماته [الخيالية الحالمة] وهى تعبر عن عوالم ساحرة رغم غموضها.إذ يرى الفنان جمال فنه في تحرره ورمزيته؛ وقد تعمد استعمال [الألوان الصافية] و[الخطوط المحيطية] في انجاز لوحة « مغامرة»[2008]كصورة مجازية أساسها اللون والعاطفة؛مع الخطوط المنحنية الإيقاعية التي توحد الشكل.هكذا عملت الخطوط المنحنية على توحيد جمالية عناصر اللوحة كوحدة بسيطة وعاطفية.وقد كتبت الناقدة الفنية «نجوى العشرى » تقول: في لوحات «محسن عطيه» تظهر رغبة عارمة في الانطلاق عبر الحواجز والحدود. إنه يقدم لنا استخداماً جديداً للأفكار التشكيلية والرموز والأبعاد اللانهائية التي تقفز فوق حدود «الزمان والمكان» .[2]
[1].محسن عطيه؛اتجاهات في الفن الحديث والمعاصر؛عالم الكتب بالقاهرة؛2011 الصفحة 71.
[2].نجوى العشرى ؛صحيفة الأهرام؛ القاهرة 8ابريل2010 . .
.