الفناء أو الحوش أو أرض الديار أو العرصة[1] هي مساحة داخلية مفتوحة إلى السماء. غايتة إعطاء مزيد من الضوء والتهوية. غالباً ما يكون على شكل U.
تعريف الفناء
الفناء هو مساحة مفتوحة محاطة بحوائط يمكن تعريفه بانه مساحة من الأرض الفضاء تقع داخل أو خارج المبنى وتطل عليها بعض نوافذ الحجرات ويستخدم كعنصر معماري في تصميم المبنى لتلطيف درجة الحرارة داخل الحجرات ولأضاءتها وتهويتها، يزرع فيه شجر ويزود بنافورة ماء. حسب ما يكون الفناء محاطا من أربعة أو من ثلاثة جدران، الفناء يُسمى مغلقا أو مفتوحا. (عبد الجواد، 1976)
الاتريم :هو صالة وسطية أو فناء بمنزل روماني أو مدخل للكنيسة وعموما يعرف بانه فناء مغطى يتوسط المبنى ويضاء من أعلى بشخشيخة أو نوافذ عريضة من الحوائط الجانبية. (وزيري,2000) الفناء
الفناء في العمارة الإسلامية التقليدية
الفناء هو المنطقة المحاذية للعقار وليس كما هو شائع بين بانه الفسحة بداخل الدار فقط.[2]
الفناء عادة هو مكان مخصص لاستخدام سكان العقار الملاصق للفناء، سواء كان ذلك العقار مبنى سكنيا أو تجاريا أو صناعيا.
الظاهر هو ان طول الفناء وعرضه تحددا بالاتفاقات بين الفرق المستوطنة في الموقع. وبالنسبة لحق الاستخدام فلصاحب الفناء الانتفاع به كالجلوس والاستظلال والبيع فيه ووضع متاعه عليه وما شابه من استخدامات مباحة دون التعرض للمارة. ولكن هل يملك الفريق المالك الفناء؟. إن الأفنية هي ملك لجماعة المسلمين ولكنه أحق لصاحب الدار من غيره وان كان لا يملكه.
السيطرة على الفناء
وبالنسبة لمدى تمكن الساكن من البناء على الفناء وضمة لبناءه فهناك رايان:
- الأول هو عدم الجواز لما فيه من ابطال لحق المارة من الدخول في الفناء
- الثاني وهو الجواز إذا اخذ بمبدأ الضرر في الحكم على جواز البناء رغم أن بعض الفقهاء كرهه.
ولكن الذي صاغ الأفنية وعلمها في كلا الحالتين هو الفريق المستوطن الذي له إمكانيات مختلفة على جوانب الشوارع (الافنية) في المدن الإسلامية.
فالبيئة التقليدية بذلك صادقة تعكس واقع السكان وقيمهم وهذا معاكس للبيئة المعاصرة التي اختفى فيها الفناء كعنصر معماري، ومنعت القوانين الناس من بعض التصرفات. لذلك فالبيئة المعاصرة كاذبة.
كيفية عمل الفناء كمنظم حراري
الفرق الحراري الكبير بين الليل والنهار هو ظاهرة مناخية هامة يعتمد عليه الفناء في أداء وظيفته. بفعل شعاع الشمس، الهواء الساخن يرتفع إلى الأعلى، لان كثافته تقل (تسمى هذه الحركة الحمل (convection) ويحل مكانة هواء أكثر برودة الذي بدورة يسخن ويرتفع إلى الأعلى وهكذا. استعمال مصدر حرارة مستمر، يُولد حركة هواء دائمة. هذه النظرية اُستغلت في العمارة العامية لتوفير نسيم معتدل البرودة في مساحات صغيرة وذلك يحصل باستخدام الأرض المسخنة من أشعة الشمس كمصدر للحرارة في فناء أ واذا توفر فناء آخر ب لا تصله حرارة الشمس فان كل زيادة في تسخين الشمس في أ لا بد ان تتبعها زيادة سرعة النسيم من أ ألى ب.
الفرق الحراري الكبير بين الليل والنهار هو ظاهرة مناخية هامة يعتمد عليه الفناء في أداء وظيفته
عناصر تساهم بزيادة اداء الفناء الحراري
- عنصر الملقف الهوائي
- عنصر التختبوش
عبارة عن مساحة خارجية مسقوفة تُستعمل للجلوس وتقع بين الفناء الداخلي والحديقة الخلفية لضمان تدفق الهواء بفعل الحمل بانتظام، فمساحة الحديقة الخلفية أكبر من الفناء وبالتالي أكثر تعرضا لأشعة الشمس لذلك يسخن الهواء بسرعة فيرتفع إلى أعلى مما يدفع هواءالتختبوش البارد إلى الفناء ومن ثم إلى الحديقة. وبهذا الحال ينتج نسيم معتدل البرودة (وزيري,2000). وهنا حركة النسيم ينبغي ان تكون بجهة الرياح، لكي يساهم تباين الضغط الناجم عن حركة الرياح في زيادة التيارات الهوائية.
وسائل لتحسين اداء الفناء الحراري
- رفع تصوينه الفناء لمنع تسخين طبقات الهواء فيها وعمل ميول للأسقفه، تُسهل نزول الهواء البارد ليلا داخل فراغ الفناء.
- استخدام الأشجار بالفناء تمنع الإشعاع الشمسي وتفصل بين الهواء البارد تحتها والساخن فوقها.
- استخدام النباتات المتسلقة لعزل جدران الفناء من الشعاع الشمسي وإعطاء الفرصة لاكتسابها في فصل شتاء عندما النباتات تفقد أوراقها.
- استخدام نوافير الماء المظللة (بالمناطق الجافة) ويفضل أن تكون متحركة لزيادة الترطيب بالرذاذ ومنع أداء الماء الساكن كسطح عاكس.
- في المناطق الجافة الغير ممطرة بشمال أفريقيا تستعمل نافذة علوية في سقف الفناء، تساعد في نزول الهواء البارد للفراغ الداخلي. مساحة النافذة تكون صغيرة.
- في الصحراء الجزائرية تُستخدم نظرية ألفناءين في التهوية لسحب الهواء الساخن ليحل محله الهواء البارد مرورا بالفراغات الداخلية.
العوامل المؤثرة في المكافيء الحراري للإشعاع (يحيى الزعبي,1972)
- مدة تعرض الاسطح المطلة على الفناء لاشعة الشمس
- وقت التعرض للاشعة بالنسبة لساعات النهار
- الخصائص الحرارية
- الظروف المناخية الجزئية للموقع:
- السطوع
- الإشعاع
- الحرارة
- الرطوبة النسبية لمواد بناء الحوائط المحيطة بالفناء
- الخصائص الحرارية لمواد أرضية أو تربة الفناء أو لوجود مياه جوفية باسفله.
- حركة الهواء داخل الفناء.
أنواع الفناء الداخلي
الفناء البارد
خلال اليوم أشعة الشمس لا تدخل مباشرة على ارضيته، ابعاده الافقية اقل من ارتفاعه ويستخدم في المناطق الحارة، ولزيادة الابعاد الافقية دون التاثير في المكافئ الحراري يوصى بما يلي (الزعبي,1972):
- زيادة البعد الافقي باتجاه شرق غرب إذا كانت الزاوية محصورة بين صفر و35º
- زيادة البعد العمودي باتجاه شمال جنوب إذا كانت الزاوية محصورة بين 55-90º
- استخدام الكاسرات أو بروزات حائطية لتظليل أرضية الفناء أو لتقليل من سطوع الشمس في الأجزاء المطلة على الفناء.
التوجيه الأسواء هو حينما الواجهة تميل بزاوية 45º بالنسبة للجهات الأساسية.
الفناء الساخن
تدخل الشمس مباشرة على ارضيته وتزيد في المكافئ الحراري للإشعاع، يستخدم في المناطق الحارة والباردة, (الزعبي,1972).
- يستخدم في المناطق الباردة لتعريض كل اسطحها للإشعاع للاحتفاظ بها واشعاعها ليلا لرفع درجة الحرارة
- يستخدم في المناطق الحارة لزيادة المكافئ الحراري للإشعاع في فترة زمنية نصفها 22 يونيو.
دراسات سابقة حول الفناء
- اوضحت تجارب الظلال الصناعية ان حرارة الأرض تبرد بمقدار 22,2؛ بعد تظليل الأرض بخمس دقائق فقط مما يعني ان الظلال تطيل من مدة الاحتفاظ بالهواء البارد المتجمع بالفناء ليلا.
- اوضحت دراسة ان بروز جزء من السقف فوق الواجهة الجنوبية يحسن الأداء الحراري صيفا Mohsen,79))
- توجد علاقة بين زيادة درجة احتواء الفناء وكفائته كمخزن للهواء البارد وان درجة حرارة الفناء اقل من المحيط الخارجي بحوالي 4 إلى 7 درجات (Mohsen,79).
- تعتبر الواجهتين الجنوبية والغربية الأكثر تاثيرا على الفراغات الداخلية في المناطق الحارة الجافة (أحمد,1994).
- ان زيادة ارتفاع حوائط الفناء تزيد كمية اظلال اللارضية لجميع الجهات الجغرافية، وكذلك فان زيادة نسبة الارتفاع إلى العرض عن الضعف فان تاثير ذلك على الكفاءة يكون محدودا وبذلك لا يوصى بزيادة ارتفاع الفناء عن ضعف العرض (المهيلمي,1990)
- ان الفناء المستطيل أفضل من الفناء المربع من حيث كمية الظلال ويتقارب أداء الافنية عندما تصل النسبة إلى 3:1 وهي نسبة العرض إلى الطول (المهيلمي,1990).
- يستقبل الفناء اقل كمية من الإشعاع الشمسي صيفا وأكبر كمية من الإشعاع الشمسي شتاء عند خط عرض 30º بالابعاد 1: 3 : 1,3 (عرض:طول:ارتفاع) وهي التي تحقق في نفس الوقت درجة الاحتواء المثلى وحددت بهذه الدراسة بالقيمة (3,45) وان أفضل توجيه له هو 15° غربا.(أحمد,1994).
مقارنة عامة بين الفناء والاتريم
في دراسة تحليل مقارن بين الأداء الحراري للفناء والأتريوم (استخدم برنامج حاسوبي فيه) لنموذجين بنفس الأبعاد الهندسية والتوجيه وفي عدة مناطق مناخية مختلفة تم التوصل للنتائج التالية :
- 1- الأداء الحراري للاتريم ذو سقف مزجج هو مختلف تماما عن أداء الفناء.
- 2- الأداء الحراري للفناء أكثر فاعلية بالارتفاعات القليلة ويقابله كفاءة حرارية أكبر للاتريم في الارتفاعات العالية.
- 3- في المناطق الحارة الجافة والرطبة على السواء يكون الأداء الحراري للفناء المفتوح أفضل بكثير من الاتريم في حال مراعاة التقليل من استخدام الزجاج في جدران الفناء نفسه.
- 4- يتناسب الأداء الحراري عكسيا بزيادة نسبة الزجاج المستخدم في الفناء بينما يتناسب طرديا في حالة الاتريم.
امثلة
مسجد الملك حسين
أكبر مساجد الأردن واحدثها. بني في عهد الملك عبد الله الثاني في عمان بمنطقة دابوق التابعة لعمان الغربية. يقع المسجد على ارتفاع 1013 م عن سطح البحر. وهو مسجد حديث البناء بني في أواخر عام 2005.
صُمم المسجد من قبل الدكتور المعماري المصري خالد عزام المعروف بتعمقه بدراسات العمارة الإسلامية وقام بتصميم المسجد على أساس التهوية الطبيعية وعدم الحاجة للوسائل الميكانيكية من خلال الأفنية الداخلية. إلا ان هذه الأفنية لم تقم بالأداء الحراري المتوقع من تصميمها مما أدى إلي تبديل النظام بأكمله باستخدام نظم تهوية وتبريد وتدفئة ميكانيكية.
بعد دراسة الظلال والشعاع الشمسي للفناء الرئيسي من ساعات الصباح الباكر وحتى وقت صلاة الظهر يوم 22 يونيو، فشل الأداء الحراري ربما يعود إلى العوامل التالية:
- - تعمل الأفنية الأربعة بنفس الأداء الحراري في نفس الوقت مما يقلل من اختلاف الضغط الهوائي وبالتالي تقليل حركة الهواء وانعدام انتقاله فيما بينها.
- حركة الرياح معاكسة لاتجاه التدفق المتوقع بين الأفنية والحديقة الكبيرة كفناء ساخن.
- تبليط الأفنية من الحجر المجلي لدرجة للمعان مما يجعله يعمل كسطح عاكس للأشعة وقت سقوطها على أرضية الفناء وقت الظهيرة.
- عدم الاهتمام بالتظليل والترطيب الداخلي للفناء بالمياه والأشجار.
- واجهات الفناء الداخلي المعرضة للإشعاع المباشر لها فتحات كبيرة مما يؤثر على الفراغ الداخلي.
نتائج عامة لدراسات سابقة
- في المناطق الحارة فان زاوية الشمس الراسية مرتفعة وبالتالي فان نقص درجة الاحتواء تعني زيادة في استقبال الإشعاع الشمسي وان اطالة الفناء بالاتجاه الافقي لا يعدل من هذا الأداء بسبب وصول الإشعاع للأرضية والحوائط الداخلية بشكل كبير.
- في المناطق الحارة الرطبة فان درجة الاحتواء ما بين 3-7 وباي قيمة استطالة للاتجاه الافقي الأكثر كفاءة وبالمناطق الحارة الجافة فان نسبة عمق الفناء تتراوح بين 4-8 وباي قيم استطالة.
- في المناطق الحارة الرطبة فان أفضل توجيه لمحور الطولي للفناء تكون بمواجهة المحور الشمال شرقي والجنوب غربي.
- في المناطق الحارة الجافة فان التوجيه الأفضل تكون بمواجهة المحور الشمال شرقي والجنوب غربي وكذلك المحور الشمالي الجنوبي حتى في فصل الشتاء.
- في المناطق الحارة الرطبة فان ارتفاع الفناء بمقدار ثلاثة طوابق هو الأفضل بينما في المناطق الحارة الجافة فان طابقين يعطي الارتفاع الكافي لزيادة نسبة الاحتواء. الا انه يمكن التوصل إلى أن ارتفاع ثلاث طوابق بمدينة القاهرة هو الأفضل ذلك لأن هذه الزيادة ليس لها تاثير كبير في تقليل نسبة الإشعاع الشمسي الشتوي.
الفناء الداخلي في قانون الابنية الأردني
مصادر
- قاموس المعاني نسخة محفوظة 17 يناير 2015 على موقع واي باك مشين.
- عمارة الارض في الإسلام
طالع أيضاً
وصلات خارجية
- أنواع الأفنية في العمارة العربية ومدي مواكبتها للمتطلبات البشرية
- دراسة مقارنة بين ثلاثة أفنية لثلاث منازل إسلامية