الرئيسيةعريقبحث

قبيسيات

جماعة دعوية إسلامية نسائية

☰ جدول المحتويات


القبيسيات جماعة دعوية نسائية بدأت في سوريا وانتشرت خارجها كذلك. أسستها منيرة قبيسي، ثم انتشرت إلى دول أخرى مثل الخليج العربي واليمن وأوربا وأميركا وأستراليا. وفي لبنان برزت سحر حلبي فصرن يعرفن فيما بعد باسم السحريات، وبالطباعيات في الأردن وذلك نسبة إلى فتاة تدعى فادية الطباع. وهذه التسميات تصدر من خارج الجماعة، وإلا فأعضائها لا يسمونها بأي تسمية.

والقبيسيات جماعة تقتصر على النساء، لها عقائد وأفكار وسلوكيات وتصورات خاصة للإسلام، يمارسنها بشيء من السريّة والانعزالية. وليس معروفاً للآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة، بحيث أنهن يرفض حضور أي فتاة لحلقاتهم دون موعد مسبق عن طريق واحدة من عضواتهن الفاعلات، وهذا يجعل العديد من التساؤلات ما الذي يخفيه هذا التنظيم السري.[1]

قامت الجماعة بنشاط كبير في بناء مدارس إسلامية للأطفال تقدم مناهج تربية مدروسة ومتقنة، ولكن لم يدخل الكومبيوتر للتعليم في اسلوبها التربوي بعد، كذلك فإن هذه المدارس تعتمد الأسلوب النظري الإلقائي ولا تعتمد أسلوب العلوم التطبيقية أو النشاطات الاجتماعية التربوية. وتعتمد في برامجها التعليمية تحفيظ القرآن الكريم بشكل يومي إضافة إلى المواد الأخرى، إلا أن أعداد الأطفال مهولة في صفوفها وتتسبب بالاكتظاظ الشديد، رغم تشديد تعليمات وزارة التربية بالحفاظ على الحد الأعلى المسموح به، إلا أن تنفذ هذه الجماعة من خلال علاقاتها رفيعة المستوى مع أطراف الحكومة السورية التي أنشأتها الجماعة للحفاظ على مصالحها الاستثمارية يمكنها دائما من التهرب من حملات التفتيش والانتهاء منها دون أضرار تذكر.

انتقادات

وقد كانت محظورة في سوريا إلى أن سمح لها بالعمل العلني عام 2006، حيث يقدر البعض عدد أتباع هذه الجماعة بأكثر من 175 ألف امرأة[2]، والبعض يقدره بمئة ألف. تتعرض هذه الجماعة لانتقادات من قبل الأحباش والسلفية والوهابيين والمعتدلين إضافة للعلمانيين. بعد الأزمة السورية عامي 2011 - 2012 لم تتغير كثيراً مواقف الجماعة- إذ فضّلت البقاء بدون موقف واضح من الأحداث، غير أن أعضاء من هذه الحركة التقت في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2012 بالرئيس بشار الأسد [3].

مناقشة لبعض الانتقادات

صوفية أم شاذلية أم نقشبندية: هذه الحركة متهمة بأنها تتبع الطريقة الشاذلية والنقشبندية من منتسبات سابقات، نظرا لطريقة ذكر الله المتبعة في طقوسهم من حضرات وجلسات ذكر عرف بها أهل دمشق منذ مئات السنين، إلا أن هذه الحركة أضفت عليها شيئاً جديداً وهو التعلق الشديد بالمربية من خلال الذكر، ونسب معرفة الغيب والخبايا والذنوب والقيام بدور المحاسب المطلع عالم الأسرار، للتمكن من السيطرة على عقول النساء والفتيات المنتسبات وترويعهن نفسيا وتقييم مكانتهن عند الله، ومن هنا جاءت الاتهامات من الجماعات والطرائق المذهبية الأخرى للقبيسيات بالشرك، حيث أنه عالم الغيوب هو الله، والمحاسب المطّلع هو العلي الأعلى علاّم الغيوب ولا أحد سواه، كما في قوله تعالى «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ»

حركة سياسية أم استثمارية اقتصادية

يتهم الكثيرين من المفكرين والمنتسبات السابقات لهذه الحركة بأنها من تمويل شيعي، إلا أنه وعلى الرغم من أن هذه الجماعة لا تعادي الشيعة ولا تحرض ضدهم في الوقت الذي تتخذ فيه موقفا حادا من الوهابية والسلفية، إلا أن هذه الجماعة ليست بحاجة إلى تمويل خارجي حيث أن الشعب السوري بكافة أطيافه يموّلها بعلم أو بغير علم، فالغالبية العظمى من سكان مدينة دمشق يدفعون مبالغ طائلة لتسجيل أطفالهم فيها ظنا منهم أنها مدارس نموذجية وأن ريعها يعود لأعمال خيريّة حسبما أشاعت نساؤها، والقسم الآخر يعمل لديهم ممن هن منتسبات لهذه الجماعة بأجر يكاد يكون قريب من المجاني في ظل ظروف غلاء المعيشة ولساعات عمل طويلة جدا، على اعتبار أنهن يعملن لله وحبا بالله بالدين والشيخة. والكثير غيرهن من يقدم مختلف الخدمات التطوعية مجانا. حيث أن المجتمع الدمشقي مجتمع بسيط يحب الدين الإسلامي النظيف، ومن السهل استقطاب أمواله وجهوده في هذا الاتجاه إذا سلك السالك مسلك هذه الجماعة في طريقة الإستثمار. كما تُتهم هذه الجماعة بالترهب والعزوف عن الزواج بغرض التفرغ للدعوة على حسب قول أكثرهن، وبالتأكيد ليس من طريق المصادفة عزوبية أكثرهن، إلا أن الأسباب كثيرة، من تحريم التفكير بالرجل والزواج والجنس، إلى طريقة اللباس والاستغناء عن الأنوثة، إلى الانشغال بحضور الدروس وملحقاتها.

وفيما قال الشيخ صلاح كفتارو مدرس منيرة القبيسي في كلية الشريعة إن هذه الحركة "ليست صوفية" كما يشاع عنها، ونفى أن تكون الحركة "سياسية" كما نفى عزوف عضواتها عن الزواج. وردا على ما نشر عن تقديس الشيخة وتقيبل قدمها ويدها وأمرها المطاع، يقول: "لم أر شيئا وهذا الكلام يشاع، ولكني أؤكد أن هذه الداعية ملتزمة بمنهج الكتاب والسنّة رغم ما يشاع عنها". وأضاف "الشارع لدينا شارع ديني أو متعاطف مع الدين ويحترم العلماء. وهذا الاحترام لا يصل إلى حد التقديس. أنا أُقبّل يد العلماء، بالتالي أقبّل الفكر والحكمة وليس كل عالم تُقبّل يده أو يدها، ولكن لا نقصد بالاحترام تقبيل اليد أو الأرجل. أما أن نركع ونسجد لشيوخنا فهذا ليس من الدين". أما عن وجود ثريات في الحركة، فلم ينف لكنه قال: "نجد الآن في الأرياف الدمشقية أن هذه الحركة انتشرت بشكل كبير جدا طغى على انتشارها في بعض الأحياء الغنية". أما عن اتهامهن بالعزوف عن الزواج فيقول: "هذا عار عن الصحة، وهناك داعيات كبيرات متزوجات ولهن أولاد وعندما يأتي خُطّاب لأي فتاة من جماعة منيرة فإنها أستاذتها تبارك هذا الزواج، وتنصح البنت المتدينة أن تختار زوجا صالحا متدينا"، إلا أنها تحرم على الفتيات تحريما مطلقا مجرد التفكير في الرجل أو الحلم به أو الالتقاء به على أي صعيد، وتضغط لتوجيه مشاعر الفتيات اللائي في سن المراهقة للوقوع في حب الآنسة (الشيخة أو المربية) بدلا من الوقوع في حب الرجل وفقا للطبيعة التي فطر الإنسان عليها، وبهذا دخلن في باب تطرف جديد يعمل بعكس الفطرة الطبيعية والبشرية حسب ما أنشأها الخالق ودخلن فيما يسمى في المجتمعات الأخرى بالشذوذ، إلا أنه شذوذ فكري، ولم تعرف عنهن أي تعديات عن حدود الشذوذ التخيلي العاطفي إلى أي مستوى آخر، إنما كان هذا السبب الأكبر في عزوبية الشريحة العظمى من القبيسيات من حيث الانصراف الفكري المطلق في هذا المجال كجنس وزواج، وتحريم التفكير به واعتباره ذنبا يستحق الاستغفار المطول، إلا أن كفتارو أضاف (العزوبية لا تجوز لأنه لا رهبانية في الإسلام".

التقديس المطلق

إلا أن أغلبية المجتمع السوري يعلم درجة التقديس المطلق علم اليقين من خلال نسائهم المنتميات لهذه الجماعة، وإضافة إلى ممارسات أخرى كثيرة لاحصر لها، من خدمات مجانية من قبل المنتميات دون أجر، يشملها تنظيف بيوت مايسمى ب ( الآنسة) بمعنى الشيخة أو المربية، إلى تحمل الإهانات البشرية اللاذعة من قبل داعياتها لتلامذتها باعتقاد أنها موحى إليها وملهمة من شدة الوصل بالله حسب تعبيراتهم.

مشاريع "خيرية"

أمّا ما يعرف عن مشاريعهم الخيرية فلم يعرف منها إلا بعض ما يصل لعدد محدود جدا من عائلات المنتسبات لهن -من ذوي الدخل المحدود- من شيء من السمنة والرز والعدس والسكر مرة في كل عام أو عامين بحلول العيد مع شيء بسيط من ثياب العيد للأطفال، رغم أن الدخل المادي لهذه الجماعة هائل، حيث أنها تملك بالمجمل أغلب مدارس دمشق وروضاتها الخاصة، إضافة إلى مشاريع أخرى متعددة، داخل سورية وخارجها مثل الكويت والأردن ولبنان وغيره.

مشاريع استثمارية اقتصادية وفرص العمل

أما عن مشاريع هذه الحركة أو الجماعة وفرص العمل فيها فهي تقتصر حصرا على المنتسبات لها لدواعي الثقة والسرية، فهن لهن طقوسهن الخاصة، والتي لايردن لأحد الإطلاع عليها، لإن نشر أي معلومة سيشكل تهديداً لهن، فإن المجتمعات عموما في العالم ترفض العبودية والظلم، وما يجري في أروقتهم الخاصة يصنف في هذا التصنيف إذا ما انتشر وعرف حسب كلام العديد من الشهود. المدارس والمعاهد التعليمية الخاصة لكافة الفئات العمرية هي العصب والشريان الاقتصادي لهذه الجماعة في سورية وخارجها بالإضافة لبعض معامل النسيج، والشعب السوري بكافة أطيافه يمول هذه المشاريع بعلم أو بغير علم، فالغالبية العُظمى من سكان مدينة دمشق يدفعون مبالغ طائلة لتسجيل أطفالهم فيها ظنا منهم أنها مدارس نموذجية وأن ريعها يعود لأعمال خيرية حسبما أشاعت نساؤها، والقسم الآخر يعمل في هذه المدارس ممن هن منتسبات لهذه الجماعة، بأجر يكاد يكون قريب من المجاني في ظل ظروف غلاء المعيشة، ولساعات عمل طويلة جدا، على اعتبار أنهن يعملن لله وحبا بالله وبالدين والشيخة. والكثير غيرهن ممن يقدم مختلف الخدمات التطوعية مجانا. حيث أن المجتمع الدمشقي مجتمع بسيط يحب الدين الإسلامي النظيف، ومن السهل استقطاب أمواله وجهوده في هذا الاتجاه إذا سلك السالك مسلك هذه الجماعة في طريقة الإستثمار. استخدمت هذه الحركة الديانة الإسلامية ونشرها أسلوبا واسعا جدا وعلى مستوى الاحتراف لتحقيق مكاسبها الاقتصادية في تنمية وتطوير مشاريعها وأعمالها من خلال الدين واستخدام اسم الله على أن مشاريعهن الاستثمارية لله، وذلك بسبب ميل المجتمع الدمشقي الشديد لحب الدين الإسلامي الذي كان موجودا بشكل معتدل والخالي من التطرف في السابق. إلا أن هذه الحركة التي بدأت في أواخر الستينات حققت نجاحا منقطع النظير خلال ال 40 عاما السابقة ليس فقط في تحقيق ثروة هائلة، بل وفي تحويل المجتمع وخاصة النسائي منه إلى مجتمع متدين بطريقة يشوبها التطرف والتشدد والشذوذ والانغلاق الفكري والانزلاق المنطقي. وفي خلال الثورة بدأ البعض يتلمس في سورية بيئة من المحتمل أن تكون قابلة للتأقلم مع الفكر الإرهابي المنسوب ظلما للإسلام، بفضل جهود هذه الجماعة التي أضرّت بالفكر الإنساني والإسلامي كثيرا على مدى عقود، من خلال مماراسات غسيل الدماغ المتكررة المنتهجة بأسلوب منظم مع المنتسبات الجدد والقدامى على حد سواء.

من جانب اخر يرى الكثيرين ايضا في اوساط المجتمع الدمشقي أنهن حركة دعوية مسالمة بعيدة عن التطرف دأبت على مقاومة الانحلال الخلقي المدعوم من حزب البعث الحاكم في بداية سبعينات القرن المنصرم إلى ما يعرف بالربيع العربي . ويبقى التشكيك في الأهداف الاقتصادية والربحية مجرد مزاعم لا سند لها

المنشقة

المنشقة في التعريف القبيسي هي انثى كانت منتمية لهذه الحركة عن طريق غسل الدماغ الممنهح والمتواصل، إلا أن بعض الناس قوتها الفكرية والعقلية أكبر وأقوى من البعض الآخر، ولسبب ما استثمرت هذه الطاقة الدماغية الكامنة لتحليل ماحولها واستطاعت الاستفاقة من حالة التبعيّة المطلقة لترى الأمور على حقيقتها، لتكتشف أن المحرك الأكبر لهذه الجماعة ليس حب الدين ونشره، وإنما حب المال وجمعه. وعندها تحصل لها حالة اليقظة وتبدأ بطرح الاسئلة المحرمة بالنسبة لهذه الجماعة، ومناقشة الفساد المستشري في أروقة هذه الجماعة من المتاجرة باسم الله والعمل لله أو باسم الدين، وعندما تكتشف أن لايوجد أي حساب بنكي باسم الله، والأموال كلها بأسماء أعضاء مختلفين من هذه الجماعة، عندها يحصل أحد أمرين، إما تنفصل وتفضّل السكوت والانسحاب، ويطلقون عليها في هذه الحالة اسم المنشقة، ليكون الاسم بحد ذاته مثابة تحذير للأخريات خوفا من أن يحذون حذوها، أو يستمعن إلى ما توصّلت إليه، ويتم منع التواصل معها والتحذير المطلق من " المنشقة". أو الامر الآخر أن يتم طردها وتسمى بالمطرودة لذات الأسباب، وتتخذ بالتالي ذات الإجراءات. [4].

المصادر

مراجع

موسوعات ذات صلة :