- طالع أيضًا: أنبا
القديس، هو كل شخص عاش الفضائل الإلهية في الإيمان والرجاء والمحبة، خلال حياته على الأرض "ببطولة"، فيمكن اعتباره بعد تحقيق دقيق في سيرة حياته، علمًا من أعلام الدين و"سعيدًا مغبوطًا من الفردوس بناءً على الوعود الإلهية المسبقة". تشترط الكنيسة، في بعض الحالات تأييد التحقيق بمعجزة - غالبًا ما تكون شفائية عجز الطب عن حلّها - لإعلان القداسة، وإلا تكتفي بإعلانه طوباويًا. تعني كلمة قديس كتابياً "المفروز أو المتقدس لغاية معينة"، وكل من نال سر العماد، مدعو للقداسة.
حسب المعتقدات المسيحية، فإن العلاقة بين المؤمنين الأحياء والأموات لا تنقطع روحيًا، ولذلك فإنّ من "استراح سعيدًا بعد وفاته" أي القديس يصلّي لأهل الأرض، وطلب شفاعته، أي صلاته وتضرعه إلى الله، ممكن، وعلى هذا الأساس يقوم مفهوم قديس شفيع. من الممكن تكريم القديس سواءً من خلال التكني باسمه، أو تشييد الكنائس على اسمه، أو تكريم أيقوناته، أو رفاته، غير أن التركيم من بابا الاقتداء والتمثّل ولا يعني أبدًا العبادة، ويعلّم يوحنا بولس الثاني بأنّ "الكنيسة في إعلان تكريم وقداسة أبنائها وبنايتها، تؤدي التكريم السامي إلى الله نفسه منبع كل قداسة"،[1] ومن الممكن أن يكون القديس من جميع الأعمار أو الأجناس، أو الوظائف والمهن الاجتماعية وليس الكهنة والرهبان فقط.
القديسين كقدوة
القديسون يعتبرون أيضًا مثال وقدوة للمسيحين، ويدعون "شهود الإيمان" كما ينصّ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: "فالعالم الذي نعيش فيه، كثيرًا ما يبدو بعيدًا جدًا عما يؤكده لإيمان، وتجارب الشر والألم والمظالم والموت تبدو متناقضة مع الإنجيل، وقد تستطيع أن تزعزع الإيمان، وأن يكون موضع تجربة. في هذه الحالة، من الممكن التوجه نحو القديسين، إذ تقتضي الضرورة أن نتوجه إلى شهود الإيمان، إبراهيم مثلاً الذي آمن راجيًا خلاف كل رجاء (وروما 4: 18) ومريم العذراء التي في "رحلة الإيمان" انطلقت حتى "ليل الإيمان" في ليل قبر ابنها، ولم تفقد إيمانها".[2] الكتاب المقدس يحوي عددًا من هذه النصائح: "اذكروا دائمًا مرشديكم الذين علموكم كلام الله. تأملوا بسيرتهم حتى النهاية واقتدوا بإيمانهم".[3] "فمع أن هابيل قد مات قتلاً، فإنه ما زال يلقننا العبر بإيمانه".[4]
إعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية
في القرن السابع عشر أصدر البابا أوربان الثامن قانونًا بأنه لا يعتبر قديسًا في نظر الكنيسة إلا من يثبته الحبر الأعظم بنوع احتفالي وأدرج اسمه في عداد القديسين. غير أنّ القديسين السابقين، الذين يكرمون اكرامًا جمهوريًا، بقوة العادة الاجتماعية ومصادقة الكنيسة ورضاها، بالتالي هم جديرون بالإكرام المقدم لهم عبر القرون، وإن لم يكونوا مثبتين من الحبر الأعظم إثباتًا احتفاليًا. أما الطوباوي، أي السعيد في السماء، لا يسمح بإكرامه إكرامًا جمهوريًا إلا في منطقته أو مناطق أخرى تحدد من قبل السلطة الكنسية.[5] في الكنيسة الكاثوليكية هناك مجمع خاص لدعاوى القديسين في الكوريا الرومانية يتولى التحقيق في سيرة المرشح.
مقالات ذات صلة
المراجع
- إطلالة الألف الثالث، رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الرسولية، 10 نوفمبر 1993، منشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب - لبنان، فقرة.27
- التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني، روما 1988، فقر.164-165
- الرسالة إلى العبرانيين، 13: 7
- الرسالة إلى العبرانيين، 11: 4.
- فتاوى لاهوتية، نعمة الله مطر، جامعة الروح القدس، الكسليك 1966، ص.90