الرئيسيةعريقبحث

قسطرة تاجية


☰ جدول المحتويات


القسطرة التاجية أو القسطرة الإكليلية أو القسطرة القلبية، هي نوع من الإجراءات طفيفة التوغل التي تهدف إلى دخول الدوران التاجي والأجواف القلبية المملوءة بالدم باستخدام القسطرة. يمكن تنفيذ هذا النوع من الإجراءات لغايات تشخيصية فقط أو تشخيصية وعلاجية معًا.

يسمح التصوير الظليل للقلب بتحديد موقع الانسداد أو التضيق أو عودة التضيق أو التخثر أو التمدد الوعائي في لمعة الشريان التاجي، ويسمح كذلك بتحديد حجم الحجرات القلبية ووظيفة القلب الانقباضية وبعض وظائف صمامات القلب.[1] يمكن عبر هذا الإجراء قياس ضغط الدم القلبي والرئوي الداخلي بدقة، وهو أمر لا يمكن قياسه من خارج الجسم. تحدث المشاكل التي يتعامل معها الاختبار بشكل شائع نتيجةً لتصلب الشرايين المتقدم؛ أي تصلب الشرايين التاجية. ويُجرى الاختبار بشكل أقل تواترًا بسبب المشاكل التي تتعلق بصمامات وعضلية القلب أو بسبب عدم انتظام ضربات القلب.

يقلل تضيق الشرايين التاجية من احتياطي تدفق الدم المؤكسج إلى القلب، وينتج عن ذلك عادةً ذبحة صدرية متقطعة، بينما يسبب انسداد اللمعة المتقدم عادةً نوبة قلبية. ومع ذلك، لا تثبت قثطرة الشرايين التاجية وجود أو عدم وجود تصلب في الشرايين التاجية، وإنما تساعد في تحديد التغييرات اللمعية الهامة الناجمة عن مرحلة متقدمة من التصلب فقط.

الاستطبابات

تشمل دواعي استخدام القثطرة القلبية ما يلي:

  • النوبة القلبية (بما في احتشاء القلب مع تزحل ST للأعلى واحتشاء القلب دون تزحل ST للأعلى والذبحة الصدرية غير المستقرة).
  • اختبار إجهاد غير طبيعي.
  • بدء حديث لقصور قلب غير مفسر.
  • النجاة من موت قلبي مفاجئ أو عدم انتظام خطير في ضربات القلب.
  • الألم الصدري المستمر على الرغم من تقديم العلاج الطبي الأمثل.
  • جزء من الإجراءات التشخيصية لذبحة برنزميتال (التشنج التاجي).[2]

مشاركة المريض

يكون المريض مستيقظ عادةً أثناء القثطرة سواء كانت تشخيصية أو علاجية باستخدام التخدير الموضعي بالليدوكائين والحد الأدنى من التخدير العام طوال فترة الإجراء. يبقى المريض مستيقظًا للإبلاغ فورًا عن أي انزعاج أو مشاكل، وبالتالي يسمح ذلك بالتصحيح السريع لأي أحداث غير مرغوب فيها. يلجأ الأطباء لتفاعل المريض بسبب فشل أجهزة المراقبة الطبية في إعطاء نظرة شاملة عن الحالة الصحية للمريض، وبالتالي يعتبر شعوره مؤشرًا أكثر موثوقية على السلامة الإجرائية في معظم الأحيان.

تحدث الاختلاطات الخطيرة كالموت واحتشاء العضلة القلبية والسكتة الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب البطيني الخطير والمضاعفات الوعائية الكبرى لدى أقل من 1 ٪ من المرضى الذين يخضعون للقثطرة القلبية. قد يبقى في المختبر لمدة 20-45 دقيقة بسبب مشاكل الإعداد والسلامة، ولكن جزء التصوير في الفحص يكون مختصرًا، ويمكن للمشاكل التقنية كذلك أن تزيد بشكل كبير من وقت الفحص.

المعدات

تُجرى قثطرة الشرايين التاجية في مختبر القثطرة الذي يقع عادةً داخل المشفى. يجب أن يكون المريض أثناء الإجراء مستلقي نسبيًا على طاولة ضيقة مبطنة بالحد الأدنى وشفيفة للأشعة. يوجد مصدر الأشعة السينية ومعدات التصوير في الجهة المقابلة لصدر المريض بطريقة قابلة للحركة بحرية -خاضعة للتحكم الآلي- حول المريض بحيث يمكن التقاط الصور بسرعة من زوايا متعددة. يوجد في بعض المختبرات معدات أكثر تطورًا تستخدم مصدرين للأشعة السينية وكاميرات للتصوير يتحرك كل منهما بحرية، مما يسمح بالتقاط مجموعتين من الصور عند حقن المادة الظليلة.[3] يكلف الإعداد والتجهيز لمثل هذا الإجراء عادةً نفقات رأسمالية تتراوح بين 2 و5 ملايين دولار (2004)، وتعاد جزئيًا في بعض الأحيان كل بضع سنوات.

الإجراءات التشخيصية

يُسَجَّل أثناء الإجراء ضغط الدم والكشف الفلوري للشرايين التاجية. يستخدم الطبيب لإنشاء صور الأشعة السينية جهازًا صغيرًا يشبه الأنبوب يسمى القثطرة يبلغ قطره عادةً نحو 2.0 مم (6-فرنسي)؛ إذ يقوم بإدخاله عبر الشرايين الكبيرة من الجسم إلى أن يصبح طرفه داخل أحد الشرايين التاجية. تكون القثطرة أصغر من تجويف الشريان الموجودة فيه؛ ويمكن عبرها مراقبة ضغوط الدم الداخلية (داخل الشرايين) للتأكد من عدم إغلاق القثطرة للمعة الشريان.

يتضمن تصميم القثطرة جعلها ظليلة للأشعة سامحةً لعامل التباين الإشعاعي الذي يُطلق عليه عادة صبغة الأشعة السينية بالاختلاط بشكل انتقائي مع الدم المتدفق داخل الشريان. يُحقَن عادةً نحو 3-8 سم مكعب من عامل التباين الإشعاعي لكل صورة لجعل تدفق الدم مرئيًا لمدة 3 إلى 5 ثوانٍ تقريبًا؛ إذ يجري عامل التباين الإشعاعي سريعًا إلى الشعيرات التاجية ثم الأوردة التاجية. يظهر الدم وأنسجة القلب المحيطة على الأشعة السينية بدون حقن عامل التباين ككتلة واحدة قليلة التباين دون تفاصيل. يسمح التباين الإشعاعي داخل الدم بتصوير تدفق الدم داخل شرايين أو حجرات القلب؛ وذلك يتوقف على مكان حقنه.

إذا سبب تصلب الشرايين أو التخثر تبارزًا في جوف الشريان ومسببًا تضيقًا فيه، فسيبدو هذا التضيق كزيادة في ضبابية عمود الدم أو الصبغة داخل هذا الجزء من الشريان على صور الأشعة السينية؛ وذلك بالمقارنة مع المناطق المجاورة التي يُفتَرَض أنها أقل تضيقًا أو غير متضيقة.

يعتمد الطبيب للحصول على إرشادات فيما يتعلق بمواقع القثطرة أثناء الإجراء على المعرفة التفصيلية بالتشريح الداخلي وسلك التوجيه وسلوك القثطرة ويمكنه استخدام الكشف الفلوري بجرعة منخفضة من الأشعة السينية عند الحاجة دون حفظ هذه التسجيلات الموجزة. عندما يكون الطبيب جاهزًا لتسجيل المقاطع التشخيصية ليحفظها ويفحصها بعناية أكبر في وقت لاحق، سيقوم بتنشيط الجهاز لاستخدام جرعة أشعة سينية أعلى بكثير لإنشاء صور متحركة أكثر جودة ووضوحًا بمعدل 30 إطار في الثانية. يتحكم الطبيب بالحقن والتصوير لتقليل الكمية الإجمالية للأشعة السينية المستخدمة، وتُسجَّل كذلك جرعات عوامل التباين الإشعاعي وأوقات التعرض للأشعة السينية بشكل روتيني في محاولة لزيادة السلامة.[4]

قد يشاهد التكلس الموجود على الحواف الخارجية للشرايين المتصلبة في بعض الأحيان أثناء الكشف الفلوري (بدون حقن عامل التباين) كحلقات ظليلة على الأشعة تطوق جزئيًا الشريان وتنفصل عن التجويف المملوء بالدم بجدار الشريان المتصلب الشفيف على الأشعة. مع ذلك، لا يظهر التكلس على الرغم من وجوده في الكثير من الأحيان إلا في الحالات المتقدمة.

للتشوهات الخلقية

يمكن استخدام تصوير الوعائي الظليل للكشف عن العيوب الخلقية في القلب والأوعية المجاورة وتشخيصها، ولكن انخفض استخدام هذه الطريقة لتشخيص هذه الأمراض مع إدخال تخطيط صدى القلب. ومع ذلك، ما تزال هذه الطريقة مستخدمة في حالات مختارة لأنها توفر مستوى أعلى من التفاصيل التشريحية مقارنةً بتخطيط صدى القلب.[5][6]

المراجع

  1. Nath, Judi Lindsley (2005). Using medical terminology: a practical approach. Lippincott Williams & Wilkins. صفحة 97.  .
  2. Sabatine, edited by Marc S. (2011). Pocket medicine (الطبعة 4th). Philadelphia: Wolters Kluwer Health/Lippincott Williams & Wilkins.  .
  3. Hurst, J. Willis; Fuster, Valentin; O'Rourke, Robert A. (2004). Hurst's The Heart. New York: McGraw-Hill, Medical Publishing Division. صفحات 489–90.  . مؤرشف من الأصل في 27 يناير 2020.
  4. Timby, Barbara Kuhn; Smith, Nancy Ellen (2004). Essentials of nursing: care of adults and children. Lippincott Williams & Wilkins. صفحة 359.  .
  5. Stark, Jaroslav; De Leval, Marc; Tsang, Victor T. (2006). Surgery for congenital heart defects (الطبعة 3rd). John Wiley and Sons. صفحة 95–96.  .
  6. Donoghue, Veronica (2002). Radiological imaging of the neonatal chest. Springer. صفحة 121.  .

موسوعات ذات صلة :