قصر البركة مدينة في موريتانيا بولاية تكانت تأسست سنة 1697م في القرن (17) أي منذ ما يناهز ثلاثة قرون مضت على يد مؤسسها الطالب سيد امحمد ولد باجد، الذي يعتبر أحد أعلام موريتانيا لما عرف عنه من صلاح وكرامات وما ترك من علوم ومعارف.[2]
قصر البركة (موريتانيا) | |
---|---|
تقسيم إداري | |
البلد | موريتانيا [1] |
التقسيم الأعلى | ولاية تكانت |
خصائص جغرافية | |
الارتفاع | 151 متر |
معلومات أخرى | |
التوقيت | ت ع م±00:00 |
الرمز الجغرافي | 6913408 |
إنه الطالب سيد امحمد بن باجد ولد سيد الأمين ولد سيد حبيب الله ولد سيد محمد الكنتي الصغير نزيل فركش ولد الشيخ سيد أحمد البكاي الولاتي ولد الشيخ سيد امحمد الكنتي الكبير نزيل فصك ذو النسب المتصل بعقبة بن نافع الفهري، أما لقبه الطالب فلأنه طالب علم وقد درس عليه الكثير من التلاميذ الذين جاءو معه من ولاته خصيصا لتلقي علوم الفقه والقرآن، داخل المدرسة السنية التي سميت على روادها (أهل لكصر) كما يطلق أيضا هذا الاسم على جميع أبناء هذا الشيخ المؤسس، المتفرعين منه.
تذكر المصادر التي تقول بقدومه أنه حل بلكصر قادما من وادان المدينة التاريخية تلبية لدعوة والده باجد ولد سيد الأمين الذي أمره بالذهاب إلى حيث تكل الإبل ويستريح من السير حداتها حتى يحط حزام رحله (..) وكان ذلك عند بلوغه مكانا يدعى آتيلة الزريدة فجاء حاملا معه أسرته وبعضا من تلاميذه. لكصر.. سبب التسمية كان لكصر قبل هذا الاسم يعرف بعدة أسماء من بينها (احسيْ البارودْ، وقصر ويْلة) وهو الاسم الأصلي الذي اكتشف عليه قبل (الفتح) وقد أطلقه عليه الأفارقة الزنوج آنذاك، ثم سماه المؤسس حين قدومه باسم قصر البركة تيمنا منه بطلب العلا والفأل الحسن، وسنلاحظ دور هذا التحسين اللفظي للأسماء التي كانت تعني أعلاما بذاتها وأصبحت شيئا من الازدهار والرقي الحضاري في مجال التقري الذي أراده الفاتح لترسيخ أواصر الحضارة الإسلامية والثقافة العربية. كان التحسين اللفظي لبعض الأسماء الخشنة عبارة عن ترميم فسيفسائي أو مسح حضاري للطابع الإسلامي العتيق لا مسخ لها، انطلافا من بناء المساجد فالمحاضر.. الخ.. حيث عرفت نشأة المدارس مع بكارة هذه المدينة أو القلعة الحضارية. ومثالا على الأسماء التي(تم تحسينها) في عين المكان نجد كيره التي تعني موقع اكنيكيره الشهير، وتشيليت انكبو التي أصبحت (كبوٌُ)، واحسي البارود الاسم الأول لقصر البركة. قام الطالب حين قدومه إلى القصر ببناء المسجد الذي بناه طبق الأصل في تصميم هندسة مسجد وادان، لكن معظم آثاره تهدمت واندثرت بعامل الردم، والرياح والمطر والإهمال بيد أن آثاره لا تزال قائمة يمكن مشاهدتها حين زيارة المسجد والآثار القديمة المحيطة به، التي كان الطالب قد بناها حول المسجد وهي حوالي 1047 منزلا ساعدته في عملية الهندسة والمعمار هذه التي قام بها أسر من الوافدين معه من بينهم أسرة أهل (أوكال) وغيرهم، الذين أقاموا بناء الجانب الشرقي من المدينة آنذاك.. هذا وعندما توفي الطالب تولى خلافته أحد أبنائه والأرجح أنه أحمد سنة 1837م فقام ببعض الرتوش على المسجد والتراميم حول المدينة… حيث قام بتوسيع دائرة المسجد الذي كان عبارة عن(21) ذراعا مربعا إلى (100) ذراع واكتفى ببناء المنازل وزاد عدد الدور بعد بنائه لمنزله الذي يقع بجانب المسجد وشيد بعض المنازل الأخرى، وتنسب في عملية استشارته في الترميم والزيادة هذه قصة أبيات طريفة يذكر أنها للشيخ أحمد ولد آدبه وهي: أباني قصر البركة شيده وابنه ** وبلغ تحايانا إلى القصر وابنه فذا العالم العلوي راض بناءه ***وذا العالم السفلي جنة عدنـه وتطورت هذه المدينة بسرعة نتيجة وجودها ببعض الجيوب الجغرافية الغنية حيث يوجد بها الواد الأبيض الذي يمتلئ بمياه الأمطار في فصل الخريف وكذلك خزان كبو الزراعي، إضافة إلى موقعها السياحي الذي يضف إليها بهاء لا بأس به وكذلك توجد بها مواقع هامة أخرى مثل خزان كانكارا للحبوب الذي يرجع تاريخه إلى أبعد من 2000 سنة، وحوض مطماطا الذي يوجد به عدد كبير من التماسيح البحرية يعيش منذ آلاف السنين في مياه الأمطار المنثالة من قمم جبال تكانت الشاهقة، وسهول وظراب أوضاة تامورت النعاج خاصة. واليوم هذه قصر البركة التي لا تزال ماثلة منذ حقب مضت بميتها وحيها وبألوان قصصها ونسج خيال معالمها، مضت بكامل العادات والتقاليد.. لتبقى بالعزم شاهدة على عصرها الفريد بجماله، مدينة آثار بحجرها ومدرها الثمين.. مبررة بذلك بما يتسم عن مصدر الإيمان وقوته صنع الله الذي أتقن كل شيء لتبقى بآثارها محفورة في صميم التاريخ، وقلعة حضارية لا تزال شامخة المعالم بارزة الوجنات، ورمزا للمامنعة والتحدي، والثبات بين الجبال الحصينة والعصية على ولوج المستعمر غداة دخوله البلاد محاولا دك حصون تكانت واجتياح جبالها آنذاك.
مراجع
- "صفحة قصر البركة (موريتانيا) في GeoNames ID". GeoNames ID31 مايو 2020.
- [1] - تصفح: نسخة محفوظة 18 يوليو 2012 على موقع واي باك مشين.