الرئيسيةعريقبحث

قصر بن ادريس


قصر بن إدريس

يوجد ببامنديل العديد من المعالم والأماكن الأثرية ، فعلى أطرافها وجدت أقدم الحضارات فهي تشرف على أبراج ملالة وقصر بن إدريس وقصر أولاد أنصير وبرج الكاف و واحة زداقة وقبة سيدي برجال وكلها معالم وآثار لا تزال أطلالها شاهدة عليها حتى الآن ، و كانت طرقها نقط عبور بالنسبة للمسافرين وهو من ضمن القصور الموجودة بمدينة ورقلة،يرجع تاريخه إلى فترة الاحتلال الفرنسي ، أو ما قبله كما يراه البعض من كبار المنطقة .

. يتربع القصر على مساحة شاسعة ويوجد فوق تله كبيرة تدعى بالقارة على شكل برج ويحيط به ثكنة عسكرية بنيت أثناء التواجد الفرنسي كما يحيط بالقصر أيضا العديد من التلال اوالقور المنتشرة هنا وهناك التي تحيط به صمم القصر بشكل هندسي ومعماري أعطى له الطابع المحلي والذي ينفرد به على غيره من القصور في مناطق الجنوب ساهمت في بنائه أيادي من سكان القرية قديما ومن بين السكان مدينة ورقلة خاصة المجاورون لبامنديل ، هناك من يعتقد ويؤيد فكرة أن النموذج كان قد وضع من طرف الفرنسيين ، بني القصر بمواد بناء محلية وأخرى مستوردة ومن أهم مواد البناء المحلية نجد التراب المحلي وأستخدم فيه الجبس الممزوج بالجص والحصى المحلي واستخدمت فيه العديد من الأعمدة المستخدمة في السكك الحديدية ودعمت السقوف أيضا ببعض جذوع النخيل الموجود بواحة بامنديل خاصة وان القصر كان تحيط به بساتين ممتدة من الجهة الشرقية والغربية ،وبما أن القصر بني فوق القارة فلقد صممت له أربعة طرق للوصول إليه وحفرت فيه خنادق لغرض تصريف المياه ويحيط بالقصر سور ين احدهما خارجي وهو يقصر السور الداخلي وبينهما مساحة فارغ لا تتعدى 03 أمتار وضعت على أطراف الأسوار 04 أبراج للمراقبة كما وضعت منارة في الناحية الشرقية كمنارة برج الحواس توجد بعض المنافذ والفتحات الصغيرة والكبيرة وسط السور تستخدم خصيصا للبنادق والمدافع لترصد العدو كما وجد بالقصر ساحتين ساحة للتدريب وساحة لتجميع الجند وهما ساحتان كبيرتان ويوجد أيضا بالقصر بئران لهما سلالم وأيضا وجد بالقصر بعض المنازل والغرف الخاصة بالجند والقادة العسكريين ومنزل كبير اعد خصيصا كمسكن للأغا الجديد وزوجته الذي عينته فرنسا لإدارة الحكم بدالها .

اماكن القناصة.jpg
الطريق من الناحية الشرقية .jpg
احجار مزادية .jpg

قصر بن إدريس إداريا

عين ( الأغا بن إدريس ) بموجب بمرسوم وأمر عسكري تحت قيادة الجنرال ( دولا كروا ) تحت طائلة القانون الفرنسي ( السيانتوس كون سيلت ) في الفترة من 1887 .1863وعين الأغا بن ادريس المسمى محمد بن الحاج إدريس بتاريخ 02 فيفري 1882 في المنطقة وذالك لبسط سلطته ومسك زمام الأمور فيها ، بعد القلتان الذي شهدته المنطقة خاصة بعد تلك الانتصارات المتتالية التي كان يحققها البطل والمجاهد الثائر (الشريف بوشوشة ) ، و للأغا أخوة منهم السعيد وعلي ولقد أرسل وكلف السعيد بن إدريس أخ الأغا الجديد لورقلة محمد بن الحاج بن إدريس لملاحقة هذا البطل ( بوشوشة ) الذي كان قد رجع غازيا رفقة نحو مائة مهري و التو أرق والشعانبة أولاد سيدي الشيخ ولقد تمكن من اللحاق به في مدة 05 أيام بفضل احد القادة وهو بعج بن قدور في معركة الميلوك جنوب عين صالح وأسره بعد أن قتل 50 نفرمن رجاله وقد حوكم القائد البطل (بوشوشة ) في 04/03 / 1875 وأعدم في 29/ 06/1875 بمعسكر الزيتونة ضواحي قسنطينة . لقد تفطنت فرنسا إلى وسائل كثيرة وحيل كانت تحاول من خلالها كسب قلوب الجزائريين وكان نفوذها يزداد اتساعا في الجنوب ، على غرار ما كان يحدث في مدن الشمال فلقد سعت الإدارة الفرنسية وعن طريق بعض القادة التي أعطت لهم الجزء الأكبر من سلطاتها في قيادة وتسيير شؤون تلك المدن ، ولهذا لجأت إلى تعين بعض الأغاوات ومنه كان تعين الأغا بن إدريس .

يرى : ( رين ) : أن بن إدريس سيكون ولائه للفرنسيين وهو الذي يحمل الجنسية الفرنسية وأعطت له القوة التي تسمح له بممارسة الحكم لأنها ترى أن بن ادريس لا ينتمي إلى أي عائلة من العائلات المتقاسمة للنفوذ في الصحراء ، والأغا بن إدريس ينحدر من قبيلة بن قانة من قبائل بسكرة وعائلة بن قانة أصـلها من قبائل حدرة بضواحي ميلة من منطقة جيجل اشتهرت بالحدادة وارتبط العديد من أفرادها في منطقة بسكرة وارتبطوا بالمصاهرة مع عائلة بوعكاز. لقد ذهب الأغا إلى فرنسا وتعلم فيها واخذ منها بعض التعاليم والأفعال كفن الإيتكايت وكيفية الجلوس ومسك الشوكة أثناء الأكل وكيفية المشي واستقبال الوفود و الضيوف . إن الأغا بن ادريس ترى فرنسا انه سوف يفصل بين المنازعات والشقاقات إلي كانت تحدث بين القبائل من فينة إلى أخرى ولأن الجيوش الفرنسية لم تستقر بورقلة فهي كانت تستند السلطة إلى هؤلاء الآغاوات وهذا ما كان منها في إسناد السلطة إلى الأغا بن ادريس الذي نصب فوق قارة بامنديل حسب ما رواه (رييفيلوا )...ص 32 في عام 1877 يرغم الأغا إلى تقديم استقالته عقب زلات لم تشفع له فرنسا فيها ويعين بداله عبد القادر بن عمران إلى انه لم يستطع أن يواجه تلك الغارات والخسائر التي كان يتكبدها من الأهالي ورفضهم الصريح له إلى أن أزيح ولأن الآغا كانت له مهام أخرى فلقد عزل هو الأخر في عام 1884 من منصبه من طرف ...لوشاتولي.... لعجزه عن إيقاف تلك الفتن. ومهما يقال فان القصر لازال ورغم مرور السنين لازال يحافظ على وجه مائه وصورته الحية ، سوف تحكي للأجيال عن ماض تلبد وذاكرة للشعوب لن تنسى أبدا . ....... ويبقى للحديث بقية

إسماعيل ياسين شنين

موسوعات ذات صلة :