قصر تغفرت يقع بمنطقة تنجداد شمال كردميت وجنوب أيت بن عمر وشرقا الزاوية وغربا تلالت. كما أن تغفرت يحدها من الشمال واد تنكرفى ومن الجنوب واد أفركلة وهي منطقة فلاحية مند الأزل وتتميز عن باقي المناطق المجاورة بوجود منبع للمياه العذبة الصالحة للشرب والسقي، لذلك تعد من بين أفضل القصور في منطقة تنجداد أو منطقة الراشدية ككل. ويحمل أهلها صفات متقاربة ومتشابهة وهذا راجع لكونهم من سلالة واحدة إضافة إلى كون أغلب أنواع الزواج لديهم هو تزوج تغفرتي بتغفرتية ونادرا ما يجلبون أزاوجا لهم خارج القصر – قصر تغفرت طبعا- ويمكن اعتبار هذا عاملا إيجابياً وكما يمكن أيضا اعتباره سلبيا، ففي الاعتبار الأول العامل يحقق نوع من الأخوة وغياب الصراعات والنزاعات والفتن.أما الاعتبار الثاني فالعامل يخلف نوعا من الجمود والخمود في مجال تعدد الأفكار والمواهب ووجهات النظر بالإضافة إلى غياب نوع من المنافسة بين الأفراد والعائلات وهنا تجدر الإشارة إلى كون التغفرتيين ينتمون إلى عرق واحد. ولعل أخطر أوجه أنواع غياب المنافسة هو غياب التنافس بين التلاميذ في الاجتهاد والمثابرة في حياتهم الدراسية، بل على العكس أصبحوا يتنافسون في مجال الشغب ومجالات أخرى متعددة ليست في صالحهم.و على كل حال فبالنسبة لي فأن أعتبر السلالة الواحدة والأصل الواحد للتغفرتين مصدر قوة ومصدر اعتزاز وأشير إلى أن تنوع الطبقات الاجتماعية في تغفرت يكاد يكون منعدم حيث أن الأسرة الكبيرة في تغفرت لا تخلو من عامل وحرفي وموظف ليس هناك تنافر فيما بينهم بل على العكس تجد العامل التغفرتي صديق للأستاذ التغفرتي.