الرئيسيةعريقبحث

قيس بن مسهر الصيداوي


☰ جدول المحتويات


قيس بن مسهّر الصيداوي الأسدي، سفير الحسين بن علي، وكان مهمته التوسط بين الحسين بن علي وبين أهل الكوفة ومسلم بن عقيل في إيصال الرسائل التي تم تبادلها بينهم. قبض عليه في القادسية على يد جنود ابن زياد، وقتل قبل واقعة الطف بأيام قليلة، وقد ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

قيس بن مسهر الصيداوي
معلومات شخصية
سبب الوفاة الصدمة الرضية الحادة 

الأصل والنسب

هو قيس بن مسهر بن خالد بن جندب بن منقذ بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الصيداوي.[1] وصيداء بطن من أسد؛[2] ولذا نسبته بعض المصادر إلى شهداء بني أسد.[3] وقد لقّب بالنكري؛ لاسم أحد أجداده الذي هو نكرة بن صيداء.[4]

كان قيس رجلاً شريفاً في بني الصيداء شجاعاً مخلصاً في محبة أهل البيت الرسول، كما أنّ الكميت بن زيد الأسدي ذكره في شعره، واعتبره شيخ بني الصيداء.[5]

سفير الحسين

أهم دور قام به قيس في أحداث حركة الحسين بن علي أنه كان رسول الحسين بن علي وسفيره إلى أهل الكوفة. وكذلك قام بإيصال الرسائل التي

كتبت بين الإمام ومسلم وأهل الكوفة، فمن جملة أعماله:

إيصال رسائل أهل الكوفة إلى الحسين بن علي في مكة.[6]

إيصال رسالة مسلم إلى الحسين بن علي في أثناء طريقه إلى كربلاء.

إيصال رسالة الحسين بن علي رداً على رسالة مسلم.

صحبته ل مسلم في رحلته إلى الكوفة وإيصال رسالة مسلم إلى الحسين بن علي بعد مبايعة أهل الكوفة.[7] صحبته ل الحسين بن علي وإيصال رسالة الحسين بن علي من منطقة الحاجز إلى أهل الكوفة.[7]

رسائل أهل الكوفة إلى الإمام (ع)

وصل إلى الحسين بن علي عدد من رسائل أهل الكوفة على يد عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال التيمي، وذلك في يوم العاشر من شهر رمضان،[8] وبعدها بيومين أوصل قيس بن مسهر وعبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي 150 رسالة من أهل الكوفة إلى الإمام الحسين (ع).[9]

فمن هنا يتبين أن قيس كان ساكناً في الكوفة، وتوّجه إلى مكة كي يوصل رسائل أهل الكوفة إلى الحسين بن علي.

إيصال رسائل مسلم

بعد أن بقي قيس ثلاثة أيام، في اليوم 15 من رمضان توّجه قيس بأمر من الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة ليصحب مسلم بن عقيل،[10] فذهبا أولاً إلى المدينة ليوّدع مسلم أقربائه،[11] فأخذا معهما دليلين، فماتا من شدة العطش أثنا الطريق.[12]

رسالة مسلم الأولى: بعث مسلم قيسا بكتاب إلى الحسين في منطقة تسمى مضيق بطن خبيت يخبره بما كان من موت الدليلين، فلمّا وصل قيس إلى الحسين بالكتاب أعاد قيس جواب الرسالة لمسلم، وسار معه إلى الكوفة.[13]

أثناء المسير: صحب قيس مسلم بن عقيل في المسير، وكان معهما عمارة بن عبيد السلولي وعبد الرحمن بن عبد الله بن كدن الأرحبي.[14]

يبدو من الأخبار الواردة أن قيساً كان مع مسلم في جميع مسيره من مكة إلى الكوفة ونزل معه في دار المختار.[15]

الدور الإعلامي: توّجه فيس من الكوفة إلى قبيلته بني أسد، وأخبرهم بقدوم مسلم إلى الكوفة، فاجتمع جمع منهم في دار المختار منهم حبيب بن مظاهر الأسدي.[15]

رسالة مسلم الثانية: لمّا رأى مسلم اجتماع الناس على البيعة في الكوفة للحسين كتب إلى الحسين بذلك، وسرّح الكتاب مع قيس، وأصحبه عابس الشاكري وشوذباً مولاهم، فأتوه إلى مكّة ولازموه، ثمّ جاؤوا معه.[16]

عاقبته

سفير الحسين الأخير

وجّه الحسين قيساً من وادي الحاجز أو (الحاجر) إلى الكوفة، وكان يحمل قيس معه جواب الحسين على رسالة مسلم،[17] وتقول بعض الأخبار على أن هذه الرسالة تم إرسالها من كربلاء إلى الكوفة.[18] ولكن كيف ما كان، فإن ردّ الإمام (ع) على رسالة مسلم كان بعد استشهاد مسلم.[19]

اعتقاله

عندما وصل قيس إلى القادسية قبض عليه الحصين بن نمير، ومن ثم سلّمه إلى عبيد الله كي يتخذ القرار النهائي في حقه.[20] وقد مزق قيس الرسالة التي كان يحملها من الحسين كي لا يعثر عليها الأعداء.[7]

مناظرته مع ابن زياد

بعد أن أحضر قيس في مجلس ابن زياد دار كلاماً بينه وبين عبيد الله بن زياد، وذلك في دار الأمارة:

قال ابن زياد:من أنت ؟

قال قيس: أنا رجل من شيعة علي بن أبي طالب وابنه عليهما السلام.

قال: فلماذا خرقت الكتاب ؟

قال: لئلا تعلم ما فيه.

قال: وممن الكتاب وإلى من ؟

قال: من الحسين بن علي إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.

فغضب ابن زياد، وقال: والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر، وتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه، وإلا قطعتك

إرباً إرباً.

قال قيس: أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم، وأما لعن الحسين وأبيه وأخيه فأفعل. فقال ابن زياد:يافتى أصعد المنبر وسب الكذاب ابن الكذاب يعني الحسين بن علي (عليه السلام ). فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وذكر النبي (صلى الله عليه وآله) فصلى عليه ثم قال ايها الناس هذا الحسين قد فارقته من الحجاز من بطن الرملة وانا رسوله إليكم فأجيبوه ثم سب يزيد وابن زياد وصلى على الحسين (عليه السلام ) وعلى ابيه وجده فأمر ابن زياد ان يرمى من اعلى القصر فرمى فتقطع قطعا (رضوان الله عليه ). [7]

استشهاده

كيفية استشهاده

بعد أن صعد قيس المنبر، وفضح آل زياد، أمر عبيد الله أن يرمى من أعلى القصر،[21] فأخذ وألقي من هناك، واستشهد، ثم إنّ ابن زياد أمر أن يقطع جسده أرباً أرباً.[22]

وفي خبر آخر: أنّه وقع على الأرض مكتوفاً بعد ما ألقي من أعلى القصر، فتكسرت عظامه، وبقي به رمق، فأتاه رجل يقال له: عبد الملك بن عمير اللخمي، فذبحه، فقيل له في ذلك، وعيب عليه، فقال: أردت أن أريحه.[23] وهناك من ينقل نفس الحكاية لعبد الله بن يقطر.[24]

تاريخ استشهاده

لا يعلم زمن استشهاده بالتحديد، قيل أن خبر استشهاده وصل إلى الحسين، وكان الإمام في عذيب الهجانات، وبناءًا عليه فإن قيس بن مسهر استشهد قبل وصول الحسين إلى كربلاء،[25] وبناءًا على خبر إيصاله رسالة الحسين من كربلاء إلى الكوفة يكون استشهاده ما بين اليوم الثاني من المحرم إلى يوم عاشوراء.

ولكن ما هو المسلّم به أن قيساً أرسل إلى أهل الكوفة بعد استشهاد مسلم؛ لهذا يكون استشهاده بعد يوم عرفة.

موقف الحسين من استشهاده

عندما أخبر الطرماح بن عدي الحسين باستشهاد قيس ترقرقت عينا الحسين،[26] وقال:

"فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر" اللهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلاً، واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك، ورغائب مذخور".[27] وفي بعض الأخبار أنّ مجمع بن عبد الله العائدي أو العائذي هو الذي أخبر الحسين باستشهاد قيس.

قيس في زيارة الناحية

وقد ورد اسم قيس بن مسهر في زيارة الناحية المقدسة وبالتحديد في المقطع الذي يعدد فيها المهدي شهداء كربلاء ، فيقول المهدي:

السلام علي قيس بن مسهر الصيداوي[28]

مناقشة الأخبار الواردة حول عبد الله وقيس

حصل عند الرواة اختلاط كبير بين قصة مقتل عبد الله بن يقطر وبين قصة مقتل قيس بن مسهر، وهما رسولا الحسين بينه وبين مسلم بن عقيل.[29]

ترتيب الأحداث

الملاحظ من الروايات والأخبار أنّ الحسين أثناء مسيره إلى الكوفة بلغه أولاً نبأ استشهاد مسلم وهانئ، ثم بلغه نبأ عبد الله ابن يقطر في زبالة، ثم بلغه مقتل رسوله الآخر قيس بن مسهر في العذيب، فمن المنطقي أن يكون الحسين قد بعث ابن يقطر بكتاب إلى أهل الكوفة وهو في الطريق، ثم بعث قيس بن مسهر بكتاب آخر وهو في آخر الطريق.[29]

مصادر

ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق لجنة من العلماء، بيروت،دار الكتب العلمية، ط الأولي، 1403م. ابومخنف الكوفي، وقعة الطف، جامعه مدرسين، قم،1417 ه. البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار و رياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط الأولي، 1996م الخوارزمي، موفق بن احمد، مقتل الحسين عليه‌السلام، انوار الهدي، قم، 1423 ه. الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، قم، منشورات الرضي، 1368ه.ش. المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، مؤتمر الشيخ المفيد، قم، 1413 ه. الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت،دار التراث، ط الثانية، 1967م. لبيب بيضون، موسوعة كربلاء، مؤسسة الاعلمي، بيروت، 1427 ه. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1983م. النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب،دار الكتب و الوثائق القومية، قاهره، 1423 ه. اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت،دار صادر، بلا تا. اليوسفي الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، مجمع انديشه اسلامي (الفكر الإسلامي)، قم، 1417 ه.

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. أنساب الأشراف، ج11، ص 164؛جمهرةأنساب العرب، متن، ص 195.
  2. تاريخ اليعقوبي، ج1، ص 230.
  3. موسوعة كربلاء، لبيب بيضون، ج2، ص 24.
  4. تاج العروس، الزبيدي، ج7، ص 559.
  5. نفس المهموم، القمي، ص 586.
  6. موسوعة كربلاء، لبيب بيضون، ج1، ص 573؛ تاريخ الطبري، ج 6، ص294.
  7. موسوعة كربلاء، لبيب بيضون، ج1، ص 573.
  8. وقعة الطف، أبو مخنف، ص 92.
  9. الخوارزم9، مقتل الحسين(ع)، ج1، ص 283؛ الإرشاد، المفيد، ج2، ص 38؛ موسوعة التاريخ الإسلامي، اليوسفي الغروي، ج6، ص 111.
  10. الإرشاد، المفيد، ج2، ص 39؛ وقعة الطف، أبو مخنف، ص 97.
  11. وقعة الطف، أبو مخنف، ص 96.
  12. تاريخ الطبري، ج5، ص 354.
  13. تاريخ الطبري، ج5، ص 354؛ در كربلا جه كذشت(ماذا جرى في كربلاء)، ص 112.
  14. وقعة الطف، أبو مخنف، ص 97؛ در كربلا جه كذشت(ماذا جرى في كربلاء)، ص 109.
  15. موسوعة التاريخ الإسلامي، اليوسفي الغروي، ج6، ص 71.
  16. السماوي، إبصار العين نقلاً عن تاريخ الطبري، ج3، ص277.
  17. وقعة الطف، أبو مخنف، ص 159؛ نهاية الأرب، النويري، ج20، ص 412.
  18. مقتل الحسين(ع)، الخوارزم9، ج1، ص 335.
  19. الطبقات الكبرى، خامسة1، ص 463؛ موسوعة كربلاء، لبيب بيضون، ج1، ص 571.
  20. الأخبارالطوال، ص 246؛ نهاية الأرب، النويري، ج20، ص413؛ الطبقات الكبرى، خامسة1، ص463؛ دمع السجوم ترجمه نفس المهموم، ص 152.
  21. الأخبارالطوال، ص246؛ أنساب الأشراف، ج11، ص164.
  22. نهاية الأرب، النويري، ج20، ص413.
  23. البداية والنهاية، ج8، ص168؛ دمع السجوم ترجمه نفس المهموم، ص152.
  24. أنساب الأشراف، ج3، ص169؛ طبعة زكار، ج3، ص379.
  25. مقتل الحسين(ع)، المقرم، ص192؛ وقعة الطف، أبو مخنف، ص174.
  26. وقعة الطف، أبو مخنف، ص174.
  27. نفس المهموم، الشيخ عباس القمي، ص586؛ موسوعة التاريخ الإسلامي، اليوسفي الغروي، ج6، ص124.
  28. المجلسي، بحار الأنوار، ج98، ص 273؛ موسوعة كربلاء، لبيب بيضون، ج2، ص45.
  29. لبيب بيضون، موسوعة كربلاء، ج1، ص552.

موسوعات ذات صلة :