كشتاسپ أو غشتسب(باللغة الفارسية: گُشتاسب) الخامس من الملوك الكيانيين، والخامس عشر من ملوك الشاهنامه.[1][2][3] ويمتاز عهده برسالة زردشت، والحروب التي أرّثها هو وابنه اسفنديار لنشر الدين الجديد.
في الأفستا والروايات الدينية
و يسمى كشتسب في الآفيستا و كقى قِستاسپه. و« كقى قستاسپه». وينسب في بعض المواضع إلى أسرة نوذر.
و يذكر في الكتب العربية باسم بِشتاسف ووشِتاسب. وقد ذكره بشار باسم بِشتاس :
قومى اغبقينا فما صيغ الفتى حجرا لكن رهينة أحجار وأرماس روّى مشاشى فان الدهر ذو عبر أفنى قبادا، وأوهى ملك بشتاس
و قد خصِّص له فصيل في الأفستا يسمى باسمه خلاصته أن اللّه قال لزردشت: اذهب واقرأ هذا الكتاب أمام الملك كشتاسب لعله يؤمن. خذ مواعظى كلها واذكرها له كلمة كلمة».
فذهب زردشت وتقدّم إلى الملك ودعا له وبارك عليه. ثم قرأ عليه الزندقستا وقال: تعلم سبلها، واسلك فيها. فان رغبت في شرعها فمأواك الجنة في السماء.
و إن أعرضت عن وصايا فستلقى إلى الأرض رأسك المتوّج يغضب اللّه عليك، ويحوّل سعادتك شقاء. ثم تهبط من بعد إلى جهنم إن لم تستمع لهداية القادر».
و يذكر في مواضع أخرى منها:
« نعزي روح الملك قِشتاسپه، الذي طرد الكذب فافسح للدين المقدّس... والذي جعل نفسه عضدا وعونا لهذا قانون أُهرا، لهذا قانون زرتُشترا.
الذي أخذها(الشريعة) وافقة موثقة من أيد الهونو، فمكّن لها التجلس في سواء الأرض عاليا حكمها، غير متقهقرة، مقدّسة... الي آخره.
و في بعض المواضع نرى زردُشترا يقرب قربانا إلى أناهِتا لتؤيده حتى يجعل الشجاع قِشتاسپه بن أُرقَط - أسپه يفكر بالشرع، ويتكلم به، ويعمل من أجله. فأعطته الإلهة ما سأل.
و في موضع آخر أن المجد الملكى تجسد في قِشتاسپه فصار يفكر بالشرع ويتكلم به ويعمل من أجله. و طرد الباطل فأفسح للدين الإلهى.
و يُرى قِشتاسپه (كشتاسب) في موضع آخر من الأفستا يقرب قربانا داعيا أن ينتصر على أعدائه. ويذكر أحيانا اسم هؤلاء الأعداء ومنهم أرِكَت - أسپه(أرجاسب).
و يحس حين يبلغ هذا العصر من عصور الشاهنامه أنه قد خرج من ظلمات الأساطير إلى سُدفة التاريخ حيث يجد أسماء وأفعالا وأحوالا تشبه ما يعرف في تاريخ الأخمينيين: فالكتب العربية تذكره، في الكلام عن كشتاسب وبهمن، اسم كيرش وداريوش. وأبين من هذا ما في تاريخ.
و أرى أنه لا يمكن في هذا العهد الذي لا يزال الظلام مسيطرا عليه أن نقول إن كشتاسپ هو دارا. ولكن يظن أن هناك مناسبة بين لهراسب ومن بعده من الملوك الكيانيين في الشاهنامه وبين الاخمينيين الذين يعرفهم التاريخ.
و يمتاز هذا العهد كذلك بأن في أيدينا كتابا فهلويا يساير الشاهنامه فيما نقصه. ولعله أقدم سند في هذا الموضوع. ذلكم كتاب يادگار زريران أى ذكرى زريز الذي يقص من أبناء الحرب بين إيران وتوران وقتل زريز الخ.
و يرى ورنر أن حرب الدين هذه كانت حربا بين فئتين من الإيرانيين. ويستدل بتشابه الأسماء وانتهائها بكلمة اسپ وهى فارسية معناها الفرس. ويمكن أن يزاد لتأييد رأى ورنر هذا أن قصة الدقيقى لا تستقيم إلا على الفرض، فما كان لملك الصين أو الترك أن يحارب كشتاسپ من أجل تركه دينه إلى دين زردشت. فان الترك لم يكونوا يدينون بدين الفرس حتى ينقموا على كشتاسپ المروق منه. على أن الثعالبى يحل هذا الإشكال برواية أن كشتاسپ هو الذي بدأ بدعوة أرجاسپ إلى الدخول في دينه. ثم المقارنة السالفة بين هذا العهد وعهد دارا الذي كان فيه النزاع الدينى بين الإيرانيين أنفسهم يزيد في هذا البحث الغامض حجة أخرى.
في الشاهنامة
غضب كشتسب عن أبيه الملك وذهب عنه. ثم دخل بلاد الروم وو كانت عادة قيصر في ذلك الزمان أنه إذا أدركت إحدى بناته وحان حين تزويجها ألا يزوّجها إلا ممن تختار واجتمع إليها الأمراء والخواص والعوام. فقعد كشتسب في زاوية من المجلس. فتبرجت كتايون بنت قيصر وطافت على الحاضرين، فلما انتهت إلى كشتاسب أعطته ما معها من الورد. وتزوج كشتسب من كتايون بنت قيصر. فأرسل قيصر الروم كشتسب إلي إلياس الخزري وطلب الخراج منه، فقتل إلياس. ثم طلب قيصر الروم الخراج من لهراسب ملك إيران. ورجع كشتسب مع زرير إلي إيران وأعطي أبوه لهراسب الحكم إليه.
ثم بعد مضى سنين مضت من ملك كشتاسب ظهر زردُشت وادعى النبوة. وفرّق كشتسب الرسل إلى أطراف البلاد، وكتب إلى الملوك يأمرهم باستماع مواعظ زردشت والدخول في دينه وترك عبادة الأصنام. فمنع زردشت دفع الجزية إلى أرجاسب، فأرسل أرجاسب ملك الصين رسالة إلى كشتاسب وطلب منه أن يرجع إلى ما كان عليه من دين آبائه وطريقة أسلافه. ثم بدأ القتال بين الإيرانيين والتورانيين والخيونيين وقتل أردشير وشيرويه وشيدسب وكرامي وزرير.
و رجع كشتسب إلي بلخ، ثم قبض علي ولده اسفنديار وحبسه سعاية كرزم وهو من الخدم بإسفنديار عند كشتسب. فأمر كشتسب بإلقاء اسفنديار في السّجن وتقييده بالسلاسل.
فلما رأى أرجاسب غفلة الإيرانيين واشتغالهم بأنفسهم هجم على بلخ وهى خلو من الجند، وبها لهراسب الملك الناسك، فقتلوا لهراسب وأسروا بنتى كشتاسب، وخربوا بيوت النار، وحرّقوا كتب الزند. حينما قتل لهراسب انهزم كشتسب أمام جيش أرجاسب ملك الصين.
فأرسل الملك إلى ابنه اسفنديار المحبوس يستنجده ويعده الملك إن نفّس عن قومه هذا الكرب الشديد. فجاء اسفنديار وهزم التورانيين وسار إلى مقر الملك مدينة روئين دج فاجتاز هفتخوان.ثم يدخل المدينة دخول جذيمة الأبرش مدينة الزباء ويصيح في أصحابه فيقتلون أجارسب ويهزمون جنده.
و أصر كشتسب على أن يُحمل رستم إليه مقيدا، ويأبى إسفنديار التقى البار إلا أن يمتثل أمر أبيه على كره. ورستم بطل الأبطال في العهد الماضي يأبى كل الإباء أن يرى في الأغلال. فلا مناص إذًا من الحرب. وقال إسفنديار لرستم عد أن رماه الرمية المصمية: لم تقتلنى أنت وإنما قتلني كشتاسب حين أكرهنى على قتالك.
فحمل بشوتن نعش إسفنديار إلى كشتسب. استخلف كشتسب بهمن ثم مات. فدفن كشتسب في إيران.
مراجع
- "معلومات عن كاشتاسب على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن كاشتاسب على موقع data.cerl.org". data.cerl.org. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن كاشتاسب على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2018.