في الشطرنج كش مات الصف الخلفي وتعرف كذلك بـمـات الرواق وهي مات تتم بواسطة الملكة أو القلعة على طول الصف الخلفي ( الصف الذي تكون فيه القطع [لا البيادق] في بداية اللعب، أي الصفين 1 و8 ) حيث يكون فيها الملك الذي تعرض للإماتة غير قادر على التحرك للأعلى وتجنب الكش لأن خانات الصف المجاور تكون محجوزة بقطع صديقة ( غالبا بيادق لكن يمكن أن تكون قطعا أخرى). [1]
تعتبر تكتيكات الصف الخلفي مهمة وتتجلى غالبا في تكتيك التشتيت جنبا إلى جنب مع تكتيك آخر، وحتى وإن لم تحدث مات الصف الخلفي فإن اللاعب يظفر بأفضلية في القطع، وتظهر مات الصف الخلفي حين لا يحرك الخصم البيادق الثلاثة أمام ملكه لتوفير مربع فرار مع كون الصف الخلفي غير محروس أو غير محروس كفاية.
نمط حدوثها
تظهر مات الصف الخلفي عـادة بين المبتدئين الذين يفشلون في توقعها ورؤيتها وهي على وشك الحدوث، لكن في المستويات العليا يندر أن تحدث المات بحد ذاتها لكن يمكن أن يتعرض اللاعب لتكتيكات بسببها تجعله عرضة لخسارة الأفضلية أو أحد القطع.
يمكن أن تتجلى مات الصف الخلفي بعد التبييت إذا :
- لم يحرك اللاعب أحد البيادق الثلاثة أمام ملكه ( كأن يقوم بافتتاحية تشمل فيانشيتو أو أن يطرد الفيل بالنقلة h6 أو h3 ).
- أن يكون الصف الخلفي غير محروس أو غير محروس كفاية، أو أن يتم تشتيت القطعة الحارسة بالتضحية بقطعة أو تكتيك آخر.
أحيانا يمكن أن تكون القطع الصديقة التي تعيق الملك عن الصعود إلى الصف المجاور بيدقين فقط بدل ثلاثة إن كان الملك في العمود h ، ولا يشترط دائما أن تكون بيادقا فيمكن أن تكون قعلة بدل أحد البيادق، كمـا أن تحريك البيادق لا يعني النجاة كليا من الوقوع في تكتيكاتها لاحقا.
ففي مباراة ناكامورا ضد يوري شالمن في 2010 [2] ورغم أن ناكامورا قام بالنقلة 9. h4 فاتحا مربع فرار للملك في h2 إلا أنه تعرض في النقلة الأخيرة (أي بعد 17 نقلة) إلى تكتيك مات الصف الخلفي ( أنظر الشكل المقابل) حيث كانت قلعته وبيدق يعيقانه من الصعود إلى الصف الثاني كما أن قلعته التي كان تحرس الصف الخلفي لم تكن كافية وسقطت أمام الحركة 26... Qe3 التي كان من ورائها غايتان الأولى تشتيت القلعة عن حراسة الصف الخلفي لأن 27.Rxe3 كانت ستفتح المجال أمام النقلة 27... Rc1 وتتسبب في مات الصف الخلفي ، و الثانية تدعيمية هدفها( في حالة لم يتم التبادل ولم يتم تدعيم القلعة بالحركة Qh4 وحرك ناكامورا قلعته إلى g1 أو أي خانة على مستوى الصف الخلفي) توفير الدعم للقلعة كي لا يتم أخذها حين تتحرك إلى c1 وضمان كش ملك سواء صف خلفي بعد تبادل القلعتين أو بالمكلة في g1 .
أمـا النقلة Qh4 فتبقى غير كافية وتسقط أمام النقلة Rc1 حيث في أفضل سيناريو سيخسر ناكامورا ملكته مقابل قلعة ما يعني الهزيمة المؤكدة ولهذا قام بالاستسلام.
التصدي لها
عـادة يتم الاحتراز منها بتحريك أحد البيادق التي تعيق الملك وغالبا البيدقين h2 و g2 حين يكون داعٍ لذلك وهذا لتوفير مربع فرار للملك مع الأخذ في الاحتياط عدم وضع أي قطعة فيه، وذلك هو الخطـأ الذي وقع فيه ناكامورا في المثال السابق، فخطؤه الفادح كان النقلة 23. Rh2 التي حجزت مربع الفرار (الغاية وراء هذه النقلة كانت حماية البيدق في g2 و النجاة من كش مات في حال لعب الأسود النقلة 23... Qxf4 ، لكن النقلة الأفضل كانت حراسة البيدق في f4 بالنقلة Rh4 وتجنب حجز مربع الفرار).
كما يجب الاحتراز من التضحيات التي الغاية من ورائها تشتيت القطع التي تحرس الخط الخلفي وعدم التسرع في الأخذ.
مثال
أحد أشهر مباريات خوزيه كابابلانكا والتي حوت تكتيكات مات الصف الخلفي كانت مباراة استعراضية في موسكو سنة 1914 ضد أوسيب برنشتاين [3] بالقطع السوداء، الوضعية التي تظهر على اليمين تم الوصول إليها بعد نقلة الأبيض الـ 29 ، أردف ذلك نقلة كابابلانكا الممتازة 29...Qb2!
النقلة 30.Qxb2 غير ممكنة بسبب مات الصف الخلفي 30...Rd1# ، لكن هناك عدة محاولات للدفاع ضد نقلة كابابلانكا منها :
- 30.Qe1 يبدو أنها نقلة تحمي القلعة في c3 لكنها تسقط ضد 30...Qxc3 فإن كان الرد 31.Qxc3 فحينها Rd1+ 32.Qe1 Rxe1#
- 30.Rc2 تفشل أمام 30Qb1+ 31.Qf1 Qxc2 ويفقد القلعة.
- 30.Qc2 كذلك تفشل أمام 30Qa1+ 31.Qc1 Rd1+ 32.Qxd1 Qxd1# أو كذلك 30Qxc2 31.Rxc2 Rd1#
- أما النقلة 30.Rc8 فتبدو أنها ستقلب الأمور لصالح الأبيض بعد 30...Rxc8؟ وتسمح له بأخذ ملكة مقابل قلعة، غير أن النقلة 30...Qa1+ أو (Qb1+) تجعل الأبيض يخسر قلعة بعد 31Qf1 Qxf1+ 32.Kxf1 Rxc8.
ولابـد أن كابابلانكا لم يلعب على كش مات الصف الخلفي مباشرة بالنقلة 29...Qb1+ لأنه علم أنه بعد 30Qf1 Rd1 سيتعرض هو بذاته لمات الصف الخلفي عبر النقلات 31Rc8+ Rd8 32.Rxd8#.
مراجع
- Burgess, Graham (2009), The Mammoth Book of Chess (3rd ed.), Running Press,
- ناكامورا ضد يوري شالمن في 2010 - تصفح: نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- كابابلاكنا ضد برنشتـاين 1914 - تصفح: نسخة محفوظة 01 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.