الطبيبه الفرنسية كلودي فايان ـ المرأة الفرنسية والطبيبة اليمنية والباحثة العالمية في السلالة البشرية، التي جاءت إلى اليمن في سنة 1951 م، ومكثت فيه 18 شهرا، فكانت من النوع الشغوف الذي يحب أن ينقب ويبحث ويسأل عن المجتمع اليمني عملت خلالها كطبيبة في اليمن وتم منحها الجنسية اليمنية بقرار جمهوري من الرئيس اليمني في عام 1990م.
في عيون فرنسيه
انسانه ولدت وعاشت في أوروبا ، وانبثقت روحها من دنيا القرن العشرين، ترجع فجأه عشرة قرون إلى الوراء وتعيش فتره طويله في دنيا القرون، فلا تنفر ولا تستكبر، ولا تستوحش وانما تتسامى انسانيتها، وتنصهر في لهب من الألم والعطف والرحمة . في كتابها الرائع ( كنت طبيبة في اليمن ) والتي تفيض صفحاتها بالعاطفة الجياشه والحب العميق لليمنين، تشعر وأنت تقرأ سطور الكتاب بأن هذه الطبيبه الفرنسية تحترم اليمن وأهله أحتراما كبيرا .. وتحس بالآمهم، وعذاباتهم، وآمالهم، وطموحاتهم .. وفي مقدمة كتابها، كتب أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري عنها، فيقول : " قرأت الكتاب عدة مرات، والحق أني ما قرأته الا وبهرتني فيه النزعة الانسانيه المترفقه الودود، وأستمر اعجابي، وتجدد كلما جدد ت قراءة الكتاب .
عشقها لليمن
كانت تعلم انها ستعود ذات ليلة إلى بيتها في صنعاء وخلف الباب يختبى رجل يحمل مسدساً يريد قتلها لانها ـ كما اشيع حينها ـ سبب خسوف القمر في صنعاء في تلك الليلة ـ لذلك ذهبت مطلع يناير 1951م تمعن النظر في المعالم التاريخية ورموز عاصمة النور خوفاً من ان لا تراها ثانية ـ استعداداً للسفر «الانتحار» الذي ينتظرها في بلد شرقي لا يزال يعيش في البداية الاولى للبشرية فاصبحت الحياة فيه محفوفة بالمخاطر والمصير يلفه الغموض، لكنها ابتكرت لنفسها مراسيم وداع لزوجها الدكتور «اندري» وابنائها الاربعة ابتداءً من بنتها البكر مارتين «12سنة» ومروراً بالابن الوحيد إيتان «11 سنة» والبنت الثانية اليزا «8 سنوات» وانتهاءً بالبنت الثالثة لوسي «5 سنوات» فلبست ليلتها كلودي أجمل ما لديها من الثياب وكأنها عروسة ستزف إلى إمام القرون الوسطى في اليمن واخذت زوجها ترافقهما بنتها «اليزا» وذهبا إلى ارقى المطاعم في ضواحي باريس وهناك احتفلا بلحظات الوداع لتدع كل هؤلاء خلفها لترحل نحو المصير المجهول الذي ينتظرها في بلد اسمه اليمن، ومن تلك الساعة لم يسمعوا صوتها طوال سنة ونصف إلاَّ مرة واحدة عبر الراديو عن طريق عدن، ولم تعد بعدها إلى فرنسا إلا بعدما تدخلت الحكومة الفرنسية مباشرة وعبر قنصليتها في عدن لأن الامام أحمد حجزها ومنعها من العودة إلى فرنسا. وعلى رغم كل تلك الاحداث التي لاقتها الدكتورة كلودي فايان خلال عملها في اليمن إلاَّ أن حبها لليمن قد كان حباً اسطورياً عندما حرصت على نقل حالة البؤس الذي يعيشه للعالم من خلال محاضراتها وكتابها الشهير «طبيبة فرنسية في اليمن» الذي اصدرته عام 1954م واعيد طباعته بعشر لغات عالمية إضافة إلى مؤلفاتها عن اليمن التي لم تطبع أهمها «العربي بدون بترول» و«رحلتي إلى ظفار» عندما قامت بمهمة شبه سرية إلى ظفار العمانية عبر عدن عام 1970م لتتولى معالجة المجاهدين الذين يقاتلون التواجد البريطاني هناك. وعادت إلى اليمن بعد الثورة عام 1969م وطالبت بقصر البشائر من الأمن العام لتجعله متحفاً وطنياً للتراث اليمني وظلت ترتبه وتنظمة طوال «13» سنة وتوالت بعد ذلك زيارتها لليمن لتصل إلى«26» مرة كانت آخرها عام 93م برفقة الوفد الرسمي للرئيس الفرنسي الراحل فرنسو ميتران، ولم تعد بعدها فأستقر بها المقام في باريس لتواصل معالجة زوجها الذي وافته المنية عام 95م، ولم تعش بعده الا فترة قصيرة حتى داهمها مرض الشيخوخة لترحل عن الدنيا في يناير 2000م عن عمر ناهز التسعين عاماً.
المصادر
- http://www.26sept.info/newspaper/2007/october/1210---/7316-----l---rli.html
- http://www.nabanews.net/2009/30707.html
- http://www.26sep.net/newsweekarticle.php?lng=arabic&sid=16046