الرئيسيةعريقبحث

كليم أحمد عاجز


☰ جدول المحتويات


الشاعر الھندي كليم أحمد عاجز هو من فطاحل الشعراء وخاصة في مجال الغزل الأردي، ومن أهم ميزات شعره الكمد الرزين والحزن الدفين، و لهجيه لهجة العندليب الذي ينشد أناشيد الحزن، فيقطر شعره دما ودمعا ويحكي حكايات نتم عن المظلمة التي ابتلي بها الشاعر وإخوته في الدين، و يشير إلى اضطرابات طائفية ذهب ضحيتها أسربه والأقارب الأقربين.

حياته الشخصية

لقد واجه هذا الشاعر الاضطرابات الطائفية التي نشيت عشية استقلال البلاد وأثناء إنشاء دولة مستقلة باسم " باكستان" لقد اندلعت الاضطرابات الطائفية في كثير من مناطق البلاد فأتي على الأخضر واليابس ونزفت فيها دماء ألوف من الأبرياء، فقد استفحل الشر واستشرى الفساد وصال إبليس وجال، وخالط دماء المفسدين والمشاغبين وباض وفرخ، فاستعرت نار الجحيم وسالت الدماء وشرد عشرات الألوف من المسلمين من بيوتهم وأحرقت البيوت السكنية والدكاكين، وأعمل السيف في الرقاب.

خلفيته الشعرية

كانت هناك قرية باسم " تلهارا " قرية الشاعركليم أحمد عاجز، و كانت تقع في مديرية بتنا في ولاية بيهار، لقد تهجم المشاغبون وحاصروا هذه القرية، ولم يكن ذلك الشاعر موجودا في هذه القرية آنذاك، فنجا بفضل الله و كرمه من شر القتلة ولمهاجمين ولكن عائلة وأسرته قتلت ـ وبأي ذنب قتلت.

هذه هي الخلفية التي تجري مجرى الدم في جميع قصائد هذا الشاعر، فكان مكلوم الفؤاد، كسر القلب، ودائما يتذكر تلك الهمجية والمجزرة التي اكتوى بنارها والتي صيّرت قريحته الشعرية إلى قريحة وقّادة وهاجة، فكل شعر في غزله يمثل فؤاده الجريح.

إن الحزن لم يكن محصورا على اغتيال أسرته وأقاربه و لكن حزن الشاعر يحتوي على سائر المظلمة التي عانى منها المسلمون في البلاد، لقد أسفر صبح استقلال البلاد في 1947 عن نزيف الدماء في مختلف المدن، وذلك كرد فعل لانقطاع جزء من جسمها وتحوله كدولة مستقلة باسم " باكستان "، فأثار ذلك حفيظة طائفة من الهندوس وصب المتطرفون منهم مع كثرتهم الكاثرة جام غضبهم على المسلمين العزل الذين كانوا أقل وأضعف مددا، فأجج هؤلاء الهندوس لمتطرفون نيران العداوة الطائفية في طول البلاد وعرضها، فأصيب المسلمون بالدماء واحترقت مساكنهم بالنار التي لا تبقى ولا تذر، لواحة للبشر وترمي بشرر كالقصر.

في تلك الفاجعة التاريخية دخل المشاغبون المهاجمون المناوئون للمسلمين قرية كليم أحمد عاجز واقتحموها وقوبل الهجوم بالمقابلة في بداية الأمر ولكن إلى متى؟ استسلم أهل القرية أمام الجموع الحاشدة بعد أن حل بهم الضنك والجوع، فأطلق المهاجمون النار بصفة عشوائية في البداية، وعندما دخلوا القرية أطلقوا النار على كل شخص خرج من البيت أو أخذوه وقتلوه بالخنجر أو السيف، أوقفوا العشرات من أهل القرية وأطلقوا النار عليهم، دخلوا هذه القرية بعد ما حاصروها أسبوعا كاملا، دافع أهل القرية إلى آخر الرصاص، وعندما نفد الرصاص ولم تنفع البنادق الموجودة وأيقن المحاصرون بخلو الترسانة والعدة اقتحموا القرية من كل جانب، وكانت الشمس غاربة في المغيب واحمرت قرصها وكانت الدماء سائلة والتأوهات سائدة في أزقة القرية، هرع أهل القرية للهروب فلم يجدوا منفذا ولا ملاذا، فسدوا أبواب البيوت على مصراعيها، فدمر المهاجمون الأبواب والجدران المصنوعة من الطوب و الطين واشتدت حدة القتال، فكانت حصيلة هذه المذبحة خمس مائة شخص ما بين قتيل وجريح، استمرت أعمال القتل على مدى ثلاثة أيام، فلما وضعت المذبحة أوزارها دخل الناس من القرى المجاورة إلى هذه القرية، ومن بينهم رجال بالشرطة والإسعاف، فلم يكن هناك داع ولا مجيب، ورأوا الجثث المتناثرة من المظلومين الأبرياء رجالا ونساء، ورأوا أن كثيرا من الجثث جمعت وألقيت في آباد القرية لإخفاء بشاعة المجزرة، دمرت القرية بأسرها بلا رحمة وهوادة.

وعند استتب الأمن واستقر الأمر وانقشع ظلام الظلم قدمت الشكاوى والاستغاثة إلى الدوائر الحكومية، فلم تجد نفعا وضربت عرض الحائط ولم يعاقب مجرم ولم يعتقل ظالم ولم يزج قاتل من القتلة في الزنزانة، فكشفت هذه الحالة وعرّت سوءات النظام الديمقراطي والحكم العلماني.

لقد قص هذا الشاعر قصة هذه المجزرة في مقدمة ديوانه الذي نشر باسم " وه جو شاعر كا سبب هوا " ( الأمر الذي أفضى إلى قريض الشعر) يقض الشاعر هذه القصة بدم قلبه ودمع عينيه، يدخل هذا الشاعر قريته بعد أن هدأت عاصفة الظلم وانجلى الظلام، يدخل الشاعر موطنه في الوقت الذي يهب فيه الصبا ويجف الندى ويعتدل النسيم ويصفو العيش ولكن الآن قد تبدل الزمان، لقد طار العندليب الذي كان يغني أناشيد الصبا، فلا بلبل ولا هزار، ولا شحرور ولا عصفور، فلم تكن هناك إلا النسر والطيور التي تأكل من جثث الموتى واللحوم العفن، دخل الشاعر ورأى في فاتحتها مسجد القرية، رأى منارة المسجد تتهادى يمينا وشمالا كالفارس المنهزم الذي تلطخت جبته بالدم الأحمر القاني وتمزقت ثيابها، إنه رأى منارة المسجد التي كانت شديدة الانفعال وعيناها تقطران دما وأيضا منارة تتحدث وتقول: هلم أيها الشاعر، سوف أقص عليك قصة، قصة الحرب التي خاض غمارها رجال القرية بكل شجاعة وبسالة، لكي تردد هذه القصة في طول حياتك في شعرك بصوتك الشجي، ولكي تفصح عن أحزانك في شعر غزلي رقيق، لكي يحيى هذا الشعر إلى بقية الدهر ويحيى الأسى والكرب إلى آماد بعيدة، لقد تحولت أزقة هذه القرية إلى ساحة الوغى، هلم أيها الشاعر إلى هذه البئر، هذه كانت مأوى وملاذ أمك وشقيقاتك، وهي أنقنت هؤلاء من كل خزي وهوان، وهذه بئر أخرى فيها جثث كثيرة من أصدقائك الأحماء، هذه الحوادث سوف تترك في قلبك بصمات ثابتة لا تمحى، فتكون بلبلا مغردا لهذه الشجون والأحزان، وبعد ذلك راح هذا الشاعر يصب الحزن في قالب الشعر سنوات متتاليات.
هذه الأبيات الآتية ليست من الغزل ولكن فاتحة الديوان لهذا الشاعر الحزين :

الأبيات الأردية

رات جی کھول کے پھر میں نے دعا مانگی ہے

اور ایک چیز بڑی بیش بہا مانگی ہے اور وہ چیز نہ دولت نہ مکان ہے نہ محل

تاج مانگا ہے نہ دستار و قبا مانگی ہے نہ تو قدموں تلے فرش گہر مانگا ہے

نہ سرپہ کلہ بال و ہما مانگی ہے نہ شریک سفر و زاد سفر مانگاہے

نہ صدائے جرس و بانگ درا مانگی ہے نہ سکندر کی طرح فتح کا پرچم مانگاہے

اور نہ مانند خضر عمر بقا مانگی ہے نہ کوئی عہدہ نہ کرسی نہ لقب مانگا ہے

نہ کسی خدمت قومی کی جزا مانگی ہے نہ تو مہمان خصوصی کا شرف مانگاہے

اور نہ محفل میں کہیں صدر کی جا مانگی ہے میکدہ مانگا نہ ساقی نہ گلستاں نہ بہار

جام و ساغر نہ مئے ہوش ربا مانگی ہے محفل عشق نہ سامان طرب مانگا ہے

چاندنی رات نہ گھنگور گھٹا مانگی ہے نہ صحت بخش کوئی آب و ہو ا مانگی ہے

بانسری مانگی نہ طاؤس نہ بربط نہ رباب نہ کوئی مطربۂ شیریں نوا مانگی ہے

نہ تو اشکوں کی فراوانی سے مانگی ہے نجات اور نہ اپنے مرض دل کی شفا مانگی ہے

نہ غزل کے لئے آہنگ نیا مانگاہے نہ ترنم کی نئی طرز ادا مانگی ہے

سن کے حیران ہوئے جاتے ہیں ارباب چمن

آخرش کون سی پاگل نے دعا مانگی ہے آ ترے کان میں کہدوں اے نسیم سحری

سب سے پیاری مجھے کیا چیز ہے کیا مانگی ہے وہ سراپائے ستم جس کا میں دیوانہ ہوں

اس کی زلفوں کے لئے بوئے وفا مانگی ہے

الترجمة العربية

لقد ناجيت ربي في جوف الليل بکل تضرع وخشوع، طلبت شيئا غاليا جدا

والشيء الذي طلبته ليس قصرا ولا ثروة ليس تاجا يلبسه الملوک فوق الرأس وما هو بملابس السلاطين و الأثرياء الفاخرة

ولا طلبت بساطا وسجادة مزينة باللآلئ والمجوهرات، ولا طلبت أنا قبة مکوفة من ريش طائر

ولا طلبت زميلة للسفر ولا زادا للرحلات، ولا طلبت سلسلة جرس و مزامير

ولا طلبت رؤية ترفرف في الفضاء رمزا للفتح کرؤية السکندر، ولا طلبت عمرا مديدا وحياة مثل عمر الخضر

ولا طلبت منصبا عاليا ولا کرسيا ممتازا ولا لقبا مبجلا، ولاطلبت جزاء ولا شکورا لاية خلمة من الخلمات القومية

ولا طلبت شرفا کضيف شرف، ولا مکانة الرئاسة في أية حفلة من الحفلات

ولا طلبت حانة من حوانيت الخمور ولا بستانا ولا ربيعا، ولم أکن طالبا لجام الرحيق وبنت الحان

ولا طلبت مجلسا من مجالس السکر والسرور، ولا ليلة مقمرة ولا سماء متغيمة

ولا طلبت منظرا خلابا جذابا ولا طلبت جوا لطيف وماء صحيا

ولا طلبت آلات عزف ومزامير ولا طلبت مطربة ذات صوت رخيم

ولا طلبت لجة من الدموع الهطالة التي تسکب کل حين وآن، ولا شفاء من مرض القلب العضال

ولا طلبت نبرة جديدة لشعر الغزل ولا لحنا جديدا لصوت جميل عذب

لقد استغربت الأزهار والبراعم في الحديقة، ما هو ذلک الدعاء الذي دعاه هذا السفيه المجنون

تعالي يا نسمة السحر حتی أهمس في أذنيک ما هو الشيء الأحلی و الأغلى الذي طلبته عند دعائي في جوف الليل

إني قد طلبت دعائي متضرعا نکهة الوفاء لتلك الضفائر الفضفاضة التی أسرت لبي وعقلي

موسوعات ذات صلة :