الرئيسيةعريقبحث

لعموري بوفاتح


☰ جدول المحتويات


الشهيد المعدم لعموري بوفاتح (1919- 1958م) من شهداء الثورة الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي في منطقة وادي ريغ في ولاية المغير جنوب ولاية بسكرة بمنطقة الزيبان.

المولد والنشأة

هو بوفاتح بن محمد ابن التلي بن عامر لعموري أمه فاطمة برجوح المدعوة (الحمراء) ولد عام 1919م بصحراء عين عيسى (أم الطيور) عاش حياة البدو والرحل٬ كان له ثلاثة إخوة البشير وزمولي و أحمد وأختهم الريم وخديجة شكلوا عائلة ثورية في أحضان أمهم الحمراء المعروفة بالجود والنضال في المنطقة أم الطيور بولاية المغير٬عاش بوفاتح يتيما وكان أخوه البشير هو ولي أمره بعد أبيه. كان أنموذجا من نماذج الكفاح إمتاز بصفات لم تكن في أقرانه إنها الدهاء والحيلة وعزة النفس لا يحب الذل والهوان لا يرد له طلب بين إخوته كان مطيعا مثقفا له كل خصال الرجل الشهم الذي لا يعرف الخوف والمحال. أتقن اللغة الفرنسية جيدا ورياضة الملاكمة كان متعصبا وشديدا لأنه ترعرع في بادية البؤس والشقاء. شهد فترة الإستعمار الظالم المستبد في صغره فكانوا له ألذ الأعداء لما رآه من تعذيب لحق بأهله وباديته.[1]

أعماله الثورية

شهدت فترة ما قبل اندلاع الثورة التحريرية المظفرة هجرة العديد من الشباب والكهول إلى أوروبا وفرنسا وباقي أنحاء العالم٬ سي بوفاتح كان من بين العناصر التي هاجرت إلى فرنسا مقصدا للعمل وذلك عام 1952م و عمره آنذاك 33سنة حيث قضي عدة سنوات هناك مع رفيقه وابن عمه محمد الطاهر. عند اندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة في الجزائر عام 1954م إنتقل إليه خبر اندلاعها فإنظم إلى مجموعة خاصة في جبهة التحرير الوطني بباريس وأصبح من أبرز عناصرها وهاجم العدوان الفرنسي في عقر داره واستعمل عدة أساليب كالترهيب وبث الرعب في نفوس الفرنسيين من خلال المهاجمة ليلا على القرى والمد اشر مع مجموعة من الأعوان منهم النعمي محمد ويحي خليفي ومحمد الطاهر وذلك إثر نقل الثورة إلى الأراضي الفرنسية٬ غير أن أخاه الأكبر طلب منه الرجوع وذلك بالاتصال به عن طريق جبهة التحرير لمساندة الثورة في بلاده لأنهم بحاجة للكثير من أصناف المجاهدين. عند رجوع سي بوفاتح للجزائر عام 1956 م وبعد انعقاد مؤتمر الصومام إزدادت الثورة تنظيما فإلتحق بصفوف الجيش الجزائري ودعمهم بالمسدسات المهربة في الرغيف (الخبز) من النوع الفرنسي[2] و صار صائدا للعملاء الفرنسيين. إمتدت مناطق كفاحه من بسكرة نحو جامعة وخاصة منطقة الشحمي ضاحية قرية البعاج بأم الطيور التي إتخذوا منها ثكنة عسكرية نائية عن أعين الاستعمار وكان رفقائه حينها الشهيدين رقيعي أحمد بن لعجال ولعموري محمد بعض العناصر الأخرى المعروفة في المغير. كانوا ينفذون خططهم ليلا والتعرض للقوات الفرنسية. و نظرا لحدة بصره ومهارة ملاعبته للعملاء في وقت مضى كلف بمهمة نحو دائرة جامعة بالتحديد منطقة (وغلانة) بقتل أحد كبار عملاء فرنسا الجاسوس الذي يشكل خطرا كبيرا على كل نواحي منطقة وادي ريغ حيث نفذ العملية بإطلاق عدة رصاصات على صدر العميل الذي كان يرتدي درعا واقيا تحت برنسه فنجي من الموت بعد دخوله المستشفى العسكري الفرنسي٬ بعد مرور عدة أيام خرج العميل من المستشفى متوجها مع طائفة من العسكر إلى أم الطيور لإلقاء القبض على سي بوفاتح تحت ظروف سرية كان خلالها بوفاتح بظن منه أن العميل قد مات. فألقوا عليه القبض مع إخوته ولاقوا العذاب الشديد بكل وسائله في سجن (دار دياب) بالمغير أما سي بوفاتح فقد تعرض لعذاب أقسى في جامعة بالكماشة والكهرباء بعد ذلك نقل إلى مركز البحث والاستجواب من قبل عناصر المخفر. لكن عز الوطن يولد الشجاعة فقد ضرب بوفاتح النقيب إلى منطقة الرجولة بركلة حتى أسقطه أرضا على خطى الموت المفاجئ ولاذ بالفرار لكن العسكر كان يحيط بالمقر من كل جهة.[3]

وفاته

  • ألقي عليه القبض وربط بسلاسل المحاطة به وثبتت هذه الأخيرة بسيارة رباعية الدفع وأخذوا يجرونه من جامعة نحو تندلة قرابة 15 كم حتى خضب بالدماء ولم يشفى غليلهم بعد فقد رموه بالرصاص معدوما فوافته المنية على شوق الدفاع عن الوطن في سبيل الله وقد شهد أهل تندلة بقصته وصار حديث الناس في الشجاعة والمروءة فدفن فيها عام 1958م٬ ويروي أقرانه من المجاهدين أنه بعد إعدامه شدد الإستعمار الفرنسي الخناق على المنطقة نتيجة انفضاح عمالة الفرنسيين في المنطقة وترصد المجاهين لهم٬ فإندلعت معارك ضارية بين المجاهدين وجيش الفرنسي في المنطقة سقط فيها العديد من الشهداء فكانت أغلب معارك أم الطيور عام 1958م.[4] [5]

المراجع

موسوعات ذات صلة :