المأتم لم يكن دوره في يوم من الأيام مقتصراً على احياء مناسبات اهل البيت (ع)، في الوفيات والمواليد كما تعارف المجتمع البحراني تقليدياً، وإنما كان المأتم في القرية ولا يزال محور الربط بين جميع اهالي قرية المرخ كباراً وصغاراً، فيه يتواصلون، ويلتقون في الافراح والأتراح، إضافة إلى رعايته للناشئة من خلال استضافة برامج تعليم الصلاة والدروس الدينية الأساسية التي اضطلع بمسؤوليتها خيرة شباب القرية والرجال المؤمنون المأمونون على فلذات اكباد الناس منذ اجيال وأجيال مضت، حتى أصبح العديد من طلاب الأمس في هذه الحلقات الدراسية مدرسين اليوم لأبناء لم تكن السماء-آناذاك- قد جادت بهم على المجتمع، وهم الآن بذرة لشجرة المستقبل تحمل في طياتها الخير والعطاء لموطنها الذي تربت على ترابه ونهلت من بركاته كل حب وإخلاص ووفاء.
هذا وقد تعارف اهل القرية فيما بينهم على ان ينتخبوا كل عامين أعضاء مجلس إدارة المأتم ممن تسالموا على أهليتهم لإدارة الصرح المبارك بما يحقق اهدافه السامية بأحسن ما يمكن من خلال مجلس إدارة له رئيس ونائب رئيس وأمين سر وأمين مالي ولجان عمل، تؤدي وظيفتها المحددة وفقاً لتقسيم متفق عليه، وتحت ظل اللائحى التنظيمية الداخلية التي اقر العمل بها أهل القرية بالتصويت الحر المباشر.
وعلى الرغم من تجشم اعضاء إدارة المأتم صعوبات العمل التطوعي الذي انضووا تحت مظلته مختارين بقناعة تامة بمكانة القيمة العظمى لتحمل المسؤولية في هذا الميدان المبارك، إلا ان مساندة اهل القرية لأعضاء الإدارة في أداء حق الواجب يجعل المهمة ايسر والعناء أقل