الرئيسيةعريقبحث

مؤامرة البارود


☰ جدول المحتويات


بعد أن أصبح جيمس الأول ملكاً على إنجلترا في 1603م بعدها بقليل أرخى جيمس قوانين الحظر والتي تعرضت للكاثوليك بالغرامات والأعتقال وحتى بالموت. ومع ذلك فإن الهياج الناتج في البرلمان أقنعه بالعدول عن قراره وقد أشعر هذا الفعل الكاثوليك بالخيانة من قبل الملك. وقد قررت مجموعة من الشباب الكاثوليك المتحمسين الاستيلاء على مقاليد الأمور وذلك عن طريق تدمير الحكومة الإنجليزية بأكملها. وعلى إثر ذلك قاموا بتهريب براميل من البارود في سراديب البرلمان، وقد استعد جاي فوكس لإشعال هذه البراميل في 5 نوفمبر 1605م، عندما يجتمع الملك واللوردات والأعيان في البرلمان.ولكن المؤامرة تم اكتشافها عن طريق الخيانة ومن ثم تم القبض على المتآمرين وإعدامهم. وقد حفرت هذه الذكرى مكانها في ذاكرة الإنجليز، وأصبح إشعال النيران للاحتفال وحرق دمية تدعى (جاي) عادة سنوية يحتفلون بها ضمن احتفالات ليلة البون فاير احتفاءً بنجاة الملك.

مؤامرة البارود
GunpowderPlot.jpg
تقرير عن المؤامرة يعود لأواخر القرن 17 أو أوائل القرن 18.
تفاصيل
المشاركون روبرت كاتسبي، جون رايت، توماس ينتور، توماس بيرسي، جاي فوكس، روبرت كييس، توماس بيتس، روبرت ينتور، كريستوفر رايت، جون غرانت، السير أمبروز روكوز، ايفيرارد ديغبي، فرانسيس تريشم
المكان لندن، إنجلترا
التاريخ 5 نوفمبر 1605
النتيجة إعدام
رسم افتراضي لمجموعة البارود

مؤامرة البارود

مؤامرة البارود

حدثت مؤامرة البارود عام 1605 في إنجلترا، و قد عرفت أيضاً باسم مؤامرة الخيانة البارودية أو الخيانة اليسوعية. جائت تلك المؤامرة بمحاولة اغتيال جيمس الأول ملك إنجلترا و اسكتلندا، حيث قام بتلك المؤامرة مجموعة من المقاطعات الإنجليزية الكاثوليكية بقيادة روبرت كاتيسبى.

كان المخطط لتلك المؤامرة هو تفجير مجلس اللوردات أثناء الافتتاح الرسمى للبرلمان في تمام الخامس من نوفمبر عام 1605l، كمقدمة لثورة شعبية في ميدلاندز لتتويج ابنة الملك جيمس الأول، الأميرة إليزابيث التي تبلغ من العمر تسع سنوات فقط، على العرش باعتبارها كاثوليكية. فقد شرع كاتيسبى في هذا المخطط بعد أن تلاشت كل أماله في تأمين قدر أكبر من التسامح الدينى في عهد الملك جيمس الأول الذي قام باضطهاد الكاثوليك، مما أدى إلى إصابة العديد من الكاثوليكيين بخيبة الأمل. فهذا أدى إلى اشتراك جون رايت، توماس وينتور، توماس بيرسى، جاى فوكس، روبيرت كيز، توماس باتس، روبرت وينتور، كريستوفر رايت، جون جرانت، أمبروس روكوود، السيد إيفرارد ديجبى، و فرانسيز تريشام في تلك المؤامرة جنباً إلى جنب مع كاتيسبى. تم تكليف فاوكس في تلك المؤامرة بمسئولية المتفجرات، حيث كانت لديه خبرة عسكرية دامت لعشرة سنوات بسبب مشاركته في حرب هولاندا و إسبانيا التي عرفت باسم حرب الثمانين عامًا لقمع الثورة الهولندية. و لكن تم الكشف عن سرية المؤامرة للسلطات في رسالة مجهولة أرسلت إلى وليام باركر، البارون الرابع لعائلة مونتيجل، في 26 أكتوبر عام 1605م.

و أثناء عملية تفتيش مجلس اللوردات، في منتصف ليل 4 نوفمبر 1605م، تم اكتشاف فاوكس و هو يقوم بحراسة 36 برميل من البارود الكافي لتحويل مجلس اللوردات إلى أنقاض. فقامت السلطات باعتقاله في تلك الليلة، بينما لاذ بالفرار معظم المتآمرين من لندن بعد معرفتهم باكتشاف السلطات للمؤامرة. إلا أنهم لم يتوقفوا عند ذلك، فقد قاموا بمحاولة لكسب التأييد على طول الطريق، حيث قام البعض منهم بوقفات احتجاجية ضد متابعة شريف مقاطعة ورسيستر و رجاله بشن هجاماتهم ضدد الكاثوليك، و قد قاموا بتلك الوقفات أمام منزل هولبيتش. و في واحدة من تلك المعارك المتتاليه راح ضحيتها كاتيسبى، ثم تمت إدانة ثمانية من الناجين منها فيما بعد في محاكمة 27 يناير 1606م. و كانت تلك المحاكمة متضمنه فاوكس، حيث تم الحكم عليهم جميعاً بالإعدام. و زعم البعض بأن الأب هنرى جارنت، و هو العضو الرئيسى لمجتمع يسوع في إنجلترا، بأنه كان على علم بتفاصيل محاولة الاغتيال. و على الرغم من انه تمت إدانته بالخيانة و حكم عليه بالإعدام، إلا أنه مازال هناك ظلالاً من الشك تحوم حول مدى معرفته بتلك المؤامرة. فقد عُرف فيما بعد بأنه تم الكشف له عن سرية تلك المؤامرة من خلال اعتراف أحد المتورطين له في الكنيسة، و قد أمتنع جارنيت عن الإفصاح للسلطات بسبب السرية الشديدة للطائفية، أى بسبب القانون الكنسى. و على الرغم من التشريعات المناهضة للكاثوليكية التي أُصدرت فيما بعد إلا أن العديد من الكاثوليك، الذين تميزوا بالولاء، احتفظوا بالمناصب الرفيعة في عهد الملك جيمس الأول. و تم الاحتفال بفشل مؤامرة البارود لعدة سنوات متتالية في خطب خاصة، و احتفالات، و مراسم مثل رنين أجراس الكنائس، التي تطورت في ليلة البون فاير.

خلفية عن هذا العصر

الدين في إنجلترا

تولى الملك هنري الثامن، وهو من عائلة تيودور، السيطرة على الكنيسة الإنجليزية من أيدى روما، و كان هذا في الفترة ما بين عام (1533-1540)م. و كانت هذه هي بداية عدة قرون متتالية من التوتر الدينى في إنجلترا. فقد صارع الكاثوليك في هذا المجتمع الذي كان قد هيمن عليه بقوة الكنيسة البروتستانتية التي كانت أنفصلت حديثاً عن الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا. و قُبل هذا الانقسام الدينى من قِبل الملكة إليزابيث الأولى، ابنة هنري الثامن ملك إنجلترا، بالتسوية الدينية التي عرفت باسم تسوية إليزابيث الدينية، و هي تنص على أن أى شخص سيتم تعينه في عمل حكومى أو عمل تابع للكنيسة عليه أن يدلى باليمين للملكة، التي هي تعتبر على رأس الكنيسة و الدولة. و كانت العواقب وخيمة لمن رفضوا أن يدلوا باليمين للملكة، حيث فرضت غرامات على كل من يرفض بالأدلاء بيمينه، كما تعرض البعض للسجن و الإعدام. أصبحت الكاثوليكية مهمشة، ولكن على الرغم من التهديد بالتعذيب أو الإعدام استمر الكهنة في ممارسة شعائرهم الدينية سرا.[1]

الملكة إليزابيث الأولى

سلسلة متوالية من الملوك

لم تتزوج الملكة إليزابيث، و ماتت بدون وريث. فاعتقد العديد من الكاثوليك أن ملكة اسكتلندا، مارى، ابنة أبن عمة الملكة إليزابيث، هي الوريثة الشرعية. و لكن الملكة مارى تم إدانتها بالخيانة العظمى عام 1587 و بالتالى تم تنفيذ حكم الإعدام فيها. ثم ثبت بعد ذلك أن وزير خارجية إنجلترا، روبرت سيسل، كان قد تفاوض سراً مع ابن الملكة مارى، جيمس السادس، ملك اسكتلندا. حيث كانت لدى روبرت سيسل رغبة جامحة في اعتلاء عرش إنجلترا خاصةً بعد الاستغناء عن حكم ابن عم الملكة إليزابيث مرتين.

بعض الكاثوليك الذين تم نفيهم فضلوا أن يكون فيليب الثاني هو خليفة الملكة إليزابيث. و من جهة أخرى بدا الكاثوليك أكثر ميولاً لأن يعتلى العرش جيمس وابنة عمه تشارلز ستيوارت رابع أيرل لينوكس أربيلا ستيوارت، حيث عرفت بأنها امرأة لديها تعاطف لدى الكاثوليك.[2] في أثناء تدهور صحة إليزابيث، قامت الحكومة باعتقال البابوات الروم، و نقلت إليزابيث إلى لندن لحمايتها من الاختطاف الذي كان مزعوماً على يد هؤلاء البابويين.[3][4] و على الرغم من التنافس العنيف الذي حدث على العرش بعد وفاة الملكة إليزابيث، إلا أن أنتقلت السلطة بسلاسة تامة للملك جيمس. حيث تم الإعلان عن خلافته من قبل سيسل يوم 24 من مارس، و تم الاحتفال به. و على الرغم أن كان من المتوقع حدوث مشاكل من قِبل البابوات الرائدون، إلا أن فور إعلامهم بخبر تتويج جيمس على العرش، قاموا بتقديم دعمهم للملك الجديد. كما أظهر الكهنة اليسوعيين، الذين كان يشكل وجودهم في إنجلترا عقوبة الإعدام، دعمهم الكامل لجيمس، حيث كان يعتقد أن مجئ الملك جيمس خليفة للملكة إليزابيث أنه "النظام الطبيعى للأشياء".[5]

أمر جيمس بوقف إطلاق النار في الصراع مع إسبانيا الكاثوليكية، وعلى الرغم من أن البلدين لا تزال من الناحية التقنية في حالة حرب، بعث الملك فيليب الثالث مبعوثه، دون خوان دى تاسى، لكى يهنئ جيمس على الأنضمام له.[6]

على مدى عقود، ظلت إنجلترا يحكمها النظام الملكى الذي رفض ترشيح وريث للعرش، و لكن عندما اعتلى الملك جيمس العرش، تبين أنه سيكون هناك مستقبل لنثل من ملوك الأسرة الحاكمة، فقد جاء جيمس مع عائلته المكونة من زوجته ابنة ملك الدنمارك، آن، و أبنه الأكبر البالغ من العمر تسع سنوات، هنرى، و الذي كان معروف بوسامته و شجاعته، و إبنته الصغرى الأميرة إليزابيث و إبنه الأصغر الأمير تشارلز. و من هنا كان الدليل على أستمرار الحكم الملكى البروتستانتى.[7]

بداية فترة حكم جيمس الأول

أتسمت معاملة جيمس الأول للكاثوليك بالتسامح و الأعتدال عن أسلافه. فقد وعدهم بألا يضطهد من يخروجوا عن القانون. حيث أعتقد جيمس الأول أن المنفى هو حل أفضل من عقوبة الإعدام، حيث أدلى بأنه سيكون سعيداً إذا تم أستبعادهم كلياً من لندن إلى ما وراء البحار. أعتقد بعض الكاثوليك أن استشهاد والدة جيمس، ماري ستيوارت، التي عرفت أيضاً بأسم مارى ملكة اسكتلندا، سيشجع جيمس على اعتناق العقيدة الكاثوليكية، و تقاسمت هذا الأمل أيضاً البيوت الكاثوليكية في أوروبا.

استقبل جيمس مبعوثاً من هابسبورغ الدوق ألبرت من جنوب هولندا، حاكم الأراضي الكاثوليكية المتبقية بعد أكثر من 30 عاما من الحرب في الثورة الهولندية من قبل المتمردين البروتستانتية المدعومة من إنجلترا. و كان مما يستدعى الأنتباه هو رؤية الكاثوليك المغتربين العاملين في هذا الكفاح بمحاولة أسترجاع الحكم الملكى التابع للكاثوليك. ولكن في أعقاب فشل الغزو الإسباني لإنجلترا في عام 1588 اتخذت البابوية وجهة نظر على المدى الطويل على عودة الملك الكاثوليكي لعرش أنجلترا.

خلال أواخر القرن السادس عشر، قام الكاثوليك بعدة اغتيالات ضد حكام البروتستانت في أوروبا و إنجلترا، متضمناً في ذلك محاولة تسميم الملكة إليزابيث الأولى. برر اليسوعى خوان دى ماريانا، أحد كهنة أسبانيا المنتمى لالمذهب اليسوعى، مقتل ملك فرنسا، هنري الثالث، الذي قام بطعنه أحد الكاثوليك المتعصبين حتى الموت، هو لإزالة الطغاة من السلطة. فقد كان الملك جيمس الأول أحد الطغاة اللذين أوضحت كتابتهم السياسية مدى ترهيب الكاثوليك بقتلهم و يفند المذهب الكاثوليكى بأن "الإيمان لا يحتاج إلى أن يبقى مع الزنادقة".

  • مارى ستيوارت

  • خوان دى ماريانا

المؤامرات في وقت مبكر

لم يوجد أى علامة على أن جيمس سيقوم بإنهاء أضطهاد الكاثوليك، كما كان يأمل البعض، و لذلك قرر العديد من القساوسة بأن يأخذوا بزمام الأمور بأنفسهم.

ملحوظة: كان هذا متضمناً أثنان من القساوسة اللذين لا يوافقون على المذهب اليسوعى

فقاموا بمؤامرة ضد الملك جيمس تدعى مؤامرة الوداع، قام فيها ويليام كلارك و ويليام واتسون بخطف الملك جيمس و نقله إلى برج لندن حتى يوافق على أن يكون أكثر تسامحاً مع الكاثوليك. أستقبل سالزبوري معلومات عن تلك المؤامرة من عدة مصادر، متضمناً تلك المصادر كبير الكهنة جورج بلاكويل، الذي قام بتوجيه كهنته بعدم المشاركة في تلك المخططات. في نفس الوقت تقريباً دبر اللورد كوبهام، اللورد جراى دى ويلتون، جريفن مارخام و والتر راليج مؤامرة تدعى المؤامرة الرئيسية، التي نصت على خلع جيمس و عائلته من الحكم و أن يحل محلهم مع أربيلا ستيوارت. و غير ذلك، قاموا باللجوء إلى هنري الرابع ملك فرنسا للحصول على التمويل، ولكن ختطهم لم تكلل بالنجاح. حيث تم أعتقال كل المتأمرين في كلا المؤامرتان في يوليو و تم الحكم عليهم في خريف 1603؛ تم الحكم على السيد جورج بروك بالأعدام، و لكن جيمس كان حريصاً على ألا يكون دموياً في بداية عهده في الحكم. حيث قام بأعطاء مهلة في تنفيذ الحكم على كوبهام، جراى، و ماركهام بينما كانوا على منصة الإعدام. و قد عفا أيضاً عن راليج، الذي كان من المقرر أعدامه بعد بضعة أيام. نفى ستيوارت أى معرفة عن المؤامرة الرئيسية. و تم الحكم على أثنان من الكهنة بالإعدام بعد أن قام البابا بإدانتهما، حيث تم التعامل معهما بشكل شديد الدموية [8] صدم المجتمع الكاثوليكى صدمة عارمة عندما سمع الأنباء عن هاتان المؤامرتان. حيث تم الكشف عن المؤامرة الرئيسية بواسطة كاثوليكيين، و لهذا السبب قام جيمس بتخفيف الأضطهاد من على الكاثوليك، و كان ممتناً لهم لدرجة جعلته يعفوا عن هؤلاء المتمردين، و قام بتأجيل دفعهم للغرامات لمدة عام.[9]

بعد فترة قصيرة من أكتشاف جيمس بأن زوجته، الملكة آن، قامت بأرسال مسبحة للبابا من خلال مساعدة أحد جواسيس جيمس، السير أنتونى ستاندن و لذلك أدان جيمس الكنيسة الكاثوليكية، فأصدر أمر بمغادرة المنتمين للمذهب اليسوعى و الكهنة الكاثوليك البلاد، كما أعاد فرض تحصيل الغرامات. و كان هذا في يوم 19 فبراير عام 1604.

ملحوظة: أعتقد المؤرخون أن الملكة آن أعتنقت المذهب الكاثوليكى خاصة بعد أن تم أستقبالها في الغرفة الكاثوليكية الخاصة في القصر الملكى

ثم بعد أن فرغ جيمس من هموم الكاثوليك الأنجليز بدأ بالأهتمام بإنشاء الوحدة بين أنجلترا و اسكتلندا التي عرفت بأسم الأتحاد الأنجلو- الأسكتلندى. و قام أيضاً بتعين نبلاء أسكتلنديين في البلاط الملكى مثل جورج هوم، الذي أثبت جدارته و شعبيته لدى البرلمان الأنجليزى. و قد أوضح بعض الأعضاء في البرلمان وجهة نظرهم التي رفضوا فيها تدفق هؤلاء الناس الذين من الأجزاء الشمالية من البلاد.

ملحوظة: رفض البعض وجود الأسكتلنديين

حيث قاموا بتشبيه قدوم الأسكتلنديين بالنباتات التي تم نقلها من الأرض القاحلة إلى واحدة أكثر خصوبة. و أزداد سخطهم من الأسكتلنديين عندما سمح لهم الملك بجمع الضرائب المتأخرة.

ملحوظة: أمر الملك من النبلاء الأسكتلنديين بجمع الضرائب من الكاثوليك اللذين رفضوا أتباع بعض التشريعات التي قام بوضعها

تم إدانة خمسة ألاف و خمس مائة و ستين من أصحاب الأراضى بسبب رفضهم للخضوع للسلطة. و لذلك تم تغريم عدد قليل من الكاثوليك الفاحشين الثراء الذين رفضوا حضور الخدمات التي توجد في الكنيسة التي توجد في منطقتهم، تم تغريمهم بدفع 20 جنيه في الشهر. و تم تغريم الكاثوليك الذين يعيشون حياة متوسطة بدفع ثلثى دخلهم للإيجار السنوى؛ حيث تم تغريم الطبقة الوسطى بدفع واحد شلن في الأسبوع، على الرغم من أن جمع تلك الضرائب كانت تقوم بصورة عشوائية و بمنتهى الإهمال. عندما جاء الملك جيمس على العرش قام برفع الضرائب إلى ما يعادل 5000 جنيه في العام، أى ما يعادل أكثر من عشرة ملايين جنيه في عام 2008.

جاء خطاب الملك في التاسع عشر من مارس للبرلمان الأنجليزى برغبته في تحقيق السلام، و لكن هذا يكون من خلال "الإيمان بالدين الحقيقى". و تحدث أيضاً عن الأتحاد بين المسيحيين، و أكد على رغبته في تجنب الأضطهاد الدينى. و قد جاء هذا الخطاب بما يحمله من رسائل خفية للبابوات بعدم قدرتهم بعد ذلك بزيادة عددهم أو بزيادة قوتهم في المملكة. لأن من المتوقع أن يكونوا مازالوا لديهم أمل في تشييد دينهم مرة أخرى. من وجهة نظر الأب جون جيرارد، أن هذا الخطاب جاء بكل ما يحمله من الأضطهاد الشديد للكاثوليك، و بالنسبة للكاهن أوزوالد تيسيموند، رأى أن هذا الخطاب كان تفنيدا لما أزعم به الملك من قبل، و لما قد عقد الكاثوليك أمالهم عليه من قبل. و قد أخبر اللورد شيفيلد أن هذا الخطاب أدى إلى معارضة الكاثوليك له حيث ذهب أكثر من 900 معارض أمام الجنايات في نورمنبى أحتجاجاً على ما أدلى به الملك من أضطهاد للكاثوليك، و في يوم 24 أبريل تم طرح مشروع قانون في البرلمان الذي هدد فيه الملك بتحريم وجود أتباع للكنيسة الكاثوليكية.

المؤامرة

كان الهدف الأساسى للمتآمرين هو أغتيال الملك جيمس، و لكن بالطبع كان هناك عدة أهداف أخرى هامة، تتمثل في أقرب أقارب الملك و أعضاء المجلس الملكى الخاص. حيث حضر كبار القضاة، معظم طبقة الأرستقراطية البروتستانتية، و أسقافة الكنيسة الأنجليزية بأعتبارهم أعضاء في مجلس اللوردات، و أيضاً حضر بعض أعضاء من مجلس العموم. كان هناك هدف أخر في مخططهم ألا و هو عملية خطف الأميرة إليزابيث، ابنة الملك جيمس، و هي الثالثة في الترتيب من حيث أستحقاقها بالجلوس على العرش، و يقوموا بوضعها في كومب أبى بالقرب من كونفنترى، حيث كانت الأميرة تعيش على بعد عشرة أميال فقط من شمال وارويك_ هذا الموقع الذي جعل الفرصة سانحة للمتآمرين للقيام بعملية أختطاف الأميرة. فبمجرد موت الملك و حل البرلمان، سيقومون المتآمرين بوضع الأميرة إليزابيث على العرش بأعتبارها الملكة حاملة اللقب.

من ناحية أخرى كان مصير الأمير هنرى و الأمير تشارلز مازال مظلم، حيث لم يكن لهم دور واضح في أحتفالات الدولة. أستخدم المتآمرين هنرى بيرسى، من عائلة إيرل نورثمبرلاند الشهيرة، التي كانت تتمتع بالنفوذ في القرون الوسطى في شمال إنجلترا، بأن يكون حامى الأميرة إليزابيث و لكن على الأغلب لم يقم بذلك.

عملية تجنيد المتآمرين

تميز روبرت كاتيسبى بأنه ذات نسب عريق و متميز، و أنه كان مصدر الإلهام الأساسى خلف تلك المؤامرة. فقد تم وصفه من قبل معاصريه في ذلك الوقت بأنه رجل حسن المظهر، يبلغ طوله حوالى مترين، رياضى، و مبارز جيد. شارك كاتيسبى في تمرد إيرل إسكس، الذي وقع في عام 1601، و لقد تعرض فيها لجروح بالغة و تم أعتقاله بعدها. ثم سمحت له الملكة إليزابيث بأن تعفو عنه بعد أن يقوم بدفع غرامه مالية، التي تبلغ في وقتنا الحالى إلى ما يعادل أكثر من ستة ملايين أسترلينى، و هذا مما جعله يقوم ببيع أملاكه في تشاستلتون.

و في عام 1603 قام كاتيسبى بتنظيم مهمة لملك إسبانيا، فيليب الثالث، لغزو إنجلترا. و لقد أكدوا فيها بأنها ستكون مدعومة من قبل الكاثوليك الإنجليز. و تم أختيار توماس ونتر ليكون المبعوث الإنجليزى بين البلدين، إلا أن ملك إسبانيا، بالرغم من تعاطفه مع محنة الكاثوليك، قام بعقد معاهدة سلام مع جيمس. و عزم ونتر على أن يقنع مبعوث إسبانيا، دون خوان دى تاسي، بأن أكثر من 3000 شخص ينتمون للكاثوليكية في إنجلترا مستعدون لتأيد هذا الغزو و متلهفين له. و لقد أعرب البابا كليمنت الثامن عن قلقه الشديد من أستخدام العنف لأستعادة السلطة الكاثوليكية في إنجلترا و أن هذا سيؤدى إلى تدمير كل ما تبقى من الكاثوليك. و فيما متعلق بالمعلومات الحالية عن تلك المؤامرة، قيل أن كاتيسبى قام باستضافة توماس ونتر في منزله الذي يقع في منطقة لامبث، و كان هذا في شهر فبراير لعام 1604، و في تلك الزيارة قاموا بمناقشة خطة كاتيسبى لإعادة الكاثوليكية لإنجلترا و هذا من خلال تفجير مجلس اللوردات أثناء أفتتاحه الرسمى للبرلمان. عرف ونتر بأنه عالم متميز، يتحدث عدة لغات، و قد شارك في حرب إنجلترا ضد هولاندا. و لقد أُعدم عمه عام 1586، فرانسيس إنجليبى، لكونه كاهن ينتمى للمذهب الكاثوليكى، و بعد ذلك بفترة وجيزة قام ونتر بأعتناق المذهب الكاثوليكى. كما حضر هذا الأجتماع أيضاً جون رايت، كاثوليكى ورع، قيل بأنه كان من أفضل المبارزين في عصره، و أحد الأشخاص الذين شاركوا كاتيسبى في تمرد إيرل سكس. و بالرغم من تحفظات ونتر على التداعيات المحتملة التي قد تؤدى إلى فشل المؤامرة، وافق على المشاركة فيها. من المحتمل أن يكون وافق بسبب محاولة أقناع كاتيسبى له من خلال عباراته الفصيحه و خطابته حيث قال: "دعونا نقوم بتلك المحاولة، فإذا فشلنا فيها، سوف يكون هناك من سيتبعونها فيما بعد في أى مكان أخر." [10]

سافر ونتر إلى فلاندرز من أجل طلب الدعم الإسبانى. و بينما كان هناك قابل جاى فاوكس، كاثوليكى ملتزم، قام بالخدمة كجندى في هولاندا الجنوبية تحت إشراف قائده، وليام ستانلى، الذي أوصى له في عام 1603 شارة القيادة.[11] رافق ونتر في تلك الرحلة جون رايت، شقيق كريستوفر رايت، و كان فاوكس أيضاً عضواً في الوفد الذي تم أرساله إلى البلاط الملكى الإسبانى للتوسل إلى ملك إسبانيا لغزو إنجلترا. قال ونتر لفاوكس أن البعض من أصدقائه الأوفياء يريدون أن يصطحبوه معهم إلى إنجلترا، و قال بعض السادة بأنهم سوف يفعلون حتماً شيئاً إذا لم يتم حل معاهدة السلام التي عقدت بين إنجلترا و إسبانيا. عاد الرجلان إلى إنجلترا في أواخر شهر أبريل لعام 1604، ليخبروا كاتيسبى بأن الدعم الإسبانى بات غير مرجح لهم الآن. أنضم توماس بيرسى، صديق كاتيسبى و نسيب جون رايت، للمؤامرة بعد عدة أسابيع.[12][13]

و كان بيرسى قد وجد فرصة عمل مع نسيبه من عائلة إيرل نورثمبرلاند، و في عام 1596 عمل كوكيل للمقاطعة الشمالية التي هي ملكاً للعائلة. و بين عامى 1600-1601 خدم مع رئيسه في العمل في منطقة البلدان المنخفضة، تلك المنطقة تضم حاليا بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وأجزاء من شمال فرنسا وغربي ألمانيا. و خلال عمل بيرسى مع نسيبه، الذي كان في ذلك الوقت حاكم منطقة البلدان المنخفضة، أصبح هو الوكيل الرسمى في المراسلات التي دارت بين إيرل و الملك جيمس. و كان قد أشيع في ذلك الوقت خبر أن بيرسى كان قد تحول إلى المذهب الكاثوليكى. فوفقاً للمصادر الكاثوليكية، عرف بيرسى في مبتدأ عمره بأنه كان يميل إلى الأعتماد على "السيف و الشجاعة".[14][15] و بالرغم من أن نورثمبيرلاند لم يكن كاثوليكياً، إلا انه عزم على بناء علاقات قوية مع ملك إنجلترا، جيمس، من أجل بناء مستقبل أفضل للكاثوليك في إنجلترا، و من أجل تقليل العداء الذي كان بين الأسرة و جيمس بسبب أنفصاله عن زوجته مارثا رايت، إحدى المفضلات لدى الملكة إليزابيث. بدت اجتماعات بيرسى مع جيمس تسير على النهج الصحيح. حيث عاد بيرسى من تلك الاجتماعات بوعود من الملك جيمس لدعم الكاثوليك، و أعتقد نورثمبيرلاند أن جيمس سيصل إلى حد السماح للكاثوليك بالاشتراك في المنازل الخاصة في البرلمان، حتى لا يثير الهياج الشعبى. من جهة أخرى، بيرسى كان حريص على تحسين موقفه، بل و أمتد في ذلك بأدعائه بأن الملك المستقبلى سيضمن الأمان للكاثوليك الإنجليز.[16]

التخطيط الأولي

جاء الأجتماع الأول الذي عقد بين الخمسة المتآمرين في يوم 20 من مايو عام 1604، على الأغلب في نزل ديوك أند دريك، محل الإقامة المعتاد لتوماس ونتر عندما يأتى إلى لندن، و قد حضر هذا الأجتماع كاتيسبى، توماس ونتر، جون رايت، جاى فاوكس و توماس بيرسى.[17] وحدهم في تلك الغرفة التي تم فيها وضع الخطة الأولية، قاموا بأداء القسم جميعاً على الكتاب المقدس بأن تكون تلك الخطة سرية للغاية. و لكن عن طريق الصدفة، و لعدم علمهم بأن في الغرفة المجاورة كان يوجد بها الأب جون جيرارد، صديق لكاتيسبى، كان يحتفل مع العديد من رفاقه، و قام جيرارد فيما بعد ببعث دعوة لهم لحضور القربان المقدس.[18]

  • توماس بيرسى

  • كان القربان المقدس موضوعا رئيسيا في تصوير العشاء الأخير في الفن المسيحي، [19] كما هو الحال في هذا القرن 16، رسمت اللوحة بريشة خوان دي خوانيس.

تجنيد المزيد من المتآمرين

عقب أداء القسم قاموا المتأمرين بمغادرة لندن و عادوا إلى منازلهم. و جاء خبر تأجيل أنعقاد البرلمان إلى شهر فبراير لعام 1605 في صفهم_ هكذا أعتقدوا_ لأنه سوف يعطيهم فرصة لكى يقوموا بوضع لمساتهم الأخيرة في الخطة. و في التاسع من يونيو قام مدير بيرسى، إيرل نورثمبرلاند، بتعينه في فيلق أصحاب المعالى الرفيعة و السادة في سلاح الجيش، تلك القوات التي تتكون من 50 حارس لحماية الملك. هذا المنصب أعطى الفرصة لبيرسى من أجل السعى خلف قاعدة عسكرية في لندن لتقوم بتلك المؤامرة، و عقار صغير بالقرب من حجرة الأمير يكون ملكاً لهنرى فيرس، الذي تم أختياره ليكون المستأجر من جون وينيارد. قام بيرسى بالترتيب لأستخدام هذا العقار من خلال وكلاء نورثمبرلاند، دودلى كارليتون و جون هايبيسلى. حيث قام فاوكس بأستخدام أسم مستعار "جون جونسون"، و قام هو بتولى مسؤليات المبنى، و قام بالإدعاء بإنه خادم بيرسى.[20] أمتلأ المنزل بالمفوضين الأسكتلنديين الذين تم تعينهم من قبل الملك الإسكتلندى للنظر في خطته لتوحيد إنجلترا و اسكتلاندا، و على هذا الصدد قام المتآمرين بتأجير أماكن ليقيموا فيها في لندن، فستأجروا المنازل التي هي ملكاً لكاتيسبى التي تقع في لامبيث، توجد على الضفة المقابلة من نهر التايمز، حيث يوجد في الجهة المقابلة البارود و المعدات التي قاموا بتخزينها لتلك المؤامرة، و كان من المستطاع أن يقوموا بالتجديف لها في كل ليلة.[21] و في الوقت نفسه، أستمر الملك جيمس الأول في سياساته التي كانت ضد الكاثوليك، و أستمر البرلمان في تشريعاته التي كانت مناهضة للكاثوليكة، حتى تم تأجيل البرلمان في 7 يوليو.[22] عاد المتآمرين إلى لندن في أكتوبر عام 1604، عندما أنضم إليهم روبرت كيز، "رجل يائس، مُدمَر نفسياً، و مثقلاً بالديون".[23] كانت وظيفته تقتضى بأن تحول إليه مسؤلية منزل كاتيسبى في لامبيث، المُخزَن فيه البارود و المعدات التي سوف تُستخدَم في تنفيذ المؤامرة. و كان لدى عائلته علاقات ملحوظة؛ فصاحب عمل زوجته كان السيد الكاثوليكى مورداونت. فهو رجل طويل القامة، ذو لحية حمراء، جدير بالثقة، و قادر على الأعتناء بنفسه مثل فاوكس. و وفقاً لاعترافاته بعد فشل الخطة؛ في ديسمبر، قام كاتيسبى بتجنيد خادمه المدعى توماس بيتس، [24] بعدما عرف بيتس بتلك المؤامرة عن طريق الخطأ.[23]

توماس بيتس

و في 24 ديسمبر تم الإعلان مرة أخرى عن تأجيل أنعقاد أولى جلسات البرلمان بسبب قلقهم من مرض الطاعون الذي اجتاح إنجلترا في هذا الوقت، فلن ينعقد البرلمان حتى الثالث من أكتوبر لعام 1605. أزعم القضاة المعاصرون أن خلال هذا التأجيل قاموا المتآمرين بحفر نفق تحت البرلمان، و لكن هذا الأدعاء قد يكون تلفيقاً من الحكومة لأن وفقاً للنيابة لم يتم العثور على أى دليل على وجود هذا النفق. جائت رواية هذا النفق على لسان توماس وينتور خلال أعترافه بتلك المؤامرة و لكن لم يعترف جاى فاوكس بهذا المخطط حتى أستجوابه الخامس.[12] فمن الناحية التنظيمية، تم إثبات أن حفر هذا النفق كان سيشكل صعوبات كثيرة، خاصةً عدم وجود أى خبرة لدى أى أحد من المتآمرين في التعدين.[25] و افتراضاً بأن تلك القصة حقيقية، كان على الأقل سيكون مفوضى اسكتلاندا قد أنتهوا بالفعل من عملهم بحلول يوم السادس من ديسمبر، و كان المتآمرين لظلوا منهمكين في حفر هذا النفق الذي يبدأ من المنزل الذي أستأجروه إلى مجلس اللوردات.

بعد فترة من العمل الدئوب توقفوا عن الحفر عندما سمعوا ضجيج من الأعلى. و لكن أكتشفوا بعد ذلك أن هذا الضجيج كان صوت أرملة المستأجر، التي كانت تقوم بأستمرار بتنظيف السرداب الذي يقع تحت مجلس اللوردات، ذلك السرداب الذي خزن فيه المتآمرين فيما بعد البارود الذي كان سيتم أستخدامه في تفجير البرلمان.[26] و خلال أستئناف المتآمرين لخطتهم في الخامس و العشرين من مارس، تم أختيار المزيد من المتآمرين، بالتحديد ثلاثة، من أجل مناصبهم الهامة؛ و هم: روبرت ونتر، جون جرانت، و كريستوفر رايت. أختيارهم لونتر و رايت كان من أجل أسباب واضحة، و هي أن روبرت ونتر ورث ملجأ معروف أنه للكهنة، هادينجتون كورت، الذي يقع بالقرب من ورسيستر.

هادينجتون كورت

كما أشيع أنه رجل سخى و محبوب. بالإضافة إلى أنه كاثوليكى ورع، و تزوج من جيرترود تالبوت، التي تنتمى من عائلة معروفة بالتمرد الدائم.[27] أما بالنسبة لكريستوفر رايت، و هو شقيق جون رايت، فوقع الأختيار عليه لأنه كان أحد المشاركين في ثورة إيرل إسكس، كما أنتقلت عائلته إلى تويجمور في لينكولنشاير، كما أيضاً أنه عُرِف عنه بأنه يمثل ملاذاً للكهنة.[28][29] أما بالنسبة لجون جرانت فهو متزوج من شقيقة ونتر، دورثى، و هو أيضاً مالِك قصر نوربروك، الذي يقع بالقرب من ستراتفورد أبون أفون. كما أذيع صيته بأنه ذكى، و مفكر. كما عُرِف عنه أنه كان يأوى الكاثوليك في منزله، الذي يقع في سنيترفيلد، و أيضاً كان أحد المشاركين في ثورة إسكس، التي أشتعلت عام 1601.[30][31]

سترادفورد أبون أفون في وارويكشاير.
رسم معاصر لثمانية من أصل الواحد و الثلاثين متآمر الذين شاركوا في مؤامرة البارود، بريشة كريسبين فان دى باس، الأشخاص الغير موجودون في اللوحة هم ديجبى، تريشام، كيز، روكوود، و جرانت.
يتم تميز شكل مجلس اللوردات في الصورة من خلال تظليله باللون الأحمر، كما مبين في الصورة، تلك المنطقة الأن يوجد بها قصر وستمنستر.
صورة موضحة لموقع مجلس اللوردات و غرفة الأمير. غرفة الأمير في أقصى اليسار و الجدار الشرقى لمجلس اللوردات في الوسط.

غرفة التخزين

و بالإضافة إلى ذلك، فإن يوم 25 مارس، كان اليوم الذي قام فيه المتآمرين بتأجير غرفة التخزين، التي كانت ملكاً لجون وينيارد، هذه الغرفة المفترضة أنهم قاموا بحفر النفق بالقرب منها. و في أوائل القرن السابع عشر كان قصر وستمنستر مكون من مجموعة مبانى تأخذ الشكل الدائرى ملتفة حول غرف ترجع إلى القرون الوسطى، كنائس، و قاعات القصر الملكى القديم الذي كان يضم كلا البرلمان و مختلف المحاكم. هذا القصر القديم كان يستقبل الكثير من الزوار؛ التجار، المحامين، و غيرهم. كانوا يقطنون و يعملون في المساكن، المحلات التجارية، و الحانات التي كانت توجد داخل الساحات.

صورة حديثة للقصر وستمنستر

و مما يستدعى الأهتمام هو أن مبنى وينيارد كان على أمتداد الزاوية اليمنى لمجلس اللوردات، و إلى جانبه كان يوجد ممر يدعى "بارلامنت بليس"، حيث كان يؤدى إلى البرلمان و نهر التايمز. و من سمات هذا العصر، و التي كانت توجد في جميع أرجاء إنجلترا، هي تلك الغرف التي أُستخذمت للتخزين، فكانت تستخدم لتخزين مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك الغذاء و الحطب. و مما يجعل من "غرفة تخزين وينيارد" غرفة هامة في المؤامرة هي أنها كانت تقع مباشرةً تحت الطابق الأول في مجلس اللوردات، تلك الغرفة التي ربما كانت جزء من مطبخ القصر الملكى القديم في القرون الوسطى. بالإضافة إلى انها كانت غير مستخدمة و قذرة، و أيضاً بسبب موقعها المثالى الذي يجعل منها أنسب غرفة تخزين لتنفيذ مخططهم.[32] و في الأسبوع الثانى من شهر يونيو ألتقى كاتيسبى في لندن بالأب هنرى جارنت، كبير القسيسين في إنجلترا و المنتمى للمذهب اليسوعى، ليسأله عن طبيعة الأخلاق في عملية قد تنطوى على التخلص من المجرمين و قد يروح ضحيتها بعض الأبرياء. أجاب جرانت عن ذلك السؤال بقوله أن هذا الفعل قد يكون مباحاً في بعض الأحيان، و لكن فيما بعد، و وفقاً لروايته، قال أنه خلال لقائهم الثانى في يوليو، في إسكس، نبه كاتيسبى من أية تمردات، موضحاً له سبب تنبيهه هذا و هو لأن البابا قد أصدر مرسوم ينهي فيه عن حدوث أية تمردات، كما أوضح جرانت أنه عرض المرسوم على كاتيسبى ليتأكد منه و لكى يتراجع عن مخططه. و بعد فترة وجيزة، الكاهن اليسوعى أوزوالد تيسيموند أخبر جرانت أنه علم بأمر مؤامرة من خلال أعتراف كاتيسبى له في الكنيسة، في غرفة الأعتراف.

ملحوظة: كما أوضح الكاتب هاينز في كتابه أن الكاهن تيسيموند أخذ أيضاً أعتراف توماس بايتس [33]

لذلك تقابل جرانت و كاتيسبى للمرة الثالثة في 24 من يوليو، عام 1605، في منزل "آن فو"، الابنة الثالثة للبارون ويليام فو من عائلة هارودين، و هي فاحشة الثراء، يسوعية المذهب، و هي كانت على أتصال بكاتيسبى و بمعظم المتآمرين. كما عرف منزل آن فو بأنه كان ملاذاً لإيواء الكهنة.

أعتبر جرانت ما فعله تيسيموند من إفشاء سرية اعتراف كاتيسبى بإنه خرق للقانون الكنسى، و لذلك نهاه عن تكرار قول ما سمعه.[34] و بدون أن يلاحظ جرانت أنه أصبح على علم بتلك المؤامرة، حاول إقناع كاتيسبى بالعدول عن تلك الفكرة، و لكن هذا كان بدون جدوى.[35] فقام جرانت بمراسلة أحد أصدقائه في روما، يدعى كلوديو أكوافيفا، يخبره عن قلقه بشأن بدأ عملية تمرد في إنجلترا. كما أخبر أكوافيفا "هناك خطر يتمثل في بعض الأشخاص الذين قد يرتكبوا خيانة أو يقومون بأستخدام القوة ضد الملك"، و دعا البابا ليقوم بإصدار قرار جمهورى ضد كل من يحاول أستخدام القوة ضد الملك.[36] و من ناحية أخرى، و وفقاً لفاوكس، قال أن المتآمرين في البداية أحضروا 20 برميل من البارود، ثم تتابع بعد ذلك 16 برميل أخرين في 20 يوليو. فنظرياً، الحكومة هي المتحكم الوحيد في إمدادات البارود، و لكن كان من السهل الحصول على البارود من مصادر غير مشروعة.[37] في ذلك الوقت كان من الممكن شراء البارود من السوق السوداء من الجنود، المليشيات، السفن التجارية، و المصانع المُنتِجة للبارود. و لسوء حظهم أجتاح الطاعون البلاد مرة أخرى، و هذه المرة تم تأجيل أفتتاح البرلمان إلى الخامس من نوفمبر بدلاً من الأفتتاح الذي كان مقرراً بأن يكون في 28 يوليو. في ذلك الوقت غادر فاوكس البلاد لفترة قصيرة. أما الملك ففي تلك الأثناء أمضى جزءاً كبيراً من الصيف بعيداً عن المدينة، يمارس رياضة الصيد. أقام الملك حيثما كان ملائم له، بما في ذلك أنه مكث في بعض الأحيان في منازل الكاثوليك البارزين. أما بالنسبة لجارنت، فقد أعتقد أن خطر حدوث أنتفاضة قد أنتهى، و لذلك سافر لأداء فريضة الحج.[38] و لكن عدم حدوث تلك الأنتفاضة لم يكن مؤكداً خاصة بعد عودة فاوكس لإنجلترا، فقد عاد إلى لندن في أواخر أغسطس، عندما أكتشف هو و ونتر أن البارود الذي قاموا بتخزينه قد فسد. و لذلك قاموا بإحضار المزيد من البارود و وضعوه في الغرفة، بالإضافة إلى الحطب ليقوموا بأستخدامه في إخفاء البارود.[39] و أخيراً تم تجنيد أخر ثلاث متآمرين في أواخر عام 1605. و حاول كاتيسبى إقناع الكاثوليكى المتشدد "امبروس روكوود" بأن يستأجر منزل كلوبتون، الذي يقع بالقرب من سترادفورد أبون أفون. و كان سبب تجنيد روكوود، المعروف بأنه لديه علاقات مع بعض المتمردين، هو أنه لديه إسطبل في كولدهام هول في قرية ستانينجفيلد، فمنطقة "سافولك" التي تقع فيها قرية ستانينجفيلد، كانت تشكل عاملاً مهماً في تجنيده. فوالديه، روبرت روكوود و دورثيا درورى، كانا من ملاك الأراضى الأثرياء في تلك المنطقة، و قد قاما بتعليم أبنهم في مدرسة تنتمى للمذهب اليسوعى بالقرب من كاليه.

أما بالنسبة لثانى متآمر فهو كان إيفرارد ديغبى، شاب محبوب، عاش في منزل جايهرست، الذي يقع في باكينغهامشير. و في عام 1603 أعطاه الملك لقب فارس، و أعتنق المذهب الكاثوليكى بمساعدة جيرارد. رافق ديجبى و زوجته، مارى مولشاو، الكاهن جارنت إلى الحج، و عُرِف عن ديجبى و جارنت بأنهم كانوا أصدقاء مقربين.

طلب كاتيسبى من ديجبى بأن يستأجر بلاط كوتون، الذي يقع بالقرب من السيستر.[40][41] و قد وعد ديجبى بأنه سيقوم بالتبرع لتلك المؤامرة بمبلغ ألف و خمسمائة جنيه إسترلينى بعد فشل بيرسى في دفع الإيجار المستحق لعقاره الذي أخذه في ويستمينستر.[42] و أخيراً، في الرابع عشر من أكتوبر قام كاتيسبى بدعوة فرانسيس تريشام إلى الاشتراك في المؤامرة.[43] فتريشام كان أبن الكاثوليكى توماس تريشام الثانى، و أبن عم روبرت كاتيسبى، فالأثنين نشأوا سوياً منذ الطفولة.[44] و ورث تريشام أيضاً ثروة أبيه الضخمة، التي أُستنفَدَت بسبب الغرامات التي وقعت عليه بسبب تمرده المستمر، و بسبب تورط فرانسيس و كاتيسبى في ثورة إسكس؛ فقد دفع تريشام الغرامة التي وقعت على فرانسيس كاملةً، و جزء من غرامة كاتيسبى.[45] و عند التخطيط معه للمؤامرة، تقابلا كاتيسبى و تريشام في منزل نسيبه و أبن عمه، اللورد ستورتون. و في أعترافاته، أدعى تريشام أنه سأل كاتيسبى ما إذا كانت تلك المؤامرة ستؤدى بحياتهم، و لكن كاتيسبى رد عليه مستنكراً لذلك، و قال له أن محنة الكاثوليك في إنجلترا ستنتهي بعد نجاح تلك المؤامرة. ثم بعد فترة طلب كاتيسبى من تريشام 2,000 جنيه إسترلينى، و أراد أيضاً أستخدام قصر راشتون هول في نورثامبتونشاير. و لكن تريشام رفض طلبيه، بالرغم من أنه كان قد أعطى بالفعل 100 جنيه أسترلينى لتوماس ونتر، و قال للمحققين أنه أيضاً كان قد نقل عائلته من راشتون إلى لندن قبل بدء المؤامرة.[46]

خريطة موضحة للبرلمان، توضح غرفة التخزين التي وضع فيها "جاى فاوكس" البارود.
السرداب(غرفة التخزين) الموجودة تحت مجلس اللوردات.[47]

رسالة مونتيجل

تم وضع اللمسات الأخيرة لتفاصيل المؤامرة في أكتوبر، في سلسلة من الحانات في جميع أنحاء لندن و دافينترى. مع العلم بأن الكاتب المسرحى بن جونسون كان حاضراً مع واحدة من تلك الأطراف المشتركين في المؤامرة، و أضطر بعد أكتشاف المؤامرة إلى العمل بجد في إبعاد نفسه عن المتآمرين.[48] كان من المقرر هو ترك فاوكس لإشعال الفتيل ثم يهرب عبر نهر التايمز، و بينما هذا يحدث كان في الوقت نفسه هناك ثورة في ميدلاندز، التي قد تساعد في ضمان القبض على الأميرة إليزابيث. و في تلك الأثناء فاوكس يمكنه مغادرة القارة، لشرح الأحداث في إنجلترا إلى القوة الكاثوليكية الأوروبية.[49] أما بالنسبة لزوجات المتآمرين و آن فو، صديقة جارنت، التي كانت دائماً تأوى الكهنة في منزلها، أصبحوا الآن قلقين بشدة من ما كانوا يتوقعوا حدوثه.[50] فالعديد من المتآمرين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة أتباعهم من الكاثوليك الذين سوف يكونوا حاضرين البرلمان في وقت تنفيذ الأنفجار المخطط له. فبيرسي كان معنى لسيده، نورثمبرلاند، و معنى على الأبن الأصغر لعائلة إيرل، المدعى أرونديل، الذي ذُكر أسمه في أول جلسة للبرلمان. و لكن كاتيسبى أقترح أن بحدوث جرح طفيف له في ذلك اليوم قد يبعده عن الغرفة. ذُكِر أسم اللورد فو، مونتيجل، و ستورتون في تلك الجلسة أيضاً، فأقترح كيز بأن يحذر اللورد موردانت، مدير زوجته في العمل، ليثير السخرية من كاتيسبى.[51] و في السادس و العشرين من أكتوبر، أستقبل مونتيجل (نسيب تريشام) رسالة من مجهول بينما كان في منزله في هوكستون. و بعد كسر الختم، أعطى الرسالة لأحد الخدم ليقرأها بصوتٌ مرتفع:

سيدى العزيز، بسبب ما أكنه من أحترام لبعض أصدقائك، و ما لدى من أهتمام بالحفاظ على سلامتك الشخصية. أريد أن أنصحك، إذا كنت تأبه لحياتك، بأن تنتحل أى عذر لعدم حضورك البرلمان، لأن الله و شخص مجهول سيقومون بمعاقبة الشر في وقتنا هذا. و لا تفكر ملياً في هذا العرض، بل قم بالذهاب إلى بلدك، التي سوف تكون بعيداً عن الأحداث. و على الرغم من عدم وجود أى مظهر من مظاهر الضجة، إلا أنهم سيتلقون ضربة عنيفة بأنفجار البرلمان؛ و حتى الآن لا يجوز لهم معرفة من الذي سيقوم بتصفيتهم. فلا يمكن الشجب من هذة النصيحة لأنها في صالحك، فهي لن تضرك؛ فالخطر سيزول بمجرد إحراق تلك الرسالة. و آمل من الله أن تكون أستفدت من تلك الرسالة أستفادة مُجديه، و أتمنى من الله أن يحفظك و أن تكون في رعايته.[52]
رسالة مونتيجل

بمجرد انتهائه من الرسالة ذهب مسرعاً إلى الوايتهوول و سلم تلك الرسالة لساليسبيرى.[53] و بدوره، سلم ساليسبيرى الرسالة لإيرل ورسيستور، الذي لطالما أعتبروه متعاطفاً مع المتمردين، و مع المشتبه به "البابا هنرى هوارد"، أول شخص في عائلة نورثامبتون الحاصل على لقب إيرل. تم إخفاء تلك الأخبار عن الملك، الذي كان منهمكاً في الصيد في كامبريدجشاير، و لم يكن من المتوقع عودته في غضون أيام. و من ناحية أخرى، أرسل خادم مونتيجل، توماس وارد؛ الذي كان لديه صلات عائلية بالأخوة رايت، رسالة لكاتيسبى يخبره فيها عن الخيانة التي حدثت. و في ذلك الوقت كان كاتيسبى مع الملك أثناء ممارسته رياضة الصيد، و بمجرد معرفته بأمر رسالة مونتيجل، شك كاتيسبى أن من يكون خلف تلك الخيانة هو تريشام. و جنباً إلى جنب، قام كاتيسبى و توماس ونتر بمواجهته أمام المتآمرين الذين تم تجنيدهم حديثاً. و لكن نجح تريشام في أقناعهم بأنه لم يكتب هذا الخطاب، و حثهم على التخلى عن تلك المؤامرة.[54] و من جهة أخرى، كان ساليسبرى بالفعل على علم ببعض التحركات قبل أن يتسلم تلك الرسالة، و لكنه لم يكن يعرف بالضبط طبيعة تلك المؤامرة، أو من المتورطين فيها. و لذلك قرر أن ينتظر، ليرى كيف ستتكشف الحقائق.[55]

تم أضطلاع الملك على الخطاب في الأول من نوفمبر. و أستنتج من خلاله أن هناك من يريد الاستيلاء على السلطة عن طريق تفجير البرلمان، و هذا الأنفجار الذي سوف يكون أكثر عنفاً من الأنفجار الذي راح ضحيته والده، اللورد دارنلى، الذي لقى حتفه في كيرك أوف فيلد عام 1567.[56] و على الرغم من خطورة الموقف الآن، الملك كان حريص على ألا يعطى الموضوع أهتماماً كبيراً، أما سالزبورى، فقد تظاهر بعدم الأهتمام.[57] و في صباح اليوم التالى، زار أعضاء من المجلس الملكى الملك في قصر وايتهول، و أخبروه بأن وفقاً للمعلومات التي تم أمدادهم بها عن طريق سالزبورى، من حوالى أسبوع سابق، سيقوم اللورد تشامبرلين توماس هوارد، يوم الأثنين، بإجراء عملية تفتيش للبرلمان، "كلا فوقه و تحته". و في الثالث من نوفمبر، أجتمع بيرسى، كاتيسبى، و ونتور للمرة الأخيرة، حيث قال بيرسى لزملائه بأنهم يجب أن "يلتزموا بتلك العملية إلى أقصى درجة"، و ذكرهم بأن السفن، التي سوف يفرون عن طريقها، سوف تكون في أنتظارهم عند مرساة نهر التايمز.[58] و بحلول الرابع من نوفمبر، كان ديجبى متخفياً في زى "مجموعة من الصيادين" في دانتشيرش، و متأهباً لخطف الأميرة إليزابيث.[59] و في اليوم ذاته، قام بيرسى بزيارة ذا إيرل أوف نورثمبرلاند_ الذي لم يكن متورطاً في تلك المؤامرة_ ليرى إذا كان بإمكانه إستشفاف أى شئ عن الشائعات بخصوص رسالة مونتيجل. ثم عاد بيرسى إلى لندن و طمأن ونتور، جون رايت، و روبرت كيز بأن لا شئ يدعوا إلى القلق، ثم عاد إلى محل إقامته، الذي يقع على طريق نزل جراى. في نفس الليلة أتجه كاتيسبى إلى ميدلاندز، برفقة جون رايت و بيتس. و قام فاوكس بزيارة كيز ليأخذ منه ساعة صغيرة، ليضبطها على وقت إشعال الفتيل و انفجاره، و بعد ساعة تلقى روكوود عدة سيوف منقوشة من صانع سكاكين محلى.[60]

في الرابع من نوفمبر، تم إجراء أول عملية تفتيش للبرلمان، داخله و خارجه، بواسطة سافولك، مونتيجل، و جون وينيارد_ في تلك الأثناء التي كان المتآمرين منهمكون في وضع أستعداداتهم الأخيرة. من خلال هذا التفتيش، عثروا على كومة كبيرة من الحطب، في النفق الذي يقع مباشرةً تحت مجلس اللوردات، و عثروا أيضاً على شخص يزعم أنه خادم_ و هو في الحقيقة يكون جاى فاوكس _ الذي أخبرهم بدوره أن هذا الحطب ملكاً لسيده، توماس بيرسى. غادروا مباشرةً ليقوموا بالإبلاغ عن ما وجدوه، و في نفس الوقت، غادر فاوكس المبنى. أصر الملك على متابعة التفتيش و لكن بأن يكون أكثر شمولاً. و في وقت متأخر من الليل، عاد فريق البحث، الذي يترأسه توماس نيفيت، إلى النفق. و هناك عثروا على فاوكس، مرتدياً عبائة و قبعة، و مُنتَعلاً حذاء طويل في نهايته أداة حاده تستخدم عند أمتطاء الخيول، و حاملاً في يده مصباحاً، هذا المصباح الذي يوجد الآن في متحف أشمولين، في أوكسفورد. تم القبض على فاوكس في تلك الليلة، و أدعى أنه جون جونسون، و انه يعمل خادم لدى توماس بيرسى. و أثناء تفتيشه، وجدوا بحوزته ساعة صغيرة (ساعة جيب)، تُستخدَم في المباريات لحساب الوقت، و عثروا أيضاً على مادة تستخدم في إشعال الحرائق تسمى الصوفان.[61] و تم أكتشاف براميل البارود مُخبأة تحت أكوام من العصيان و الفحم.[62] ثم في الصباح الباكر من اليوم التالى، في الخامس من نوفمبر، تم أصطحابه إلى الملك.[63]

أثناء القبض على جاى فاوكس، عندما عُثِر عليه في النفق الموجود تحت البرلمان، و بحوزته البارود الذي كان سيستخدمه في تفجير البرلمان

الهروب

بمجرد أنتشار خبر القبض على المدعى "جون جونسون" في صفوف المتآمرين، بينما كانوا في لندن، فر معظمهم إلى شمال غرب البلاد، على طول طريق واتلينج. غادر كريستوفر رايت و توماس بيرسى سوياً. بينما غادر بعدهم بقليل روكوود، و نجح في الفرار سريعاً، حتى أنه قطع مسافة 30 كيلومتر في ساعتين، و هو يمتطى حصاناً واحداً طوال الطريق. فقد لحق بكيز، الذي كان غادر قبل منه، ثم لحق برايت و بيرسى في ليتل بريكهيل، قبل أن يصل إلى كاتيسبى، جون رايت و بيتس على نفس الطريق. و بعد أن تجمعوا سوياً، قاموا جميعاً بأستكمال طريقهم إلى دانتشيرش، مستخدمين خيول أمنها لهم ديجبى. في نهاية المطاف، ذهب كيز إلى منزل موردانت، في درايتون؛ قرية صغيرة في منطقة ريفية. و في تلك الأثناء، بقى توماس ونتور في لندن، حتى أنه ذهب إلى قصر وستمنستر ليرى ما كان يحدث هناك. و بمجرد معرفته أن لم يتم الكشف عن المؤامرة، أمتطى حصانه و ذهب إلى منزل شقيقته في نوربروك، قبل وصوله إلى هادينجتون كورت؛ حيث ورث روبرت ونتور هادينجتون كورت، التي تقع بالقرب من ورسيستر، كما أنه ورث أيضاً ثروة ليست بكثيرة. هذا المبنى أصبح مأوى للكهنة، و مكان سرى للجماهير يقيمون فيه أحتفالات.[27] و في طريق ستة من المتآمرين إلى قرية أشبى ستريت ليدجرز، تلك القرية التي يوجد فيها المنزل الذي قاموا المتآمرين فيه بالأتفاق على خطة المؤامرة، توقفوا عندما ألتقوا بروبرت ونتور، و قاموا بإطلاعه على وضعهم. ثم أستكملوا طريقهم إلى دانتشيرش، و قابلوا ديجبى هناك. و أستطاع كاتيسبى إقناع ديجبى أن بالرغم من فشل المؤامرة، إلا أن أحتمالية وجود نضال مسلح مازال قائم. و قد أخبر مجموعة الصيادين أتباع ديجبى أن الملك و سايسبرى قد ماتوا، قبل ذهاب الهاربين إلى الغرب، إلى أرويك.[64] أنتشر خبر المؤامرة في لندن، و لذلك قامت السلطات بتأمين أبواب المدينة بوضع المزيد من الحراس، و قامرا بقفل الموانئ، و حماية منزل سفير إسبانيا، الذي كان محاطاً بالجماهير الغاضبة. صدر أمراً باعتقال توماس بيرسى، و وضع رئيسه، ذا إيرل أوف نورثمبرلاند، تحت الإقامة الجبرية.[65] خلال أستجواب "جون جونسون" الأول لم يكشف عن أى شئ، إلا أنه ذكر أسم والدته و قال أنه من مدينة يوركشاير. و لكن تم أكتشاف رسالة كانت أُرسِلت إلى جاى فاوكس في السجن لشخصه، إلا أنه أدعى أن أسم جاى فاوكس هذا واحداً من الأسماء مستعار له. و بعيداً عن أنكار نواياه، أقر جونسون (فاوكس) أنه كان يقصد قتل الملك و تدمير البرلمان. و لكن الملك، جيمس الأول، قال أن فاوكس كان يريد تدمير "ليس فقط... شخصى، ولا زوجتى، ولا حتى الأجيال القادمة، و لكنه أراد تدمير أساس الدولة".[66] و مع ذلك، حافظ على رباطة جأشه و أصر على أنه تصرف بمفرده. فعدم رغبة فاوكس في الأفصاح عن تفاصيل المؤامرة أعجبت الملك، الذي وصفه بأنه مثل الرومان في قرارتهم.[67]

التحقيق

في السادس من نوفمبر، قام رئيس المحكمة العليا، سير جون بوفام، و هو رجل يكن الكثير من مشاعر الكراهية للكاثوليك، بأستجواب خادمين روكوود. و بحلول المساء كان قد علم ببعض أسماء المتورطين في المؤامرة، و منهم: كاتيسبى، روكوود، كيز، واينتر، جون و كريستوفر رايت، و جرانت. وفي الوقت نفسه أستمر جونسون (فاوكس) مع قصته، و البارود الذي وجد معه. تم نقل البارود إلى برج لندن، حيث وصف بأنه "فاسد".[65] كما نقل جاى فاوكس إلى برج لندن أيضاً، حيث أمر الملك بتعذيبه.[68] استخدام التعذيب في إنجلترا كان ممنوعاً، إلا بإذن من الملكية، أو من هيئة مثل مجلس الملكة الخاص أو من ستار تشامبر، و هي محكمة مختصة بأمور قصر وستمنستر الملكى منذ أواخر القرن الخامس عشر حتى 1641.[69] و في خطاب أرسله الملك إلى العاملين في برج لندن في عمليات التعذيب، في السادس من نوفمبر، أوضح لهم أن عملية التعذيب التي يجب أن تستخدم معه أولاً، و مع الأخرين، يجب أن تكون بدرجات، إلى أن تصل إلى أكبر درجة من التعذيب، و تمنى من الله أن يوفقهم في عملهم الدؤوب.[70] قد يكون وضِع "جونسون" (فاوكس) في الأغلال و ظل فترة طويلة في السجن، و لكن من المؤكد أنه تعرض لأهوال التعذيب. و في السابع من نوفمبر كُسِرت عزيمته؛ فأعترف في وقت متأخر من هذا اليوم، و أستكمل أعترافاته على مدار اليومين التاليين.[71][72]

ألة التعذيب، التي أُستخدمت لتعذيب فاوكس في برج لندن

الصمود الأخير

في السادس من نوفمبر، كان فاوكس مازال مصراً على الصمت، بينما داهم الهاربين قلعة وارويك للتزويد بالمعدات و أستكملوا طريقهم إلى نوربروك لجمع الأسلحة. و من هذا المكان بدأوا في رحلتهم إلى هادينجتون. أما بيتس، فقد تركهم و ذهب إلى كوتون كورت، منزل ريفي يعود إلى عائلة ثروكمورتون ليسلم رسالة من كاتيسبى إلى الأب جرانت و كهنة أخرين، يخبرهم فيها كل ما تبين لهم، و يطلب منهم المساعدة في تكوين جيش. و لكن جاء رد جرانت بالنفي والتوسل لكاتيسبى و أتباعه بالتوقف عن القيام بتلك الأعمال المدمرة، قبل أن يهرب هو الأخر. فقد أنطلق بعض الكهنة إلى ورويك، بسبب قلقهم الشديد على مستقبل زملائهم، الذي أصبح الآن على المحك. الذين تم القبض عليهم، و سُجِنوا في لندن. و في فترة ما بعد الظهر، في وقت مبكر، وصل كاتيسبى و رفاقه إلى هادينجتون، و أستقبلهم توماس ونتور. لم يتلقوا أى دعم أو تعاطف من أفراد عائلة ونتور، أو من أى أحد قابلوه. فعائلة ونتور أصيبت بالذعر من أحتمال أرتباطهم بتلك الخيانة. غادروا منزل ونتور ليستكملوا طريقهم إلى منزل هولبيتش، الواقع على حدود ستافوردشاير، منزل ستيفان ليتليتون، فهو عضو في المؤامرة و لكن فريقه كان دائم النقصان. و لكنهم وجدوه متعب و يائس. قاموا بوضع البعض من البارود المبلل أمام النار لكى يجف. و بالرغم من أن البراود لم ينفجر، رغم كونه صالحاً لذلك، إلا أن شرارة من النار سقطت على البارود أدت إلى حدوث نيران أجتاحت كاتيسبى، روكوود، جرانت، ورجل أخر يدعى مورجان (رجل من فرقة الصيد).[73] و بينما كان توماس ونتور و ليتليتون في طريقهم إلى منزل هولبيتش، أخبرهم رسول بأن كاتيسبى قد مات. و عند هذه النقطة، غادر ليتليتون، بينما أستكمل توماس طريقه و عندما وصل إلى المنزل وجد كاتيسبى لازال على قيد الحياة، رغم أنه كان محترق. و لكن جون جرانت لم يحالفه الحظ، فقد اعمته النار. و لسوء الحظ، توفي ديجبى، روبرت ونتور، جون ونتور، و توماس بيتس. لم يتبق من المتآمرين أحد سوى الشخصيات البارزة مثل: كاتيسبى، جرانت، الأخوة رايت، روكوود، و بيرسى. و في النهاية عزم الهاربين على البقاء في المنزل، في أنتظار وصول رجال الملك.[74]

و في صباح يوم الثامن من نوفمبر، حاصر ريتشارد والش، و هو مأمور مقاطعة ورسيسترشاير، هو و رجاله، الذي يبلغ عددهم 200 رجل، المتآمرين في منزل هولبيتش. أُصيب توماس ونتور في كتفه أثناء عبوره الساحة. و تمكنوا من إصابة جون رايت ثم شقيقه، ثم روكوود أيضاً. أما كاتيسبى و بيرسى فقد لقوا مصرعهم عن طريق رصاصة طائشة. هرع المهاجمين المنزل، لينتشلوا جثث الضحايا. و تم القبض على جرانت، مورجان، روكوود، و ونتور.[74]

ردة الفعل

روبرت سيسل، من عائلة ساليزبورى، الحائز الأول في تلك العائلة على لقب إيرل. رُسِمت الصورة بواسطة John De Critz the Elder

أُلقى القبض على بيتس و كيز بعد فترة وجيزة من ملحمة منزل هولبيتش. و تم القبض على ديجبى، الذي كان ينوى تسليم نفسه، من قبل مجموعة صغيرة من مطارديه. و أُعتُقِل تريشام في 12 من نوفمبر، و تم أخذه إلى برج لندن بعد ثلاثة أيام. و سُجِن مونتيجو، موردانت، و ستورتون (نسيب تريشام) في برج لندن أيضاً. أنضم اليهم إيرل نورثمبرلاند في يوم 27 من نوفمبر.[75] و في الوقت نفسه أستخدمت الحكومة تلك المؤامرة كوسيلة لإضطهاد الكاثوليك أكثر من ما سبق. فتم تفتيش منزل آن فو في انفيلد تشيس، و أكتشفت السلطات وجود أبواب مسحورة(أبواب مخفية في الأرض لغرف سرية)، و ممرات سرية. و كشف أحد الخدم المذعورين أن جرانت، الذي كان معتاداً على الإقامة في هذا المنزل، قد أعطى مؤخراً قداساً في هذا المنزل. أما بالنسبة لمنزل إليزابيث فو، فقد كان الأب جون جيرارد مختبئ فيه، هذا المنزل الذي يقع في منطقة هارودن. أما إليزابيث، فقد أُخِذَت إلى لندن للتحقيق معها. أثناء التحقيق، أزعمت أنها لم تكن على علم أبداً بحقيقة جيرارد، فهي لم تكن تعلم أنه كاهن، فقد أخبرها أنه سيد كاثوليكى، كما قالت أنها لا تعرف مكانه. تم تفتيش منازل المتآمرين، و نُهِبَت؛ حيث تم نهب مارى، رئيسة الخدم في منزل ديجبى.[76] و قبل نهاية شهر نوفمبر، أنتقل جارنت إلى هندليب هول، بالقرب من ورسيستر، منزل عائلة هابينجتون، حيثما قام بكتابة الخطاب الذي أرسله لمجلس الملكة الخاص، معلناً فيه عن براءته.[77] أدت فشل مؤامرة البارود إلى البدء في موجة من الأرتياح الوطنى، خاصة بعد نجاة الملك و أبنائه، و قد أعقب عن ذلك حالة البرلمان، حيث أصبح أكثر ولاءً. حيث أستغل هذا سالزبورى لجذب الدعم للملك.[78] أما والتر راليج، الذي كان يعانى من عمليات التعذيب في برج لندن بسبب تورطه في المؤامرة الرئيسية، و هو متزوج من ابنة عم زوجة كاتيسبى، أوضح بأنه لم يكن لديه أى علم بأمر تلك المؤامرة.[79] خطب أُسقُف (مطران) روتشيستر في سانت بول كروس، حيث أدان تلك المؤامرة.[80]

و في خطاب الملك، جيمس، أمام كلا المجلسين في التاسع من نوفمبر، أوضح أثنين من الشواغل المستجدة على نظامه الملكى ألا و هي: الحق الإلاهى للملوك و قضية الكاثوليك. حيث أصر الملك على رأيه، بأن تلك المؤامرة كان نتاج عمل القليل من الكاثوليك، و ليس كاثوليك إنجلترا ككل، حيث قال جيمس أنه لا يوافق الرأى الذي يقول:" إن جميع الذين يعتنقون هذا الدين الرومانى مجرمين مثل بعضهم".[81] كما ذكّر الملك المجلس بأن يبتهجوا لأنه مازال على قيد الحياة، لأن الملوك مبعوثين من عند الله ليكونوا خلفاء له على الأرض، و لذلك أرجع مسألة نجاته تلك بأنها معجزة.[82] قام ساليزبورى بمراسلة سفراء إنجلترا في الخارج ليطلعهم على ما حدث، و ليذكرهم أيضاً بأن الملك لا يحمل أى ضغينة للكاثوليك. أما القوى الأجنبية، فقد أستثنت نفسها عن هؤلاء المتآمرين، و قاموا بدعوتهم بالملحدين و الزنادقة البروتستانتية.[80]

التحقيقات

جزء من أعتراف جاى فاوكس، ة من الموضح في الصورة أمضائه الضعيف الناتج عن أرهاقه بسبب عمليات التعذيب التي تعرض لها.

جاء "سير إدوارد كوك" ليكون المسئول عن تلك التحقيقات. فعلى مدى عشرة أسابيع، في مساكن الملازم الأول في برج لندن، المعروف الآن بأسم منزل الملكة، قام بأستجواب المتورطين في المؤامرة. في الجولة الأولى من التحقيقات، لم يكون هناك أى دليل حقيقى على أن هؤلاء المتآمرين تعرضوا للتعذيب، على الرغم من أن سالزبرى أقترح أكثر من مرة أن يجب تعذيب هؤلاء المتآمرين. و كشف كوك فيما بعد أن التهديد بالتعذيب هو الحل الأكثر فاعلية للحصول على أعتراف من هؤلاء المتآمرين.[83] فجاء أعتراف فاوكس في الثامن من نوفمبر، ثم أعتراف ونتور في الثالث و العشرين من نوفمبر. فقد أعطى ونتور معلومات قيمة عن تلك المؤامرة للمجلس الملكى الخاص، حيث أنه كان من أوائل المشاركين في تلك المؤامرة، على عكس فاوكس الذي ألتحق بالتنظيم فيما بعد. و جاء إمضاء ونتور على أعترافاته بأسم أقصر في الكتابة، حيث مضى أسمه على هذا النحو "ونتر"، بينما جائت جميع أمضائاته قبل إصابته في الكتف على هذا النحو "ونتور". و لكن خط يده كان يدل على انه هو نفس الشخص صاحب الإمضائين، فلعل إصابة كتفه جعلته يقصّر أسمه على هذا النحو.[84] جائت شهادة ونتور بالكثير من الأمور، إلا أنه لم يذكر أسم شقيقه، روبرت. فكلاهما ذُكِروا في كتاب يسمى "كتاب الملوك"، الذي كُتِب سريعاً ليكون المرجع الرسمى عن تلك المؤامرة، و قد نُشِر في أواخر شهر نوفمبر، عام 1605.[12][85] و كان موقف هنرى بيرسى في غاية الصعوبة. حيث أوضحت التحقيقات أن العشاء الذي أقامه في منتصف نهار الرابع من نوفمبر، مع توماس بيرسى، جاء ليدينه، فهو من الأدلة القاطعة التي جائت ضده، و لكن بعد وفاته لم يستطع أحد إدانته أو تبرئته.[86] أشتبه المجلس الملكى الخاص بأن يكون نورثمبرلاند، المسؤل عن حماية الأميرة إليزبيث، متواطئ مع المتآمرين في تلك المؤامرة، و حيث كانت هناك أدلة كافية لإدنته. ظل نورثمبرلاند في برج لندن حتى تمت إدانته في 27 يونيو 1606، و أُتُهِم، كما تم تغريمه حوالى 30000 جنيه أسترلينى (و هو مبلغ هائل، يبلغ حوالى 56000000 جنيه أسترلينى في عام 2013). تم التحفظ عليه في برج لندن حتى يونيو 1621.[87] و تمت محاكمة كلا اللوردان موردانت و ستورتون في ستار تشامبر (المحكمة الإنجليزية التي توجد في قصر وستمنستر الملكى). تم الحكم عليهم بالسجن في البرج، حيثوا بقوا فيه حتى عام 1608، ثم تم نقلهم إلى سجن الأسطول. كما قدما كلاهما غرامات كبيرة.[88] كما تم أستجواب العديد من الناس الذين قد يكونوا لهم علاقة بالمتآمرين أو قد تحكمهم صلة قرابة، رغم عدم اشتراكهم في المؤامرة. فتم القبض على شقيق نورثمبرلاند، سير آلن و سير جوسيلين. كما تم أعتقال "أنتونى ماريا براون"، ثانى فيكونت (الفيكونت هو لقب أقل من إيرل و أعلى من بارون) مونتاجو (مونتاجو: هو أسم شخص)، حيث عُرِف أنه قام بتوظيف فاوكس في مبتدأ عمره، كما عُرِف أيضاً أنه قابل كاتيسبى في 29 أكتوبر؛ و لكن تم إطلاق سراحه بعد عدة أشهر.[89] حتى أنجيس وينمان، و هي من عائلة كاثوليكية، و تجمعها صلة قرابة بإليزابيث فو، تم التحقيق معها مرتين، و لكن سقطت التهم عنها في النهاية.[90] قام سكرتير بيرسى، و الذي عُين فيما بعد رئيس خدم منزل نورثمبرلاند، دودلى كارلتون، بتأجير القبو الذي خُزِن فيه البارود سابقاً، و بالتالى سُجِن في برج لندن. و بعد التحقيق معه، أذن سالزبورى بالإفراج عنه بعد أن صدق قصته.[91]

اليسوعيون

أعترف الكاهن توماس بيتس في يوم الرابع من ديسمبر باشتراكه في المؤامرة، و هذا الأعتراف زود سالزبرى بالكثير من المعلومات التي ساعدته في إيجاد حلقة الوصل بين الكاهن الكاثوليكى و المؤامرة. كان بيتس الأكثر حضوراً لإجتماعات المتآمرين دوناً عن الجميع، و أثناء التحقيق معه قام بتوريط الأب تيسيموند في المؤامرة. حيث أعترف في 13 يناير 1606، أنه قام بزيارة جارنت و تيسيموند في السابع من نوفمبر لكى يخبرهم بفشل المؤامرة. كما أخبر بيتس المحققين عن ذهابه مع تيسيموند إلى هادينجتون، قبل أن يتوجه الكاهن إلى عائلة هابينجتون، في هيندليب هول. كما أخبرهم عن أجتماع حضره جارنت، جيرارد، و تيسيموند في أكتوبر 1605. و في نفس الوقت تقريباً، في ديسمبر، بدأت صحة تريشام في التدهور. و قد زارته زوجته بأنتظام في تلك الفترة، كما زاره أيضاً ممرضة وخادمه "وليام فافاسور"، الذي قام بمساعدته في عملية تقطير البول أثناء التبول، الناتجة عن تشنج العضلات.

ملحوظة: كان يعانى تريشام من مرض في المثانة، و لتخفيف الألم أثناء التبول كان يقوم بتقطير البول و قد ساعده في هذه العملية خادمه و ممرضه.

قبل وفاته قام بالأعتراف على تورط جارنت مع البعثة التي أُرسِلت إلى إسبانيا في عام 1603، و لكنه تراجع عن بعض التصريحات في ساعاته الأخيرة. و لم يذكر أى شئ في أعترافاته عن رسالة مونتيجل. توفي في الصباح الباكر من يوم 23 ديسمبر، و دُفِن في برج لندن. و مع ذلك تم تجريده من ممتلكاته، كما حدث مع باقى المتآمرين، و تم قطع رأسه و تعليقها على رمح إما على نورثامبتون أو جسر لندن.[92][93] و في 15 يناير تم إعلان منشور بأسم "الأب جيرارد و الأب جرينواى(تيسيموند) هاربين من العدالة". فقد تمكنوا كلاهما من الفرار من البلد، أما جارنت فلم يحالفه الحظ.[94] و قبل ذلك بعدة أيام، في التاسع من يناير، تم القبض على روبرت ونتور و ستيفن ليتليتون. حيث تم الكشف عن مخبأهم في هاجلى، في منزل همفرى ليتليتون، و هو شقيق النائب جون ليتليتون، المسجون بتهمة الخيانة العظمى بسبب أشتراكه في ثورة إكسس [95] حيث تعرض للخيانة من قِبل أحد الطباخين، فقد زادت شكوك الطباخ بسبب كميات الطعام الهائلة التي كانت تُرسل لسيده. رغماً عن ذلك أنكر همفرى وجود الهاربين لديه، و لكن قام خادم أخر بإرشاد السلطات عن مكان أختبائهم. و في 20 يناير ذهب القاضى المحلى و بعض الخدم لديه إلى منزل توماس هابينجتون، و إلى هندليب هول (قاعة هندليب)، للقبض على الكاهنين. و بالرغم من اعتراض توماس هابينجتون على تلك الطريقة، إلا أنهم أستمروا في تفتيش منزله لمدة أربع أيام متتالية. و في 24 يناير، خرج الكاهنين من مخبأهم، يتضورون جوعاً. أما همفرى ليتليتون، الذي قام بالهروب من السلطات في هاجلى، ذهب بعيداً مثل بريستود في ستافوردشاير قبل القاء القبض عليه. تم وضعه في السجن، ثم حُكِم عليه بالإعدام في ورسيستر. و في 26 من يناير، أخبر همفرى السلطات عن مكان الأب جارنت في مقابل حياته أى عدم إعدامه. فقد أرهقهم أختبائه لفترة طويلة، كما أن جارنت مصطحب معه كاهم أخر. و لكنه خرج من مخبأه بعد فترة، و تم القبض عليه.[96]

المحاكمات

و عن طريق الصدفة، في نفس اليوم الذي تم العثور فيه على جارنت، كان تم أستدعاء المتآمرين الذين مازالوا على قيد الحياة إلى قصر وستمنستر. فقد نُقل سبعة من المسجونين من برج لندن إلى ستار تشامبر عن طريق زورق. بيتس، الذي كان يُعتبر من الطبقة الدنيا، تم جلبه من سجن جيتهاوس. و قد ذُكِر أن بعض المساجين كانوا قد أصابهم اليأس، و البعض غير مكترث، حتى أنهم كانوا يدخنون التبغ. و قد توارى عن الأنظار الملك و عائلته أثناء المحاكمة، و قد حضر العديد من الناس لمشاهدة المحاكمة. و حضر أيضاً مفوضين اللوردات؛ حيث حضر إيرل سوفولك، إيرل ورسيستر، إيرل نورثامبتون، إيرل ديفونشاير، و إيرل ساليسبرى. فسير جون بوفام هو رئيس المحكمة العليا، و سير توماس فليمينج؛ البارون الأول و قاضى خزانة إنجلترا، و القاضيين؛ سير توماس والميزلى و سير بيتر اوربوتون، جلسا في المحكمة ليكونا القاضيين الذين سيقوما بالحكم على المتآمرين. تم قراءة القائمة التي تضم أسماء الخونة بصوت مرتفع، بدءاً بهؤلاء الكهنة: جارنت، تيسيموند، و جيرارد.[97][98] أول من تحدث كان رئيس مجلس العموم (و لاحقاً رئيس رولز)، سير إدوارد فيليبس، الذي قام بوصف الهدف من تلك المؤامرة بالتفصيل.[98] و تلاه في ذلك النائب العام السير إدوارد كوك، الذي بدأ بخطاب طويل_ كان من الواضح أن محتواه يتضمن تأثيراً قوياً من سالزبورى_ تضمن إنكار أن الملك قام بإعطاء وعود في أى وقت مضى للكاثوليك. ثم تم الترحيب بجزء مونتيجل في كشفه عن المؤامرة، و ظهرت الوثائق التي تتعلق بمهمة إسبانيا 1603. كما قام كوك في خطابه بحذف الجزء المتعلق بأحتجاجات فاوكس على أتهامهم لجيرارد بشأن معرفته بالمؤامرة، فقد أوضح فاوكس أن جيرارد لم يكن يعرف أى شئ عن تلك المؤامرة. و أثناء المحاكمة، تم منح الأحترام الواجب عندما ذُكِرت القوى الأجنبية، أما الكهنة فقد لُعِنوا، حيث تم تحليل سلوكياتهم و أفعالهم بقدر المستطاع. فوفقاً لكوك، كانت تراوده بعض الشكوك حول أن من أبتدع أمر تلك المؤامرة هم الكهنة اليسوعين. فأجتماع جارنت مع كاتيسبى، الذي قيل سابقاً بأنه دليل على عدم تورط الكهنة في المؤامرة، دليل كافِ على أن اليسوعيين هم العنصر الأساسى في المؤامرة؛ [99] فوفقا لكوك، يمكن أعتبار مؤامرة البارود الدليل على خيانة اليسوعيين.[100] تحدث كوك بمشاعر فياضه عن رؤيته حول المصير المحتمل للملكة و باقى عائلة الملك، و عن الأبرياء الذين تم القبض عليهم في الأنفجار.[99] صرح كوك بأن كل من تمت إدانتهم سوف يحكم عليهم بالإعدام. و وفقاً لطريقة الإعدام التي سوف تنفذ في المتآمرين هي تقطيع أعضائهم التناسلية ثم إحراقها أمام أعينهم، ثم إخراج أمعائهم و قلبهم. ثم سيتم قطع رأسه و أجزاء من جسدهم لتكون "فريسة لطيور السماء".[99] تمت قراءة اعترافات المتآمرين بصوتٌ عالى، و أخيراً سُمِح للسجناء بالتحدث. أدعى روكوود في تصريحاته بأن كاتيسبى هو الذي أدخله في تلك المؤامرة. أما توماس ونتور فقد توسل للقضاة ليحكما عليه و على شقيقه بالإعدام. بينما أدعى فاوكس بأنه غير مذنب، حيث أنه لم يكن على علم ببعض الجوانب في لائحة الاتهام. بدا كيز بأنه متقبلاً لمصيره، و قام بيتس و روبرت ونتور بالتوسل من أجل الرحمة، بينما أوضح جرانت تورطه في المؤامرة من خلال قوله أنها "مؤامرة كانت تُقصَد أن تنفذ و لكنها لم تنفذ أبداً".[101] ديجبى الوحيد الذي تمت محاكمته في لائحة اتهام منفصلة، [98] حيث أعترف أنه مذنب، مصراً على أن الملك تراجع عن وعوده التي صرح بها في وقت مضى بالتسامح للكاثوليك، و أن بسبب محبته لكاتيسبى و للقضية الكاثوليكية هي التي دفعته للاشتراك في تلك المؤامرة. و قد توسل لأن يقوما بقطع رأسه بالفأس، و توسل من أجل الرحمة.[102] و لكن دفاعه لم يكن له أى جدوى؛ فقد وبخ كوك و نورثمبرلاند هذا الدفاع، و بالإضافة إلى السبعة المعاونين له في المؤامرة، حُكِم عليهم بتهمة الخيانة العظمى. صاح ديجبى قائلاً:" أتمنى أن أسمع من أى أحد في مقاعد مجلس اللوردات بأنه يسامحنى، لكى أذهب راضياً إلى حبل المشنقة". و كان الرد:" الله غفورٌ رحيم، و نحن أيضاً." [103][104]

و قد تم أستجواب جارنت إلى ما يصل لثلاث و عشرين مرة. و كان رده هزلياً في كل مرة على التهديدات بتعذيبه؛ حيث قال "التهديد يكون فقط لصغار السن"، كما أنه أنكر محاولته لتشجيع الكاثوليك للدعاء من أجل قضيتهم. بينما لجأ المحققون إلى تزوير المراسلات التي كانت بين جارنت و بعض الكاثوليك، و لكن جاء هذا بدون جدوى. سمح له السجّانين فيما بعد بأن يتحدث مع أحد الكهنة، الذي كان متواجد في الزنزانة المجاورة له، مع العلم أنهم قاموا بالتنصت على كل أحاديثهم.[105] و في نهاية المطاف كشف جارنت عن معلومة هامة بدون قصد، و هي أن هناك شخص واحد يمكنه أن يشهد بأن جارنت كان على علم بتلك المؤامرة. ثم بعد تعرضه لعمليات التعذيب أضطر جارنت إلى الأعتراف بأنه كان على علم بشأن تلك المؤامرة من خلال أحد أتباع أوزولد تيسيموند، و الذي علم بدوره بشأن تلك المؤامرة من خلال أعتراف كاتيسبى له في الكنيسة.[106] سمح له السجّانين فيما بعد بأن يتحدث مع أحد الكهنة، الذي كان متواجد في الزنزانة المجاورة له، مع العلم أنهم قاموا بالتنصت على كل أحاديثهم.[105] و في نهاية المطاف كشف جرانت عن معلومة هامة بدون قصد؛ و هي وجود شخص واحد يمكنه أن يشهد بأن جارنت كان على علم بتلك المؤامرة. ثم بعد تعرض جرانت لعمليات التعذيب الوحشية أضطر إلى الأعتراف بأنه كان على علم بشأن تلك المؤامرة من خلال أحد أتباع أوزولد تيسيموند، و الذي علم بدوره بشأن تلك المؤامرة من خلال أعتراف كاتيسبى له في الكنيسة.[106]

في نهاية المطاف تم أتهام جارنت بالخيانة العظمى و أقيمت محاكمته في 28 مارس بمقر النقابات في لندن، حيث أستمرت المحاكمة لمدة إحدى عشر ساعة؛ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءً.[107] و وفقاً لما قاله كوك أثناء المحاكمة، فإن جارنت قام بالتحريض لتلك المؤامرة و يجب إدانته، حيث قال:

"يتمتع جارنت بالعديد من الهبات، حيث أنه بارع في فن اللغة و إنتقاء الكلام، فهذا بحكم مهنته، ككاهن و قدوة كما أنه أيضاً كان قدوة لكل من سبقوه لتلك الخيانة الشيطانية، فهو خادع، حيث أنه حاول بالإطاحة بالأمراء، و المملكة..."

قام جارنت بتفنيد جميع التهم التي وجهت له، و قام بشرح الموقف الكاثوليكى في مثل هذه الأمور، و لكن مع ذلك تمت إدانته و حكم عليه بالإعدام.[77]

مقر النقابات بلندن.

تنفيذ الأحكام

على الرغم من عدم تعرض كاتيسبى و فاوكس للجلد بالسوط، إلا أنهم تم التمثيل بجثثهم، فعلقت رؤوسهم خارج مجلس اللوردات، ليكونوا عِبرة لغيرهم.[75] بينما في يوم 30 من يناير، تم تنفيذ الأحكام في إيفيرارد ديجبى، روبرت ونتور، جون جرانت، و توماس بيتس، حيث تم وضعهم على حاملة خشبية و سحلهم في جميع شوارع لندن إلى باحة كنيسة القديس بولس.[108] طلب ديجبى، و هو أول شخص يصعد على السقالة، الغفران من الشعب، كما أنه رفض أى أهتمام أو تعاطف من الكهنة المنتمين للمذهب البروتستانتى. تم تجريده من ملابسه، حيث أصبح يرتدى قميصه فقط، و تسلق على السلم لوضع رأسه في حبل المشنقة. و سرعان ما تم خنقه، و بينما كان ديجبى لايزال في وعيه، تم بتر أوصاله؛ حيث تم قطع خصيته، ثم استخراج أحشائه ثم تم شد أطرافه الأربعة حتى أنفصلوا عن جسده. و قد نُفذت هذه الطريقة في الإعدام أيضاً على روبرت ونتور، جون جرانت، و توماس بيتس.[109] و في اليوم التالى، تم تنفيذ حكم الإعدام في توماس ونتور، أمبروس روكوود، روبرت كيز، و جاى فاوكس؛ حيث تم بتر أطرافهم، أمام المبنى الذي كانوا قد أتفقوا أمامه على القيام بتلك المؤامرة؛ و هو يقع في ساحة القصر القديم في وستمنستر.[110] لم ينتظر كيز أوامر الجلاد بالشنق حيث أنه قفز بنفسه بعد وضع حبل المشنقة حول عنقه، و لكنه نجا، و لذلك تعرض لعملية التعذيب التي تلى من ينجو من الشنق، و هي ببتر أطرافه. على عكس فاوكس، الذي قام بالقفز أيضاً و لكنه دق عنقه و بالتالى نجا من الجزء الأخير المتمثل في عمليات التعذيب البشعة.[111][112] تم إعدام ستيفن ليتليتون في ستافورد. بينما أُعدِم قريبه همفرى في ريد هيل، بالقرب من ورسيستر، بالرغم من تعاونه مع السلطات.[113] بينما أُعدِم هنرى جارنت في الثالث من مايو عام 1606.[114]

صورة توضح أعدام جاى فاوكس، رسمت بريشة Claes (Nicolaes) Jansz Visscher
تنفيذ حكم الإعدام في بعض المتآمرين من خلال بتر أوصالهم و هم أحياء.
صورة توضح رؤوس المتآمرين التي تم وضعها على سور برج لندن القديم

ما بعد المحاكمات

بدا في عام 1604 احتمالية وجود تسامح دينى للكاثوليك (للرومان كاثوليك) أمراً بعيد المنال، و خاصة بعد أكتشاف تلك المؤامرة واسعة النطاق، فقرر البرلمان وضع تشريعات جديدة مناهضة للكاثوليك، خاصة بعد القبض على المتورطين و تنفيذ المحاكمات. حيث تم تعزيز القوانين المناهضة للكاثوليك، في صيف 1606؛ فقد عاد مرسوم يعرف بأسم "مرسوم الكاثوليك المتمردين" و بالإنجليزية "The popish recusants act "؛ هذا المرسوم الذي نص على عدم إتاحة الفرصة للكاثوليك بالعمل في مجال القانون أو الطب، كما أن هذا المرسوم نص على إعطاء السلطة للقضاة بتفتيش منازل الكاثوليك بحثاً عن الأسلحة في أى وقت. كما تم تفعيل قانون الغرامات و إدلاء يمين الولاء للملك مرة أخرى، [115] و هذا اليمين يتطلب بأن يتخلى الكاثوليك عن "بدعة" المذهب الذي يقول بأن " وفقاً للقانون الكنسي يمكن عزل أو إغتيال الأمراء." [116] أستغرقت عملية تقليص التشريعات المناهضة للكاثوليك في إنجلترا إلى 200 سنة أخرى، و لكن تم إبقاء العديد من الشخصيات الكاثوليكية ذات الأهمية و التي كانت تتمتع بالولاء للملك، خلال فترة حكم الملك جيمس الأول.[117] و بالرغم من عدم وجود "الزمن الذهبى" للتسامح الدينى تجاه الكاثوليك كما كان يأمل الأب جارنت، إلا أن في فترة حكم جيمس كانت تعتبر من أكثر الفترات التي تمتاز بالتساهل النسبى تجاه الكاثوليك، فقد تمت محاكمة القليل منهم فقط.[118]

و قد أستخدم الكاتب المسرحى وليام شكسبير تاريخ عائلة نورثمبرلاند في سلسلة من مسرحياته التي كانت تتحدث عن الملك هنرى الرابع، كما يبدوا أنه تأثر بأحداث مؤامرة البارود، حيث أستخدم بعض الأحداث التي شهدتها تلك مؤامرة في بداية روايته الشهيرة "ماكبث"، التي كتبت ما بين عام 1603 و 1607.[119] و قد زاد الاهتمام فيما بعد بأحداث تلك المؤامرة التي عرفت بالمؤامرة شيطانية. فقد جائت بعض الأقاويل الشهيرة لتصف الغموض، الذي كان أحد عناصر تلك المؤامرة، وصفاً دقيقاً مثل الجملة الشهيرة، التي جائت في رواية ماكبث، "كل جميلٌ قبيح، وكل قبيحٌ جميل". وفي سياق متصق، تم العثور على أحد الرسائل للأب جارنيت بحوذت أحد المتآمرين، وقد كان مضمونها غامض إلى حدٍ كبير.[120] وقد تأثر الكاتب جون ميلتون بهذه المؤامرة أيضاً، حيث قام بكتابة قصيدة عام 1626، والتي وصفها أحد النقاد بقوله "القصيدة الثائرة"، فقد عكست تلك القصيدة مشاعر الرأى العام للأحزاب تجاه العيد الوطنى للبروتستانتيين بإنجلترا، [121] حيث نُشِرت تلك القصيدة على هيئة خمسة قصائد قصيرة جميعهم منتهيين بفكرة ساخرة عن مؤامرة البارود، وكانت تلك القصيدة هي البداية لأعمال أكبر لجون ميلتون جائت فيما بعد.[122] ولعل أيضاً تلك المؤامرة كانت سبباً في تأليف ميلتون لقصيدته الشهيرة "الفردوس المفقودوبالإنجليزية الفردوس المفقود.[123]

مقالات ذات صلة

المراجع

  1. Haynes 2005, p. 12
  2. Haynes 2005, p. 15
  3. Fraser 2005, p. xxv
  4. Fraser 2005, pp. xxv–xxvi
  5. Fraser 2005, pp. xxvii–xxix
  6. Fraser 2005, p. 91
  7. Fraser 2005, pp. 70–74
  8. Haynes 2005، pp.32-39
  9. fraser 2005، pp.76-78
  10. Northcote Parkinson 1976, pp. 44–46
  11. Fraser 2005, pp. 84–89
  12. Nicholls, Mark (2004), "Winter, Thomas (c. 1571–1606)", Oxford Dictionary of National Biography (online ed.), Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/29767, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  13. Northcote Parkinson 1976, pp. 46–47
  14. Fraser 2005, p. 49
  15. Fraser 2005, p. 50
  16. Fraser 2005, pp. 50–52
  17. Northcote Parkinson 1976, p. 48
  18. Fraser 2005, p. 120
  19. Gospel Figures in Art by Stefano Zuffi 2003 p. 252
  20. Northcote Parkinson 1976, p. 52
  21. Haynes 2005, pp. 54–55
  22. Fraser 2005, pp. 122–124
  23. Northcote Parkinson 1976, p. 96
  24. Fraser 2005, pp. 130–132
  25. Fraser 2005, pp. 133–134
  26. Haynes 2005, pp. 55–59
  27. Fraser 2005, pp. 59–61
  28. Fraser 2005, pp. 56–57
  29. Nelthorpe, Sutton (8 November–December 1935), Twigmore and the Gunpowder Plot 8, Lincolnshire Magazine, p. 229
  30. Fraser 2005, pp. 136–137
  31. Haynes 2005, p. 57
  32. Fraser 2005, pp. 144–145
  33. Haynes (2005) writes that Tesimond took Thomas Bates' confession
  34. Haynes 2005, pp. 62–65
  35. Haynes 2005, pp. 65–67
  36. Fraser 2005, p. 158
  37. Fraser 2005, pp. 146–147
  38. Fraser 2005, pp. 159–162
  39. Fraser 2005, p. 170
  40. Fraser 2005, pp. 159–162, pp. 168–169
  41. Fraser 2005, pp. 175–176
  42. Haynes 2005, p. 80
  43. Fraser 2005, pp. 171–173
  44. Fraser 2005, p. 110
  45. Fraser 2005, pp. 79–80, p. 110
  46. Fraser 2005, pp. 173–175
  47. Haynes 2005, p. 59
  48. Fraser 2005, p. 179
  49. Fraser 2005, pp. 178–179
  50. Haynes 2005, pp. 78–79
  51. Haynes 2005, p. 82
  52. Fraser 2005, pp. 179–180
  53. Haynes 2005, p. 89
  54. Fraser 2005, pp. 180–182
  55. Fraser 2005, pp. 187–189
  56. Haynes 2005, p. 90
  57. Fraser 2005, pp. 193–194
  58. Haynes 2005, p. 92
  59. Fraser 2005, pp. 196–197
  60. Fraser 2005, pp. 199–201
  61. Fraser 2005, pp. 201–203
  62. Northcote Parkinson 1976, p. 73
  63. Haynes 2005, pp. 94–95
  64. Fraser 2005, pp. 203–206
  65. Fraser 2005, p. 226
  66. Stewart 2003, p. 219
  67. Fraser 2005, pp. 207–209
  68. Fraser 2005, pp. 211–212
  69. Scott 1940, p. 87
  70. Fraser 2005, p. 215
  71. Fraser 2005, pp. 216–217
  72. Scott 1940, p. 89
  73. Fraser 2005, pp. 218–222
  74. Fraser 2005, pp. 222–225
  75. Fraser 2005, pp. 235–236
  76. Fraser 2005, pp. 236–241
  77. McCoog, Thomas M. (2004-09), "Garnett, Henry (1555–1606)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/10389, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  78. Croft 2003, p. 64
  79. Fraser 2005, p. 228
  80. Fraser 2005, pp. 232–233
  81. Stewart 2003, p. 225
  82. Willson 1963, p. 226
  83. Fraser 2005, pp. 241–244
  84. Haynes 2005, p. 106
  85. Fraser 2005, pp. 242–245
  86. Haynes 2005, p. 93
  87. Nicholls, Mark (2004), "Percy, Henry, ninth earl of Northumberland (1564–1632)", Oxford Dictionary of National Biography (online ed.), Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/21939, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  88. Fraser 2005, p. 333
  89. Haynes 2005, pp. 125–126
  90. Griffiths, Jane (2004), "Wenman , Agnes, Lady Wenman (d. 1617)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/29044, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  91. Reeve, L. J. (2004), "Carleton, Dudley, Viscount Dorchester (1574–1632)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/4670, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  92. Fraser 2005, p. 249
  93. Nicholls, Mark (2004), "Tresham, Francis (1567?–1605)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/27708, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  94. McCoog, Thomas M. (2004), "Gerard, John (1564–1637)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/10556, retrieved 20 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  95. Haynes 2005, p. 79
  96. Fraser 2005, pp. 256–257, p. 260, p. 261
  97. Fraser 2005, pp. 263–265
  98. Haynes 2005, pp. 110–111
  99. Fraser 2005, pp. 266–269
  100. Wilson 2002, p. 136
  101. Fraser 2005, pp. 270–271
  102. Nicholls, Mark (2004-09), "Digby, Sir Everard (c.1578–1606)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/7626, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  103. Fraser 2005, p. 273
  104. Haynes 2005, p. 113
  105. Haynes 2005, pp. 116–119
  106. Northcote Parkinson 1976, p. 103
  107. Haynes 2005, p. 120
  108. Thompson 2008, p. 102
  109. Haynes 2005, pp. 115–116
  110. Nicholls, Mark (2004), "Rookwood, Ambrose (c. 1578–1606)", Oxford Dictionary of National Biography, Oxford University Press, doi:10.1093/ref:odnb/24066, retrieved 16 November 2009 (subscription or UK public library membership required)
  111. Northcote Parkinson 1976, pp. 91–92
  112. Fraser 2005, pp. 279–283
  113. Haynes 2005, p. 129
  114. Northcote Parkinson 1976, pp. 114–115
  115. Haynes 2005, p. 131
  116. Marshall 2006, p. 227
  117. Haynes 2005, p. 140
  118. Marshall 2003, pp. 187–188
  119. Haynes 2005, pp. 148–154
  120. Huntley, Frank L. (1964-09), "Macbeth and the Background of Jesuitical Equivocation", PMLA (Modern Language Association) 79 (4): 390–400, JSTOR 460744
  121. Demaray 1984, pp. 4–5
  122. Demaray 1984, p. 17
  123. Quint, David (1991), "Milton, Fletcher and the Gunpowder Plot", Journal of the Warburg and Courtauld Institutes 54: 261–268

مصادر

موسوعات ذات صلة :