الرئيسيةعريقبحث

ما بعد النمو


ما بعد النمو نهج عالمي مستقبلي لمعضلة حدود النمو، والتصور أنه لا يمكن لكل من الاقتصادات والسكان أن ينموا إلى ما لا نهاية على كوكب من الموارد المحدودة.[1] يعترف مصطلح «ما بعد النمو» بأن النمو الاقتصادي يمكن أن يولّد تأثيراتٍ مفيدة حتى نقطة ما، ولكن من الضروري البحث عن مؤشرات وتقنياتٍ أخرى لزيادة رفاهية الإنسان بعد تلك النقطة (التي ذكرها ريتشارد ويلكنسون وكيت بيكيت كـ 25000 دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي/حصة الفرد في كتابهم مرحلة الروح).[2][3][4]

يمكن تمييز مرحلة ما بعد النمو عن المفاهيم والحركات المتشابهة (مثل تراجع النمو واقتصاد الدولة المستقر) من حيث أنها تسعى إلى تحديد ما يعمل بالفعل والبناء على أساسه، بدلًا من التركيز على ما لا يعمل.[5] يحاول مناصرو ما بعد النمو تشجيع الأفكار التي تعمل ومواصلة تطويرها. لا يحدد «ما بعد النمو» بهذه الطريقة الإجابة على تحدي حدود النمو بوصفها محاولة للقيام بـ«اقتصاديات الدولة المستقرة» و «تراجع النمو» بل يسعى إلى فهم هذا التحدي ومعالجته من منظور النظم المعقدة المتطورة.

يتعامل ما بعد النمو- مع هذا المنظور- مع جميع جوانب الذات والمجتمع (مثل علم النفس، والطبيعة البشرية، والتطور البشري، والثقافات، والأنظمة الاجتماعية والاقتصادات) والعلاقة المتبادلة بين جميع هذه الجوانب. يدعو مفهوم ما بعد النمو - بناءً على ذلك- إلى الحلول المناسبة فيما يتعلق بالمكان والوقت والموارد والعوامل الثقافية أيضًا. لذلك تتشكل مبادرات ما بعد النمو بطرقٍ مختلفة للغاية في ظل ظروف مختلفة.[6]

يمكن اعتبار ما بعد النمو نهجًا قائمًا على الموجودات لتنمية المجتمع- لا يطبّق فقط على تنمية المجتمع ولكن عبر مجموعة واسعة من الفئات- استجابةً لتحديات حدود النمو، لأنه يسعى إلى تحديد الموجودات الثقافية والتكنولوجية والبناء عليها لتسهيل ظهور مستقبليات ما بعد النمو.

يوضح الاقتصادي تيم جاكسون في عمله التاريخي «ازدهار دون نمو» (روتليدج، 2017) أن بناء اقتصاد «ما بعد النمو» هو في الواقع «مهمةٌ دقيقة ومحددة وذات مغزى». حدد أبعاد تلك المهمة انطلاقًا من المبادئ الأولى الواضحة: طبيعة المشروع، وجودة حياتنا العملية، وهيكل الاستثمار، ودور العرض النقدي.[7][8][9][10]

المراجع

  1. Post Growth Institute. "About Post Growth". Post Growth Institute Website. مؤرشف من الأصل في 25 أكتوبر 201902 أبريل 2013.
  2. Daly, Herman (1996). Beyond Growth: the economics of sustainable development. Washington D.C.: Beacon Press. صفحة 37.  . مؤرشف من في 29 أبريل 2020.
  3. Jackson, Tim (2009). Prosperity Without Growth: Economics for a Finite Planet. Sustainable Development Commission. صفحات 3–11.  .
  4. Wilkinson, Richard; Kate Pickett (2010). The Spirit Level: Why Equality is Better for Everyone. London: Penguin Books. صفحة 8.  .
  5. Hinton, Jennifer; Maclurcan, Donnie. "A Post Growth Event: Free Money Day - What is the difference between post-growth and degrowth?". degrowth.de. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201604 يونيو 2015.
  6. Maclurcan, Donnie (9 July 2012). "Post Growth Futures Are Already Here". Treehugger. مؤرشف من الأصل في 20 يونيو 201902 أبريل 2013.
  7. "Prosperity Without Growth". Rutledge. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 201811 يونيو 2017.
  8. "How to kick the growth addiction". Great Transition Initiative. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 201711 يونيو 2017.
  9. "An economy that works". Tim Jackson Blog on CUSP website. مؤرشف من الأصل في 21 مايو 201711 يونيو 2017.
  10. Jackson, Tim (13 May 2018). "The Post-Growth Challenge—Secular Stagnation, Inequality and the Limits to Growth". CUSP. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 202006 يوليو 2018.

موسوعات ذات صلة :