مادور المدينة الأثرية[1]، (بالفرنسية: Madaure) وباللغة الأمازيغية تسمى تاماديت (Tamadit) حسب المؤرخ البكري، هي تلك المدينة الأثرية الواقعة على بعد 40 كلم جنوب مدينة "طاغاست" سوق أهراس حالياً والمتربعة على 109 هكتارات 25 هكتارا منها آثار ظاهرة و7,5 هكتار أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي فيما لا تزال المتبقية تحت الأرض مغمورة.
مادور (المدينة الأثرية) | |
---|---|
الموقع | مداوروش، الجزائر |
المنطقة | ولاية سوق أهراس |
النوع | أثري |
تواريخ الحفريات | 1905 إلى 1932، 2015 |
الأثريون | ألبير جولي، مارسيل كريستوفل |
المتصرف | وزارة الثقافة (الجزائر) |
تاريخ
عند مدخل المدينة الأثرية لمادور يصعد عبر الطريق المبلط المسمى بالكاردو الكبير الذي يحاذي في بدايته كل من الحمامات الصغرى والكبرى قبل أن يجد متحف لجمع اللقى ودار الباحثين التي تضم 50 سريرا لإيواء الباحثين والطلبة في علم الآثار من معهد بوزريعة (الجزائر).
ويحاذي هذا المتحف منزلا به فناء موجود بين رواقين وعدد من الغرف التي مازالت أرضيتها تحافظ على ألواح فسيفسائية جميلة وقد سمي هذا المنزل بمنزل الحمامات الكبرى لاتصاله مباشرة من الناحية الشمالية بقاعات الحمامات الكبرى.
وعلى مقربة من ذلك يجد الزائر الكنيسة المسيحية التي تقع بجانب المنزل على بعد أمتار قليلة من الحمامات الكبرى ليكتشف قبل الوصول إلى مفترق الطرق الذي يشكله كل من تقاطع الكاردو والطريق العمودي المبلط المسمى بالديكومانوس يصادف منزل آخر كبير وكامل يوصل الكاردو بدهليز وغرفه وحتى على فسيفساء أرضيته فضلا عن معصرة للزيتون وقاعة بها حنية.
وبالناحية اليمنى من الكاردو يستطيع الزائر لمح دار القضاء المسيحية الثانية الصغيرة وبها عدد من المدرجات قبل أن يجد نفسه وعند وصوله إلى مفترق الطرق أمام منشأة كبيرة تحتوي على معصرة وحمامات وقاعات عديدة كما يمكن له رؤية معلم ضخم على بعد أمتار وهذا المعلم عبارة عن ضريح مادور.
وعلى بعد أمتار عن الديكيمانوس يوجد في الناحية الجنوبية الغربية منزل كبير به غرف وخزان للمياه يطلق عليه اسم منزل “الماجيسترا” وعلى بعد 100 متر من هذا المكان يوجد طريق موازي للطريق الصاعد وهو ينطلق من الجنوب من خلال باب ضخم آثاره مازالت واضحة.
ويلمح في الناحية اليسرى من هذا الكاردو الثانوي بلاط دائري كبير حوله غرف كانت تمثل السوق ومخازنه قبل الوصول إلى مدخل به خمسة أدراج حيث معلم ضخم وهو القلعة البيزنطية وعلى أرضية الساحة العامة المزينة بعدد من التيجان وقد احتوت هذه الساحة على ثلاثة أروقة.
وعند الوصول إلى الناحية الشرقية للساحة المبلطة تجد نفسك أمام معلمين وهما المعبد من الجهة اليمنى والمجلس البلدي من الجهة اليسرى قبل أن تلاحظ تلك المنشأة المستطيلة التي بها بقايا لقواعد أعمدة وهي المحكمة القضائية لتشاهد إثرها آثار لبرج وضريح ثاني لم يبق منه إلا الشيء القليل قبل أن تلمح كنيسة ثالثة متميزة. وحسب بعض الأبحاث فإن أهم تشويه أصاب مادور يتمثل أساسا في العمل الذي قام به البيزنطيون في القرن السادس الميلادي عندما بنوا حصنهم هناك وما تبع ذلك من بناءات سكنية فوضوية وذلك بمواد اقتلعت من الأطلال دون مراعاة قيمتها الفنية أو التوثيقية. وقدر بعض الباحثين أن عدد سكان مادور لم يتجاوز وقتها 10 آلاف نسمة بناء على منشآتها العمرانية ذات الاستخدام الجماعي كالمسرح الذي لا تفوق سعته أكثر من 1200 متفرج.
الحفريات
قام فريق بحث في الآثار من معهد جامعة الجزائر2 في حفريات الأولى من نوعها بالموقع الأثري بمنطقة مادور سنة 2005. تهدف هذه العملية التي تجري بالتنسيق مع فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية إلى تحديد النواة الأولى لهذه المدينة القديمة ومواصلة البحث لمعرفة أسوار المدينة وشبكة الطرقات بها ونسيجها العمراني فضلا عن التعرف على التركيبة البشرية لهذه المدينة الأثرية والجانب الديني بها والكتابات اللاتينية وجانبها الاقتصادي وما يمثله من معاصر لزيت الزيتون ومخازن الحبوب والحمامات بها. فإن هذه الحفريات تعد الأولى من نوعها بعد تلك التي جرت في الفترة الاستعمارية الممتدة من سنة 1905 إلى 1932 والتي قادها كل من ألبير جولي ومارسيل كريستوفل. وتتربع مدينة مادور الأثرية على 109 هكتارات منها 25 هكتارا آثار ظاهرة و5ـ7 هكتارا أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي فيما لا تزال المتبقية مغمورة تحت الأرض.
معرض الصور
انظر أيضاً
وصلات خارجية
مراجع
- مدينة مادور الأثرية بسوق أهراس لا تزال صامدة تصارع عوامل الزمن - تصفح: نسخة محفوظة 13 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.