المادية الجدلية ركن أساسي من أركان الفلسفة الماركسية، تعتمد على قوانين الدياليكتيك وبناها كارل ماركس بالاستناد إلى جدلية فلسفة هيجل ومادية فلسفة فيورباخ وكتب حولها الكثير من الكتب وابرز من كتب عنها كان ستالين.[1][2][3] أساس الفلسفة الجدلية هو انها تعدّ ان الفكر هو نتاج المادة وان المادة ليست نتاج الفكر، ففكر الإنسان نتاج مادي من عقله وليس الإنسان من نتاج الفكر، وهو ما ينفيه الفلاسفة المثاليون.
شرح المادية الجدلية
الماديون يعتقدون بأولوية المادة أما المثاليون فيعتقدون بأولوية الفكر أو الروح. الماديون يعتمدون على الأبحاث العلمية التي تنفي زوال المادة أما المثاليون فمنهم من يقول أن المادة ليست موجودة بل هي انعكاس لوعي الإنسان وبالتالي غير موجودة أما الماديون فيقولون إن المادة موجودة بشكل مستقل عن وعي الإنسان ويعرفون المادة بكل ما تتحسسه حواس الإنسان الخمسة بينما يقول المثاليون ان حواس الإنسان تعكس تصورات في وعي الإنسان وهي غير موجودة في الواقع بشكل مستقل عن الوعي هذا هو ما يسمى الصراع بين الفلسفة المادية وباقي الفلسفات المثالية. ان الفلسفة تفسر الوجود انطلاقا من علة خارجية، وان الوجود المادي هو انعكاس لوعي أكبر وبالتالي فان الوجود المادي هو مغاير للوجود "الروحي" أو "الغير مادي" ان هذا المفهوم يعدّ أن الوجود المادي ساكن ومخلوق ومسير من قبل "الفكر" أو "الوعي". ان الفلسفة المادية تعارض هذا التصور وتشدد على أهمية الوجود المادي في اعلاء وتوليد الفكر والوعي. ان الوعي هو انعكاس للمادة وليس العكس.
ماركس قام بمزاوجة مادية فيورباخ الساكنة مع مثالية هيجل التاريخية وخرج طفل جديد يسمى المادية الجدلية هي مادية بحتة بكل ما تعني الكلمة من معنى لكنها تؤمن بالتطور وفق قوانين الدياليكتيك الثلاثة وهم:
المادية الجدلية تنفي أن تكون المادة قد خلقت من العدم وتنفي أنه يمكن أن يتم نفي المادة وكانت الأبحاث العلمية في بدايتها حيث كان يستدل بقانون مصونية الطاقة ونظرية داروين لإثبات كلامهم ولكن أصبح قانون لافوازيه يتم تدريسه في الجامعات وقانون لافوازيه المنسوب للعالم الفرنسي لافوازيه ينص بأن المادة لا تخلق من العدم ولا تفنى بل تتحول من شكل إلى آخر وهو القانون الذي ما زال مثبتاً حتى وقتنا الحاضر حيث أنه تم الوصول إلى عمق الذرة ونواة الذرة ولم يثبت إمكانية فناء المادة وما زالت حتى وقتنا الحاضر كافة المدارس تعلم الطلاب ان المواد الداخلة بالتفاعل تساوي المواد الخارجة من التفاعل ولكن عند النظر إلى قوانين الثرموديناميك، تخبرنا بأن الكون يعمل ببطء من طاقة قابلة لإستخدام وهذه هي النقطة المهمة والقانون الثاني يدلنا إلى أن الكون له بداية والاكتشافات العلمية في القرن الماضي تثبت هذا منها قانون النسبية العامة وفي عام 1929 اكتشف إدوين هابل أن الكون يتوسع بل أيضا خرج من نقطة محدودة من الماضي وهذا لم يعجب الماديين .
ان ماركس يعدّ ان التاريخ هو تاريخ الصراع الطبقي الذي يعدّه المحرك الأساسي للتاريخ. ان ما يسمية البناء الفوقي الذي هو الأنظمة السياسية، القيم الاجتماعية، والأديان، هي انعكاس للواقع الطبقي والمادي المعاش. ان هذا ينسجم مع النزعة المادية لتفسير التاريخ المتناقض مع النزعة المثالية لتفسير الأخير. قام ماركس بقلب ديالكتيك هيغل "رأساً على عقب". ان المادية الجدلية تعتمد أساسا على مفهوم الحركة الدائمة "الذاتية" أي عدم الحاجة إلى محرك خارجي وهي تتعارض مع المادية الكلاسيكية السكونية التي تعدّ أن الفكرة هي انعكاس سكوني للمادة. من هذا المنطلق فان المادية الجدلية تنفي الحاجة إلى محرك أولي للكون وللحياة. إن نظرية النشوء لداروين والنظريات البيولوجية الحديثة تثبت صحة المادية الجدلية.
إن نظريات ما بعد الحداثة التي تشدد على أهمية "شخصانية المعرفة" والتشكيك بموضوعية المعرفة تتحدى المادية الجدلية ولكنها بنفس الوقت تتحدى أسس المعرفة. إن المادية الجدلية تشدد على موضوعية الوجود وإمكانية دراسته باستقلالية عبر المراقبة والاختبار. لقد حذر لينين لاحقا أن السلاح الأخير في يد الامبريالية والرأسمالية هي أبستمولوجيا المعرفة التي سوف تعمل على هدم الأسس النظرية للمعرفة بسبب فشلها في ربح المعركة الفلسفية والمنطقية مع المادية الجدلية والمادية التاريخية.
مقالات ذات صلة
مراجع
- "Karl Kautsky: Frederick Engels (1887)". Marxists.org. 2003-11-23. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 201709 أغسطس 2012.
- marx2mao.net - This website is for sale! - marx2mao Resources and Information - تصفح: نسخة محفوظة 10 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Lenin, Vladimir. "On the Question of Dialectics". مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2017.