الرئيسيةعريقبحث

ماركسية نمساوية


الماركسية النمساوية (بالأنكليزية: Austromarxism) كانت تيار نظري ماركسي يقوده أعضاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي النمساوي: فيكتور أدلر، أوتو باور، كارل رينر، وماكس أدلر، بالإضافة إلى رودلف هيلفردنج. ساد هذا التيار خلال العقود الأخيرة من حكم الإمبراطورية النمساوية المجرية و في عهد الجمهورية النمساوية الأولى (1918-1934). يشتهر هذا التيار بنظريته حول الجنسية و القومية, و بمحاولته لتوفيقهم مع الاشتراكية. اعتبر أوتو باور "المبدأ الشخصي" كوسيلة لجمع أعضاء أمة واحدة مشتتين جغرافياً. كتب باور عام 1907 في (الديمقراطية الاشتراكية و مسألة القوميات): "المبدأ الشخصي يسعى لتنظيم الأمم عبر التعاون بين الأشخاص و ليس من خلال هيئات إقليمية" و بالتالي فصل مفهوم الأمة عن مفهوم الأرض و الأقليم, جاعلاً من الأمة رابطة غير إقليمية.

تشكلت مجموعة الماركسية النمساوية عام 1904 حول مجلات مثل "Blätter zur Theorie und Politik des wissenschaftlichen Sozialismus" و "Marx-Studien".

بعيداً عن كونها حركة متجانسة, ضمت الماركسية النمساوية عدداً من المفكرين و الناشطين السياسيين, كالكانتي الجديد ماكس أدلر و الماركسي الأرثوذكسي رودلف هيلفردنج

أسس الماركسيون النمساويون عام 1921 الاتحاد الأممي للأحزاب الاشتراكية (المعروف بأسم الأممية الثانية و النصف) على أمل توحيد الأممية الثانية و الثالثة. الأمر الذي باء بالفشل في نهاية المطاف.

تأثرت كل من الشيوعية الأوروبية و اليسار الجديد بالماركسية النمساوية في بحثهما عن أرضية اشتراكية ديمقراطية وسط ما بين الشيوعية و الديمقراطية الاجتماعية, و في سعيهما لتوحيد هاتين الحركتين بالنهاية.

قدمت الماركسية النمساوية تمهيداً عملياً للإصلاح اليساري الجذري في أوروبا. حيث تطلع كل من حزب العمال و الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية الإسكندنافية إلى الإصلاحات الاجتماعية المتقدمة في فيينا (ما عرف "بفيينا الحمراء"), كالرعاية الصحية و السكن و التعليم.

كانت الماركسية النمساوية أول حركة في أوروبا تشن حملة مقاومة مسلحة ضد الفاشية, إلا أنها هزمت عام 1934.

اعتمد المبدأ الشخصي الماركسي النمساوي لدى العديد من الحركات و الأحزاب, كاليهود اليساريين المؤيدين لحل الدولة الواحدة في فلسطين و الاتحاد الديمقراطي للمجريين الرومان.

موسوعات ذات صلة :