طائرة مبين المسيرة: هي طائرة بدون طيار إيرانية الصنع والتصميم، وهي واحدة من أحدث الطائرات من دون طيار التي تمتلكها جمهورية إيران. ان هذه الطائرة التي ظهرت للعلن للمرة الأولى سنة 2019م بمعرض MAKS 2019 في روسيا يمكنها التحليق على ارتفاع 45 ألف قدم لفترة 45 دقيقة دون توقف، وتبلغ سرعة هذه الطائرة المسيرة كحد أقصى 900 كيلومتر في الساعة.[1] ويمكن اعتبار طائرة مبين سلاحاً تكتيكياً يمكن إطلاقه من قاذفات برية ويمكن إطلاقه من على الطائرات الهجومية التابعة لقوات الجيش الجوية.[2] وقد تم عرض هذه الطائرة التي تعمل بواسطة محرك تربيني من قبل منظمة صناعات الطيران الإيرانية (IAIO) بربع حجمها الطبيعي في معرض MAKS 2019 مصحوبة بنموذج بالحجم الطبيعي لمحركها يطلق عليه "Toloo-4" وهو محرك نفاث توربيني turbojet engine. ومن بين أبرز مميزاتها هي مقطعها الراداري الشبح الذي هو أقل من 0.1 متر مربع، والتوجيه خلال منتصف المسار (مما سيساعدها على تجنب العقبات الكبيرة) والتوجيه في مرحلة الطيران النهائية (لتوجيهها إلى الهدف).[3]
تأريخ الطائرات المسيرة في جمهورية إيران
تُتعبَر جمهورية إيران من البلدان الرائدة في صناعة الطائرات بدون طيار منذ زمن، وحققت تقدماً كبيراً في صناعة وتصميم وتطوير تلك الطائرات منذ حرب الخليج الأولى وحتى يومنا هذا.[4] ويعود استخدام الطائرات بدون طيار في إيران إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1978م، حيث كانت القوات الملكية تستخدم هذه الطائرات كوسيلة لاختبار كفاءة صواريخ أرض–جو والمدفعيات وسفن القوات البحرية وكذلك صواريخ جو–جو التابعة للقوات الجوية. لكن بعد الثورة الإسلامية وإبان الحرب العراقية–الإيرانية تم استخدام هذه الطائرات لأول مرة وبشكل مبدئي للمهمات الإستطلاعية وتصوير مواقع العدو وجمع المعلومات. بعد الحرب، بدأت الأنشطة المكثفة لتصميم وصناعة طائرات بدون طيار إيرانية في مصانع وزارة الدفاع وعدد من الجامعات وما زالت مستمرة حتى الآن. في الوقت الحاضر، هناك شركات لصناعة الطائرات بدون طيار في إيران أهمها شركتا (هسا) و(صنايع هوايي قدس) وهي تُعَد من أهم المواقع لتصميم وإنتاج هذه الطائرات. ومن أهم الطائرات بدون طيار التي صنعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أبابيل من نوع بي، اِس وتي، وصاعقة (1و2) وتلاش (1و2) ومهاجر (1و2 و 3و4 و5 و6) وكذلك طائرة طوفان باز وتشابك پر وتيزپر وسهند، وطوفان وحازم وزحل وسفره ماهی وکرّار وسرير وحماسه وشاهد 129 وطائرة فُطرس.[5]
كشف النقاب
تم الكشف رسمياً عن طائرة مبين المسيرة من قبل وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية وذلك خلال معرض ماكس 2019 الجوي الدولي المقام بروسيا.[4] وبدأ معرض ماكس 2019 الدولي للصناعات الجو – فضائية أعماله، بمشاركة جمهورية إيران و16 دولة اخرى، في مركز المعارض الجوية بمدينة جوكوفسكي الروسية. ويتضمن المعرض العالمي مشاركة 817 شركة عالمية متخصصة بعالم الطيران المدني والعسكري والتكنولوجيا من بينها 635 شركة روسية و182 شركة أجنبية تمثل 29 بلداً حول العالم من بينها جمهورية إيران متمثلة بشركاتها المعرفية من وزارة الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية، وقسم الشؤون العلمية والتقنية بمكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية. ويقام معرض ماكس للطيران في روسيا منذ عام 1993م مرة واحدة كل سنتين. وأطلقت فعالياته هذا العام في مدينة جوكوفسكي بضواحي موسكو خلال الفترة ما بين 27 أغسطس/آب إلى 1 سبتمبر/أيلول.[6]، حيث استعرضت تلك الدول أهم وأحدث ابتكاراتها وموديلاتها الجديدة من الطائرات المدنية والمقاتلات العسكرية وأسلحة الدفاع الجوي إضافةً إلى منظومات الصواريخ والرادار المختلفة والمعدات العسكرية. وقد شَهِدَ المعرض الدولي "ماكس 2019" عرضاً لأحدث الطائرات العسكرية والمدنية كما وتضمن المعرض أيضاً عروضاً مختلفة للطيران في سماء موسكو والتي قامت بها مختلف الدول والشركات وبرنامجاً خاصاً يتعلق بالطائرات المسيرة وطائرات من دون طيار.[7]
نبذة مختصرة عن طائرة مبين
تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة حول هذا السلاح الانتحاري أو الطائرة من دون طيار وهي الرأس الحربي خفيف الوزن تقريباً الذي يتمتع به هذا السلاح، ما يشير إلى أن المصممين الإيرانيين عملوا على رفع دقة هذا السلاح، وعملوا أيضاً على تقليل وزن رأسه الحربي، وذلك لأنه عند الجمع بين هاتين الصفتين سوف يتم تجنّب الآثار الجانبية. قد أظهرت التجربة في الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط أن الجماعات المسلحة مثل تنظيم الدولة أو جبهة النصرة كانت تبذل الكثير من الجهود للاختباء في مناطق مدنية مكتظة بالسكان، ما جعل الأمر صعباً للغاية على القوات المتصدية لهم كشف أولئك المسلحين والقضاء عليهم، ولهذا فلقد قامت الخبرات الإيرانية بالمضي قُدماً نحو تصميم سلاح ذي دقة عالية وخفيف لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تلك الجماعات المسلحة التي تنتشر في الكثير من المناطق السورية والعراقية. بالطبع، لم يتم تقديم معلومات كاملة حول نوع هذا السلاح، ولكن قد تم ذكر حقيقة أنه يمكن أن يحمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية. وعلى هذا الأساس يشير تقرير صادر عن معهد روسي للدراسات الاستراتيجية، بعنوان (الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط)، حول الدول الإقليمية المتقدمة في المجالات التقنية مثل إيران، وتركيا، والذي يؤكد أن الجمهورية الإيرانية ورغم سنوات عديدة من الحظر الذي طال المجالات المختلفة بما فيها القوة الجوية في هذا البلد، لكنها تمكّنت وبصورة مستقلة من تطوير صناعة الطائرات المسيرة لديها واستخدامها ضد الجماعات المسلحة في العراق وسوريا.[8]
خصائص الطائرة
تحتل صناعة الطائرات المسيرة مساحة هامة من قطاع تطوير الصناعات العسكرية في المنطقة والعالم في الوقت الراهن، فَتَعَدُد مهامها زاد من أهمية امتلاكها واستخدامها، ولا تتوانى جمهورية إيران عن إنتاج طائرات بدون طيار لأهميتها الإستراتيجية لأمنها القومي بالذات لكن الأمور لم تتوقف عند الحدود الإيرانية، بل تعدتها لتصل مُسيّراتها إلى اليمن وسورية ولحزب الله في لبنان، وهو ما يعني التأثير على دور طهران الإقليمي.[4] وبحسب المعلومات الصادرة عن الجناح الإيراني ضمن معرض ماكس 2019 الروسي، يبلغ طول هذه الطائرة 3 أمتار وتزن 670 كغ، وهي قادرة على حمل مايبلغ 120 كغ من السلاح والأجهزة الضرورية في تنفيذ المهام الموكلة إليها. كما تسطيع الطائرة المسيرة مبين التحليق على ارتفاع 45 ألف قدم لفترة 45 دقيقة دون توقف، وتبلغ سرعة هذه الطائرة كحد أقصى 900 كم في الساعة. إن هذا السلاح المسير مزوّد بمقطع راداري منخفض جداً ولديه القدرة على التخفي من أنظمة الرادار، وفي الجزء الأول من الهيكل يمكن تثبيت أنواع من الرؤوس الحربية يصل وزنها إلى 120 كلغم.[1][7]
التشابه بين طائرة مبين وسلسلة طائرات كرار المسيرة
عند إلقاء نظرة فاحصة على هيكل وشكل السلاح نكتشف بعض النقاط المثيرة للاهتمام وهنا يبدو أن طائرة مبين الإيرانية لديها تشابه لا يمكن إنكاره مع طائرة كرار المسيّرة الهجومية، ويكشف تصميم الخوذات الخلفية لهذه الطائرة من دون طيار عن تشابهها مع تصميم طائرة كرار المسيّرة. في الواقع، تُعتبَر طائرة كرار المسيرة واحدة من أولى تجارب إيران في تطوير الطائرات ذات المروحة النفاثة، ونظراً لأن الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز لها عدد من الخصائص المشتركة، فيمكن استخدامهما لتطوير بعضها البعض. لهذا السبب، يمكن اعتبار "مبين" سلاحاً تكتيكياً يمكن إطلاقه من قاذفات برية ويمكن إطلاقه من على الطائرات الهجومية التابعة لقوات الجيش الجوية وبالنظر إلى المدى الذي يستطيع هذا السلاح الوصول إليه، يمكن اعتبار مبين خياراً مثالياً للتعامل مع القوات العابرة للحدود الموجودة حول إيران لأن الجمع بين الحجم الصغير والسرعة العالية والمنطقة المُستعرضة المنخفضة يجعل مبين مثالياً لمثل هذه العمليات العسكرية. ومن النقاط المهمة الأخرى التي يجب مراعاتها حول هذه الطائرة هو أن ما تمّ عرضه في معرض ماكس الروسي كان نسخة طبق الأصل، وأن المنتج النهائي والعملي الذي سيتم تسليمه للقوات المسلحة سيكون مختلفاً في التصميم والأبعاد عن ذلك السلاح الذي تم عرضه.[1]
طالع ايضاً
المراجع
- "مبين" سلاح استراتيجي إيراني جديد.. هل ينتمي إلى عائلة صواريخ كروز أم إنه نوع من الطائرات من دون طيار؟ + صور - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- في معرض "مكس" الدولي.. الدفاع الإيرانية تزيح الستار عن طائرة "مبين" المسيرة | alansaar - تصفح: نسخة محفوظة 10 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- 18 سبتمبر، 2019 - موقع الدفاع العربي - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- طائرات إيران المسيرة .. سلاح الردع القومي والنفوذ الإقليمي | جاده ايران - تصفح: نسخة محفوظة 3 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- بالصور/تسليح احدث طائرة ايرانية بالصواريخ والقنابل - تصفح: نسخة محفوظة 18 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
- عرض أحدث صاروخ كروز ايراني في معرض "ماكس 2019" - تصفح: نسخة محفوظة 13 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ايران تزيح الستار عن طائرة مسيرة جديدة في معرض مکس 2019 الروسي – موقع قناة المنار – لبنان - تصفح: نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "مبين" سلاح استراتيجي إيراني جديد ..ما هو؟ | الثورة نت - تصفح: نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2019 على موقع واي باك مشين.