متلازمة اللكنة الأجنبية هي حالة صحية نادرة تتضمن إنتاج الكلام، وعادةً ماتحدث كأثر جانبي لإصابة خطيرة في الدماغ مثل: السكتة الدماغية أو إصابة حادة في الدماغ، تم تسجيل حالتين لشخصين مصابين بمتلازمة اللكنة الأجنبية [1]، و لكن تم تشخيص حالة أحدهم بأنها مشكلة نمو، والآخر بأنها مشكلة مرتبطة بصداع الشقيقة الحاد [2]، وبين عامي 1941 و 2009 تم تسجيل 60 حالة إصابة، وتنتج أعراضها عن العمليات التي تشوّش تخطيط النطق وتنسيقه، من الواجب توضيح أن المصاب بهذه المتلازمة لا يكتسب لغة أجنبية فجأة (مفردات، وتركيب جمل، وقواعد، إلخ..)، فالذي يحدث هو أنه يتحدث بلغته الأم ولكن بلكنةٍ يظن المستمعون أنها أجنبية أو مثيرة للجدل، كما قد يميل المصابون بمتلازمة اللكنة الأجنبية إلى التحدث بلغات أجنبية حقيقية بلكنتهم، وعلى الرغم من وجود خبر حديث غير مؤكد ذكر أن شخصاً يتحدث الكرواتية استطاع أن يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة بعد خروجه من غيبوبة [3]، إلا أنه لا يوجد حالة مثبتة تطورت فيها مهارات اللغة الأجنبية الخاصة بالمريض بعد جراحة في الدماغ، هناك بعض الحالات التي تم تسجيلها لأطفال وأشقّاء تعلموا اللكنة الجديدة من شخص مصاب بمتلازمة اللكنة الأجنبية.
متلازمة اللكنة الأجنبية | |
---|---|
معلومات عامة | |
من أنواع | اضطراب الكلام، وخلل لحن |
الوصف
بالنسبة للأذن غير المُدرّبة يبدو المصابون بهذه المتلازمة وكأنهم يتحدثون لغتهم الأم ولكن بلكنةٍ أجنبية، على سبيل المثال: قد يبدو متحدث أمريكي لغته الأم اللغة الإنجليزية وكأنه يتحدث الإنجليزية بلهجة جنوب شرقية، أو قد يتحدث شخص لغته الأم الإنجليزية البريطانية بلهجة سكان نيويورك الأمريكية، ومع ذلك وجد الباحثون في جامعة أكسفورد أن هناك أجزاء خاصة محددة من الدماغ تضررت في بعض حالات الإصابة بمتلازمة اللكنة الأجنبية، وهذا يشير إلى أن هناك أجزاء معينة من الدماغ تتحكم بوظائف لغوية متعددة، وأن الضرر قد يؤدي إلى التغير في الطبقة الصوتية أو النطق الخاطئ للمقاطع مما يسبب تشويش أنماط الكلام بطريقة غير محددة، وفي الآونة الأخيرة هناك ادلة متزايدة على أن المخيخ الذي يتحكم بوظيفة الحركة قد يكون له علاقة أساسية في بعض حالات متلازمة اللكنة الأجنبية، وهذا يعزز فكرة أن تغير أنماط الكلام عملية آلية وبالتالي غير محددة [4][5]. وبناءً على ذلك فإن تصوّر اللكنة الأجنبية هو على الأرجح حالة باريدوليا (توهّم) من جانب المستمع.
فمثلا قد ينتج عن تضرر الدماغ صعوبة في نطق الحرف (ر) في نهاية الكلمات، مما يفرض على المتحدث باللهجة الرائية استخدام لهجة غير رائية حتى لو لم يستخدمها أبداً في السابق. في الولايات المتحدة اللهجة غير الرائية ميزة تتضح بشكل خاص في لهجة سكان بوسطن، وبالتالي قد يبدو الشخص للمستمع العادي وكأنه يتحدث بلهجة بوسطن، إلا أن الكثير من الميزات الأخرى للهجة بوسطن قد تكون مفقودة تماماً، وحتى يكون الأمر طبيعياً وانسيابياً تم الاقتراح بأن يقوم المصاب بالمتلازمة بتقوية الأثر الحاصل في لهجته عن طريق محاكاة بقية مميزات اللكنة، وبحسب أهمية حرف صوتي معين في لكنة الشخص الأصلية، قد يجد الشخص أن التحدث بلهجة مختلفة سهل جداً وأن النطق المستمر بلهجته الاعتيادية صعب جداً بعد أن فقد بعض المهارات الحركية.
وقائع
وصف بيير ماري طبيب الأمراض العصبية الفرنسي، أول حالة إصابة بهذه المتلازمة في عام 1907 [6]، وسجلت دراسة تشيكية حالة أخرى في 1919 [7]، و شملت أشهر حالات الإصابة الأخرى بهذه المتلازمة حالة في النرويج في عام 1941 بعد أن عانت شابة تُدعى استردل من إصابة في الرأس سببته قنبلة شظايا خلال غارة جوية، وبعد أن بدا أنها تتعافى من الجرح بقي معها مابدا وكأنه لكنة ألمانية قوية، ونبذها النرويجيون [8]، هناك حالة إصابة شهيرة أخرى وهي حالة جودي روبرتز والمعروفة أيضاً باسم تيفاني نويل، التي وُلدت وعاشت في إنديانا، الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1999، عانت روبرت وهي في عمر السابعة والخمسين من سكتة دماغية، وبعد أن تعافت منها أصبحت تتحدث بما يشبه اللكنة البريطانية على الرغم من أنها لم تذهب إلى بريطانيا قط [9][10].
و في شهر مارس من عام 2001 عانى جيري كونر رجل كان يعيش في اشفيل في كارولينا الشمالية، من سكتة دماغية بينما كان في مقر عمله، وبعد أن نُقل إلى المستشفى فقد وعيه، وعندما استعاد وعيه بدأ يتحدث بلكنةٍ بريطانية صحيحة جداً، كانت هذه الحادثة قبل أن يعرف الكثير عن متلازمة اللكنة الأجنبية حيث كانت مُدرجة فقط في سجلات الأطباء والمستشفيات.
و في شهر فبراير من عام 2004 حُقنت امرأة في دالاس-تكساس، بصبغة اليود من أجل أشعة مقطعية للصدر، على الرغم من أنها تعاني من حساسية ضد اليود، وكانت نتيجة رد الفعل التحسسي شللاً مدته 24 ساعة لم تستطع خلالها الحديث، ومع برأها من الشلل كانت تتحدث بلكنة تبدو وكأنها روسية، وبالإضافة إلى التغير الحاصل في كلامها بدأت تتعرض لنوبات صرع، ومع مرور الوقت أصبحت اللكنة طبيعية أكثر إلا أنها تصبح أقوى عندما تتعرض لنوبة صرع. ويملك موقع متلازمة اللكنة الأجنبية على الإنترنت في جامعة دالاس http://www.utdallas.edu/research/FAS/about/samples.html مقاطع صوتية لكلامها قبل الحادثة، وبعد أن تأثر بها.
و في شهر يناير من عام 2006 عانى رجل أسترالي من سكتة دماغية كنتيجة لسوء استخدام دواء الديبازيبام (دواء مهدئ ومرخٍ للعضلات)، بينما كان يقضي إجازته في تايلاند، عندما استعاد وعيه لاحظ أصدقاؤه أنه يتحدث بمزيج من اللكنتين الأيرلندية والأمريكية، ويبدّل أحياناً بين اللهجتين في منتصف الجملة، وكانت هذه أول مثال مُسجّل لمتلازمة اللكنة الأجنبية المزدوجة.
حدثت حالة إصابة أخرى بمتلازمة اللكنة الأجنبية لِـ ليندا واكر، وهي امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً من منطقة نيوكاستل في المملكة المتحدة، فبعد تعرضها هي الأخرى لسكتة دماغية، تغيرت لكنتها الجيوردية الطبيعية ووُصفت أوصافاً متعددة، من هذه الأوصاف أن لكنتها تشبه اللكنة الجامايكية، بالإضافة إلى الكندية الفرنسية، والإيطالية، والسلوفاكية، وأجرت محطة BBC NEWS [11] لقاءً معها، كما ظهرت في برنامج ريتشارد وجودي في المملكة المتحدة في شهر يوليو من عام 2006 لتتحدث عن الكارثة التي تعرضت لها.
في الرابع عشر من شهر يوليو من عام 2007 تحدث صبي اسمه راجيش في منطقة نائية في الهند باللغة الإنجليزية فجأة، على الرغم من أنه لم يخرج من موطنه أبداً. واُفترض في السجلات أن الصبي هو استنساخ لروح عالِم أمريكي، كانت هذه الحالة غير مفهومة ولم تُربط أبداً بمتلازمة اللكنة الأجنبية. وعلى الرغم من ذلك كانت الأعراض التي تم تسجيلها إشارةً واضحة جداً. (يمكن العثور على شريط فيديو للصبي وهو يتحدث بلكنةٍ إنجليزية على الرابط في قائمة المراجع) [12][13].
و في عدد شهر يوليو 2008 من مجلة ذا كانيديان جورنال أوف نيرولوجيكال ساينسيز، قدّم باحثون من جامعة ماكماستر دراسة ذكروا فيها أن امرأة من وندسور، أونتاريو، بدأت تتحدث بلكنةٍ وصفها البعض بأنها لكنة سكان نيوفاوندلاند وذلك بعد أن عانت من سكتة دماغية.
في 2008 سندي لو رومبيرغ من بورت أنجلوس في واشنطن، التي عانت من إصابة في الدماغ قبل 17 عاماً من ذلك التاريخ، أُصيبت بمتلازمة اللكنة الأجنبية بعد تعديل عنقها من مقوّم العظام الخاص بها، وعند زيارتها للمستشفى استبعد الأطباء إصابتها بسكتة دماغية، وبعد ذلك تحدثت بلكنةٍ روسية بل يبدو أنها ترتكب أخطاء نحوية يرتكبها روسي يتحدث الإنجليزية، كما لو أن اللغة الإنجليزية لم تكن لغتها الأم، ظهرت سندي في برنامج مستري إي آر على قناة دسكوفري هيلث شانيلز في 26 أكتوبر من عام 2008 [14]، كما ظهرت في عدد 31 أكتوبر لمجلة إنسايد ايديشن التلفزيونية.
و في 2008 أُصيبت جولي فرايزر، امرأة من فورت واين في إنديانا تعاني من شقيقة فالجية شديدة متقطعة، بمتلازمة اللكنة الأجنبية، وبعد عدة أشهر من نوبات الشقيقة الفالجية اليومية والمتعددة، أصبحت لكنتها تبدو بريطانية أو روسية، يعتمد ذلك على مستويات الإجهاد العصبي والإدراك بالنسبة للمستمع، إن حالة فرايزر -حتى يومنا هذا- هي أول حالة أكّدت ارتباط متلازمة اللكنة الأجنبية بحالة الشقيقة [15].
و في 2010 ذُكرت علناً حالة أخرى مرتبطة بالشقيقة الحادة ساره كولويل، امرأة من مقاطعة ديفون في المملكة المتحدة تعاني من آلام الشقيقة المتكررة، عانت من صداع حاد جداً لدرجة أنها اضطرت لاستدعاء سيارة إسعاف، وعندما استيقظت لاحقاً في المستشفى بدت لكنتها لكنةً صينية [16][17].
كما سُجلت حالة أخرى تتضمن الشقيقة في شهر سبتمبر 2010، لامرأة بريطانية أيضاً، فبعد أن استلقت كاي راسل، امرأة من مقاطعة غلوسترشير في المملكة المتحدة تبلغ 49 عاماً، على الأرض لفترة من الوقت بسبب صداع الشقيقة، استيقظت ومعها لكنةٌ فرنسية [18][19][20].
في ديسمبر 2010 استيقظ رجل أفريقي ومعه لكنة إيطالية بعد صداع استمر لأسابيع.
و في الخامس من يونيو لعام 2011 ذكرت هافنغتون بوست حالة كارين بلتر، وهي امرأة من نيوبورت-أوريغون، خرجت من عملية جراحية لفمها بلكنةٍ أيرلندية [21]. وأشارت مصادر أخرى أن لكنتها الجديدة تشبه لكنة أوروبا الشرقية [22].
إنظر أيضاً
ملاحظات
- Mariën P, Verhoeven J, Wackenier P, Engelborghs S, De Deyn PP. (2009). Foreign accent syndrome as a developmental motor speech disorder. Cortex. 45(7):870-878. ببمد 19121521
- Severe migraines give Devon woman a bizarre Chinese accent at asylum.co.uk - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Croatian teenager wakes from coma speaking fluent German". Telegraph. Telegraph Media Group. 2010-04-12. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 201917 أبريل 2010.
- Mariën P., Verhoeven J., Engelborghs, S., Rooker, S., Pickut, B. A., De Deyn, P.P. (2006). A role for the cerebellum in motor speech planning: evidence from foreign accent syndrome. Clinical Neurology and Neurosurgery, 108, 518-522.
- Mariën P., Verhoeven J. (2007). Cerebellar involvement in motor speech planning: some further evidence from foreign accent syndrome. Folia Phoniatrica et Logopaedica, 59:4, 210-217.
- Marie P. (1907). Presentation de malades atteints d’anarthrie par lesion de l’hemisphere gauche du cerveau. Bulletins et Memoires Societe Medicale des Hopitaux de Paris, 1: 158–160.
- Pick, A. 1919. Über Änderungen des Sprachcharakters als Begleiterscheinung aphasicher Störungen. Zeitschrift für gesamte Neurologie und Psychiatrie, 45, 230–241.
- Monrad-Krohn, G. H. "Dysprosody or Altered 'Melody of Language'." Brain 70 (1947): 405-15.
- "Stroke gives woman British accent". BBC News. BBC. 2003-11-25. مؤرشف من الأصل في 1 فبراير 201929 ديسمبر 2007.
- Lewis, Angie. "Communicative Disorders Clinic Diagnoses Rare Foreign Accent Syndrome in Sarasota Woman". University of Central Florida-College of Health and Public Affairs. مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 201329 ديسمبر 2007.
- "Stroke gives woman foreign accent". BBC News. BBC. 2006-07-04. مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201930 ديسمبر 2007.
- "UP boy claims to be incarnation of a US scientist". IBN Live. CNN IBN. 2007-07-14. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 201514 يوليو 2007.
- "UP village boy suddenly acquires American accent". TOI. The Times of India. 2007-07-14. مؤرشف من الأصل في 30 يونيو 201314 يوليو 2007.
- "Woman's Accent Foreign Even to Her". The Seattle Times. 2008-10-27. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 202027 أكتوبر 2008.
- "Health Sentinel: Connecting symptoms finally leads to disorder diagnosis". The News-Sentinel. 6 December 2010. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 2015.
- "Migraine left woman with Chinese accent". The Sunday Times. 20 April 2010. مؤرشف من الأصل في 18 أبريل 201520 أبريل 2010.
- "Severe Migraine Leaves English Woman with Chinese Accent". Fox News. 19 April 2010. مؤرشف من الأصل في 2 نوفمبر 201220 أبريل 2010.
- Morris, Steven (2010-09-14). "Woman's migraine gave her French accent". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 2012.
- "Migraine gives woman French accent". The Independent. London. 2010-09-14. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 2019.
- "Grandmother goes to bed with migraine... and wakes up speaking with a French accent". The Daily Mail. London. 2010-09-15. مؤرشف من الأصل في 21 أغسطس 201616 سبتمبر 2010.
- Woman Gets Oral Surgery, Wakes Up With Irish Accent - تصفح: نسخة محفوظة 05 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Woman Gets New Accent After Dentist Visit - تصفح: نسخة محفوظة 14 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
مراجع
- Dankovičová J, Gurd JM, Marshall JC, MacMahon MKC, Stuart-Smith J, Coleman JS, Slater A. Aspects of non-native pronunciation in a case of altered accent following stroke (foreign accent syndrome). Clinical Linguistics and Phonetics 2001;15:195-218.
- Gurd JM, Bessell NJ, Bladon RA, Bamford JM. A case of foreign accent syndrome, with follow-up clinical, neuropsychological and phonetic descriptions. Neuropsychologia 1988;26:237-51. ببمد 3399041
- Gurd JM, Coleman JS, Costello A, Marshall JC. Organic or functional? A new case of foreign accent syndrome. Cortex 2001;37:715-8. ببمد 11804223 PSHAW
وصلات خارجية
- Article from New Zealand 13th July 2010
- "Stroke gives man Italian accent" at BBC Radio 4 Home Truths, 4 November 2005
- "I woke up with a foreign accent" at إيه بي سي نيوز
- Journal of Neurolinguistics, Volume 19, Issue 5. Special issue on foreign accent syndrome.
- "Foreign Accent Syndrome Support" - site created by researchers at University of Texas at Dallas
- "Woman gets Swedish accent after chiropractor's visit"
- "Health Sentinel: Connecting symptoms finally leads to disorder diagnosis" - article from Fort Wayne, IN describing a woman's struggles with rare conditions, including Foreign Accent Syndrome. December 6, 2010