الرئيسيةعريقبحث

محاكمات العاملين بالصحة البحرينية

قضية تتعلق باحتجاجات سنة 2011

☰ جدول المحتويات


موظفي الصحة البحرينية يتجون أمام مجمع السليمانية الطبي بعد ظهور تقرير حول تعرض الأطباء والمسعفين للأذى خلال الخميس عند دوار مجلس التعاون الخليجي.

محاكمات العاملين بالمجال الصحي البحريني هي عبارة عن سلسلة من القضايا القانونية والتي واجه فيها ثمانية وأربعون طبيباً وممرضة وطبيب أسنان تهم حول مشاركتهم في الاحتجاجات البحرينية 2011-2012 . في سبتمبر من عام 2011، تم إدانة عشرين منهم بعدد من القضايا من قبل محكمة عسكرية، وتشمل هذه القضايا تخزين أسلحة والتآمر على قلب الحكم. البقية والبالغ عددهم ثمانية وعشرون شخصاً تم إدانتهم كلاً على حدة بتهمة سوء السلوك.[1] في الشهر التالي، نقضت الأحكام والتهم السابقة، وتم الإعلان عن إعادة المحاكمة بمحكمة مدنية. بدأت إعادة المحاكمة في شهر مارس من عام 2012، ولكن تم تأجيلها إلى 14 يونيو. خلال إعادة المحاكمة، ألغيت الأحكام على تسعة من المدعى عليهم وتم تخفيفها على البقية.[2] في الأول من أكتوبر، أيدت محكمة النقض إلغاء الأحكام على التسعة المدانين. شدت القضية الانتباه العالمي والكثير ن الجهات حول العالم،[3] ومن ضمنهم الأمم المتحدة، الجمعية الطبية العالمية، جمعية أطباء بلا حدود، المجلس الدولي للمرضات، منظمة العفو الدولية و هيومن رايتس ووتش. أعلنت هذه المنظمات عن قلقها تجاه المحاكمات العسكرية والتهم المنسوبة لموظفي الصحة. في نوفمبر من عام 2011، أعلنت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق تحت إشراف ملك البحرين

دور موظفي الصحة في ثورة البحرين

في بداية شهر فبراير من عام 2011، شهدت البحرين احتجاجات مطالبة بالديموقراطية، كانت هذه المظاهرات بشكل مركز في دوار اللؤلؤة في مدينة المنامة وقد كانت هذه المظاهرات والاحتجاجات جزء من الربيع العربي. ردت السلطات البحرينية على هذه المظاهرات بمداهمة ليلية في يوم 17 فبراير، وقد تم تسمية هذا اليوم بالخميس الدامي من قبل المتظاهرين، حيث قتل أربعة متظاهرين وأصيب أكثر من 300 آخرين.[4] لعب موظفي الصحة دوراً هاماً في إحصاء عدد المصابين والذي تم تقليله و رفضه من قبل حكومة البحرين.[5] وعلى سبيل المثال، فقد ظهرت أخصائية الروماتيزم الدكتورة فاطمة حاجي على قناة الجزيرة في حالة هستيرية وهي تصف عيسى عبد الحسن، وهو رجل في الستين من العمر توفي في المستشفى بجرح في رأسه جراء ضربه من أفراد الشرطة، قائلة " لتوي بدأت بالصراخ وأنا أسأل: ماذا فعل هذا الرجل؟ إنه رجل كبير في السن، ماذا فعل ليستحق ما حدث؟". وأوضحت الدكتورة لاحقاً بعد اعتقالها أن استجوابها كان يتمحور حول ظهورها في التلفاز.[6] في مجمع السليمانية الطبي، انضم الأطباء بأنفسهم إلى الاحتجاجات، وتكلموا مع المحتجين والإعلام من خلال سلالم المستشفى، حيث أن السلطات البحرينية منعت سيارات الإسعاف من إحضار المصابين إلى هذا المستشفى. كان الرد العسكري يقضي بإعلان المستشفى كحصن للمعارضين مما حدا بهم إلى السيطرة عليه في السادس عشر من شهر مارس.[7]

الإعتقالات والتهم

في شهر من مارس من عام 2011، تم اعتقال عشرين موظفاً في الصحة البحرينية بناء على عدد من التهم المختلفة والتي ترتبط ببعض أفعالهم أثناء الاحتجاجات. بينما تم اعتقال ثمانية وعشرين موظفاً بناء على سوء السلوك،[1] و لقد كان مجمل عدد المعتقلين من موظفي الصحة أكثر من السبعين.[8] تم اعتقال الدكتور علي العكري وهو يؤدي عملية في مجمع السليمانية الطبي.[9]

شملت التهم الموجهة ضد الأطباء احتلال المستشفى، تخزين الأسلحة، نشر الإشاعات والأخبار الخاطئة، التحريض على كراهية حكام البحرين والمناداة بالإطاحة بهم وعدم علاج المرضى من الطائفة السنية. كما زعمت الحكومة البحرينية أنهم استخدموا الدم الموجود في بنك الدم لتضخيم شكل جروح المصابين، وزعمت أيضاً أنهم استخدموا سيارات الإسعاف لإيصال الأسلحة للمحتجين،[10] وأنه تم مصادرة أسلحة إيه كيه-47 داخل المستشفى خلال مداهمة الشرطة.[11] وصف الإعلام الحكومة المدافعين بأنهم يملكون أهداف إرهابية.[12] وفقاً لأقوال المدعي العام، فإن العكري هو "زعيم العصابة" والذي نظم ورتب لجعل الموظفين معارضين للحكومة البحرينية.[13] الدكتور العكري هو من الأشخاص المعروفين في البحرين قبل بداية الثورة، حيث أنه كان أحد الأعضاء في رحلة مساعدة قطاع غزة في شهر يناير من عام 2009 أثناء الهجوم على قطاع غزة. حين عودته، لقي العكري الكثير من الثناء وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات أحدها من ملك البحرين. بعد اعتقاله، أكد العكري أنه تتم محاكمته جراء تعليقه الإعلامي حول عنف الشرطة، حيث قال:" إنهم يعرفون أننا شاهدنا جميع جرائم النظام وأننا وقفنا بجانب المصابين وتكلمنا مع الإعلام.. في أي مكان، مثل غزة واليمن حالياً، الأطباء يتكلمون عما يرون."[14] أنكر المدعى عليهم جميع التهم مؤكدين أن التهم وراءها دوافع سياسية. في بيان مشترك للمدعى عليهم أوضحوا ما يلي:" جريمتنا الوحيدة هي أننا أثناء الاضطراب في بداية هذا العام، كنا شهود صريحين على ما حصل من إراقة الدماء والتعامل الوحشي من قبل الشرطة".[10] رد النائب البحريني جمال فخرو بقوله " أن سجون البحرين هي للناس الذين يفضلون الخوض بالسياسة أكثر من كونهم أطباء، وهي ليست للأطباء الذين يعالجون الناس". .[15] ذكر متحدث باسم هيئة شؤون الإعلام البحرينية أن موظفي الصحة المدانين يلفقون قصصهم وأنهم كما ذكر:" يتعاونون مع المتشددين في محاولة للانقلاب".[15]

كان الصحفي البريطاني الشهير روبرت فيسك من المتواجدين خلال فترة الاحتجاجات، و قد اتهم الحكومة البحرينية بالكذب حيث قال:" الأطباء الذين شاهدتهم كانوا غارقين في دماء المصابين و يحاولون بكل جهد إيقاف جروح المصابين من المحتجين المؤيدين للديمقراطية والتي تلقوها من الشرطة والجيش البحريني، ومع ذلك فإنهم يحاكمون.. كيف يمكن محاكمة هؤلاء الأطباء والطبيبات النزيهين بتهمة الإطاحة بالملكية؟ فكرة اتهام هؤلاء الثمانية والأربعين شخصاً بهذه التهم الفظيعة ليس فقط منافي للعقل، بل إنه جنون، إنه انحراف تام عن الصحة".[16] جاء الرد من قبل هيئة شؤون الإعلام البحرينية بتهديده بالتشهير به.[17] ساندت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ما إدعته الحكومة بأن الموظفين احتلوا المبنى الأول من مجمع السليمانية الطبي. لكنها رفضت الإدعاء الذي يتهم الموظفين بإمداد المحتجين بالأسلحة وأقرت بإن الأدلة التي تساند الادعاءات بأن الأطباء رفضوا تقديم الخدمة الصحية للمرضى كانت بالكاد قاطعة.[18]

المحاكمات

المحاكمات الجنائية

أعلن في 29 سبتمبر من عام 2011 أن العشرين موظفاً المتهمين بقضايا جنائية مذنبين من قبل محكمة السلامة الوطنية العسكرية. طبقاً للجامعة الدولية لحقوق الإنسان، فإن المحاكمة استمرت فقط لبضعة دقائق.[19] لقي ثلاثة عشر من المتهمين العشرين أحكام بالسجن لخمسة عشر عاماً، بينما لقي خمسة آخرين حكماً بالسجن لمدة خمسة أعوام، أما البقية الاثنان فتلقوا حكماً بالسجن لمدة عشرة سنوات.[6] كانت هذه الأحكام بمثابة الضربة القوية التي حطمت تأملات مجموعات حقوق الإنسان التي ضغطت لإيقاف المحاكمات والتي توقعت أن المحاكمات ستسير في صالح الموظفين، خصوصاً بعد أن تم الإفراج عن بعضهم بكفالات.[20] تم تحديد موعد لإعادة محاكمة المدعى عليهم من قبل محكمة مدنية، وقد جاء ذلك بعد الانتقاد العالمي للبحرين.[21] أعلن مكتب المدعي العام أن اعترافات المدعى عليهم، والتي يزعم أنها أخذت تحت التعذيب، لن تستخدم كدليل أثناء المحاكمة.[22]

في 10 مارس من عام 2012، أعلنت هيئة شؤون الإعلام البحرينية أن التهم المرفوعة على خمسة عشر شخصاً من العشرين تم إسقاطها وتم تحويلها لمراجعتها من قبل المجلس.[23] تم إصدار هذا القرار بدون أي توضيح في الأسابيع اللاحقة.[24] تم تأجيل المحاكمات إلى 14 من شهر يونيو.[25] في يوم 14 من شهر يونيو، برأت المحكمة تسعة من الموظفيين الصحيين وخفضت الأحكام عن تسعة آخرين. تم الحكم على علي العكري بخمسة سنوات في السجن، وتم الحكم على طبيب آخر بثلاثة سنوات في السجن بينما تراوحت أحكام سبعة آخرين بين شهر و عام كامل في السجن. طبيبان لم يستأنفوا حكمهما بالسجن لخمسة عشر عاماً، ولكن فضلا الهرب خارج البحرين.[2] في الأول من شهر أكتوبر، أغلقت محكمة النقض، وهي أقوى محاكم الدولة، الملف الأول من القضية والذي تضمن عشرين موظفاً صحياً بتمسكها بقرار بأحكام السجن في حق التسعة الباقيين.[3][26] مع أن الحكم كان نهائي، إلا الآن الناشط محمد المسقطي أكد أنه بالإمكان الحصول على العفو من قبل الملك.[3]

محاكمات الجنح

من بين ثمانية وعشرين موظفاً صحياً تم اتهامهم بجنح مختلفة، ثلاثة وعشرون تمت إدانتهم في 21 من شهر نوفمبر من عام 2012. هؤلاء الذين تمت إدانتهم كان لديهم خياران، إما السجن لثلاثة أشهر أو دفع مئتان دينار بحريني. في 28 من شهر مارس من عام 2013، تم إسقاط الاحكام من 21 شخصاً من قبل محكمة الاستئناف.[27][28] الموظفان الآخران فضلا عدم استئناف أحكامهما.[29]

تعذيب الموظفين الصحيين

أكد العديد من الموظفين الصحيين الذين تم ايقافهم انهم تعرضوا لمعاملة سيئة وتم تعذيبهم حينما كانوا تحت الحجز القضائي، مما جعل هيومن رايتس ووتش و منظمة العفو الدولية يطلبان تحقيق منفصل.[30][31] ومما نقل عنهم أن السلطات الأمنية أجبرتهم على الوقوف لفترات طويلة و ضربهم بلوح خشبي أو بخراطيم مطاطية، كما حرمتهم من النوم بغرض إجبارهم على الاعتراف. في أحد الحالات، ادعى أحد المسجونين أنه أجبر على توقيع ورقة بينما كان معصوب العينين.[31] ادعت الدكتورة فاطمة حاجي أنه تم وضع عصابة على عينيها وضربها لمحاولة جعلها تعترف بتزييفها لجروح المصابين خلال مقابلة قناة الجزيرة. لاحقاً، استطاعت الدكتورة فاطمة التعرف على الشخص الذي حقق معها وهو أحد من تربطهم علاقة قرابة من بعيد بملك البحرين.[6] كما ادعى إبراهيم الدمستاني، وهو أمين سر جمعية التمريض، أنه تعرض للضرب من قبل الشرطة بشكل متعمد في منطقة ذكر لهم أنه يعاني بها من انزلاق غضروفي، كما تم رفض تقديم العناية الطبية له حتى قابل أحد رجال الشرطة الذي قد دربه سابقاً على تطبيق الإسعافات الأولية.[6] في التحقيقات التي تمت من قبل هيومن رايتس ووتش، ذكرت الدكتورة رولا الصفار أنها تعرض للصعق الكهربائي في اليد والوجه، كمما تم تهديدها بالاغتصاب. كما وصف الدكتور العكري أنه تعرض للضرب بشكل مستمر بالكابلات والخراطيم والأيدي، كما أجبروه على الوقوف ليوم كامل. ذكر الدكتور غسان ضيف أنه كان معصوب العينين و مغلول اليدين لمدة 21 يوماً، كما تعرض للضرب في كل ساعة. ادعى الدكتور باسم ضيف أنه تعرض للضرب أمام أطفاله وفي منزله وقت اعتقاله، كما أنه أجبر على التوقيع على اعتراف خاطئ بينما كان في الحجز، حيث هدد أفراد السلطات بإيذاء عائلته.[30] أكد الدكتور نادر دواني، وهو طبيب أطفال، أنه أجبر على الوقوف لمدة سبعة أيام وتعرض للضرب من قبل ضابطة، كما أكد أنها حاولت إدخال علبة بشرجه.[32]

أكدت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق أن العديد ممن تم حبسهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي..[21] كما أكد التقرير أن الموظفين الصحيين كانوا من ضمن المتعرضين للتعذيب والتحرش.[18]

ردود الفعل

ردود الفعل المحلية

وقف العديد من السنة المشجعين للحكومة البحرينة ضد الأطباء، مؤكدين أنه الأطباء تعمدوا المبالغة في شكل جروح المصابين أمام الكاميرات، كما ادعوا أن الأطباء تسببوا في بعض الوفيات تشويهاً لسمعة أفراد الأمن.[2] ادعى تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق أن بعض الأطباء الشيعة رفضوا معالجة مرضى السنة، وبدلا من ذلك، قاموا بحكم مناصبهم بمساندة الناشطين عن طريق تعزيز حججهم.[33]

ردود الفعل العالمية

لفتت المحاكمات الأنظار والاهتمام العالمي، حيث قامت بعض الحكومات، المنظمات الطبية، منظمات حقوق الإنسان برفع تقارير و بيانات نيابة عن الأطباء.

ردة فعل الحكومات

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها انزعجت بشكل كبير من الأحكام، وحثت الحكومة البحرينية على الالتزام بتعدها اتخاذ الاجراءات القضائية الشفافة، والتي تتضمن المحاكمات العادلة، تفعيل المحاماة والوصول إليها، والأحكام المبنية على أدلة موثوقة.[10] بعد إدانة تسعة من الموظفين الصحيين خلال إعادة المحاكمة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن آمالها خابت بأن يتم تبرئة جميع المتهمين من موظفي الصحة.[33] كما أكدت أن انزعاجها من الحكم بسبب أنه بني بشكل كامل أو جزئي على نقد الموظفين لتصرفات الحكومة والشرطة.[2] أبدى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بعض المخاوف من صحة المحاكمات العسكرية، و أكد على حكومة البحرين بأن تلتزم بالإجراءات القانونية الواجبة و احترام المعايير العالمية لحقوق الإنسان.[34] أشار المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى قلق المفوضية من خلل الإجراءات القانونية أثناء المحاكمات.[34]

منظمات موظفي الصحة

في رسالة نشرت في صحيفة الغارديان، عبرت الجمعية الطبية البريطانية قلقها الشديد حول إدانة عشرين موظفاً، حيث ذكرت في الرسالة: "كل الأدلة المستقلة تشير إلى أن وراء المحاكمات دوافع سياسية والتي أظهرت إهمالاً لسير العملية القضائية بشكل مناسب، كما أهملت القواعد الأساسية للحياد الطبي".[35] أدانت الجمعية الطبية الأسترالية المحاكمات، واصفة المدانين من الموظفين الصحيين بأنهم أدوا عملهم المفترض ببساطة ولكن في مكان يعج بالصراعات.[36] أما فيما يخص جمعية أطباء بلا حدود، فقد انتقدت انضمام الأطباء في مجمع السليمانية الطبي للمحتجين، ولكنها وصفت ردة فعل الجيش بأنها أكبر وأشد ضرراً على الحياد الطبي. في شهر مايو من عام 2011، أصدرت المجموعة بياناً نيابة عن موظفي الصحة البحرينية، ألحت فيه على ضرورة السماح للأطباء والممرضات بتقديم العناية الصحية تماشياً مع الأخلاق الطبية، دون وجود خوف من الانتقام.[37] عبرت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها بشأن موظفي الصحة ومحاكماتهم، حيث ذكرت: "يجب أن يتاح لمقدمي الرعاية الصحية أداء مهاتهم لعلاج المصابين، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، وحتى في أوقات الصراع".[34] أصدر كلاً من المجلس الدولي للممرضات والجمعية الطبية العالمية بياناً مشترك يتضمن اعتراضهما على أسلوب المحاكمة العسكرية المغلقة، كما ذكرت: " إن من مسؤولية الأطباء والممرضات رعاية المرضى بغض النظر عن عرقيتهم، لونهم، عقيدتهم أو انتماؤهم السياسي. يجب أن لا يتم محاكمة أي مقدم للرعاية الصحية لكونه عالج أحد المرضى أو الجرحى".[38] راسلت الكلية الملكية للتمريض، والتي تتخذ مقرها في المملكة المتحدة، إلى حكومة البحرين نيابة عن موظفي الصحة، كما أرسلت لهم بشكل مباشر فيديو يتضمن دعمهم والذي تكلم فيه الأمين العام بيتر كارتر قائلاً: " كل ما فعلتموه كان من واجبات عملكم. كنتم تحاولون الاهتمام بالناس".[39]

منظمات حقوق الإنسان

مجموعات حقوق الإنسان الدولية ذكرت أن التهم الموجهة ضد الأطباء كانت انتقاماً لمعالجتهم الجرحى من المصابين.[2] من جانبها وصفت منظمة العفو الدولية التهم بأنها مضحكة ومزيفة للعدل.[40] دعت المنظمة لإقامة حملة للكتابة نيابة عن موظفي الصحة المتهمين، حيث ذكرت المنظمة أن التوجهات السياسية أثرت في الأحكام، كما أكدت أن المحاكمات لم تتماشَ مع معايير العدل الدولية، وأن موظفي الصحة المدانين قد يصبحوا سجناء الضمير.[41] بعد إدانة تسعة من الموظفين في إعادة المحاكمة، ذكرت منظمة العفو أنه كان يوماً مظلماً للعدالة،[2] وأسمتهم سجناء الضمير.[42] أسمت منظمة بيت الحرية هذه المحاكمات بأنها جزء من النمط القمعي الذي يناقض الوعود بالإصلاح والمحادثات السياسية الصادقة من قبل حكومة العائلة المالكة.[43] وصفت منظمة الخط الأمامي أن هذه الاعتقالات جزء من النمط القمعي الواسع الانتشار.[9] احتجت واعترضت هيومن رايتس ووتش على التعذيب الذي تعرض له الأطباء، كما أدانت ما أسمته بالظلم الأولي في هذه المحاكمات، وألحت على محكمة الاستئناف بإسقاط الإدانات المعيبة.[30] طالب مركز الخليج لحقوق الإنسان ملك البحرين بالتدخل شخصياً وبشكل عاجل لتعطيل الأحكام الصادرة بحق موظفي الصحة.[44] كما طالبت منظمة أطباء لحقوق الإنسان، والتي تتواجد في الولايات المتحدة، بإطلاق سراح المعتقلين بشكل عاجل.[10]

انظر أيضاً

المراجع

  1. "Under the Gun: Ongoing Assaults on Bahrain's Health System" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physicians for Human Rights. May 2012. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 18 ديسمبر 201625 مايو 2012.
  2. Samia Nakhoul (14 June 2012). "Bahrain eases medic sentences, U.S. "deeply disappointed"". رويترز. Retrieved 21 June 2012. نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  3. Rania El Gamal (1 October 2012). "Bahrain court upholds jail terms on protesting medics: BNA". Reuters. Chicago Tribune. Retrieved 1 October 2012. نسخة محفوظة 27 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. "Bahrain protests: Police break up Pearl Square crowd". BBC News. 17 February 2011. مؤرشف من الأصل في 27 مارس 201924 مايو 2012.
  5. "Bahrain military court finds medics guilty". Amnesty International. 29 September 2011. مؤرشف من الأصل في 6 يناير 201424 مايو 2012.
  6. Matthew Cassel (2 December 2011). "Bahraini doctors speak out against torture". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 9 مايو 201924 مايو 2012.
  7. LOGO.pdf "Health Services Paralyzed: Bahrain's Military Crackdown on Patients" ( كتاب إلكتروني PDF ). Doctors Without Borders. April 2011. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 13 يونيو 201325 مايو 2012.
  8. Bill Law (30 May 2013). "Irish medical campus in Bahrain challenged". BBC. مؤرشف من الأصل في 5 أكتوبر 201302 يونيو 2013.
  9. "Human Rights Defenders at Risk". Front Line Defenders. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201624 مايو 2012.
  10. Sharmila Devi (8 October 2011). "Medical community urged to defend Bahraini doctors". The Lancet. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  11. Talea Miller (29 September 2011). "Medical Workers in Bahrain Sentenced to 15 Years in Prison". PBS Newshour. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 201425 مايو 2012.
  12. "Bahrain medical staff sentenced over protests". Al Jazeera. 29 September 2011. مؤرشف من الأصل في 27 مايو 201924 مايو 2012.
  13. "Public Prosecutor's Statement on Medical Staff Trials". Bahrain News Agency. 2 October 2011. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 201624 مايو 2012.
  14. Matthew Cassel (2 December 2011). "From 'hero' to 'criminal' for Bahrain surgeon". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 201824 مايو 2012.
  15. "Bahrain says charged medics 'attempted coup". Al Jazeera. 1 October 2011. مؤرشف من الأصل في 5 أغسطس 201824 مايو 2012.
  16. Robert Fisk (14 June 2011). "I saw these brave doctors trying to save lives – these charges are a pack of lies". The Independent. مؤرشف من الأصل في 25 أغسطس 201224 مايو 2012.
  17. "Letters: Saudi forces in Bahrain to help". The Independent. 16 June 2011. مؤرشف من الأصل في 26 أبريل 202024 مايو 2012.
  18. "Bahrain court upholds verdict in medics trial". Al Jazeera English. 1 October 2012. Retrieved 1 October 2012. نسخة محفوظة 06 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. "Bahrain". International Federation for Human Rights. مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201225 مايو 2012.
  20. "Bahrain sentences medics who treated protesters". BBC News. 29 September 2011. مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 201524 مايو 2012.
  21. "Bahrain Court Cases Resume For Doctors, Anti-Government Protesters". Voice of America. 8 January 2012. مؤرشف من الأصل في 4 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  22. "Bahrain resumes retrial of convicted medics". Al Jazeera. 9 January 2012. مؤرشف من الأصل في 1 أغسطس 201825 مايو 2012.
  23. Andrew Hammond (10 March 2012). "Bahrain says to start talks, drop charges for some medics". Reuters. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201525 مايو 2012.
  24. Andrew Hammond (20 March 2012). "Bahrain to push on with medics trial, not drop cases". Reuters. مؤرشف من الأصل في 2 أكتوبر 201525 مايو 2012.
  25. "Bahrain delays medics' retrial until June". The Seattle Times. Associated Press. 10 May 2012. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 201925 مايو 2012.
  26. "Bahrain: King Should Quash Convictions". Human Rights Watch. 8 October 2012. مؤرشف من الأصل في 31 يوليو 201727 مايو 2013.
  27. "Medics on Trial in Bahrain". Physicians for Human Rights. 10 April 2013. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 201317 أبريل 2013.
  28. "Bahrain medics' convictions overturned by appeals court". BBC News. 28 March 2013. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 201317 أبريل 2013.
  29. "Bahrain appeals court revokes jail for medics". Global Post. Agence France-Presse. 28 March 2013. مؤرشف من الأصل في 17 أبريل 201317 أبريل 2013.
  30. "Bahrain: Medics Describe Torture in Detention". Human Rights Watch. 22 October 2011. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 201824 مايو 2012.
  31. "Bahrain faces fresh torture claims over health workers' trial". Amnesty International. 7 June 2011. مؤرشف من الأصل في 31 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  32. Ali Khalil (26 December 2011). "Bahrain medics recall jail 'horror". Agence France-Presse. مؤرشف من الأصل في 25 مايو 201225 مايو 2012.
  33. "Convicted Bahrain Medical Workers Seek International Support". صوت أمريكا. 16 June 2012. Retrieved 24 June 2012. نسخة محفوظة 17 يونيو 2012 على موقع واي باك مشين.
  34. "Bahrain: UN voices concern at sentences given to medical staff, activists". UN News Centre. 30 September 2011. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  35. Hamish Meldrum (30 September 2011). "Deep concern over Bahrain medics". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 19 مارس 201324 مايو 2012.
  36. "AMA Condemns Threats To Doctors And Nurses In World Trouble Spots, Australia". Medical News Today. 8 June 2011. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201624 مايو 2012.
  37. Christopher Stokes (16 May 2011). "MSF Director speaks out against Bahrain crackdowns". Doctors Without Borders. مؤرشف من الأصل في 24 يناير 201224 مايو 2012.
  38. Linda Carrier-Walker and Otmar Kloiber (9 June 2011). "Doctors and nurses leaders call for fair trial in Bahrain" ( كتاب إلكتروني PDF ). International Council of Nurses. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 24 سبتمبر 201524 مايو 2012.
  39. "RCN sends message of support to health care staff facing trial in Bahrain". Royal College of Nursing. 26 March 2012. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  40. "Amnesty International Condemns Guilty Verdicts and Heavy Prison Sentences Against Doctors and Health Professionals in Bahrain". Amnesty International. 29 September 2011. مؤرشف من الأصل في 3 مارس 201624 مايو 2012.
  41. "UA: 296/11 Index: MDE 11/053/2011 Bahrain". Amnesty International. 30 September 2011. مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 201324 مايو 2012.
  42. "Bahrain urged to free prisoners of conscience as appeals approach". Amnesty International. 23 July 2012. مؤرشف من الأصل في 23 فبراير 201323 يوليو 2012.
  43. "Ongoing Abuses in Bahrain Delegitimize Upcoming National Dialogue". Freedom House. مؤرشف من الأصل في 3 ديسمبر 201324 مايو 2012.
  44. "Bahrain: International Human Rights Organizations Observed the Trial of the Medical Staff in Manama". Gulf Centre for Human Rights. 29 November 2011. مؤرشف من الأصل في 18 يوليو 201824 مايو 2012.

موسوعات ذات صلة :