الرئيسيةعريقبحث

محمد أحمد المهدي


☰ جدول المحتويات


محمد المهدي بن عبد الله بن فحل (8 أغسطس 1843 - 21 يونيو 1885) زعيم سوداني وشخصية دينية قاد الثورة المهدية ضد الحكم التركي المصري في السودان. ونجح بتحرير الخرطوم عاصمة البلاد وقتل الجنرال البريطاني تشارلز غوردون حاكم عام السودان في العام 1885. ثم قام بتحويل العاصمة الي ام درمان. توفي في يونيو 1885 ومازال ضريحه موجودا بمدينة ام درمان.[1] تعاطف مع حركته مفكرون عرب واسلاميون بارزون منهم جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده.[2] . خلفه الخليفة عبدالله بن السيد محمد التعايشي والذي قاوم جيوش الاحتلال البريطاني الي ان قتل عقب معركة ام دبيكرات في العام 1899 والذي شهد عودة الاحتلال البريطاني لحكم السودان بعد حكم وطني دام لاكثر من اربعة عشر عاما .[3]

محمد أحمد المهدي
Muhammad Ahmad.jpg

قائد الثورة المهدية ومؤسس الدولة السودانية المستقلة في القرن التاسع عشر
▶︎ لا أحد
معلومات شخصية
الميلاد 12 أغسطس 1843
جزيرة لبب، دنقلا، السودان
الوفاة 21 يونيو 1885 (41 سنة)
أم درمان، السودان
سبب الوفاة حمى التيفوئيد،  وحمى نمشية 
مكان الدفن أم درمان 
مواطنة Flag of Darfur.svg سلطنة دارفور
Flag of Egypt (1882-1922).svg الخديوية المصرية
Flag of Mahdist Revolt.svg الدولة المهدية 
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة سياسي،  وعالم عقيدة،  وقائد عسكري،  ومقاوم 
الحزب (الأنصار) الثورة المهدية
مجال العمل سياسة،  وشؤون عسكرية،  وعقيدة 

مولده ونسبه

ولد عام 1259 هـ وقيل 1250 هـ [4] الموافق عام 1843م وقيل 1844 [5] بجزيرة لبب بمدينة دنقلا في شمال السودان بجزيرة الأشراف، لأسرة من الدناقلة تنتسب إلى سلالة الحسن بن علي حفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم. الجدير بالذكر ان جده الشيخ حاج شريف بن علي (أبو العشرة جد المئة) كان قد ذاع صيته كرجل صالح في جزائر الاشراف بلبب هو مدفون بشرق جزيرة لبب فيما يعرف عند أهالي المنطقة باضرحة الاشراف. والده السيد عبد الله بن فحل اشتهر بحرفة صناعة المراكب وانتقلت إليه عمادة الأسرة الكبيرة بالتتابع من جده الشيخ حاج شريف بن علي اما والدته فهي السيدة زينب بنت نصر محمد الشقلاوي وترجع باصولها لقبيلة الكنوز بمنطقة " الشقالوة" بشمال السودان.[6]. له ثلاثة اشقاء ذكور وهم بالترتيب : محمد (1834-1882) والذي توفي في موقعة تحرير مدينة الأبيض " ضد الاحتلال التركي المصري" .حامد (1839-1881) توفي في موقعة قدير في أوائل سنوات الثورة المهدية .عبد الله الشقيق الاصغر( 1855–1882) والذي توفي أيضا في موقعة تحرير الأبيض في العام 1882 مع شقيقه محمد وابن اخيه أحمد بن محمد. وللمهدي شقيقة واحدة وهي نور الشام( 1850-1880) زوجة الشيخ محمد العرضي الجعلي وتوفيت قبل قيام الثورة المهدية وليس لها عقب .[7].

    نشأته وتعليمه

    نشأته

    انتقلت الأسرة وهو طفل إلى بلدة كرري شمال أم درمان حيث توفي والده بعد وصولهم بقليل ودفن في وادٍ عُرف باسم "وادي سيدنا" نسبة لوالدهم عبد الله وكلمة " سيدنا " تطلق في الأدب الشعبي السوداني علي الشيخ أو الفقيه صاحب الخلوة الذي يعلم طلابه القرآن الكريم والعلوم الاسلامية. وبعد وفاة والده كفله شقيقاه محمد وحامد واللذان استمرا في تجارة صناعة المراكب كشأن والدهما .ثم انتقلت الاسرة للإقامة بمدينة الخرطوم لوقت وجيز حيث توفيت والدتهم زينب بنت نصر ودفنت في الضريح القائم اليوم بالقرب من مستشفي الشعب التعليمي .[8]

    تعليمه

    أبان محمد احمد عن شغف مبكر ونبوغ في تلقي العلم والتبحر في علوم الزهد والتصوف وشجعه علي ذلك شقيقاه ويسرا له السبيل فالتحق بخلوة الشيخ الفقيه الهاشمي بكرري وحفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة . ومن ثم انتقل الي خلوة الشيخ الأمين الصويلحي بمسيد ود عيسي بالجزيرة حيث اصاب قدرا من العلوم الشرعية. ودفعه شغفه للمزيد من التحصيل الي الالتحاق بخلاوي الغبش بمدينة بربر (مدينة) فالتحق بالشيخ محمد الخير عبد الله خوجلي تلميذاً وهو دون العشرين[9]. ويصف الباحث المصري الدكتور عبد الودود شلبي فترة المهدي بخلاوي الغبش قائلا : " لقد ادرك في تلك السن المبكرة من العلوم ما لم يدركه لداته، فقد حفظ القرآن وجوده ولم يفته الصرف والنحو والفقه والتصوف والتفسير، واولع بالادب والعلوم العقلية فدرس الفلسفة والعلوم الطبيعية والمنطق وعرف الغزالي وابن رشد وابن سينا وغيرهم من علماء المسلمين، ووُجد بخط يده ما يفيد بانه قرأ نسخة من كتاب تفسير الجلالين أكثر من سبعة وسبعين مرة علي مشائخ مختلفين" ..ويتحدث الدكتور عبد الودود شلبي عن مثالية سلوك المهدي كتلميذ في خلاوي الغبش حين يقول : " كان لا يأكل من الطعام المقدم لطلاب الخلوة لأن مصدره من مال الحكومة التي تجمع اموالها عن طريق اثقال كاهل الاهالي بالضرائب الباهظة فيترقب رسالة اهله ليدفع عن نفسه غائلة الحاجة والجوع ثم ينتهي به الامر الي ان يتصدق بالمال كله ويعتمد علي نفسه بالخروج الي الغابة لقطع الاخشاب ويبيع ما يقدر علي حمله منها الي السوق فيأكل ببعض ثمنه ثم يتصدق بالباقي علي الفقراء".[10] .

    لقد كان لفترة دراسته بخلوة الشيخ محمد الخير الاثر الأكبر علي مستقبل الثورة التي سيقوم بها لاحقا وستكون سيرته الحسنة الدافع الأكبر لشيخه محمد الخير ليبايعه ويتبع تلميذه القديم حين يعلن ثورته ضد الحكومة الاستعمارية القائمة فيكرم التلميذ شيخه ويقلده امارة شمال السودان ويقود مع عشيرته في بربر ومجموعة من قبائل شمال السودان جيوش الثورة المهدية التي قاومت الجيش البريطاني بقيادة الجنرال " ولزلي" فيوقعون بهم خسائر تدفعهم دفعا الي الانسحاب من السودان دون تحقيق اهدافهم المتمثلة في انقاذ الجنرال غردون.

    التحق بالطريقة السمانية وتتلمذ على الشيخ محمد شريف نور الدائم عام 1871م وتقدم بسرعة في مسالك الطريق. ثم انتقل ليعيش حياة الزهد بقرية الجزيرة أبا بمنطقة النيل الابيض حيث تزوج ببنت عمه فاطمة بنت الحاج واسس مسجدا وخلوة أو مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم الفقه والعلوم الاسلامية واشتهر بين سكان المنطقة بالاستقامة والورع فتدافع نحوه المريدون ومنهم الشيخ علي ود حلو والذي سيصبح أحد خلفائه الثلاثة فيما بعد وشقيقه الاصغر الشيخ موسي ود الحلو . كما توافدت وفود من قبائل منطقة النيل الابيض كقبائل دغيم وكنانة والكواهلة والحسنات والهبانية والحسانية. يقيمون معه بتعلمون من علمه.و جاء اشقائه الثلاثة محمد وحامد وعبد الله للإقامة معه وعملوا علي الاستفادة من خشب غابات المنطقة في تجارة صناعة المراكب التي برعوا فيها.[11]

    استمر بزيارة شيخه حتى اختلف معه لاحتفاله بختان أبنائه بصورة لم يتقبلها تلميذه الزاهد فطرده الشيخ وأقصاه، وقيل ان من اسباب طرده ان التلميذ الجديد بدأ يقصده المريدون أكثر من شيخه مما اثار حنق استاذه عليه وقال نعوم شقير ان سبب اختلافه معه هو قيام تلميذه بدعوي المهدية. وعلي الرغم من اختلاف الشيخ محمد شريف نورالدائم مع المهدي الا انه لم يكن يشكك ابدا في ورعه وزهده واستقامته وقد عاش محمد شريف نور الدائم طويلا بعد انتهاء الدولة المهدية وشهد عودة الاحتلال الإنجليزي للسودان فلم يغب تلميذه عن ذاكرته وانشد ابياته المشهورة يصف فيها حال المهدي حينما كان تلميذا في طريق التصوف :

    كم قام، كم صلي وكم تلي .. من الله ما زالت مدامعه تجري

    وكم بوضوء الليل كبر للضحي.. وكم ختم القرآن من سنة الوتر

    وبعد خلافه مع شيخه التحق بالشيخ القرشي ود الزين بمنطقة الحلاويين في الجزيرة وهو منافس للشيخ محمد شريف في الطريقة السمانية وكان يتفوق عليه بأنه اخذ الطريقة السمانية مباشرة من الشيخ احمد الطيب البشير . رحب الشيخ القرشي بتلميذه الجديد ورد علي مطالبة الشيخ محمد شريف له بطرده من الطريقة بالعبارة التالية : " انني رأيت الشيخ محمد احمد مستحقا ومنع المستحق ظلم".[12] ومضي الشيخ القرشي في ترحيبه بمحمد احمد المهدي الي ابعد من ذلك حينما زوجه بنته السيدة النعمة والتي ستصبح والدة ابنه علي.

    في أثناء عمله ببناء قبة على قبر شيخه التقى [[الخليفة عبد الله|بعبدالله التعايشي]] الذي أخبره (كما أخبر الزبير باشا ومحمد شريف نور الدايم من قبل) بأنه رأى رؤيا خلاصتها أنه المهدي المنتظر وأن عبد لله هو حواريه الأول ونشأت بينهما صداقة وثيقة وفيما بعد سيكون خليفته في الدعوة المهدية.. كما جمعته ديار الحلاويين بالشيخ عبد الرحمن القرشي ود الزين والشيخ محمد الطيب البصير والشريف احمد الكوقلي والشيخ عبد القادر امام ود حبوبة، وقيل فيها التقي ايضا بعبد الرحمن النجومي ومحمد عثمان ابوقرجة وعدد اخر مقدر من الرجال الذين سيصبحون القوام المبكر للثورة المهدية.[13]

    نموذج لزي أحد أنصار المهدي

    صفته

    وصفه أورفالدر :من خلال الزهد والتعلم المستمر اكتسب مقدرة على الخطابة حببته إلى الناس وقد كان بتحدث بطريقة لطيفة للغاية وله ابتسامة هادئة. رغم انه قد يكون قاسياً أحياناً. وقد اعتكف في كهفه في الجزيرة أبا لمدة طويلة اصبح فيها محطة للمسافرين يزورونه ابتغاء البركة. ويمنحونه بعض الهدايا. وقد كان مظهره جذاباَ بصورة كبيرة حيث كان قوي البنية دائم الابتسام يالغ السواد شديد بياض الاسنان وبين اسنانه فرق وفلجة علوية تعتبر من علامات الوسامة وحسن الطالع في السودان آنذاك. نحيفاَ في أول أمره ولو ان وزنه أخذ بالازدياد بعد استتباب أمره بعد فتحه الأبيض. وقد اتخذ سرايا وزوجات متعددات من نساء السبي ولأنه على اتصال دائم بالله –بزعمه- فيتوجب على اتباعه طاعته مطلقا وعصيان أوامره من عصيان الله وقد يعاقب بالموت. وقد ألف الأنصار كثيراَ من المدائح فيه واستخدمها المتسولون لاستدرار الصدقات.[14] لللللل

    الدعوة المهدية

    ما قبل المهدية

    بدأ المهدي في مرحلة مبكرة بإظهار امتعاضه من الأحوال في السودان من حيث الفساد الحكومي المتفشي في الحكم المصري ومظاهر البعد عن الدين والمجاهرة بالمعاصي، ودعا الناس إلى الزهد والتمسك بالدين والبعد عن المعاصي، وقد ذاع صيته واجتمع حوله عدد من الأتباع والمريدين الذين يعرفون في السودان بالحواريين، وصار كهفه في الجزيرة أبا مزارا لطالبي الوعظ والبركات. ويظهر فكرة في خطاب أرسله إلى القاضي الضو بن سليمان قاضي فشودة يقول فيه:

    «...فكامل الوصايا لي ولك بتقوى الله العظيم التي أوصى بها كافة الأمم، وقد علمت يا حبيبي أن الدنيا سريعة الانقضاء وكل ما فيها مصحوب بكسفة الفناء والفراق ومخلوط بماء الندامة الا ما كان لله، قال :"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله"...[15]»

    تكليفه بالمهدية

    اعتقد المهدي بتكليفه من الله عز وجل بالقيام بمهام الثورة المهدية. واعلن انه قد وصلته اوامر إلهية ونبوية عن طريق الرؤى في المنام والهواتف في حال اليقظة. يقول المهدي في خطابه إلى محمد الطيب البصير بتاريخ 4 نوفمبر 1880:

    « لايخفى عزيز علمكم أن الأمر الذي نحن فيه لا بد من دخول جميع المومنين فيه الا من هو خالي من الإيمان، وذلك مما ورد في حقايق غيبية واوامر إلهية وأوامر نبوية أوجبت لنا مهمات صرنا مشغولين بها... ...و ثم تواترت الأنوار والبشاير والأسرار والأوامر النبوية والهواتف الالهية باشارات وبشارات عظيمة...[15]»

    الدعوة السرية

    بعد عودته من المسلمية ولقائه بالتعايشي بدأ محمد أحمد بالدعوة السرية للمهدية فآمن به كثيرون من قبائل دغيم وكنانة بمعاونة علي ود حلو الذي سيصبح لاحقاً خليفته الثاني. بدأ امره بالانتشار حتى تسامعت به الحكومة واستدعاه مدير فشودة وسجنه لفترة ثم أطلقه وذلك في أوائل 1295 هـ. أصدر المهدي بعد ذلك منشوره الشهير بمنشور الدعوة الذي شرح فيه دعوته وتكليفه بالمهدية. فأرسل الحكمدار محمد رؤوف جماعة من معاونيه يرأسهم أبو السعود بك العقاد إلى الجزبرة أبا لإحضار المهدي الذي أقر بمهديته أمامهم ولم يحسن استقبالهم.[4]

    فكره

    ضريح المهدي في أم درمان

    ظهر تأثره بمحي الدين بن عربي وأحمد ابن إدريس وكرر ذكرهم في العديد من منشوراته.[15] فقد تأثر بالصوفية من خلال أخذ البيعة والإيمان بكرامات الأولياء الصالحين كما أثرت به في اعتقاده بانه المهدي المنتظر وتلك الفكرة التي ادعاها لم يقرها عديد من علماء عصره.  إدعى الاجتماع مع النبي  يقظة لا مناما وكفر معارضيه وجعل الإيمان به من شروط الإسلام. استباح دماء من لم يؤمن به وسبى نساءهم وغنم أموالهم[15].

    كرر كثيرا الدعوة إلى الزهد والثقة بالله وذكر خواء الدنيا وفناءها وحض اتباعه على لبس الخلق والمرقع من الثياب. منع النساء عن الذهب والفضة وشجعهن على "المشاط" البسيط ومنع الشتم والألفاظ المسيئة منعا باتا. وتشدد في منع الدخان والخمر والحشيش. بسط اجراءات الزواج ومنع الرقص والمعازف وغلاء المهور والبذخ في الولائم. وبالمثل فقد منع النياحة على الأموات. أحرق كتب المذاهب وحمل الناس على قراءة راتبه.[5]

    برغم حياته القصيرة (1843-1885) خلف كما هائلا من الخطابات والمنشورات، كما كان يعقد المجالس التي يذاكر فيها بالعلوم الدينية. وقد أخرجت آثاره في سبع مجلدات ضخمة بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم.

    خلفاؤه

    كعادته في توخي السيرة والتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم أعلن نفسه خليفة له وكتبها في رايته وسمى أصحابه أنصاراً وعين لنفسه أربعة خلفاء شبههم بالخلفاء الراشدين[5]:

    1. الخليفة الأول عبد الله التعايشي، وهو بمنزلة أبي بكر الصديق من المهدي
    2. الخليفة الثاني علي ود حلو، شيخ قبائل دغيم
    3. الخليفة الثالث فقد عرض المنصب على شيخ السنوسية بالجزائر الذي رفضه ولم يعين أحدا مكانه فظل المنصب شاغرا
    4. الخليفة الرابع بمنزلة علي كرم الله وجهه فقد اختص به محمد شريف، أحد أقاربه الشباب.

    الأوامر الإلهية والحضرة النبوية

    يذكر المهدي اجتماعه بالنبي في الحضرة النبوية وهو في حال اليقظة ويدعي أخذ الاوامر منه مباشرة وأحيانا يذكر اجتماعه بنبي الله الخضر والشيوخ الأموات السابقين لعصره والملائكة كعزرائيل. وأهم الأحكام التي اشتقها من اجتماعه بالنبي هو تكفير من لم يؤمن به وما يشير إلى عصمة التعايشي وغيرها. حيث يقول في خطابه إلى محمد الطيب البصير في 30 يونيو 1880

    «فيأتي النبي ويجلس معي ويقول للأخ المذكور" شيخك هو المهدي، فيقول اني مومن بذلك، فيقول : من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله قالها ثلاث مرات»

    ويذكر في منشور عرف بمنشور الدعوة:

    «...واعلمني النبي بأني المهدي المنتظر وخلفني بالجلوس على كرسيه مراراً بحضرة الخلفاء والأقطاب والخضر وجمع من الأولياء الميتين وبعض من الفقراء الذين لا يعبأبهم، وقلدني سيفه وايدني بالملائكةالعشرة الكرام وان يصحبني عزرائيل دايما، ففي ساحة الحرب امام جيشي وفي غيره يكون ورائيا، وان يصحبني الخضر دايما ويكون امامنا سيد الوجود وخلفاؤه الأربعة والأقطاب الأربعة وستين ألف ولي من الأموات[15]»

    وهو مما أخذه عليه علماء عصره كالشيخ الأمين الضرير[16]. وقد بنى المهدي دولته على مثل هذه الأحكام واستحل واتباعه دماء واعراض معارضيه بدعوى كفرهم بالمهدي وبالتالي كفرهم بالله ورسوله.

    المهدي وعبد الله التعايشي

    المهدي كما تخيله فنان غربي، من كتاب صدر سنة 1884 للكولونيل الأمريكي تشارلز شاييه-لونغ

    كان للتعايشي كبير الأثر في الحركة المهدية خلال حياة المهدي وبعد وفاته، حيث يذكر الزبير باشا أنه التقى التعايشي قبل الثورة وأن التعايشي أسر للزبير بأنه-أي الزبير- هو المهدي وان التعايشي سيكون من أتباعه. فكذبه الزبير وأمر بقتله إلا أن العلماء من مستشاري الزبير لم يقروا قتله فاطلقه الزبير وصرح بندمه على ذلك بعد قيام الثورة المهدية.[17]

    صرح المهدي بأن خليفته التعايشي ولي من أولياء الله وأنه بمنزلة أبي بكر الصديق وأن النبي الخضر وزيره وشهد له بالعصمة فقال:

    «واعلموا أن جميع أفعاله وأحكامه محمولة على الصواب لأنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب»

    وخوف من عارضه بخسران الدنيا والآخرة حين قال:

    «ومن تكلم في حقه ولو بالكلام النفسي جزما فقد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ويخشى عليه من الموت على سوء الخاتمة والعياذ بالله...وان رأيتم منه أمرا خالفا في الظاهر فاحملوه على التفويض بعلم الله والتأويل الحسن واعتبروا ياأولي الأبصار بقصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام[15]»

    فأعطاه المهدي سلطة مطلقة على أتباعه وجعل طاعته من طاعة الله ورسوله وان خالف الشريعة.

    وفاته

    توفي بحمى التيفوئيد في أم درمان في يوم الإثنين الموافق التاسع من رمضان سنة 1302 هـ الإثنين 22 يونيو 1885م الساعة الرابعة مساء. خلفه الخليفة عبد الله بن السيد محمد الملقب بالتعايشي. وقد حكم البلاد حتى غزاها جيش الغزو الثنائي بزعامة الجنرال الانجليزى كتشنر وكانت معركة كرري الحاسمة في يوم الجمعة 2 سبتمبر 1899م، وهي المعركة التي اشتهرت لدى البريطانيين (بمعركة أم درمان). شكلت المهدية ثورة وطنية وتحررية ودينية بالغة الأثر في السودان برغم قصر مدتها في الحكم والذي استمر خمسة عشر عاما.

    مقالات ذات صلة

    المراجع الأساسية عن المهدية

    المصادر

    1. من ابا الي تسلهاي ، عبدالمحمود ابوشامة - المطبعة العسكرية - ام درمان 1987
    2. جمال الدين الافغاني بين دارسيه ، الدكتور علي شلش ، دار الشروق ، القاهرة 1987,ص 122
    3. كرري - تحليل عسكري لمعركة ام درمان ، عصمت زلفو- المطبعة العسكرية ام درمان - 1973- ص 566-570
    4. السودان بين يدي غردون وكتشنر، إبراهيم فوزي باشا، طبعة المؤلف ودار المؤيد, 1319 هجرية،http://www.archive.org/stream/kitabalsudan01fawzuoft#page/n796/mode/2up
    5. المهدية تاريخ السودان الإنجليزي المصري 1881-1899 تأليف أ ب ثيوبولد، ترجمة محمد المصطفى حسن عبد الكريم، مركز عبد الكريم مرغني الثقافي
    6. تبصرة وذكري ولقد انتقلت عائلت المهدي من جزيرة لبب الة منطقه كرري شمال امدرمان لشح الاخشاب في جزيرة لبب ولم يمكثو في كرري الا فليل حتي انتقل والده الى الرفيق الأعلى ولحقت به الام بعد فتره وجيزه فبذلك نشأ المهدي يتيما ..سياحة في راتب الامام المهدي للبروفيسور موسي عبدالله حامد
    7. مقال بعنوان (اشقاء المهدي ..شهداء الثورة المهدية الاوائل) للدكتور محمد المصطفي موسي ..نشر بجريدة الاخبار السودانية بتاريخ 10 اغسطس 2009
    8. تبصرة وذكري ،سياحة في راتب الامام المهدي، البروفيسور موسي عبدالله حامد، الدار السودانية للكتب ، الخرطوم 1997
    9. تبصرة وذكري ،سياحة في راتب الامام المهدي، البروفيسور موسي عبدالله حامد، الدار السودانية للكتب ، الخرطوم 1997,ص 22-23
    10. الاصول الفكرية لحركة المهدي السوداني ودعوته ، الدكتور عبد الودود شلبي ، دار المعارف ، القاهرة 1979
    11. الخليفة علي ود حلو صاحب الراية الخضراء ، الاستاذ عبدالرحمن ابراهيم الحلو، شركة مطابع السودان للعملة ، الخرطوم 2012
    12. يسألونك عن المهدية ، الصادق المهدي ، دار القضايا ، بيروت ، 1975
    13. الخليفة (السنوات الاولي 1846-1885) ،للكاتب عصمت زلفو ، دار كرري للطباعة والنشر - ام درمان 1994
    14. عشرة سنوات من الاسرفي معسكر المهدي، جوزف اورفالدر، ترجمة عوض أحمد الضو، 2008
    15. منشورات المهدية، تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم، دار الجيل بيروت 1979
    16. ويسألونك عن المهدية، الصادق المهدي، نسخة إلكترونية
    17. الزبير باشا ودوره في السودان في عصر الحكم المصري - د. عز الدين إسماعيل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة تاريخ المصريين 113

    وصلات خارجية

    موسوعات ذات صلة :