الرئيسيةعريقبحث

محمد أحمد عوض


محمد أحمد عوض أو ملك الأغنية الشعبية في أم درمان كما يحلو للبعض تسميته بذلك عرفه الناس في بداية الستينات وهو الذي ادخل تعريف [الأغنية الشعبية] وكان من ضمن أربعة مطربين أقاموا اتحاد فن الغناء الشعبي.

محمد أحمد عوض
معلومات شخصية
مواطنة Flag of Sudan.svg السودان 
الحياة العملية
المهنة مغني 

في هذه المساحة قدم لنا الباحث في الغناء السوداني الأستاذ محمد عبد المنعم لمحة عن تلك الفترة الرائعة لصاحب الصوت الجميل محمد أحمد عوض وبعض زملائه من المطربين الشعبيين الذين عاصروه والذين أتوا من بعد فإلى إفادات الأستاذ محمد عبد المنعم: أجمل روائعه : رغم بعدي برسل سلامي ويا حبيبي وين إنت وملكة الطرحة غيّرت بالتّوب وأبوي يا يابا وغيرها. عندما قدم فناننا هذا أول أغنية له وهي أغنية توبة يا أحباب إلى الإذاعة مطلع الستينات من القرن الماضي قال له مشرفو التسجيل ماذا تسمي هذه اللونية من الغناء؟ فردّ فناننا قائلاً: اسميها لوناً شعبياً.. ومنذ ذلك اليوم صارت أغانيه وأغاني زملائه أمثال عوض الكريم عبد الله، محمود علي الحاج و بادي محمد الطيب ، أغنيات يطلق عليها مجازاً أغنيات شعبية. والأغنية الشعبية هي الأغنية مجهولة المؤلف والملحن وقد تطرأ عليها إضافات في كلماتها على مر الدهور، أما ما قدمه فناننا هنا وزملاؤه فهو لشعراء وملحنين معروفين. قد يكون لطبيعة الزي البلدي الذي يلبسونه وطبيعة الآلات الشعبية من رق وطبل وبنقوس سبب في هذه التسمية.. ويقال ايضا انه كان يريد ان يستمع كل الشعب الي اغانيه لهذا اطلق عليها اسم الون الشعبي ( اغنية امدرمان الحديثة ) الان

نشأته

انه الفنان الراحل محمد أحمد عوض ولد ونشأ وترعرع في مدينة أم درمان ، قرأ الخلوة والتعليم الأولي -آنذاك- وحينما أصبح صبياً بدأت موهبته وولعه بالغناء وبالذات أغنيات الحقيبة وأغنيات التراث، رحل هو وأسرته إلى مدينة حي العرب بأم درمان وهناك اتصل فنياً بالشاعر الملحن الراحل عبد الرحمن الريح الذي أمده بأشعاره الأولى. يتميز محمد أحمد عوض بأن صوته من الأصوات القوية والنادرة والمعبرة وله مساحات تطريبية كبيرة قلما نجدها عند أي فنان شعبي. تعاون مع الشعراء عبد الرحمن الريح وسيف الدين الدسوقي، وأحمد باشري ، ماضي خضر، حسن الزبير، عبد الله السماني، عمر الشيخ، وغيرهم. وفي بداية حياته الفنية أهداه عبد الكريم الكابلي أغنية عشمتيني في حبك ليه؟ وهي من كلماته وألحانه وأهداه الكاتب والممثل الفكاهي الفاضل سعيد أغنية أبويا يا يابا ما تقول ليه لا.. كل أغنيات محمد أحمد عوض من ألحانه ما عدا القليل جداً منها إذ أنها من ألحان عبد الرحمن الريح والملحن احمد المبارك. من أغنياته توبة يا أحباب، رغم البعد، ليلك مدة جافوني الأحباب، عشان ألقاك، عندي كلمة، الصوت النادر، سبب الخصام، القلم، يا راحل بدون إنذار، كما غنى من كلماته هو مثل أغنية أخواني الجميع. غنى فناننا هذه الأغنيات الوطنية مثل أغنية القلم وأغنيته مبروك يا شعبي وألف تحية ويعد من الفنانين القليلين الذين غنوا للمعلمة. تأسس دار الغناء الشعبي الذي كان يتبع له فناننا هذا عام 1964 وكان يضم المطربين بالإضافة إلى فناننا عوض الكريم عبد الله، بادي محمد الطيب اللذين مالا إلى ترديد أغنيات الحقيبة كثيراً، صديق الكحلاوي، حسن الأمين، عوض الجاك وغيرهم وبعد أعوام قليلة انضم أليه المطربون، محمود علي الحاج، عبد الله محمد، تيمان عطبرة وكمال ترباس الذي صقلت موهبته دار فلاح التي تأسست عام 1968 ثم تحول إلى اتحاد دار الغناء الشعبي وحالياً انضم إلى اتحاد الفنانين الحديثين هو والطيب مصطفى الشهير ببلبل فلاح.. ترأس المطرب الراحل حسن الأمين رئاسة اتحاد فن الغناء الشعبي لعدة دورات كما ترأسها محمد أحمد عوض لعدة دورات كذلك. غنى محمد أحمد عوض علي إيقاعات التُم تُم، عشرة بلدي، المامبو، الدلوكة وادخل المطرب كمال ترباس إيقاع الكراتش الذي كان مستخدماً في الأغاني الحديثة كما في أغنية «طبيعة الدنيا». واستخدم في مرحلة لاحقة النور الجيلاني إيقاع البايو كما في أغنية يا مسافر جوبا.. لقد احدث النور الجيلاني ومحجوب كبوشية تطويراً في الأغنية الشعبية وكذلك عبد الوهاب الصادق-شفاه الله- الذي يتمتع بصوت قوي ومعبر وذلك بإدخالهم للمندلين والجيتار وآلات كهربائية أخرى لهذه اللونية ولكن بدون أسس علمية معروفة لأهل الاختصاص وربما يأتي حين من الدهر تدخل الآلات الوترية كالكمنجات في هذه اللونية كما دخلت في المدائح النبوية.. من فناني دار فلاح، الراحل عبد الله الحاج صاحب أغنية زهرة السوسن وغيرها، كبوشية، النور الجيلاني، عبد الوهاب الصادق الذي لحن له كثيراً علي مكي والفاتح كسلاوي.. من أبرز ملحني وشعراء الأغنيات الشعبية الراحل عوض جبريل، محمود أبو العلا، محمود فلاح. أما الشاعر الراحل الذي توفى في حادثة غرق أحمد إبراهيم فلاح فله إسهامات في كلمات الأغنية الشعبية مثل أغنية يا نجوم الليل وكتب أول أغنية لأحمد المصطفى وهي أغنية عيوني هم السبب كان فناننا محمد أحمد عوض هو الوحيد الذي استخدم آلة الدومبا الجلدية وكان عازفها عبد العزيز.. دعني أسوح بك في أغنيات فناننا محمد أحمد عوض لنعثر على ما فيها من صور بيانية وبديعية زاهية الإشراق.. ففي أغنيته ليك مدة من كلمات والحان شاعرنا عبد الرحمن الريح - طيب الله ثراه- وفي قوله في أدائه لاموني فيك الناس وأنا عمري ما لُمتَ أو ليوم لأحد الناس منك تظلمت وما بين كلمتي لُمتَ وتظلّمت جناس غير تام وهو من المحسنات اللفظية وذلك لتشابه الكلمتين في الثلاثة حروف الأخيرة واختلافهما في الحروف الأولى ومعنى الكلمتين، ونفس هذا الجناس نجده في أغنية جافوني الأحباب وهو قوله في أدائه: - من غير ذنب وأسباب جافوني الأحباب..- فنجد هذا الجناس بين كلمتي أسباب والأحباب للسبب أعلاه حتى صور التشبيه البليغ في أغنية رغم البعد لشاعرها سيف الدسوقي وهي من ألحان وأداء محمد أحمد عوض عند قوله في أدائه إنت فجري الماثل أمامي.. وعبارة إنتِ فجري تشبيه بليغ فهو قد شبّه محبوبته بالفجر الماثل أمامه فهذا تطوير أحدثه فناننا ود العوض قبل أي فنان شعبي وميزة ود العوض انه اعتمد على إنتاجه الخاص ولم يقلّد أو يتكسّب من أغنيات الآخرين الأحياء منهم والأموات، وهو صاحب أكبر إنتاج غنائي في مسيرة الأغنية الشعبية مسجل بالإذاعة ولكن الإذاعة كعادتها -لا تبث له إلا القليل جداً منها-.. أما في أغنية عشان ألقاك ففيها تطوير في الأغنية الشعبية من حيث كلماتها ولحنها وأدائها إذ نجد الكنايات وهي من فنون البيان عند قول شاعرها ود الدسوقي: لقيتك أنت فوق البر أشد غرق من الغرقان.. وقوله: تعبت من السفر في الموج داير أوصل الشطآن.. وأدى محمد أحمد عوض مطلعها بطريقة الموّال بصوته فقط بدون استعمال الإيقاع وأداء الكورس وفناننا يؤدي لكل حقه من أحاسيسه سافر ود العوض في رحلات فنية كل أرجاء البلاد وبعض الدول العربية والأفريقية.. استضافته الإذاعة كثيراً واستضافه التلفاز في سهرة مطرب الجماهير وكان أن قدمها الراحل أحمد سليمان ضوالبيت وغير ذلك كثير، توفي أوائل فترة التسعينات ، كما قام مؤخرا بعض الفنانين بأخذ اغنيات الراحل محمد أحمد عوض ونسبها لأنفسهم على سبيل المثال كمال ترباس.

موسوعات ذات صلة :