الشيخ محمد السعيد رحماني[ت 1946 م]
أحد شيوخ الطريقة الرحمانية، ينحدر من عرش أولاد بشينة، سكن قرية الرحامنة التي سماها المستعمر الفرنسي (مشتة كنزرية)بدوار أولاد عوف.
تعلم القرآن صغيرا ودرس الفقه المالكي في بعض الزوايا في الصحراء الجزائرية. ثم عاد إلى قرته معلما وداعية، أسس مسجدا جامعا في القرية ليكون منارة للعلم والدين.يعد امتدادا للحركة الإصلاحية في الأوراس، كانت له صلات قوية مع علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائرين.
عانى من الظلم والقهر الفرنسي رغم عزلة المنطقة التي يقيم فيها.
كان من المعارضين الأشداء لسياسة التجنيد الإجباري الذي فرض بمرسوم 1912 م وكان يحرض سكان منطقة عين التوتة على رفض تجنيد أبنائهم.
إعتبره المؤرخ الفرنسي (شارل روبير أجرون)قائد ثورة 1916 م بأولاد سلطان وعين التوتة. وأكد أن مشتى كنزرية كانت مركزا للثورة. كما أن تقرير الشرطة العسكرية إعتبرته روح الثورة.
قاد معركة [تانفيت] والتي دامت يوما كاملا. أسفرت عن قتلى وجرحى بين الطرفين لكن تفوق العدو العددي والمددي رجحت الكفة لصالح الفرنسين.
ألقي القبض على الشيخ محمد السعيد رحماني في مطلع سنة 1917 م وقدم للمحاكمة في قسنطينة، والتي حكمت عليه بالنفي إلى عمالة وهران لمدة خمس سنوات، قضاها هناك معلما ومدرسا.
وبعد انتهاء فترة الحكم عاد إلى بلدته ليواصل أداء رساتله.
كان صارما في الحق غير هياب، سخيا منفقا، محبا للعلم وأهله، كان يقول لأتباعه ومريديه بأن الاستعمار زائل لا محالة وأنه يتمنى ألا يدرك الاستقلال.