محمد بن أحمد النسوي (بالفارسية: شهابالدین زیدری نسوی) ولد في قلعة خُرَنْدَز من أعمال نَسَا في خراسان، وكان أبوه مالكاً للقلعة إرثاً من أسلافه، وتلقى في طفولته ويفاعته علوم العربية والفارسية، واطلع على أدبهما، وحين مات والده آل حكم القلعة إليه.
عينه جلال الدين منكبرتي كاتباً للإنشاء لديه، ورافق جلال الدين في حروبه، وكان يضع له أهم المراسيم التي يصدرها، ويُسْفِرُ له في المهمات السياسية، فعينه وزيراً لنسا، مشترطاً عليه البقاء معه على أن يولي عليها نائباً عنه، وبقي النسوي ملازماً له حتى حاصره التتار قرب حاني، ففارقه إلى ميَّافارقين، حيث بلغه وهو هناك مقتل جلال الدين على يد أحد الأكراد في منتصف شوال سنة 628هـ/1231م، فانضم إلى خدمة غازي بن العادل الأيوبي ملك ميافارقين، ثم فارقه وقد ساءت العلاقة بينهما، والتحق بخدمة مقدم الخوارزمية الأمير بركة خان حيث صار عنده بمنزلة الوزير إلى أن قتل بركة سنة 644هـ/1246م، فانتقل إلى خدمة سلطان حلب الناصر يوسف بن العزيز الأيوبي، الذي اتخذه سفيراً له إلى التتار عدة مرات، عاد في آخرها إلى حلب، ثم مالبث أن توفي فيها سنة 647هـ/1249م.
مؤلفات
ألف كتاباً في سيرة جلال الدين سماه «سيرة السلطان جلال الدين مَنكبُرْتي» غير أنه لم يقتصر فيه على سرد حياته فحسب، بل استهل كتابه بسرد تاريخ التتار في موطنهم، ثم تتبعهم إلى أن حطّوا رحالهم على حدود بلاد المشرق الإسلامي، ثم تكلم عن الدولة الخوارزمية في عهد السلطان علاء الدين محمد والد جلال الدين وعن صراعه مع التتار الذي انتهى بموته وسقوط دولته، ثم راح يفصل الحديث عن الدولة الخوارزمية في عهد آخر سلاطينها جلال الدين منكبرتي.