محمد بن حاضر هو ( محمد بن خليفة بن محمد بن حاضر بن حارب بن حاضر من آل بومهير من قبيلة بني ياس)، من مواليد دبي عام (1948 م ــ 2011 م)، أديب وشاعر اماراتى معروف.[1][2][3] ويعد بن حاضر أحد الوجود الثقافية الإماراتية، أسهم في تأصيل وحضور قصيدة الفصحي متأثراً بشعراء العرب، أمثال: عنترة بن شداد، وأبو الطيب المتنبي، وشعراء المهجر والرابطة الأندلسية والمنفلوطي و حافظ إبراهيم وغيرهم.
محمد بن حاضر | |
---|---|
محمد بن حاضر
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | محمد بن خليفة بن حاضر المهيري |
الميلاد | 1948 م دبي، الإمارات العربية المتحدة |
الوفاة | 8 يوليو 2011 م باريس |
سبب الوفاة | مرض قلبي وعائي |
الجنسية | الإمارات العربية المتحدة |
اللقب | الشاعر ابن حاضر |
الحياة العملية | |
التعلّم | تخرج من «جامعة ليدز ببريطانيا»، عام 1970 |
المهنة | شاعر |
حياته
ولد شاعرنا « محمد بن حاضر » في فريج الحواضر بمنطقة جميرا في مدينة دبي عام 1948 م، تخرج من جامعة ليدز ببريطانيا في إدارة الأعمال عام 1970 م، بدأ العمل في السلك الدبلوماسي منذ سنة 1972 م، عمل في بداية حياته في سفارة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، ثم نقل قنصلاً عاماً في كراتشي بباكستان، ثم ترك العمل الدبلوماسي وأتجه إلى العمل التجاري الخاص، ثم عين عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، ممثلاً لإمارة دبي، لمدة دورة واحدة، كذلك كان عضواً مؤسساً ونائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم لأكثر من دورة، وعضواً لهيئة تحرير مجلة المنتدى الثقافية التي تصدر من دبي.
أسهم بن حاضر في دعم الحراك الثقافي من خلال العديد من القنوات، إذ أسهم في تأسيس ندوة الثقافة والعلوم بدبي مع الأديب محمد المر وكان حاضراً في المشهد الإعلامي من خلال تواصله مع محبي شعره عبر النشر المستمر. ولقد نشر الكثير من القصائد الفصحي والنبطية في مختلف الصحف والمجلات.
وفاته
توفي « محمد بن خليفة بن حاضر » في يوم الجمعة 8 يوليو من عام 2011 للميلاد، أثر أصابته بنوبة قلبية في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر 63 عاماًً، ودفن في مقابر القوز بدبي.
في رثاء الشاعر محمد ابن حاضر
الشاعر بوحمد المرزوقي يرثي ابن حاضر :
«ابن حاضر» دُرَة تاج الأجملِِ | سليل «المهير» وختم الكَملِ | |
حفيد «خليفه» الشهير بفضلهِ | وبعلمه وبشعره المتجزلِ | |
ذي النصح والإخلاص في القائه | المُصْقَع الحبر الخطيب الأفَضلِِ | |
أبكي عليه كما بكيت على الذي | طابت مكارمه الهمام الأكملِِ | |
يارحمة الله الكريم تنزلِ | وأسقى الفقيد بصّيبٍ مُتهطلِ | |
وأجزيه عنا خير ماهو أهله | حتى يذوق حلاوة المتفضلِ | |
رباء أشمله برحمتك التي | شملت جميع الخلق منذ الأولِ | |
وأغفر له وأنله خيراً وافراً | وأعظم له أجر الشهيد وأجزلِ | |
ثم الصلاة على النبي المصطفى | والآل والصحب الكرام ومن يلي | |
ما قال شاعرنا (بوحمد) مكرراً | وأغفر له، وأعظم له الأجر، وأجزلِ |
حياته العملية
لايمكن وصف الشاعر « محمد بن حاضر » بكلمة واحدة تختصر مواهبه وأدواره وموقعه في العمل الوطني العام في الإمارات، لقد لعب الفقيد دوراً بارزاً في الحراك الثقافي في الإمارات، لاسيما أنه كان مشغولاً بالبحث عن دور ثقافي مميز تلعبه دبى يرقى إلى مستوى دورها الاقتصادي والعمراني والخدمي، ومن هنا كانت مساعيه في تأسيس دار الندوة للثقافة والعلوم، التي كان خلال سنوات توليه مهمة نائب رئيس مجلس الإدارة فيها شعلة من النشاط. ومن الملامح الشخصية لبن حاضر شهامته، وصدقه، وعروبته، وصراحته، وتسامحه، كان رجل مواقف، خصوصاً تجاه آمته ووطنه، وهو عربي حتى النخاع، ولا يقبل المزايدة في الشأن الوطني والقومي.
قالو عنه
« ان (ابن حاضر)، إنسانُْ مسكون بالشعر، وان شعر لديه ليس موهبة فقط، ولا مهنة، أو حرفة، بل هو تماه بين شخصه والشعر، فهو: شاعر الليل والنهار، هو والشعر صديقان روحيان لا يفترقان، أن (بن حاضر) يرى أن الشعر رد فعل على أحداث الحياة وحوادثها وحادثاتها، لايدع مناسبة الا ويتفاعل معها، في الدعابة والغزل والوطنيات وفي الشؤون العربية وفي أحداث العالم، فكل شيء لديه مدعاة للشعر. »
من أشعاره
قال في الشيخ زايد :
ما للرِّمـالِ ؟ بطاحُهـا خَضْراءُ | اتَنَصَّلَتْ من لونِهِـا الصَّحـراءُ | |
أنا لا أرى الكُثبانَ تجتاحُ المـدَى | بالجَّدْبِ، أو تجتاحُها الرَّمضـاءُ | |
فهل استعارتْ حُلَّـةً من سُنـدُسٍ | فإذا الفَيَافــي جَنَّـةٌ فيحــاءُ | |
طَبعُ الطّبيعـةِ أنَّها إن أخْصَبَـتْ | ماجـتْ على جنباتِهـا النَّعْمـاءُ | |
وسَجيّـةُ الكُرمــاءِ أنَّ أكُفَّهُـمُ | تُعطي، فَيُعْدي سَيبُهـا المِعْطَـاءُ | |
ورِمالُنا مُذْ صَافَحَتْ يَدَ (زايدٍ) | سالَ النَّضارُ بها وقَامَ (المــاءُ) | |
فإذا السِّباخُ الماحلاتُ رويَّـــةٌ | وإذا البقـاعُ المُقْفراتُ عَطَــاءُ | |
رَجُلٌ خُطاهُ خُصوبةٌ، أنَّى مَشَى | فالجـودُ خلفَ رِكابـه مشَّــاءُ | |
فكأنَّـهُ فـيْءٌ لـه، لكنَّــــهُ | أَبـداً يُقيـمُ، وتَنطوي الأَفيَــاءُ | |
ويداهُ دِجلـةُ والفراتُ، إذا سقـى | بِهُما الخَليجَ، فماؤُهُ شَجـــرَاءُ | |
زَعَمَ الأُولى شَنَؤوهُ أنّيَ مُسْـرفٌ | مُتكلِّفٌ، وقصائــدي إِطْــراءُ | |
فأجبتُ: لو عَرَفوا سجاياهُ ازدروا | شعري، وقالوا : عقَّهُ الشُّعـراءُ | |
ورمُوهُمُ بالعيِّ فيما أنشـــدوا | وهُمُ قضـاةُ الشِّعـرِ والبُلغَــاءُ | |
حَقُّ العظيمِ على النَّظيمِ قصيـدةٌ | فيهـا تُـزَفُّ الغـادةُ العــذراءُ | |
يا حاسدَيَّ وحَاسِـديهِ، أجَلُّكُـمْ | دوني، ودُونَ أميريَ الأُمَــرَاءُ | |
أنا ما شأَوتُ (بِدا حسي) غبرَاَءكُمْ | بل بالَّذي تشـدو لـه الغَبْــرَاءُ | |
بالفارسِ الفرد الَّذي وقَفَاتُـــهُ | سَيْرٌ، وأيْسَرُ سيــرِهِ إِرْخَــاءُ | |
فَتنَ الحَضَارةَ حينَ جَارى رَكْبَها | فإذا الحَضَارةُ في الرِّكابِ حِـدَاءُ | |
في رُبْعِ قَرْنٍ شَادَ ما شَادَ الورى | في القَرْنِ، نِعمَ القائـدُ البنَّــاءُ | |
نِعْمَ الإماراتُ التي نَعَمَتْ بما | أعلى، فَأَدْنى صرْحِها الجَـوْزَاءُ | |
إنَّ الإمارةَ عنـدهُ عمـلٌ بـه | تَعلو صُروحُ المَجْدِ، لا اسْتِعْـلاءُ | |
أمّا (أبوظبي) فقد كانتْ كمـا | تجري الرِّياحُ، وتعبثُ الأنـواءُ | |
أعراشُها جـزُرٌ مفرّقةٌ، كم | نُثرَتْ بكـفِّ الأعسـمِ الحصبـاءُ | |
ونباتها نُتـفٌ مبعثـرةٌ، كمـا | عَصَفتْ بريشِ نعامــةٍ نكبــاءُ | |
حتى أتاها (زايدٌ) فتراصفـتْ | أشتاتُهــا، وتَقَـارَبَ البُعَــداءُ | |
وتناسَقتْ أشجارُهـا هُدُبـاً، إذا | ما أرسلتهـا مُقلــةٌ وَطْفـــاءُ | |
شَمَخَتْ كَفَارِسِها ،وفَوقَ شُمُوخِها | شرفٌ ينيفُ، ونخوةٌ، وإبـــاءُ | |
المجدُ أن تُبنى البلادُ على التُّقى | لا موكبٌ فخــمٌ، ولا سُفــراءُ | |
قالوا العُرُوبـةُ أُمُ كُـلِّ تخلُّـفٍ | وبُناتُهـــــا الأَرزاءُ والأَدواءُ | |
والعُرْبُ كُلُّ العُرْبِ حيثُ لقيتَهمُ | في الخافقينِ جَهالـةٌ جَهْــــلاءُ | |
فأجبتُهمُ : وهَلِ التَّقدُّمُ قشــرةٌ | حضريَّــةٌ، هي للفُسُـوقِِ رداءُ | |
إنَّ التَّقدُّمَ أنْ تُفجَّرَ عن غِنَــىً | أرضٌ، وتَشرَقَ بالعُلُومِ سمـــاءُ | |
وتُشَادَ جامعةٌ، ويسطعَ جامـعٌ | بالفكرِ بعد الذِّكرِ، حين يضـــاءُ | |
شيخُ العُرُوبةِ (زايدٌ) أرسى لنا | أُسُسَ الحضارةِ فكرهُ الوضَّـــاءُ | |
عقلٌ كنورِ الشَّمسِ يُبصرُ بالهُدى | ماليسَ يُبصرُ بالنُّهى العُلَمَــــاءُ | |
أنَا مَا ذَكرتُ البَحرَ إلا ثَرثَـرَتْ | بعدَ السُّكوتِ هواجسي الخَرْسَــاءُ | |
وَمَضَتْ تُحدِّثُني عن المَدِّ الـذي | يَطغى على الشُطآنِ حين يَشَـــاءُ | |
ويُخلّفُ السَّبخاتِ في أعقابــهِ | بُركاً، تجوبُ أُجَاجَهـــا الأرزاءُ | |
حتى غزاها (زايدٌ) فإذا الثَّرى | دوحٌ يُظِلُّ، وروضـةٌ غنَّــــاءُ | |
وخمائـلٌ من مَخْمَـلٍ، ديباجُهـا | لِينٌ، تُرَوِّي هُدْبَــهُ الأنــداءُ | |
فإذا خطوتَ فقد وطِئْتَ قطيــفةً | وإذا نظرتَ فخُضـرةٌ وبهــاءُ | |
وإذا تنسَّمَتِ الصَّبـا فَنَسيمُهـــا | ديِفَتْ على أعطافـهِ الأشــذاءُ | |
وَيحَ السِّياسةِ، كم تُخادِعُنا، كمـا | بِصِبَاغِهـا تتلوَّنُ الحِرْبَــاءُ | |
إذْ يرتدي الزنديقُ أثوابَ التُّقـى | ويُعَظَّمُ المسؤولُ، وهو خَـوَاءُ | |
ويُؤَلِّهُ العربيـدَ مَـنْ لجُيُوبِهـم | في الحُكمِ لا لشُعوبِهـم وُزراءُ | |
ويُصاغُ ألفُ اسمٍ لأرعنَ ناصـبٍ | شَرَكَـاً، به تُتَصيَّــدُ الآلاءُ | |
لكنَّ (زايداً) إزدرى ما زخرفوا | وسمَــا، فليسَ يَغُرُّهُ الَّلأْلاءُ | |
هُوَ والدٌ للشَّعـبِ لا ملكٌ، لــهُ | نُصُبٌ تُزانُ بِنَصبهِ الأحيــاءُ | |
وعَلامَ يُنصبُ في الشوارعِ من لهُ | في كُلِّ قلـبٍ هيبـةٌ شمَّــاءُ | |
كم وَحدَةٍ دُفنَتْ لدُنْ وُلدَتْ، فلم | يُرفَعْ لها فوقَ الرُّؤوسِ لـواءُ | |
أو كُفِّنت عذراءُ يومَ زَفَافِهـا | بِثيابِها، فالأُغنيـاتُ بُكــاءُ | |
أمَّا اتحادٌ كان فيه (زايـدٌ) | للعِقدِ واسطــةً، فليسَ يُســاءُ | |
بالحِسِّ لا بالدَّرسِ أَدرَكَ قلبُهُ | أنَّ العُروبةَ موقفٌ ومضـــاءُ | |
أنَّ العُروبــةَ وحـدَةٌ لا بُـردَةٌ | يزهو بها في المحفلِ الخُطبــاءُ | |
فدعا الإماراتَ الَّتي ترنـو لـهُ | فَسعتْ، وسَعيُ العاشقينَ وفــاءُ | |
طافت به كطوافِ سبعةِ أنجُــمٍ | بالشَّمسِ إنَّ طوافَهــا استِفتَــاءُ | |
شيخَ العروبةِ ،طبعُ عصرِكَ نزوةٌ | وعداوةٌ، وضــراوةٌ ضــرّاءُ | |
فتَرَصُّدٌ للمُغوياتِ، فنزهـــةٌ | فَتَصَيِّدٌ يزهـو بِـهِ الزُعمـــاءُ | |
وتوسُّلٌ للمعتدينَ، كأنَّنـــــا | للناهبينَ كُنوزِنــــا أُجــراءُ | |
فعَلامَ طبعُكَ نخوةٌ لا شهـــوةٌ | وتمتُّعٌ بالجودِ لا استجــــداءُ | |
أَقَدِمْتَ مِنْ عصرِ النبُّوةِ أم جرتْ | منها إليكَ الشِّرعَةُ السَّمحـــاءُ | |
شيخَ العُروبةِ للشِّيوخِ بيانُهُم | إن قابلوكَ، فكُلُّهـمُ نُدمــــاءُ | |
سُبحانَ من جَمعَ الفضَائلَ كُلَّهـا | بك، كي يُحاكي فضلكَ الجُلسَـاءُ | |
وليقبِسوا منك الضِّياءَ، كأنَّهــم | شُهُبٌ، ووجهُكَ يا أميرُ ذُكـــاءُ | |
يُضفي على الدُّنيا المكارمَ بعدمـا | أضفى عليها الخِسَّــةَ اللُّؤمــاءُ | |
ويبثُ في روحِ السِّياسةِ نفحــةً | خُلُقيَّـةً، فإذا الدَّهــاءُ إبـــاءُ | |
وإذا الثعالبُ ترعَوي عن مكرهـا | فطباعُهـا بعد الرِّيـاءِ حَيَـــاءُ | |
وإذا الزَّعامَةُ في ذَراكَ أُخــوَّةٌ | لا قوّةٌ، يشقـى بهـا الضُّعَفَــاءُ | |
ورجولـةٌ قد حمَّلتكَ هُمومَنَــا | جَبَـلاً، ينوءُ بِحملِـهِ الأَكْفــاءُ | |
أشَهَدْتَ غدرَ يَهُودَ إذْ رِيعوا بمـا | ساقاهُـــمُ أشبالُنـا الشُّهــداءُ | |
زحفوا بكلِّ جُنودهمِ وحديدِهــمِ | و(جِنينُ) غايةُ زحِفهِــم عَزْلاءُ | |
قصفوا وما رأفوا بِطفْــلٍ وادعٍ | من قالَ : أنَّ ذِئَابهُم رُحَمــاءُ | |
من قالَ : أنَّ الغاصبينَ بلادِنَــا | والسالبينَ تِلادِنــا أُمَنَـــاءُ | |
كم جَوَّعُوا حتَّى أتى مِنْ (زايدٍ) | رِفْدٌ، ورِفْدُ الآخـرينَ غُثــاءُ | |
أكرِمْ بمنْ جعلَ الطُّفولةَ همَّـهُ | وسواهُ أكبـرُ هَمِّهِ الإِثْـــراءُ | |
هذا يُقيتُ الأبريـاءَ بِقلبِــــهِ | وسواهُ أطيـبُ زَادهِ البُـــرَآءُ | |
صقـرٌ، جناحـاهُ إذا رامَ الذُّرى | إسلامـهُ، والهِمَّـةُ العَـرْبَاءُ | |
فَبِدينهِ القُدسيِّ يرقى ما ارتقـى | مِنْ قَبْلِهِ أسلافُنـا العُظماءُ | |
وبروحِهِ القومـيِّ يبعثُ أُمَّـةً | من رقدةٍ، هي والفنـاءُ سواءُ | |
فتهُبُّ يقظى، حين ينقَشعُ الكرى | عَنْ أعينٍِ، أحداقُها عَشْواءُ | |
عَنْ أُمَّةٍ، أبصارُها معصُوبــةٌ | برقابِ قادتِهـا، فهـمْ خُصَماءُ | |
فيبثُّ في أعطَافِهــا من قَلبِـهِ | عَطْفاً، به يَتَعانَـقُ الفُرقـاءُ | |
وتذوبُ أسلاكُ الحُدودِ، كأنَّهـا | زَبَـدٌ، نهايتُـهُ سُدىً وجُفـاءُ | |
إنْ يَغرُسِ الحُكَّامُ حولَ بلادهم | جُدُراً، ليركَـبَ شُمَّهـا الخُفراءُ | |
أو يَزرعوا في كُلِ طودٍ مرصَداً | ليُطِلَّ منه على الفَـلا الرُّقبــاءُ | |
أو يحفروا في كُلِ وادٍ مكمَنَاً | ليغوصَ في أشراكِـهِ الدُّخلاءُ | |
(فأبو خليفةَ) سُورُهُ العدلُ الَّذي | يُحمى به الغُرباءُ والقُرباءُ | |
(فأبو خليفةَ) سُورُهُ العدلُ الَّذي | يُحمى به الغُرباءُ والقُرباءُ | |
وحدُودهُ غابٌ من النَّخلِ الَّذي | شَمَختْ على هَاماتِـهِ الأَقْناءُ | |
ليُصيبَ منها العابرونَ إذا سَرَوا | والعائدونَ بِفَيِئْها إن فـاؤوا | |
أَتُراهُ لقَّنها النَّدى مُذ أَثْمَرَتْ | فَثِمارُها للمُجتَدينَ غِـذاءُ | |
لم ألقَ ظِلاً مثلَ ظِلِّكَ وارفــاً | والنَّاسُ في أكنَافِــهِ شُركَـاءُ | |
أَشْرَافُهم وضِعَافُهم، ورِجَالُهـم | ونساؤُهـم والجِندُ والفُقهـــاءُ | |
ولكلِّ قومٍ من حِمَـاك َ حِمَايَـةٌ | ومِنَ النَّـدى أُمنيَّــةٌ زَهْــراءُ | |
إنْ حَدَّثَ الفُقهاءُ شَـعَّ حديثُهُم | نُوراً ليشربَ صَفْـوَهُ الأصْغَـاءُ | |
والمعسرونَ يرَونَ عنَّدكَ يُسْرَهُمْ | والبُرءَ يرجو عنـدكَ الزُّمنَـاءُ | |
حتى المَعُوقُ إذا يَزِلُّ تُقيلُــهُ | من عثرةٍ فإذا السَّقـامُ شِفَــاءُ | |
فَتُقيمهُ، وتقيمُ بُغيَـةَ صونِـهِ | نُزُلاً يُيَمِّـمُ، شَطْـرَهُ النُّـزَلا | |
أمَّا العقولُ فدوحةٌ، ما أثمــرَتْ | إلاَّ وأنتَ الفــارسُ السَّقـــاءُ | |
كم شِدتَ جامعةً لهنَّ ومَعْهَـدَاً | فإذا الدَّياجــي ليلـةٌ قَمراءُ | |
وإذا النُّجومُ العِلمُ تُطلِعُهـا النُّهـى | أنَّى تَرامتْ بالنُّهـى الأَنحَـاءُ | |
آمنتَ أنَّ الدِّينَ والدُّنيا مَعَاً | إلفانِ لا تغشاهُمــا البَغْضَــاءُ | |
فجَمَعتَ بينهما، وقُلتَ : تحاورا | فتحاورا، فإذا الحِــوارُ إخـاءُ | |
وكلاهُما لِكلَيْهِمَـا دِرْعٌ، إذا | شُنَّتْ علينــا غارةٌ شَعْـــواءُ | |
وكلاهُما يحمي الشَّبابَ من الخِنـى | إن تَفْشُ (عولمةٌ) ويطغَ بَغَــاءُ | |
قالوا : الإماراتُ التي وَحَّدْتَهــا | هيَ كالهِـلالِ، وللهِلالِ نَمَــاءُ | |
فمتى نَرى البدرَ التَّمامَ ؟ فقُلتُ:إنْ | صَفتِ السماءُ لهُ، وحَـانَ قَضَاءُ | |
وتَبدَّدتْ أطْمَاعُنا، وتَوحَّـدَتْ | أَصْقَاعُنـا، وتَعَانَـقَ الفُرقَــاءُ | |
وتَذَوَّقَ الشُّبانُ حِكْمَةَ (زايدٍ) | شَيْخِ العروبةِ، وارعَوَى السُّفهاءُ | |
أو أيقنوا أنَّ الزَّعامـةَ حِكْمَــةٌ | وكِفَايَةٌ، ورِعَايـةٌ، وسَخَـــاءُ | |
وتعلُّقٌ بالضَّارباتِ جُذورُهَــا | في أَرضِنَـا، وعقيدةٌ عَصْمـاءُ | |
لا بِدعةٌ شَوْهاءُ، بَهْرجَها الخِنَـى | كيما (يُعولِمَ) شَعْبَنـا الغُربَـاءُ | |
من نُصفِ قرنٍ و(ابنُ لَندنَ) شاهدٌ | والفضلُ ما شهدتْ به الأعداءُ | |
أنَّ المآثرَ كُلُّها في (زايـــدٍ) | جُمِعَتْ، فلا حَذْفٌ ولا اسِتثنَـاءُ | |
زَرَعَ المحبَّةَ والمهابةَ في الورى | وهـمُ بتلكَ وهـذهِ سُعَـــدَاءُ | |
فإذا جَنَى، فجُناهُ بِـرٌّ خَالِـصٌ | وجنــى سواهُ تَزَلُّفٌ ورِيَــاءُ | |
إن رُمتَ مرْحَمَةً رَعَتْكَ ظِلالُـهُ | وترَحَّلـتْ عن ربْعِـكَ البُرَحَاءُ | |
أو شِئْتَ ملحمةً، فأيُّ غَضَنْفَــرٍ | هو في اللِّقـاءِ إذا أُتيـحَ لقـاءُ | |
وإذا استغثتَ بِهِ أغَاثَكَ قَبــلَ أنْ | يَفْنى الصَّدى، وتلُفُّـه الأمْـدَاءُ | |
أرأيتَ كيف حمى العراقَ،ولم يَهَبْ | تهديدَ من ساؤُوا العراقَ وناؤُوا | |
منْ بَعدِ ما أَشْلى الغُزاةُ كِلاَبَهُــم | فَعَوتْ، ودونَ نُيوبِها الأشْــلاءُ | |
ودَمُ الصِّغارِ يَسيلُ منها مُعْلِنَــاً | أنَّ الحَضَارةَ عِنْدَّهُـمْ إِفْنَـاءُ | |
أنَّ الهنودَ الحُمرَ إن لم يُمْحَقَــوا | في الرَّافدينِ إربَـدَّتِ الأجْواءُ | |
أَنَّ الوجوهَ السُّمرَ إنْ لم تنطفــئْ | لم تَشتَعلْ بسِعَارِها الحَمْـــراءُ | |
حتى انبرى الشَّيخُ العظيمُ لإِفْكِهِـمْ | فَإذا الضَّـوَارِي كُلُّهـا بَكْمَـاءُ | |
وإذا الفِرَاخُ الزُّغبُ أَفْرَخَ رَوْعُهـا | وتَطَامَنتْ، وانجَابَــتِ الَّلأواءُ | |
أَسَمِعتَ أصداءَ الغُزاةِ تَموجُ في | أُفُقِ الجنوبِ، كأنَّهُنَّ عُـــواءُ | |
وإذا الفِرَاخُ الزُّغبُ أَفْرَخَ رَوْعُهـا | وتَطَامَنتْ، وانجَابَــتِ الَّلأواءُ | |
أَسَمِعتَ أصداءَ الغُزاةِ تَموجُ في | أُفُقِ الجنوبِ، كأنَّهُنَّ عُـــواءُ | |
رَحَلوا بليلٍ بعدمَا رحَلَ الكـرى | عنهُمْ، فلا أَمْـنٌ، ولا إِغْفَـاءُ | |
هابوا اللِّقاءَ، فخلَّفوا ألغامَهُـم | وكذا يُحاربُ في الوغى الجُبنَـاءُ | |
هَرَبوا، وآلَمَ (زايداً) أنْ يَهْرَبوا | ووراءهمُ طَـيَّ التُّرابِ بَــلاءُ | |
أَنْ يَسقُطَ الأطفالُ من ألغامِهِـم | صَرْعَى، وتُبتَرُ غِيلَةً أعضـاءُ | |
فأغاثَهُم، والغُوثُ فيه فِطْـــرَةٌ | لا المَنُّ يُبطِلُهَـا، ولا الإِيْــذاءُ | |
فَأوَى الصِّغارُ إلى ظِلالِ جَنَاحِـه | فكأنَّهُ جَــدٌّ، وهُمْ حُفَـــدَاءُ | |
من ظنَّ أن الجودَ فيه سَجيَّـةٌ | ماخَابَ، لَكنْ فَاتَهُ الإِحْصَــاءُ | |
ومن الَّذي يُحصي النُجُومَ إذ بَدَتْ | وتفَطَّرتْ عن دُرِّها الظَلْمــاءُ | |
و(أبو خليفةَ) فيهِ ألفُ فَضِيلةٍ | تُملي، وشِعْرُ المُبدعِ الإِمْـــلاءُ | |
وأَحبُهُنَّ إلى القَصِيدِ شجاعــةٌ | عَزَّتْ به وبِعزِّهَـا البَيْـــــدَاءُ | |
وَجَدَ السِلاحَ إلى الطِّماحِ مطيَّـةً | تُزْجَـى، فأسْرَجَها لَهُ الإِزْجَــاءُ | |
فاختَارَ أرهفَهُ ظُبىً، وأشــدَّهُ | بَأْسَـاً، إذا ما اشتَدَّتِ البَأْسَــاءُ | |
فَالطَّائِراتُ تَضُجُّ مِلءَ سمائِــهِ | والدّارِعـاتُ مَرَادُها البَطْحَـــاءُ | |
لله أنتَ (أبا خليفةَ)، لم تـــزلْ | ترنــوا إلى عليائـِكَ العَلْيَــاءُ | |
فتَزِلُّ عنكَ حَسِيرَةً، ومن ارتقى | ما تَرْتَقيِـهِ، فما لهُ نُظَــــرَاءُ | |
كَمْ مِنْ ذُرى جَاوزْتَها، فَكَأنَّها | تَحتَ الَّتـي جَاوزْتَهــــا أودَاءُ | |
وكأنَّما سَابقْتَ نَفسَــــــك حِينَمَا | لم يَعْدُ قُربُكَ في المـدى عــدّاءُ | |
إنَّ العِرَابَ إذا تواتَرَ جريُهـا | نَكصَـتْ على أعقَابِهـا الأفْـلاءُ | |
فَاسْلَمْ لنا، لِلشَّعْبِ، لِلعَرَبِ الأُلى | هُرِعُـوا إليكَ وفي الشِّفاهِ دُعــاءُ | |
للمُسلمينَ القادميـنَ يَشُدُّهُــمْ | شَوقٌ إليـكَ، وبيعــــــــةٌ وَوَلاءُ | |
واليومَ يا شيخَ العُرويةِ، أرضُنا | للطامعيـــنَ الجَفْنَةُ الكَومَـــــــــاءُ | |
وعراقُنا نُهبى، تقاسَمَ مــــــــاءَهُ | وسَمــاءَهُ وثــــــــراءَهُ الحُلَفَـــــاءُ | |
والقُدسُ قد سُبيتْ ،وما فُديتْ،فَمَنْ | يفدي العَفَافَ إذا استطال سَبَـاءُ | |
مَنْ للأُلى سُحُبُ السَّماءِ غِطَاؤُهُم | والأرضُ من تحتِ الجُسُومِ وِطَاءُ | |
من للأُلى تغدُوا قبوراً دُورُهُــــم | فكأنَّهم موتـــــــى وهم أحْيَـــاءُ | |
من لِلأرَامِلِ، واليَتَامى بَعْدَمَـــا | عَاثَ الذِّئابُ بهم ومَـاتَ رِعَــاءُ | |
لَمْ يبقَ بعــــــد اللهِ غيرُكَ كُلَّمـــا | عَصَفَ البلاءُ، وأعْرَضَ الكُبرَاءُ | |
إنَّ الطريقَ إلى الخُلــودِ مُظَلَلٌ | بالصَّالحاتِ وبِالجِهادِ مُضَـــاءُ | |
و(أبو خليفةَ) ما انثنى عن ساحةٍ | فيها لِصَدِّ الظَّالِميـنَ رِمَــــاءُ | |
والشّيخُ ينهضُ للجهادِ بِمَالِـــهِ | إنْ أعْجَزَتْهُ الصَّعدةُ السَّمـــراءُ | |
فبهِ الرِّباطُ لِمنْ تقاصَرَ عزْمُــهُ | دُونَ الرِّباطِ وغَابَ عنهُ فَتَـــاءُ | |
أعطى، ويُعطي الزَّاحِفينَ إلى الوغى | والبَاذِليـنَ دِمَاءَهُـم ما شَــاؤوا | |
جَازَ السِّنينَ مُظفَّراً لو جَازَهَــا | جَبَلٌ تضَعْضَعَ أو عَــرَاهُ وَنَـاءُ | |
قد جَازَها وهُمُومُ أُمَّتِـهِ علــى | كَتِفَيهِ لا شَكْـوى ولا إِعْيَــــاءُ | |
أَ (أَبا خليفةَ) طَالَ عُمرُكَ قُلتُها | والكونُ مثلـيَ ضَارِعٌ دَعَّـــاءُ | |
أَنْ لا تَرى غَيْرَ السُّرورِ مُرَافِقَـاً | لكَ في الحَيـاةِ، وحولَكَ الأَبْنَـاءُ | |
أن تُبصرَ الشَّعبَ الَّذي ربَّيتَــهُ | يَقْفُو خُطَـاكَ، وما بِهِ خَطَّــاءُ | |
أَنْ يُؤتيَ العِلْمُ الثِّمارَ، وأَصْلُـهُ | مِمَّا غَرَسْـتَ فَسِيلَـةٌ خَضْــرَاءُ | |
أَنْ يَشْمَخَ البُنيانُ شَمْخَةَ مَسْجِــدٍ | تَحْنُو عليهِ القُبَّــةُ الزَّرْقَـــاءُ | |
وأَجَلُّ ما يَبني العِظَامُ بنيَّــــةٌ | هي للتُّقـى لا لِلفَخَـار بِنَـــاءُ | |
لا ما بَنَى (خوفو) على جُثْمَانِهِ | خَوْفَ الفَنَـاءِ، أَما طَوَاهُ فَنَـاءُ | |
للهِ شِدْتَ وما تَشيدُ، وفي غَـــدٍ | يُهدى إِليكَ مِنَ الإِلَهِ جَـــزَاءُ | |
منهُ الثَّوابُ، ومنهُ يُلتَمَسُ الرِّضى | فهو الغَنيُّ، وكُلُّنا فُقَـــــرَاءُ | |
وعلى النَّبيِّ صَلاتُنا وسَلامُنـــا | ما غَرَّدتْ في أيكةٍ ورْقَــــاءُ | |
فهو الشَّفيعُ لنا إذا ما قَصَّـــرتْ | أعمالُنـا وتَعـذَّرَ الشُّفعــــاءُ | |
وهو النَّصيرُ إذا التَوتْ أقدامُنــا | فَوقَ الصِّراطِ وخَانَنَا النُّصَــرَاءُ | |
فهناكَ يُصبحُ ما عَمِلْتَ مِظَلَّـــةً | والشَّمسُ فوق الحَاسِرينَ غِطَـاءُ | |
وهناكَ تَحْصُدُ ما زَرَعْتَ هُنا وهَلْ | بعدَ الهَنَاءةِ في الجِنَـانِ هَنَـاءُ |
وأيضاً
« عودي»
عودي، تعيدي ذكرياتي | وتعود نشوى أمسياتي | |
وتعودُ أيامُ الصِّبا | خضراً ترفُ على الحياةِ | |
عودي فإن جوانحي | مَلَّتْ معانقةَ السُّباتِ | |
وأرى المشاعرَ لم تعدْ | تقوى على سمع الدّعاةِ | |
قد سامني البعدُ الطويلُ | حبيبتي _ سأمَ الشكاةِ | |
حتى الندامى غادروا | حانَ الليالي المقمراتِ | |
وذهبتُ أضربُ في الخيال | طفقتُ استجدي شتاتي | |
عبثاً أحاول نيل ذاك | النجم، إن النَّيلَ عاتي | |
كم ليلة غَنَّيتُ للآتي | ولم أظفر بآتي | |
ريحٌ تئن بحرقةٍ | ثكلى تئن على رفاتِ | |
فنضارةُ (الغاف) النضير | تبددت في الخالياتِ | |
و(الوَرْقُ) أصبح صوتُها | خِلْواً من النَّغَمِ المُآتي | |
كانت زمانَ الخَصْبِ في | الأسْحَارِ تدعو للصلاةِ | |
كانت ترتلُ للربيعِ الغَضِّ | أنغاماً، وأحلى الأغنياتِ | |
فتجيبها ليلاً لحون السامرين | مع النسيم على روايات الرُّواةِ | |
يا (غافةً) حملت مدى عمري | سماتٍ من سماتي | |
وحملتها في خافقي | عنوانَ شوقي للحُداةِ |
- "معلومات عن محمد بن حاضر على موقع d-nb.info". d-nb.info. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن محمد بن حاضر على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
- "معلومات عن محمد بن حاضر على موقع viaf.org". viaf.org. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 2019.
المصادر
- ديوان بن حاضر.
- مسارات.
- جريدة البيان.
- الإمارات اليوم.
- بن حاضر، محمد، خليفه، (مختارات من الشعر الضعبي) سنة الطبع 2012 للميلاد