جمع نصوص الشيح محمد بن سليمان المستغانمي ـ الندرومي الباحث بومدين بوزيد في كتاب "دساتير إلهية" صدر عن "الدار العلمية للكتاب" ببيروت، فالشيخ "محمد بن سليمان" امتداد طبيعي لتراث صوفي يعود إلى "أبي مدين الغوث " والثعالبي مروراً بشخصيات تركت تأثيرها المعرفي والديني وصولاً إلى الطرقية التي انتعشت في العهد العثماني وكانت لها قوة التواجد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
محمد بن سليمان المستغانمي | |
---|---|
معلومات شخصية |
هو أبو محمد محمد بن عودة بن سليمان بن عبد الله المستغانمي مولداً ومنشأً، ينحدر من عائلة أصيلة بمدينة مستغانم، وكان جدّه الأول صاحب منصب سياسي راق بالإيالة الغربية، فهو خليفة الباي حسن آخر بيلك الغرب في العهد العثماني بالجزائر ويدعى هذا الخليفة بـ"خليفة الكرسي" وهو مرجع العائلي الحالي –خليفة-
وترجع أصول هذه العائلة إلى سيدي "أبي عبد الله" الملقب بالمغوفل دفين واد الشلف وقد هاجر أحد أبنائه إلى تركيا وهو يحي الملقب بالطيار دفين بلاد الأناضول ببلدة يقال لها تكّار وعليه مسجد وضريح مشهور هناك، فالشيخ أبو عبد الله المغوفل هو جد الأسرة السليمانية.
ولد الشيخ "محمد بن سليمان" بمدينة مستغانم بحيِّها العربي العتيق –تجديدت- الذي كان مساحة مكانية وزمنية لحركة علمية وثقافية نشيطة أنجبت العديد من العلماء والصلحاء والمفكرين، وتمثلت خاصة في حركة الطرقة الصوفية الشاذلية منها والقادرية والعيساوية. في هذا الفضاء الروحي نشط الشيخ "محمد بن سليمان " في وسط ثقافي رفيع المستوى.
قد كانت أسرته على جانب كبير من العلم والصلاح والتقوى، كإبن عمه الصوفي الشهير الشيخ "قدور بن سليمان" وخاله الإمام "قارة مصطفى" مفتي بلدة مستغانم. حفظ في بدايته القرآن العظيم ثم تاقت نفسه إلى تحصيل العلوم الشرعية فأخذ نصيبه منها على يد خاله السالف الذكر قارة مصطفى المتوفى سنة 1957.