محمد بن أحمد بن سوقات الفلاسي
مولده ونسبه
ولد الشاعر الراحل محمد بن أحمد بن سوقات، وهو من قبيلة «آل بوفلاسة» في دبي عام 1928. نشأ في بيت علمٍ وشعرٍ ومعرفةٍ، حيت كان والده الشيخ احمد بن سوقات واحداً من علماءِ الدين المميزين في الإمارات بصورةٍ عامة ودبي بوجهٍ خاص.
حياته
بدأ حياته العلمية مع والده، والتحق بعد ذلك بالعمل لدى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (حاكم دبي سابقاً). وبعد فترة من الزمن تفرغ للأعمال الحرة والتجارة التي وجد فيها المجال الذي يرغبه ويناسب طموحه المهني.
الشعر
بدأ محمد بن سوقات ينظم الشعر في سنٍ مبكرة، ساعدته في ذلك الموهبة التي كان يتمتع بها بالإضافة إلى الوضع الثقافي العام الذي كان يعيشه، مع معاصرته للعديد من الشعراء الكبار في تلك الفترة، واستطاع بإمكاناته وقدراته الإبداعية أن يكون واحداً من كبار الشعراء المميزين في تلك الحقبة، الذين خلقوا لأنفسهم أسلوباً مختلفاً برزوا فيه من خلال الأساليب الشعرية ونوعية القصائد التي أخذت الجوانب الواقعية من الحياة، إلى جانب تلك الغنائية الممتعة التي تميز بها شعره ونتاجه الإبداعي.
لقد مثل محمد ابن سوقات مع شعراء جيله علامة بارزة من علامات الزمن الجميل للشعر النبطي الذي كان ثقافة تلك الفترة، والذي يعد شبه معدوم في وقتنا الحالي، وكان شاعرا غزلياً من خلال قصائده العاطفية، ولكن غزله كان عفيفا حيث كانت قصيدته الحكائية تصف لواعج الشوق والحب بعذرية تامة لاتجد فيها ملامح الابتذال والتهتك، كان ملتزما بالقيم والأخلاق السامية، اثرت فيه نشأته في كنف والده الشيخ احمد بن حمد بن خلفان بن سوقات أحد علماء دبي.
كان الشاعر ظريفا خفيف الظل كما بدى لنا من قصائده الفكاهية ومثلما كان سالم الجمري صديقه ورفيق شكواه في نصفه الغزلي فانه أيضا شريكه في السخرية، واختار ان يكون شريكه الاخر في الشعر الضاحك شقيقه حمد بن سوقات. اثنان فقط سجل معهما أكثر وأجمل قصائده الساخرة. اختص الجمري انه غالبا ما يحاول إثارة صديقه، ويكون المبتدئ في الشكوى والضحك وتحمل قصائدهما كثيرا من المفردات التي كانت شائعة والتي قد لا يفهمها الكثير من أبناء الحاضر.
قصيدة بص العيايز
بص العيايز مر مشحون | يتعلمن كتبه وقرايه | |
ادخل حسن واظهر يا حسون | كتبوا لهم ديچ وديايه | |
الكبار ما يحتاي يقرون | عيالهم عنهم كفايه | |
يوم انهيو وأنووا يدشون | صروا البراقع في الوقايه | |
يبغن وظيفة تلفزيون | ولا مهندس للبنايه | |
عيالهم باتوا يصيحون | وحق الريل قالوا برايه |
وفاته
توفي محمد أحمد بن سوقات عن عمر يناهز الـ 76 عاماً, مخلفاً للإرث الشعبي القليل مما ذكر في ديوانه، والكثير من حفظ في صدور الأصدقاء والمقربين.
أعذب الألفاظ من ذاكرة الحفاظ لحماد الخاطري 2002