محمود كحيل رسام كاريكاتير لبناني.
محمود كحيل | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 13 يوليو 1936 طرابلس |
الوفاة | 11 فبراير 2003 (66 سنة) لندن |
مكان الدفن | مقبرة بروكوود |
الجنسية | لبناني |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | الجامعة الأميركية في بيروت |
المهنة | رسام كاريكاتور |
المواقع | |
الموقع | www.mahmoudkahil.com https://www.facebook.com/CrowCartoonist |
بداياته
اهتم محمود كحيل باكرا برسم الكاريكاتير ومن ثم بدأ بممارسة الرسم الساخر بالفطرة فهو لم يتعلم هذا الفن في المعاهد. التحق بالجامعة الأميركية في بيروت لدراسة التجارة والإدارة بيد انه انسحب منها بعد عامه الثاني ليتفرغ بالكامل للرسم الكاريكاتير الخاص بالصحافة. يرجع الفضل في انطلاقته المهنية إلى ارتياحه في مجال الرسم ولمواهبته كرسام فعمل اختصاصي في الرسوم البيانية في وكالة إعلانات في بيروت.
بداية الاحتراف
انحصرت أعمال قبل عام 1960 محمود كحيل بمحيطه وعنيت رسومه بالمشهد الاجتماعي أكثر منها بالأحداث السياسية. و من العام 1961 حتى العام 1963، عمل محمود كحيل مصمما للصفحات في مجلة الاسبوع العربي و عمل فيما بعد لمدة سنتين (1963-1965) في مجلة شهرزاد المخصصة للأطفال حيث ألف السلسة المصورة بساط الريح. بدأ ينال الشهرة بفضل أسلوبه ومن خلال لقاءاته بشخصيات من الوسط المهني. وفي عام 1965، انضم إلى مجلة لسان الحال وهي أقدم جريدة يومية في لبنان، قدم فيها أولى رسومه الكاريكاتيرية السياسية حتى عام 1966.و شكلت هذه الرسوم نقطة انطلاق إلى الاحتراف كما أرست أولى ركائز شهرته في حقل الرسم الصحافي في الشرق الأوسط. و في الفترة الممتدة بين عام 1966 وحتى 1968، عمل محمود كحيل في مؤسسة الحياة وأنضم بعد ذلك إلى مجلة الحسناء حيث تبوء مركز المدير الفني حتى عام 1971.
وفي عام 1967، بالإضافة إلى عمله كرسام، أطلق بالتعاون مع فريد سلمان ورورو بريدي مشروع اليوميات اللبنانية. شكل هذا المشروع أول يوميات مصورة مخصصة للشاشة الكبيرة عرضت في غالبية دور السينما في شارع الحمراء في بيروت، إحد أشهر الشوارع في لبنان. كان الهدف من هذا البرنامج هو اشراك الجمهور بنقل الاحداث أي خلق اثر البث المباشر الحي. فأصبح محمود كحيل أول رسام كاريكاتير يصور أحداثا تذاع على الجمهور مباشرة. و بالفعل، وقبل العرض، كان يجري تصوير الصالة والجمهور، ثم يظّهر شريط التصوير بسرعة ويعرض على الجمهورالذي يشاهد نفسه على الشاشة. يعتبر برنامج اليوميات اللبنانية من أهم أفلام الواقع ومشاهدة أرشيف للبرنامج تكفي لاعطاء موجزا مفصلا عن الاحداث التي جرت في هذه الفترة.
لم يكرس محمود كحيل نفسه للكاريكاتير الصحافي الا مع بداية السبعينيات. نشر رسومه في المجلة الاسبوعية السياسية الموندي مورنيغ وكانت غالبيتها بالألوان. و في عام 1971 أصبح رسام كاريكتير مستقل وتعاقد مع مجلة الاسبوع العربي كمدير فني.وكذلك مع جريدة الديلي ستار والموندي مورنيغ ونشر رسومه فيهما حتى عام 1975.
الحرب الاهلية اللبنانية
اندلعت الحرب في لبنان في 13 نيسان/ ابريل 1975. و مزقت المواجهات العنيفة والسرقات و اعمال التخريب والتدمير و الكمائن البلد وقسمته . و في خضم هذا الصراع باتت مزاولة الرسم الصحفي تشكل خطرا داهما يهدد حياة الرسام. و هكذا وجد محمود كحيل نفسه مجبرا على مغادرة بيروت، المدينة التي شهدت ولادة أحد أكبر رسامي الكاريكاتير السياسي. وفي عام 1979 غادر محمود كحيل لبنان إلى لندن حيث باشر في العمل في العديد من الصحف: الشرق الأوسط، اراب نيوز، مجلة المجلة. كما شغل منصب مدير الرسم الكرتوني في المجلة الشهرية: Middle East International.
اسلوبه
في لندن شهد محمود كحيل اثر وقع رسومه وحس الفكاهة على العديد من الشخصيات السياسية والثقافية. وعند اجيتاح إسرائيل للبنان في عام 1982، عرض كم من رسومه التي تناولت الحدث فحققت نجاحا كبيرا.
طّور محمود كحيل مع الوقت أسلوبا يولي فيه الرسم والفكاهة من خلال الرسم اهتماما أكبر مما يوليه للكلمات. و احيانا تخلوا رسومه من النص. غالبا ما تحتل الصفحة بكاملها قياسها 24*32 سم للرسوم الاصلية الملونة وقياسِ A3 للرسوم الاصلية بالأسود والأبيض. و يمكن للرسوم أن تتبلور على عدة مراحل على الصفحة ذاتها.
يجمع رسم الكاريكاتير عند محمود كحيل بين الصور المرئية والخواطر الذهنية. فبعد مرحلة التأمل، يخط الرسام رسومه بقلم رصاص أولا. و في المرحلة الثاني وبعد اكتمال الفكرة الاساسية، تبرز الخطوط ويتم تنسيق الرسم ككل ليؤلف الرسم الكاريكاتيري النهائي في غالبية رسوم الكاريكاتير الملونة، يلوّن الرسم بكامله واحيانا تترك الخلفية بيضاء . أما فيما خص الرسوم بالأبيض والأسود، يلجأ محمود كحيل إلى تقنية الكولاج التي تخوله استعمال الوضعية أو الوجه الذي يحتاجه لشخصية سياسية معينة. فهو يستعمل الصورة المنسوخة التي يريد كطراز، فيقوم بلصقها وتعديلها و يعيد تركيبها لتتسق وحاجته ورؤيته و الإطار العام للرسم. و غالبا ما تتنوع التقنية: فهو يستعمل اقلام التلوين والالوان المائية واقلام الحبر والحبر الصيني.
من الملفت أن عددا كبيرا من رسوم الكاريكاتير نشرت من غير أن تحمل توقيع صاحبها. يمكن ان تعزى هذه الميزة إلى شخصية محمود كحيل المتواضعة من ناحية،
كما يمكن أن تلقي الضوء على خصائص اسلوبه من ناحية اخرى. بيد أن بعضا من الرسوم تحمل الاحرف الاولى لاسمه أو رسم الغراب ويعتبر ذلك بمثابة توقيع. و برأي غسان جحا، يرمز الغراب إلى الخاصة المتقلبة للسياسة والدبلوماسية العربية. Star staff writer بيد أنه في بداية التسعينيات تخلى محمود كحيل عن الغراب فجأة. و يتفق العديد على أنه اراد بذلك التعبير عن سخطه بسبب تدهور العلاقات بين مختلف الاطراف السياسية الفاعلة في العلم العربي ابان حرب الخليج. فالغراب فقد مكانته بعد هذه الحرب لان الوضع السياسي في دول الخليج شلّ وساده الكساد. (غسان جحا، Star staff writer
لم تكن رسوم محمود كحيل الا انعكاسا لما يجري على الارض. و كتب قارئ إسرائيليا يقول"انا معجب بأسلوب رسامكم الكاريكاتوري فهو فطن ومتواضع و يطور اسلوبا غالبا ما يكون غائبا عن منطقتنا البائسة."
و لشدة تواضعه، لم يتوقف محمود كحيل عند وصفه لعمله. فوفرت له روح الدعابة المطورة في رسومه اسلوبا مباشرا للتواصل. فالتعبير عن رأيه يتم عبر الكاريكاتير الذي ينتقد ويركز على المسائل السياسية التي عايشها.
و هذه الخاصة تشبه شخصية رسام الكاريكاتير الأرجنتيني غيلرمو مورديو والذي كان محمود كحيل يكن له الإعجاب. و قد قال مورديو " اصحبت الدعابة لغتي، رغما عني. و اصبح رسمي ضرب من الكتابة، كتابة بلا قول".
المواضيع
قال عنه خالد المعنّى رئيس تحرير اراب نيوز " كان محمود كحيل إنساني في الصميم. اهتم بالفقراء والمظلومين و اللاجئين ايا كانت انتمائهم الديني وتقاليدهم".
كان الكاريكاتير سلاح محمود كحيل الذي حارب به القمع والفساد. فالرسم بالنسبة له، وسيلة ليجهر بها بالحقائق وليكشف عن الممارسات الإجرامية وليطرح المسائل الحيوية والضرورية للشعوب العربية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ساند محمود كحيل بعزم الشعب الفلسطيني وقضيته المطالبة بالاستقلال رافضا التهجير ألقسري للفلسطينيين الذي تسبب به الصراع العربي- الإسرائيلي، فصوّر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بقوة. و في الثمانينيات كان بمثابة وسيطا للتأريخ الجديد للصراعات بعد أن تم الكشف عن وثائق كانت مغفلة وكان رافضا لما رددته الروايات التقليدية الصهيونية والفلسطينية.
كانت رسومه هادفة ومعدة بذكاء. كان الرسم الكاريكاتوري يعالج الموضوع، مهما اختلفت طبيعته، مؤلما كان أم مضحكا، بحذاقة وخيال مما يحث حتى اليوم على التفكر ودراسة اعماله. ان الإرث الذي تركه محمود كحيل كرسام كاريكاتير نجده في تكيّف عمله بسلاسة مع حقائق العالم العربي وطرحه للمسائل التي لا تزل حيوية للشعوب العربية حتى يومنا هذا. فاجأته المنية في 11 شباط/ فبراير2003 و هو في السادسة والستون بسبب تعقيدات أعقبت عملية جراحية للقلب اجريت له في لندن.
حياته الخاصة
لمحمود كحيل ولدان.
وصلات خارجية
facebook: https://www.facebook.com/CrowCartoonist
- رسّام الكاريكاتور محمود كحيل
جوائز
1984 - جائزة مصطفى وعلي الأمين - أحسن رسّام كاريكاتور في العالم العربي .