مسلم بن يسار البصري، كنيته أبو عبد الله، تابعي من رواة الحديث، وفقيه من فقهاء التابعين ذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء، ضمن فقهاء التابعين بالبصرة. وذكره الذهبي فقال: "مسلم بن يسار القدوة الفقيه الزاهد أبو عبد الله البصري مولى بني أمية وقيل مولى بني تيم من موالي طلحة رضي الله عنه" وذكره ابن كثير فيمن مات سنة تسع وتسعين فقال: "مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري، الفقيه الزاهد، له روايات كثيرة، كان لا يفضل عليه أحد في زمانه، وكان عابدا ورعا زاهدا كثير الصلاة كثير الخشوع.[1] قال ابن عون كان لا يفضل عليه أحد في زمانه وقال ابن سعد كان ثقة فاضلا عابدا ورعا وقال علي بن أبي حملة قدم علينا مسلم بن يسار دمشق فقالوا له يا أبا عبد الله لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لأتانا به فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة. قال خليفة بن خياط والفلاس مات سنة مائة، وقال الهيثم بن عدي توفي سنة إحدى ومائة.[2]
روايته
روى عن عبادة بن الصامت ولم يلقه وعن ابن عباس وابن عمر وروى عن أبيه يسار فقيل لأبيه صحبة وعن أبي الأشعث الصنعاني وغيرهم. حدث عنه محمد بن سيرين وهو من طبقته وقتادة وثابت البناني وأيوب السختياني ومحمد بن واسع وآخرون.
مكانته العلمية
فقهه
يعد مسلم بن يسار من أعلام الفقه، ذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في الطبقة الثالثة من فقهاء التابعين بالبصرة. روى هشام عن قتادة قال: مسلم بن يسار خامس خمسة من فقهاء البصرة. وروى هشام بن حسان عن العلاء بن زياد أنه كان يقول: لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن وورع ابن سيرين وصواب مطرف وصلاة مسلم بن يسار. روى حميد بن الأسود عن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار.
مكانته
قال ابن كثير في البداية والنهاية: مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري، الفقيه الزاهد، له روايات كثيرة، كان لا يفضل عليه أحد في زمانه، وكان عابدا ورعا زاهدا كثير الصلاة كثير الخشوع، وقيل: إنه وقع في داره حريق فأطفاؤه وهو في الصلاة لم يشعر به. وله مناقب كثيرة رحمه الله. قلت: وانهدمت مرة ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها، وإنه لفي المسجد في صلاته فما التفت. وقال ابنه: رأيته ساجدا وهو يقول: متى ألقاك وأنت عني راض، ثم يذهب في الدعاء، ثم يقول: متى ألقاك وأنت عني راض، وكان إذا كان في غير صلاة كأنه في الصلاة، وقد تقدمت ترجمته.[3]
زهده وصلاحه وعبادته
قال ابن عون عن عبد الله بن مسلم بن يسار إن أباه كان إذا صلى كأنه ود لا يميل لا هكذا ولا هكذا وقال غيلان بن جرير كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوب ملقى وقال ابن شوذب كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في الصلاة تحدثوا فلست أسمع حديثكم وروى أنه وقع حريق في داره وأطفئ فلما ذكر ذلك له قال ما شعرت رواها سعيد بن عامر الضبعي عن معدي بن سليمان وقال هشام بن عمار وغيره حدثنا أيوب بن سويد حدثنا السري بن يحيى حدثني أبو عوانة عن معاوية بن قرة قال كان مسلم بن يسار يحج كل سنة ويحجج معه رجالا من إخوانه تعودوا ذلك فأبطأ عاما حتى فاتت أيام الحج فقال لأصحابه اخرجوا فقالوا كيف قال لابد أن تخرجوا ففعلوا استحياء منه فأصابهم حين جن عليهم الليل إعصار شديد حتى كاد لا يرى بعضهم بعضا فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة فحمدوا الله فقال ما تعجبون من هذا في قدرة الله تعالى قال قتادة قال مسلم بن يسار في كلام في القدر هما واديان عميقان يسلك فيهما الناس لن يدرك غورهما فاعمل عمل رجل تعلم أنه لن ينجيك إلا عملك وتوكل توكل رجل تعلم أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك.
مقالات ذات صلة
مصادر
مراجع
- البداية والنهاية لابن كثير
- سير أعلام النبلاء للذهبي
- البداية والنهاية نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.