الرئيسيةعريقبحث

مشهد روحين

قرية في سوريا

مشهد روحين

قرية صغيرة تقع في محافظة ادلب في سورية. ذات طبيعة خلابة وهواء عليل, ويقال أن طريق الحرير التاريخي المعروف كان يمر منها وهناك مكان يسمى العين كانت القوافل تحط فيه للاستراحة والتزود بالماء لتكملة سفرها الطويل. وصل عدد سكانها آنذاك إلى ما يقارب 36.000 نسمة, ولا تزال الآثار الموجودة خير دليل على مدى أهميتها بالتاريخ.

تقع قرية مشهد روحين فوق هضبة تبعد 7 كم إلى الشمال الغربي من الدانا، يعمل أهلها بالزراعة وأهم مزروعاتها الأشجار المثمرة، الزيتون, التين, الكرمة، الرمان, وبلغ عدد سكانها نهاية عام 2000 (529) نسمة وهم من آل بيت عبد الحي أحد أبناء العلامة الشيخ أحمد الترمانين المدفون في ترمانين وحفيده العلامة الشيخ أحمد الترمانيني مفتي الشافعية بحلب وهو مدفون بالجبيلة، وهي تابعة لقرية ترمانين. منطقة حارم. إن سبب تسميتها بـ (مشهد روحين) هو وجود قبري (قس بن ساعدة الاياديوشمعون الصفا) فيها, وقد ذكر هذا المشهد ابن العديم في كتابه (بغية الطلب في تاريخ حلب) بما يلي :

دير روحين قرية من جبل سمعان، مشهد حسن وفي جانب المسجد منه ثلاثة قبور، قيل إن الأوسط منها قبر قس بن ساعدة الإيادي، والقبرين الآخرين هما قبرا سمعان وشمعون من الحواريين. كما ذكرها البغدادي في كتابه مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع رُوحين : بضمّ أوله، وسكون ثانيه، وكسر الحاء المهملة، وياء مثناه من تحت، وآخره نون، قرية في جبل لبنان, (وهذا خطأ وقع به أكثر من مؤرخ والأصح هو لحف جبل سمعان).من قرى حلب في لحف الجبل مشهد يزار ،يقال له قبر قس بن ساعدة الايادي، وقيل قبر شمعون الصفا، هذا هو تاريخها وما كتب عنها.

وفيها مسجد ومدرسة ابتدائية عدد تلاميذها (22) تلميذا وتلميذة, ومن آثارها بقايا كنيسة متهدمة ومدافن تحت الأرض وباب فيلا من القرن السادس، ويعلمنا الهروى عن وجود قبر قس بن ساعدة الأيادي أسقف نجران المتوفي في العام 600 م. فيها مع قبر صاحبين له، رثاهما ودفن معهما في ما بعد. ومن رثاء قس بن ساعدة لصاحبيه يذكر الهروي الأبيات التالية :

خليليَ هبَا طالما قد رقدتما أجداكما لا تقضيان كراكما ألم تعلما أني بسمعان مفرد ومالي يوما من صديق سواكما أصب على قبريكما من مدامة فإن لم تنالاها تروي ثراكما أقيم على قبريكما لست نازحاً طوال الليالي، أو يجيب صداكما وأبكيكما حتى الممات وما الذي يرد على ذي لوعة إن بكاكما كأنما والموت أقرب غصةٍ بروحي إلى قبريكما قد أتاكما فلو جُعلت نفس لنفس وقايةً لجدت بنفسي أن تكون فداكما

والمعروف أن قس بن ساعدة الأيادي كان أسقف نجران وهو أحد حكماء العرب ومن كبار خطبائهم. كان أول من قال في كلامه ((أما بعد)) وكان يخطب وهو متوكئ على سيف أو عصا. كان يعظ القوم في سوق عكاظ

وكان يفد على قيصر الروم زائراً فيكرمه. وهو معدود من المعمرين، وتوفي في العام 600 م. ‌

موسوعات ذات صلة :