الرئيسيةعريقبحث

مصطفى أفندي عثمان مكاوي


الأسم: مصطفى عثمان مكاوي

صورة فوتوغرافية لمصطفى أفندي عثمان

الميلاد: السودان. الشمالية. قرية قبة سليم 1897

الوفاة: مصر. القاهرة. 1956 م.

مصطفى أفندي.jpg

سيرته:

مصطفى افندي تلقى تعليمه الأولي في مدينة حلفا ثم أكمل الثانوي بكلية غردون (التي تأسست في عام 1902 م لتعليم المراحل الابتدائية و اضيفت اليها المرحلة الثانوية عام 1908م وصارت فيما بعد جامعة الخرطوم ) ثم ذهب إلى المملكة المصرية وتم قبوله والتحق بالمدرسة الحربية سنة 1918 . كان السودان في ذاك الوقت يحكمه الحكم الثنائي. و تخرج في المدرسة الحربية بالمملكة المصرية سنة 1920 م حائزا على درجات عالية جدا و أداء متميز. فنال أعجاب كل قادة المدرسة الحربية. ذلك جعله يتخرج حائزا على المرتبة الأولى( الأول) على الدفعة التي تضم عدد قليل من السودانيين و كثير من الطلبة الحربيين المصريين.

شهادة تعيين مصطفى برتبة ملازم تاني بالمملكة المصرية
شهادات تعيين مصطفى أفندي بقوات دفاع السودان عربي 1
شهادة تعيين مصطفى أفندي بقوات دفاع السودان انجليزي2

ثم منح سيف الشرف (الذي نحت عليه اسمه و تاريخ تخرجه) و تم تصنيع هذا السيف بلندن. اهدي (مصطفى افندي) ذلك السيف يوم تخرجه في سنة 1920 م.

تم منحه سيف الشرف عند تخرجه في المدرسة الحربية بالمملكة المصرية 1920

وكان في ذلك الوقت تنسيق بين المملكة المصرية و الإنجليز باستيعاب عدد قليل جدا من السودانيين للانضمام للمدرسة الحربية المصرية ومدرسة الخرطوم الحربية بالتنسيق بين المدرستين الحربيتين بمصر والسودان. على ان يتعين خريجي المدرسة الحربية المصرية من السودانيين بعد تخرجهم بقوات دفاع السودان. على ان يعملوا لمدة عامين تحت مسمى تجربة الأداء. ثم بعد اجتياز تجربة الأداء تتم اجازتهم كضباط برتبة ملازم ثاني.

لكن مصطفى افندي الذي نال اعجاب القادة بالمدرسة الحربية بالمملكة المصرية و اظهر أداء مميز.

تم تعيينه برتبة ملازم ثاني مباشرة في جيش المملكة المصرية و ذلك في بداية عام 1921 م. و ابتعاثه إلى حامية كسلا ليعمل هناك ضمن وحدات الجيش المصري التي تعمل في اجزاء متفرقة من السودان و يشغلها ضباط مصريين.

عمل مصطفى أفندي في حامية كسلا (الهجانة) منذ بداية العام 1921 م. رجع في اجازة قصيرة ليتزوج في عام 1922 من السيدة فاطمة أحمد صادق. ثم ذهب هو وزوجته إلى كسلا حيث انجبا أكبر ابناءهما محمد الحسن في العام 1923.

ثم واصل مصطفى افندي عمله كضابط برتبة ملازم تاني في حامية كسلا حتى منتصف عام 1924م. حيث ظهرت جمعية اللواء الابيض السرية التي اسسها كل من ( الضابط علي عبد اللطيف و عبيد حاج الأمين و أخرون ) التي ضمت 150 عضوا من السودانين و الاف المناصرين السودانيين و عدد من الضباط المصريين المناصرين لهذه الجمعية.

أهداف جمعية اللواء الابيض:

ضم السودان لمصر و توحيد الشعبين و ربط كفاح الجمعية بكفاح شعب مصر و مناهضة الأحتلال الإنجليزي.

وكان معظم عضويتها من صغار الضباط و الطلبة الحربيين و بعض التجار والمثقفين. وكانت لها رسوم شهرية وهي مبلغ 20 قرش لكل عضو و كان النادي المصري يدفع لها مبلغ 50 جنيه شهريا.

وكانت جمعية سرية. وقد انضم مصطفى افندي لجمعية اللواء في عام 1924 م.

في اواخر عام 1924 م في نوفمبر تم اغتيال السير لي ستاك الإنجليزي و الحاكم العام للسودان في مصر.

و أيضا قامت مظاهرة حاشدة في الخرطوم قام بها الطلبة الحربيين و بعض المثقفين. وفي نفس هذا العام قامت حركة المناضل عبد الفضيل الماظ المسلحة. كل هذه الاحداث المتسارعة و القوية جعلت قوات الاحتلال الإنجليزية تقوم بعمل ترتيبات قاسية و هي

قفل مدرسة الخرطوم الحربية نهائيا. ثم اعتقال الطلبة الحربيين و سجنهم بسجن كوبر.

قام اصدقاء مصطفى افندي من الضباط المصريين الذين يعملون بالسودان بتنبيهه بضرورة التخلص من اي مستند يدل على انضمامه لجمعية اللواء الابيض كما فعلوا هم ذلك.

وبالفعل قام مصطفى بحرق جميع المستندات و الايصالات المالية التي تشير لجمعية اللواء الأبيض.

حتى أواخر عام 1924 و بداية عام 1925 م لم تشك قوات الاحتلال الإنجليزي بالضباط المصريين الذين يعملون بالسودان بأن لهم علاقة أو أي صلة بمظاهرات طلبة مدرسة الخرطوم الحربية أو باي علاقة لهم بجمعية اللواء الابيض. وكذلك لم يشك الإنجليز بانضمام مصطفى أفندي لجمعية اللواء الأبيض

و في يناير 1925 تم استيعاب و تحويل مصطفى عثمان من الجيش المصري إلى قوات دفاع السودان و اعتبار تعينه بقوات دفاع السودان هو نفس تاريخ تعيينه بالجيش المصري سنة 1921 م. ومن ثم تمت ترقيته لملازم أول في مارس 1925 م.

ثم في منتصف إلى أواخر عام 1925 م. بدأت سلطة الاحتلال تشك في ان هناك دور ( للضباط المصريين الذين يعملون بالسودان) بجمعية اللواء الابيض. وبدءوا بفتح التحقيق من جديد ومن ثم اعادة محاكمة علي عبد اللطيف و عبيد حاج الامين و من ثم الحكم عليهم بالسجن لمدة 10 سنوات

بعد أن استشهد عبد الفضيل الماظ. تم اعتقال كل من (حسن فضل المولى خريج المدرسة الحربية المصرية 1920 م ( دفعة مصطفى أفندي), ثابت عبد الرحيم، سليمان عمر، على البنا).

وتمت محاكمتهم وصدر الحكم عليهم بالأعدام رميا بالرصاص

وهم الاربعة على خشبة تنفيذ الإعدام.

مصطفى أفندي واقفا و حسن فضل المولى( الذي أعدمته سلطة الإحتلال البريطاني رميا بالرصاص سنة 1924 م)

تم حل وثاق الضابط على البنا الذي تعدل الحكم عليه بعشر سنوات (ليلحقه فيما بعد بنفس الحكم عشرة سنوات كل من علي عبد اللطيف و عبيد حاج الأمين مؤسسا جمعية اللواء الأبيض)

و تم تنفيذ إعدام الثلاثة الباقين مباشرة رميا بالرصاص

ابتداءا بحسن فضل المولى أمام أعين الطلبة الحربيين المعتقلين.

و أيضا طاردت الشرطة الإنجليزية سيد فرح خريج المدرسة الحربية عام 1922م ( أحد الضباط المنضمين لجمعية اللواء الأبيض من أبناء دلقو المحس) ومشارك في حركة عبد الفضيل المسلحة. فكانت الاوامر باعتقاله مباشرة فكان (مطلوبا حيا أو ميتا) لكنه استطاع الهرب بمساعدة جيش الأورط المصري الموجود بحامية الخرطوم بحري ثم استطاع الدخول إلى أرياف مصر والاختباء هناك.

وقامت سلطات الاحتلال بالتحقيق مع مصطفى افندي و إتهامه بانتمائه لجمعية اللواء الابيض لكنهم لم يجدوا بحوزته اي مستند أو دليل يثبت ذلك. فقاموا بإحالته للمعاش المقيد بانه تحت الاستدعاء في أي وقت و ذلك لمنعه من محاولة اعادة خدمته بالجيش المصري. وقامت سلطة الأحتلال الأنجليزية بطرد كل الضباط المصريين الذين يعملون بالسودان. وبذلك أنهت كل ما يتعلق بجمعية اللواء الابيض. و ايضا انفردت بحكم السودان باستبعاد كل الضباط المصريين الذين يمثلون المملكة المصرية.

تم بعد ذلك تم ترحيل مصطفى افندي إلى الشمالية إلى قرية قبة سليم. ثم كافأته المملكة المصرية بإعطائه معاش إضافة إلى معاشه من قوات دفاع السودان

واستمر معاشه المصري حتى آل إلى إبنته نفيسة حتى وفاتها عام 2016 م.

بعد ان رجع مصطفى افندي إلى قبة سليم تفرغ لاستصلاح أراضيه الزراعية في كل من قبة سليم و نلوة و جزيرة صواردة. وبإقامة بعض الأعمال الإستثمارية مثل عمل مشروع ترحيلات (السكوت _حلفا) بشراءه عربتين لوري (ظل هذا المشروع من 1930حتى عام 1937) و أيضا شراء اسهم عدة مرات بازمان مختلفة من (شركة مصر للنقل و الملاحة) و (شركة مصر لغزل نسيج القطن) .

مدونات مصطفى.jpg

ثم في عام 1927 تزوج زوجته الثانية حفصة عباس و بعدها بعدة سنوات تزوج من زوجته الثالثة زينب عابدين.

وظل مستقرا بقبة سليم حتى عام 1940 م تم استدعائه إلى الخرطوم من قبل جيش الاحتلال و اعادته إلى الخدمة ضمن قوات دفاع السودان

و عند وصوله الخرطوم اجتمع به قادة الجيش الإنجليزي هو و عدد من الضباط والجنود السودانيين

و اخبرتهم سلطة الاحتلال انهم بصدد الحرب لتحرير اريتريا من الطليان. و إذا انتصرت بريطانيا في هذه الحرب سيكون جزاء ذلك منح بريطانيا السودان الاستقلال وأخبروهم بأن هذه هي سياسة بريطانيا في الفترة القادمة. فوافق كل الضباط والجنود السودانيين بقوات دفاع السودان.

لكنها كانت حرب صعبة و منطقة مرتفعة و وعرة جدا باريتريا و قد تحصن فيها جنود إيطاليا تحصنا متكاملا تاما و يصعب اختراقهم. وهي المعركة الشهيرة( معركة كرن 1941 م) التي تحدث عنها التاريخ كثيرا وأنها من أصعب المعارك

فقد تمكنت القوات البريطانية بفضل شجاعة و قوة و اصرار الضباط و الجنود السودانيين من هزيمة جيش إيطاليا.

اثبتت هذه المعركة لكل العالم أن ضباط و جنود السودان من اشرس و أشجع الجنود.

و تحررت كرن الاريترية و إنسحبت كل القوات الايطالية.

رجع بعد هذه الحرب مصطفى افندي مع باقى الضباط و الجنود السودانيين إلى الخرطوم

فكان برتبة ملازم أول بوظيفة كوارتر ماستر أوفيسر في (حرب كرن ) . و كانوا كلهم فخر بهذا الانتصار وكانوا ايضا كلهم أمل باستقلال السودان كما وعدهم قادة الجيش الإنجليزي بأن سياسة بريطانيا تقتضي بمنح السودان استقلاله لو استطاعت تحرير اريتريا من القوات الإيطالية.

الا ان الاحتلال الإنجليزي نقض عهده و لم يمنح السودان استقلاله. واصاب السودانيين من قوات دفاع السودان العائدين من حرب كرن احباط شديد عندما نكصت سلطة الاحتلال بوعدها.

رجع بعدها مصطفى افندي 1942 م من الخرطوم إلى قريته قبة سليم مرة اخرى و هو محبط و قد اصابته أزمة في الصدر بسبب انهم اضطرتهم ظروف المعركة هو و من معه من جنود للبقاء في الماء لساعات طويلة خلال اليوم استمروا على الحال لأسابيع قبل وصولهم لكرن..

وبدأ يزداد معه المرض و يشتد من حين لاخر.

إلى ان اشتد عليه في عام 1956 وكان سببا للسفر إلى القاهرة لتلقى العلاج. لكنه توفي في المستشفى في ذات العام و ترك من الأبناء سبعة أولاد و أربعة بنات. هم:

محمد الحسن _ محمود - أحمد _ نفيسة_ سعيدة - بتول _ إبراهيم _ اسماعيل_ يوسف_امينة_صلاح

توفى في نفس عام إعلان استقلال السودان.

تم تجميع معلومات هذه السيرة من 1.مدونات مصطفى افندي بخط يده فكان يدون ويكتب تفاصيل دقيقة في حياته (احتفظ بهذه المدونات والمفكرات عدد من ابناءه و بناته) .

2. جمعت ايضا بعض المعلومات و الصور النادرة و المستندات من ابناءه و بناته ومعظمها من ابنته بتول.