مصطفى بن أحمد بن يلس التلمساني (1318 هـ - 1383 هـ / 1900 - 1963م)، ولد في مدينة تلمسان وتوفي في الجزائر (العاصمة). عاش في الجزائر.
تلقى تعليمه الأولى في المدرسة الإسلامية بمدينة تلمسان (أقصى الغرب الجزائري)، ثم انتقل إلى الجزائر العاصمة رغبة منه في استكمال دراسته؛ فالتحق بالمدرسة الثعالبية الرسمية التي كانت تستقطب النخب المتعلمة المحظوظة اجتماعيًا واقتصاديًا فأكمل تعليمه النظامي الذي كانت تتيحه أمثال هذه المدارس. عمل مدرسًا من قبل الإدارة الفرنسية في مدينة سيدي بلعباس، ثم انتقل إلى الجزائر العاصمة ليحظى بمنصب مدرس امتياز. ظل يشغله في الجامع الكبير حتى توفي.
الإنتاج الشعري
- نشرت له مجلة «هنا الجزائر» عددًا من القصائد منها: قصيدة: «صرخة إلى الشعب»، وله قصيدة بعنوان: «في بحيرة كومو» - مجلة هنا الجزائر - عدد 69 عام 1958.
يدور ما أتيح من شعره حول الحث على النهوض واللحاق بركب التقدم العلمي. يشكو ضعف الأمة، وهوانها في العالمين، وله شعر في وصف الطبيعة. يميل إلى التأمل، واستحضار الصورة. اتسمت لغته بالمرونة، وخياله بالفاعلية والنشاط. التزم الوزن والقافية فيما أتيح له من الشعر. .
عناوين القصائد:
في بحيرة كومو
صرخة إلى الشعب
في بحيرة كومو
ركبنا على متن البحيرة ساعةً وأمواج أُنسِ النفسِ عفوًا تدفَّقُ
وزورقُنا يجري لشَقِّ ميـهها وأرواحُنا نشوى وللأُنس تعشق
تدور علينا فَينةً بعد فينةٍ مباهجُ ألواح الطبيعة تُشرِق
فصفحةُ وجه الماء تبسُم كلّها يداعبها مَسُّ النّسيم فتخفق
وبها علا وهج الشّروق تشكّلت عقود اللآلي أبيضٌ ثم أزرق
وفي جنبات الماء من كل جانبٍ مناظر حسنٍ كلها فيه رونق
جبالٌ تسامت والنّسيم يزيدها جمالاً وركن الحسن فيهن شيِّق
وتنهل ماء البحر من كل ساحلٍ قصورٌ وجنّاتٌ شذاهنَّ يعبَق
وتختلف الألوان فيها وسحرها أنيـقٌ دقيقٌ مستبِدٌّ وريِّق
قد انتشـرت فوق الرّفوف منازلٌ بدائعُ فنٍّ عمَّ فيها التأنُّق
تُخيِّل للرائي لحسن أتساقها عوانسُ فنٍّ تشـرئبُّ فتُعشق
مزيجٌ من الألوان سحر طبيعةٍ جمالٌ من الأكوان يسبي ويُقلق
وحَيث نظرنا راقنا حُسنُ منظرٍ ومرّت بنا الألواح تجري وتسبِق
وكانت مرائينا سفيرةَ قلبنا فكان له منها الهوى والتقلُّق
وكيف تردّ النّفس هـائجَ حبها وقد سامها خَسفًا وزاد التّشوق
دعـاهـا نَبيُّ الحبّ دعوة ناصحٍ فقامت تلبّي أمره وتُصدِّق
وهامت غرامًا بالجميل وأسرعت إلى كل صنفٍ منه ترنو وترمق
وما كل معشوقٍ مليحٌ وإنما تصاب قلوب العاشقين فتَعشق
لكَ اللهُ من قلبٍ تحمّل في الهوى ثِقال العوادي في السويداء تطرُق
صرخة إلى الشعب
عـلا صـوتُ الـحقـيـقة يبتلـيـنـــــــــا بـه الـمـولى فهل مـن سـامعـيـنــــــــا ألا يـا قـومُ ويحكـمُ استفـيـقـــــــــوا فقـد بـزغت شمـوس العـالـمـيـنـــــــــا أرى الأقـوام قـد سـادوا وشـــــــــادوا وأعـلـوا للعـلا صرحًا متـيـنـــــــــــا بتدبـيرٍ وعـلـمٍ واختـــــــــــــــــراعٍ وآلات كأيـدي الـمعجزيـنـــــــــــــــا ومـنطـاد يشق الجــــــــــــــــــوّ شقّاً ومـا بردَتْ صدور الطـائريـنـــــــــــــا وغواصٌ يغوص الـبحـر عــــــــــــــــمقًا ويعبث سـابحًا بـالسـابحـيـنــــــــــــا وأجهـزةٌ لـتبـلـيغٍ ونشـــــــــــــــــرٍ وتقـريب الـمدى للشـاسعـيـنــــــــــــا فلـو كـنـا أصـبنـا السـرّ مـنهـــــــــا لأدركـنـا ضجـيج الطـائفـيـنـــــــــــا ولكـــــــــــــــــــنّا أضلّ النّاس جهلا ومـن لك بـالعُمـاة الجـاهلـيـنـــــــــا وصرنـا أضعفَ الأقــــــــــــــــوام طُرًا وصرنـا مأكلاً للآكلـيـنــــــــــــــــا وصرنـا مـصدر الأشـرار لـمـــــــــــــا أبـيـنـا شِرعة الإسلام ديـنــــــــــــا وصرنـا لعبة الجُهّال لـمــــــــــــــــا رضـيـنـا شِرعة الـتّقسـيـم فـيـنــــــــا ألا نظرًا لـتـاريـخٍ مـجـيــــــــــــــدٍ لنُرجعَ بعض مـجـد الأولـيـنـــــــــــــا كفى هـذا السّبـات وكـان عــــــــــــارًا عـلـيـنـا النـومُ وسط النـاهضـيـنــــــا فصـونـوا الأصل والعـرفـان كــــــــي لا تضـيع حـيـاتكـم فـي العـالـمـيـنــــــا كأنـي بـالـحسـاب وقـد أقـيـــــــــــمت قـيـامتُنـا ومـا مـن شـافعـيـنـــــــــا وهـذا أحـمدُ الـمختـار يـدعــــــــــــو وربّ العـرش قـاضـي الـواقفـيـنـــــــــا فـمـا قـدّمتـمُ وبـمـا اعتصـمتــــــــــمْ فلا مَنجًى بـمـال أو بنـيـنـــــــــــــا ولكـن النجـاة بفضل عـلــــــــــــــــمٍ وتقـوى الله خـيرُ الـحـاكـمـيـنــــــــا هلـمّوا يـا بنــــــــــي الإسلام واسعَوْا وغذّونـا بعـلـم الراسخـيـنـــــــــــــا وأحـيـوا ذكر آبـــــــــــــــــاءٍ كرامٍ تـنـالـوا العزّ والنّصر الـمكـيـنـــــــا وأعـلـوا قـدرنـا شـرفًا وعـلــــــــــمًا فإن العـلـم تـاج العـارفـيـنــــــــــا وأحـيـوا بـيـننـا لغةً تجلـــــــــــــت بـلاغتهـا كتـابًا مستبـيـنـــــــــــــا فسـوف تـرون مـا نقـوى عـلـيـــــــــــه فقـد هـان العَنـا للنـابـهـيـنـــــــــا
مصادر الدراسة:
1 - أبوالقاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي (جـ8) - دار الغرب الإسلامي - بيروت - لبنان 1998.
2 - محمد بن رمضان شاوش: باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان - ديوان المطبوعات الجامعية - الجزائر 1995.
3 - محمد بن رمضان شاوش والغوثي بن حمدان: إرشاد الحائر إلى آثار أدباء الجزائر - وزارة الاتصال والثقافة - الجزائر 1999