تشكل المطبخ الأبخازي على مدى مئات السنين تحت التأثير المباشر من العوامل الطبيعية و الاجتماعية و الاقتصادية, فقد لعبت ممارسة الأبخاز للزراعة و تربية الحيوان دوراً كبيراً في تحديد النظام الغذائي من الحبوب (الذرة,الدخن) و الألبان و الأجبان. أما الظروف المناخية المناسبة لزراعة العنب, الجوز اليوناني, الشمام, البطيخ و الكثير من الفواكه و الخضار الأخرى, جعلتها مكونات أساسية في أطباق المطبخ الأبخازي. من العلماء المختصين بالقوقاز الشهيرين شيلينغ قال : طعام الأبخاز بالمقارنة مع شعوب شمال القفقاس يتميز بشخصية مختلفة, في شمال القفقاس يستعملون اللحوم بشكل أكبر بالإضافة للزيوت و المكونات المشابهة, أما هنا (عند الأبخاز) تسود الفواكه, التوت, الجوز, النبيذ و مشتقات الحليب. و الأطباق المفعمة بالفلفل الحار بشكل استثنائي. في المطبخ الأبخازي هناك مفهومان أساسيان. (أغوخ) و هو الطعام المحضر من طحين الحبوب و (أتسفا) جميع ما يحضر بجانب الـ(أغوخ). الطبق الأساسي من دقيق الحبوب هو (الماماليغا) حالياً يحضر من دقيق الذرة لكن سابقاً كان يحضر من دقيق الدخن, و يحضر الخبز أيضاً من دقيق الذرة, و يرافق الماماليغا الجبن أو الجوز أو العسل, فهناك الماماليغا المحضرة بالحليب و تقدم مع الجبن, و الماماليغا المحضرة بزيت الجوز و تقدم مع سوس الجوز, و الماماليغا مع العسل و التي تعتبر نوعاً من الحلويات. طحين القمح يأتي بالأهمية بعد طحين الذرة في المطبخ الأبخازي, فيحضرون منه الفطائر بالجبن و الحلويات الشرقية التي تقدم بجانب الأطباق الأساسية. و تستعمل الخضار بشكل واسع في المطبخ الأبخازي كالفاصولياء, الكرنب, الشوندر و الملفوف, و تستعمل الأعشاب المختلفة للزينة و إضافة النكهة كالقراص, القطيفة, البقدونس البري, البقلة و نبات الفشاغ بالإضافة للكستناء, الجوز, البصل الأخضر, الثوم, الخيار, الفجل و اللفت و تنتشر في أبخازيا المخللات كمخلل الخيار و الطماطم و الكرنب و العديد غيرها. تحظى باهتمام كبير في المطبخ الأبخازي الـ(أدجيكا) و هي صلصة مكونها الأساسي الفلفل الأحمر و تمتاز بطعم حار جداً, تستعمل بتحضير السلطات و تستهلك مع اللحوم و الأجبان و الشمام, و هي مكون أساسي في تحضير صلصات حارة أخرى من الخوخ, الكرز, البرباريس, التوت البري, الرمان, العنب الأخضر و الطماطم إلخ... تعتبر الأدجيكا من أهم السمات المميزة للمطبخ الأبخازي بالإضافة للجوز المستعمل بشكل واسع جداً تلعب أيضاً مشتقات الحليب دوراً كبيراً في المطبخ الأبخازي, يستهلك بالغالب حليب الماعز أو الجاموس و الذي يحضر منه المشروبات الاحتفالية مع العسل و مع الماء كاللبن الحامض, كما تحضر الأجبان بأصناف و نكهات مختلفة بشكل واسع. من اللحوم تحضر الأطباق العديدة, أكثر اللحوم استخداماً هي لحوم الطيور الداجنة كالدجاج و الديك الرومي و بشكل نادر الوز و البط, تنتشر أيضاً الأطباق المحضرة من لحوم الماعز, الغنم, البقر و الخنزير. و يقدم معها الأدجيكا و الصلصات الحارة الأخرى و الأجبان. الأسماك تقريباً لا تستعمل في المطبخ الأبخازي, و أيضاً يغيب لحم الخيل و المحار و الفطر و السرطانات و أيضاً الأطباق السائلة الساخنة (الحساء).