الرئيسيةعريقبحث

معاهدة السلم الدائم في عام 1853


أتت معاهدة السلم الدائم بعد الهدنة البحرية في عام 1843 والتي استمرت عشر سنوات (1843 - 1853)، وزادت المعاهدة من الأمن البحري في الخليج العربي. وبسببها أصبح لبريطانيا مركز مهم في تلك المنطقة، فازداد نفوذها إلى أن أصبحت تمثل في أوائل الخمسينات من القرن التاسع عشر الميلادي في نظر شيوخ الساحل المهادن القوة المسؤولة عن حماية نظام الهدنة والملزمة بالدفاع عنهم ضد أي خطر يتعرض له أحدهم.

التاريخ

أصدرت حكومة الشركة البريطانية في بومباي تعليماتها إلى الكابتن كيمبال الذي خلف الكابتن هنيل في منصب المقيم البريطاني في بوشهر ليقف على مدى رغبة شيوخ الساحل المهادن في تجديد الهدنة بعد انتهائها في 31 مايو عام 1853 على أسس دائمة أو لمدة محدودة، فأرسل كيمبال إلى شيوخ في أواخر عام 1852 يطلب منهم تحديد موافقتهم إزاء ذلك الموضوع. فجاءته الردود متباينة بين موافق على تلبية رغبات المقيم البريطاني، وبين من يطلب تأجيل البت في الأمر إلى أن يقوم المقيم بزيارته الدورية للساحل.و عندما اجتمع الكابتن كيمبال بالشيوخ في زيارته الدورية أبدوا رغبتهم في تجديد الهدنة البحرية على أسس دائمة. وفعلا تم توقيع معاهدة السلم الدائم في الرابع من مايو عام 1853 وتضمنت معاهدة السلم الدائم لعام 1853 على المقدمة وثلاثة بنود. ففي المقدمة أكد الموقعون وهم :

الشيخ سلطان بن صقر القاسمي زعيم القواسم

الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان زعيم بني ياس

الشيخ سعيد بن بطي آل مكتوم زعيم دبي

الشيخ حميد الثاني بن راشد النعيمي زعيم عجمان

الشيخ عبد الله بن راشد المعلا زعيم أم القيوين

على فوائد التي تحققوا من جودها بفضل الهدنة البحرية والمساوئ التي تحدث في مواسم صيد اللؤلؤ عندما لم تكن ثمة هدنة.

أما عن البنود الثلاثة فهي كا لآتي :

  • البند الأول : التوقف التام عن الأعمال العسكرية في البحر من قبل كل الأطراف اعتباراً من مايو عام 1853.
  • البند الثاني : قيام كل شيخ بالقصاص من أي من رعاياه إذا اعتدى على رعايا شيخ آخر.
  • البند الثالث : ابلاغ المقيم البريطاني في الخليج ومقره بوشهر بأي اعتداء يقع في البحر. كما تقوم بريطانيا بمراقبة الأمور والعمل على تنفيذ بنود المعاهدة.

و منذ ذلك التاريخ عرف الساحل العربي من الخليج باسم الساحل المتصالح أو الساحل الصلح البحري. ومما يستلفت النظر في تلك المعاهدة أن الحاكم البريطاني العام في الهند قد وقعها بنفسه على عكس الأمر بالنسبة لجميع الاتفاقيات السابقة التي كان يوقعها المقيم البريطاني في الخليج العربي ومقره بوشهر نيابة عن حكومته مما يعطي لهذه المعاهدة دلالات ومؤشرات مهمة يتضح منها مدى اصرار بريطانيا على فرض سيطرتها ونفوذها على الساحل المتصالح.

مراجع

المصادر

  • شركة الهند الشرقية البريطانية ودورها في تاريخ الخليج العربي (1600 - 1858) للمؤلف د.علي عبد الله

موسوعات ذات صلة :