معجم الأدباء واحد من أبرز كتب التراجم، تشتمل النسخة المطبوعة منه على زهاء ثمانمائة ترجمة، موزعة على نحو 33 طبقة، من نحويين ولغويين ونسابين وقراء وأخباريين ومؤرخين ووراقين وكتاب، وأصحاب رسائل مدونة، وأرباب خطوط منسوبة معينة، وكل من صنف في الأدب تصنيفاً أو جمع في فنه تأليفاً.
لم يتوصل الباحثون إلى ما يزيح النقاب عن سبب ما لحق الكتاب مما أخرجه عن منهاجه. فمن قائل: إن يداً دست فيه صفحات من معجم الشعراء لياقوت نفسه، إذ ليس في شرط الكتاب أن يذكر الشعراء، فكيف تكون فيه ترجمة للبحتري، ولا تكون لأبي تمام. ومن قائل: إن ياقوت لم يتمكن من تبييض الكتاب، بل لم يتمكن من إتمامه، ولم يف بما وعد به في مقدمته من ذكر ألقاب الأدباء في آخر كل فصل. ومن قائل: إن الكتاب الذي بين أيدينا ما هو في الحقيقة إلا إحدى مختصرات معجم الأدباء، وإلا كيف يصح أن يهمل ذكر ابن المقفع والأصمعي وعبد القاهر الجرجاني وأبي البركات الأنباري والزجاجي، وكل هؤلاء ممن أول اسمه حرف العين، فكيف ببقية حروف المعجم. وعثر الدكتور إحسان عباس على مختصر للتكريتي سماه "بغية الألباء من معجم الأدباء" فهاله وجود ترجمات كثيرة لا وجود لها في الأصل المطبوع من معجم الأدباء وهي طبعة مرغوليوث سنة 1907م ومع أن كتاب "بغية الألباء" يقع في 238 ورقة فقد عثر فيه على 160 ترجمة لا وجود لها في الأصل، ولاحظ أنه لم ترد في المختصر ترجمات لمن انفردوا بالشعر، وهذا يعني أن التكريتي اطلع على نسخة سلمت من الاختلاط بمعجم الشعراء المفقود، وكان د. مصطفى جواد أحد السابقين إلى التنبيه إلى هذه الحالة، في مقالات نشرها تباعاً في مجلة المجمع العلمي العراقي ثم جمعها في كتاب :الضائع من معجم الأدباء" ويضم 46 ترجمة، وهي غير التراجم المشار إليها في مختصر التكريتي، وقد أتى د. إحسان عباس بالحديث عن كل ذلك مفصلاً في مقدمته لنشرته لمعجم الأدباء 1993م وتبين له لدى مراجعة مخطوطة كوبريللي التي اعتمدها مرجليوث أن ترجمة ابن نصر (ورقمها 821) ساقطة من طبعة مرجليوث سهواً.
كان ياقوت قد أقسم ألا يسمح بإعارة هذا الكتاب ما دام في مسودته، وحرص على إبقائه في مسوداته كي يبر بقسمه، وبخل به حتى كان كما يقول (1/ 58) بمنزلة الروح في جسد الجبان. وننبه هنا إلى أن الكتاب طبع لأول مرة سنة 1907م.